يستعد الفنان زين الدين بوشعالة لفتح مدرسة متخصصة في الأغنية العيساوية بقسنطينة، و ذلك من أجل تعليم الشباب أصول الغناء الصوفي القسنطيني، و من المنتظر أن يتخرج منها سنويا عدد من الشباب كي يشكلوا فرقا للعيساوة بالمدينة، حفاظا على التراث.
أرجع الفنان زين الدين بوشعالة فتور الأغنية العيساوية في قسنطينة،  للصراعات القائمة بين فناني مدينة قسنطينة عموما ، ومغنيي  هذا الطابع الغنائي، واصفا إياها بالاختلافات "التافهة" ، و من المفروض ألا تؤثر على الفن، و تأسف لذلك، وقال أنها أثرت و ساهمت في حجب بريق الأغنية العيساوية.
الفنان وصف طابع  العيساوة، بأنه فن منفتح و لا يمكن حصره في أشخاص بعينهم، لأنه فن يسع الجميع و قابل للتطوير، و تحدث عن ضرورة إشراك الشباب في الأغنية العيساوية، و تلقينهم أصولها، و هذا ضروري لاستمرارها، وتفادي اندثارها، بحكم موت الشيوخ الكبار، مشددا بأن تعليم هذا الفن أصبح ضرورة ملحة، مع تجديدها من خلال ضخ دماء شابة ، لضمان استمراريتها لعقود أخرى.
زين الدين بوشعالة دافع عن تنظيم مهرجان الأغنية العيساوية بميلة و اعتبرها مدينة من مدن الأغنية  العيساوية  تضم مستمعين للطابع الصوفي التراثي، و يعرفون قصائده، لأن ميلة لا تبعد كثيرا عن قسنطينة و لها علاقات موسيقية قديمة مع العيساوة، مضيفا بأن كل مهرجان يقام للعيساوة هو خطوة نحو تكريس التراث السماعي و تقريبه أكثر من الجمهور، خاصة وأن للعيساوة "حضرة" موسيقية يحبها المستمعون تركز على المشاهدة و متابعة كلمات الأغنية.
هذه الموسيقى صوفية، لبها روحاني، و تتطلب تصفية القلوب من أجل أدائها، فلا يمكن لمغنيي الصوفية أن تكون في قلوبهم أحقاد أو ضغينة لأي شخص في العالم، فشروط الروحانية مهمة لمغني الصوفية،كما قال بوشعالة، و أضاف بهذا الخصوص: "نتعلمها هنا في قسنطينة عن طريق الزوايا التي حفظت لنا فن العيساوة و أوصلت إلينا مجمل القصائد التي تمجد الله وتمدح نبيه".
محدثنا ذكر بأن كل قصائد العيساوة بريئة من الكفر أو الشرك بالله، كما يروج البعض، معتبرا بأن من لا يفهمون الصوفية، هم من يتهمونها ، و عليهم،حسبه، قراءة التاريخ و فهم علاقة المغرب العربي بالموسيقى الصوفية، و الإطلاع أكثر على اللب الحقيقي للعيساوة.
ابن مدينة قسنطينة تحدث بأن الأغنية العيساوية في الشرق الجزائري، تختلف قصائدها عن تلك التي يؤديها الفنانون ضمن طابع العيساوة التونسية، مضيفا "نؤدي في قسنطينة قصائد الشيخ أبو بكر بن محمد،و هو قسنطيني كتب عديد أغاني العيساوة المعروفة في منطقتنا، فالاختلاف يكمن في الطبوع، لكن هناك قصائد مشتركة تؤدى في كلا المدرستين، القسنطينية و التونسية.  الفنان اعتبر من جهة أخرى "الاقتباس"، حلا من الحلول الممكنة من أجل تطوير الأغنية العيساوية، لكنه تحدث عن ضرورة إتمام أداء القصائد الموجودة في العيساوة حاليا لأنها بحر كبير، لم يغص فيه الفنانون سوى لمسافة صغيرة على متن "السفينة".

حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى