تعالت أول أمس الزغاريد و عمت الفرحة وسط عائلة عبد الرحمان بن بوزيد بمدينة البرج، بعد تطليقها لمعاناة العيش وسط غرفة مهترئة بحي « لاقراف» لمدة تزيد عن  20 سنة، و استفادتها من شقة من 03 غرف، بحي 180 مسكنا بقرار من والي الولاية، الذي يكون قد اطلع على وضع هذه العائلة المعوزة، من خلال الروبورتاج الذي نشر في جريدة النصر قبل أيام فقط، و تزامن مع موجة التقلبات الجوية .
 و لم تسع الفرحة جدران المنزل الجديد، الكائن بالطابق الثاني من عمارات حي 180 مسكنا، بعدما دخله أفراد الأسرة المعوزة، أين تعالت زغاريد و أدعية الأم لتعانق عنان السماء، مبدية للجيران و كل من كان بالشقة، فرحها و سعادتها  بالحصول على المأوى الجديد الذي سيغير لا محالة وضعها الاجتماعي نحو الأفضل، بعدما عانت طيلة عقدين من الزمن من العيش إلى جانب أبنائها الأربعة و زوجها المصاب باضطرابات عقلية، داخل غرفة واحدة هشة و آيلة للسقوط  تتقاسمها مع الجرذان، ناهيك عن متاعبها في توفير القوت لأفراد عائلتها و الأدوية لزوجها و ابنها الذي يعاني من مرض الشقيقة و الحساسية، ناهيك عن معاناتها من تسرب المياه خلال فترات التساقط عبر تشققات الجدران و السقف إلى الغرفة. و قد سبق لجريدة النصر أن تطرقت للحالة الاجتماعية لأفراد هذه العائلة بالتفصيل قبل أيام، و تلقينا بعدها بيوم إتصال من مصالح الولاية للاستفسار عن عنوانها بالتحديد، ليتضح فيما بعد، أن والي الولاية قد أمر بتشكيل لجنة للتحقق من الوضع الاجتماعي للعائلة، و قد أكدت اللجنة في تقريرها وضعها المزري، ليتخذ بعدها الوالي قرارا بمنح العائلة مسكنا ، و أكدت مصادرنا أن هذا المسكن استرجع في إطار عمليات تطهير الاستفادات غير الشرعية للمتحصلين على سكنات اجتماعية، بعد بلوغ القضية للعدالة لقيام المستفيد السابق من المسكن بالتحايل و بيعه لأربع مرات متتالية، و التأكد من عدم أحقية استفادته منه.
و أكد ممثل عن الولاية خلال عملية الترحيل، أن الوالي اتخذ القرار في اطار التكفل بانشغالات المواطنين الذين يعانون من حالات اجتماعية قاهرة و استعجالية، لا تحتمل الانتظار لمدة أطول، مثلما اتخذ قرارا قبل يومين بمنح مسكن لفائدة شاب مقيم بديار الرحمة، في حين سيتم التكفل بجميع الحالات الأخرى خلال عملية توزيع أزيد من 2000 مسكن اجتماعي المرتقبة ببلدية البرج.
القرار الذي لقي استحسانا كبيرا من قبل أفراد العائلة و جيرانهم الذين اعترفوا بوضعهم الاجتماعي المزري، جسد يوم أمس الأول، بتنقل مدير النشاط الاجتماعي و ممثلين عن الولاية، و  متطوعين بالهلال الأحمر الجزائري تكفلوا بتوفير شاحنة لنقل أثاث العائلة، و تمت عملية الترحيل بمشاركة بعض المحسنين.
و في حدود منتصف النهار، و بعد عودة جميع الأبناء من مقاعد الدراسة، تنقل أفراد العائلة على متن سيارة تابعة لمديرية النشاط الاجتماعي إلى منزلهم الجديد،و هناك وجدوا أعوان ديوان الترقية و التسيير العقاري الذين قاموا طيلة الأيام الأخيرة، بإعادة تهيئة المسكن و طلاء جدرانه، كما وجدنا بعض الجيران في انتظارهم، لتعم الفرحة الجميع بعد الدخول للمنزل. و بدت حالة من الذهول الممزوج بالفرحة مرتسمة على وجوه الأبناء الأربعة، سيرين، صهيب، عيسى و محمد الشريف، و كأنهم لم يصدقوا نهاية كابوس العيش بالمنزل القديم، خاصة و أن الشقة الجديدة تتسع لثلاث غرف و تضم بهوا تفوق مساحته مساحة الغرفة التي كانوا يقطنون بها، بالإضافة إلى المطبخ و المرش و شرفتين، إحداهما بالواجهة المطلة على المدخل الرئيسي للعمارة و الشرفة الأخرى من ناحية غرفة الاستقبال المطلة على الطريق المؤدي إلى بلدية مجانة، بالقرب من مسجد القرية.
و أكدت ربة البيت و زوجها الذي وجدناه في حالة نفسية و عصبية أفضل من المرة الفارطة التي تنقلنا فيها للإطلاع على وضع العائلة بالمسكن القديم، أنها لم تصدق تطليقها لمعاناة العيش في الكوخ القديم، و حصولها على هذا المسكن الجديد، مبدية سعادتها الكبيرة لما وجدته به، كونها لم تكن تتصور أن تستجيب السلطات لندائها و صرخاتها التي لم تتوقف طيلة سنوات، قبل أن تجد آذانا صاغية من قبل المسؤول الأول بالولاية، كما أعربت عن ابتهاجها بتطليق حياة الضيق و استبدالها بالعيش وسط مسكن  به ثلاثة غرف و مختلف المرافق ، و عبرت عن شكرها لجميع من ساهم في إدخال الفرحة على قلوب أفراد العائلة و أخرجهم من دائرة المعاناة التي لازمتهم لمدة تفوق العشرين سنة، و توجهت بشكر خاص لوالي الولاية. و عبر الابن الأكبر صهيب عن فرحته بالتفاتة السلطات، و راحت نسرين، التلميذة المجتهدة التي تدرس بالقسم الأول من التعليم الابتدائي، تحتضن والدها داخل المنزل الجديد في مشهد دمعت له عيون امرأة محسنة، سبق و أن نقلت صرخة هذه العائلة إلى مصالح الهلال الأحمر الجزائري، فيما نسي محمد الشريف معاناته من مرض الشقيقة  و اندمج في حالة الفرح التي عمت الجميع. و تجدر الإشارة إلى أن العائلة تلقت وعودا من طرف بعض المحسنين للتكفل بتأثيث المنزل، و لقيت الإلتفاتة كل الترحيب من قبل الجيران الذين سارعوا بتهنئتهم .
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى