* اللهجة تعيق تسويق الإنتاج  الفني الجزائري
 أكدت كاتبة سيناريو المسلسل الدرامي "قلوب تحت الرماد" فاطمة الزهراء لعجامي، بأن هذا العمل يختلف تماما عن أعمالها السابقة، كاشفة عما تخبئه الحلقات القادمة، حيث قالت بأن البطل خليل سيتوفى قتلا، فيما سيتعرض يحيى لمحاولة اغتيال، كما تحدثت في حوارها مع النصر، عن المشاكل التي يواجهها كُتاب السيناريو بالجزائر، و عن أسباب فشل بعضهم في هذا المجال.
حاورتها: أسماء بوقرن
. النصر: بداية...وُجهت انتقادات لسيناريو مسلسل " قلوب تحت الرماد " الذي يعرض حاليا عبر التلفزيون الجزائري، و قيل بأنه نسخة من سيناريوهاتك السابقة... ما ردك؟
ـ فاطمة الزهراء لعجامي: لا..غير صحيح، سيناريو "قلوب تحت الرماد" مختلف تماما عن السيناريوهات التي سبق و أن كتبتها في المسلسلات الدرامية الأخرى، فهو يعتبر قصة اجتماعية معمقة، مستلهمة من واقع جزائري مختف نوعا ما، وتتحدث عن تبييض الأموال و التفكك الأسري، و مدى تأثير كل منهما على الآخر، كتبته بأسلوب جديد و ركزت فيه على عنصر التشويق.
. الدراما الجزائرية تعاني من ضعف الإنتاج، فهل يرجع ذلك إلى نقص في الكفاءات؟
ـ إطلاقا، نقص الإنتاج ليس له علاقة بكُتاب السيناريو، فالجزائر غنية جدا بالكتاب و المخرجين و بالموهوبين في هذا المجال، لكن المشكل يكمن في الجانب المادي، إذ تغيب في الجزائر ثقافة الإستثمار في مجال الفن و الإنتاج الدرامي، حيث يخاف المستثمرون من الفشل و المغامرة بأموال ضخمة، من أجل عمل من المحتمل ألا ينجح، خاصة في بلادنا، إذ نلاحظ في البلدان العربية كمصر مثلا، أنها تتميز بكثرة الإنتاج الدرامي، الذي يستثمر فيه أصحاب المال الذين يشرفون بدورهم على الترويج لمنتوجهم لمعرفة و تقييم مدى إمكانية نجاحه، و هذا ما يغيب عندنا، حيث يفضل الكثيرون الاستثمار في السلسلات الفكاهية و ليس  المسلسلات الدرامية.
. لماذا ينفر أصحاب المال من الاستثمار في الإنتاج الدرامي حسب رأيك؟
ـ بسبب توجه المستثمرين في الجزائر إلى الإنتاج الفكاهي بدل الدرامي و يرجع ذلك أولا، إلى كون الأعمال الفكاهية، غير مكلفة مقارنة بالمسلسلات الدرامية، التي تتطلب ميزانية ضخمة و إمكانيات هائلة، كما أن الإنتاج في الجزائر مناسباتي و يرتبط بالشهر الفضيل، و السلسلات الفكاهية تحقق نسبة مشاهدة عالية في رمضان خلافا للدراما، لكون المشاهد في هذا الشهر "غير صبور" و لا يتحمل متابعة مسلسل درامي و يفضل الفكاهة و الترفيه.
. هل نفهم من كلامك أن المسلسلات الدرامية لا تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة في رمضان؟
ـ لا، لا أقصد هذا بالضبط، هناك نسبة مشاهدة عالية للمسلسلات الدرامية في رمضان، لكن الاهتمام يكون منصبا على الأعمال الفكاهية، نظرا لابتعادها عن الجدية و مشاهد الحزن، و هو ما لاحظته في السنوات الماضية، فمثلا مسلسل "حب في قفص الاتهام"، حقق نسبة مشاهدة أكبر بعد رمضان، عندما أعيد بثه.
. يرى البعض أن كتابة السيناريو بالجزائر غير متقنة و غير واقعية، و لا تفرض توحيد اللهجة...ما رأيك؟
ـ لا يمكن تعميم ذلك، فأنا شخصيا و قبل كتابة أي سيناريو، أقوم بدراسة سابقة أتقصى من خلالها كل ما له علاقة بالموضوع، و أحاول الإلمام بكل جوانبه، من خلال التقرب من الفئات التي لها علاقة بالظاهرة التي سأعالجها، لكي تكون كتاباتي واضحة و منطقية و تتماشى مع الواقع الجزائري المعيش، و الدليل أن جُل كتاباتي كانت ناجحة، لكن هناك فئة من الكتاب تريد أن تنجح نصوصها، و تحظى بالقبول، في الوقت الذي لا تبذل أي جهد من أجل تحقيق ذلك، فالسيناريست الذي لا يتعب و لا يحاول و لا يدرس موضوعه جيدا، لا يمكنه أن ينجح.
و بخصوص اللهجة، حقيقة تعتبر مشكلة عويصة في الإنتاج الدرامي الجزائري، نظرا لتعدد لهجات الممثلين التي نحرص على توحيدها في كل عمل، حتى تكون لهجة سليمة و مفهومة، إلا أن لهجة كل ممثل تطغى على لغة الحوار، حيث نلاحظ أن داخل العائلة الواحدة في المسلسل توجد لهجات عدة، و أشير إلى أن هذا يُعتبر من بين الأسباب التي أعاقت تسويق أعمالنا و ولوجها عالم المنافسة.
. السيناريست في الجزائر لا يلجأ للروايات في كتاباته بالرغم من أنها متوفرة بكثـرة و فيها من حققت نجاحا..ما سبب ذلك؟
ـ ليست كل الروايات تصلح للاقتباس، خاصة لتحويلها إلى مسلسل، حيث يعتمد جلها على شخصية أو اثنتين، لهذا يحتاج كاتب السيناريو، أولا لأخذ الموافقة من الكاتب الحقيقي للقصة حتى يكتب السيناريو، و لإدخال تعديلات أيضا، و لكن الاقتباس جميل و الأجمل أن يكون للكاتب خيال واسع يسافر من خلاله بالقارئ و المتفرج إلى عالم الأحلام، فالدراما و كل ما تحتويه من قصص و ديكورات هي عبارة عن حلم. و قد سبق لي و أن اقتبست من قصة للكاتب سفيان بن زرارة سيناريو مسلسل "حب في قفص الاتهام".
. سيناريوهاتك اقترنت بأعمال المخرج بشير سلامي...هل يعتبر ذلك صدفة؟
ـ أول عمل لي مع المخرج كان صدفة، من خلال مسلسل "دموع القلب" في  سنة 2012، و بعد نجاحه عملنا معا "أسرار الماضي" الجزء الأول، و أعمالي لم تكن جلها مع المخرج بشير سلامي، فقد عملت مع المخرج الكبير عمار تريبش مسلسل "نور الفجر" بطولة نضال و محمد عجايمي سنة 2013، وكذا مع مخرج شاب في سلسلة "دالتي" سنة 2015 .
. هل لك أن تكشفي لنا ما تحمله الحلقات القادمة من مسلسل "قلوب تحت الرماد"؟
ـ لا يمكنني أن أكشف عن كل ما تحمله الحلقات القادمة من المسلسل، أترك ذلك مفاجأة للجمهور، لكن سأخص النصر ببعض التفاصيل ، حيث أن "خليل" الذي يؤدي دوره الممثل مصطفى لعريبي سيتوفى، و "يحيى"  الذي يتقمص دوره الممثل طاهر الزاوي سيتعرض لعملية اغتيال، و قد حاولت أن أبرز من خلال هذا المسلسل مدى تأثير تبييض الأموال على التفكك الأسري، و بالأخص على الأبناء، و السبل التي تنتهجها الأم لاسترجاع بناتها، و التي تصل إلى درجة استغلال النفوذ.
. كيف تقضين أيام الشهر الفضيل ؟
ـ أقضيها في البيت، رفقة والدتي و أختي، أتفرغ للطبخ و الأعمال المنزلية، و مشاهدة القنوات الفضائية.
.في الختام...ما هي مشاريع ابنة باتنة المستقبلية؟
ـ أدرس حاليا رواية محمد بن خروفة "رحلة شتاء" التي نالت جائزة علي معاشي، لتحويلها إلى عمل تلفزيوني.

الرجوع إلى الأعلى