عمي المختار.. حمل أكثر من 50 عروسا على الأكتاف عبر المرتفعات و الشعاب
 أسندت إلى عمي المختار شوشاوي، و هو من أعيان منطقة عين الدفلى،  مهمة تجسيد عادة «خطاف العرايس»، نظرا لبنيته المورفولوجية القوية التي تمكنه من حمل العرائس عبر مسافات بعيدة، يقطع خلالها المرتفعات و الشعاب و المنعرجات،  فحطم رقما قياسيا في ممارسة هذه المهمة، بنقل أكثر من 50 عروسا، إلى منازل أزواجهن حملا على الأكتاف.  يعد عمي المختار الذي تجاوز عتبة السبعينات من العمر، من بين الشخصيات المحلية الشهيرة التي أوكلت  لها مهمة «خطف العرايس «، بمعنى حمل العروس و المشي بها على مسافة طويلة، إلى غاية الوصول بها إلى بيت الزوج، فحطم الرقم القياسي بحمله لأزيد من 50 عروسا في فترة السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي، وأكد عمي المختار بأنه ليس بإمكان أي شخص، القيام بذلك، إلا إذا كان يمتلك بنية قوية تؤهله لحمل العرائس اللائي تختلف أوزانهن وأحجامهن، و أجمع الناس على إخلاصه وحسن نيته، فالثقة، كما قال، عربون لا يمكن تجاهله في مثل هذه العادات المرتبطة بالعرض و الشرف . انتشرت هذه العادة في سنوات السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي، حسب محدثنا، بسبب انعدام الطرقات و المسالك المؤدية إلى المنازل بمنطقة عين الدفلى، خاصة في الأماكن التي تقع بالمرتفعات الجبلية، حيث يصعب  وصول المركبات وحتى الخيول و الدواب إليها، الأمر الذي تطلب اختيار رجل مفتول العضلات، متمرس على صعود المرتفعات، و يحسن التعامل مع المنعرجات و الالتواءات دون التعثر بالعروس،  و إلا حرم  من أتعابه وفقد حرفته ومكانته بالمجتمع.  أضاف محدثنا بأن  مساره في ممارسة عادة و حرفة «خطاف العرايس «تكلل  بالنجاح، رغم محاولات بعض الأشخاص وضع المتاريس أمامه، لإجهاض محاولة وصوله إلى المكان المنشود الذي يقع فيه بيت العريس، لحظة الوصول كانت بمثابة انتصار على الصعاب، حيث كانت تقدم، كما قال عمي المختار، له   ما لذ و طاب من المأكولات والمشروبات و يدفع له نظير ما يسمى الزيارة عبارة عن مبلغ من المال حسب إمكانيات وقدرات كل عائلة،فيما يتولى بعد ذلك أخذ العروس إلى المكان المخصص لها بإحدى زوايا البيت، طفل صغير لا يتجاوز عمره  10 سنوات من بين أبناء العائلة، كما يقوم بمهمة سحب البرنوس   بقوة إلى الأعلى بفمه و أسنانه، كاشفا عن وجه العروس التي لا تظهر للعيان إلا يوم الزفاف، بمن فيهم الزوج. و ينال بعد ذلك الطفل المحظوظ قطعة لحم مميزة تسمى محليا « العبوز « التي يلتف فيها اللحم مع العظم، كمكافأة على مهمته . عادة «خطاف العرايس»، كما قال عمي مختار، متأسفا على أيام الزمن الجميل، تلاشت لعدة عوامل وأسباب من بينها تعبيد المسالك و الطرقات، و بالتالي سهولة   وصول موكب العروس إلى غاية باب منزل العريس،فضلا عن رفض بعض الأزواج لهذه العادة التي يرون بأنها تمس رجولتهم و كرامتهم ، كما أنها تتنافى وديننا الحنيف، خصوصا إذا أسندت مهمة حمل العرائس إلى أشخاص غرباء، خارج دائرة المحارم،خاصة و أن التغيرات السريعة التي يشهدها هذا العصر أثرت على  مظاهر إقامة الأفراح  و الأعراس.  

   هشام. ج

الرجوع إلى الأعلى