استطاعت الحديقة المائية أو الآكوا بارك "المارينا دور" الواقعة بشاطئ العربي بن مهيدي بولاية سكيكدة، أن تكسر الرتابة والروتين الذي يميز النشاط السياحي في الجزائر،  باستقطابها للمئات من المصطافين والعائلات المغتربة التي توافدت عليها بغية الاستجمام والإستمتاع بالمنزلقات المائية والفقرات التنشيطية التي يشرف عليها مختصون تونسيون. المارينا دور يعد مرفقا سياحيا بامتياز، حيث أنه يعتبر الأكبر من نوعه عى المستوى الوطني والوحيد في الشرق الجزائري، كما أكد مالكه بأن المشروع أنجز كتوسعة لفندق تابع لنفس المؤسسة، بغية توفير وتحقيق جميع رغبات أفراد العائلة الواحدة. النصر زارت الآكوا بارك، وقضت ساعتين برفقة العائلات و الشباب واستطلعت آراءهم عنه، كما تحدثت إلى مالك الحديقة المائية و عاينت مختلف التجهيزات والمرافق، التي تتوفر عليها.
ربورتاج / لقمان/ق
نسعى إلى استقبال 1500 زائر يوميا
يقول المستثمر فريد رمضاني ومالك الحديقة المائية، بأن المشروع يعد   توسعة لفندق  الروايال توليب، حيث أنه يتوفر على مساحة تزيد عن الهكتارين كما يمتلك طاقة استيعاب تزيد عن 1500  زائر يوميا، لكنه أكد بأن الوصول إلى هذا العدد لا يزال غير ممكن حاليا، باعتبار أن الآكوا بارك، لا يزال في مراحله الأولى ولم يمض على فتحة سوى شهر فقط، إذ أنه ينتظر الحصول على نظرة شاملة حول قدرة المحركات والآلعاب وكذا المطاعم على الاستيعاب عن طريق استقبال ما لا يقل عن 700 وأحيانا 800 زائر يوميا، ومن ثم الوصول إلى الهدف المطلوب، بحسب قوله.
وتابع محدثنا، بأن الحديقة تمتلك خاصية فريدة من نوعها على المستوى الوطني باستخدامها لمياه البحر المعالجة في المسابح، كما تتوفر على 18 منزلقا مائيا لجميع الفئات العمرية، كما يضمن خدمات الإطعام من خلال أربعة مطاعم واحد إيطالي وآخر مكسيكي والثالث عالمي، بالإضافة إلى الأخير الذي يوفر المثلجات للزوار.
ولفت مالك الآكوا، بأن الخدمات المقدمة لا تقتصر على الاستمتاع بالألعاب والإطعام فقط، بل تتعداه إلى التنشيط الرياضي على أنغام الموسيقى العالمية، حيث أن الحديقة تتوفر على مسبح الأمواج" والذي يعد الوحيد من نوعه على المستوى الوطني، إذ يتولى التنشيط في الجانب الحركي والرياضي مختصون تم جلبهم من تونس" فالعملية مقسمة على فقرات تتغير كل 25 دقيقة، بتغير حركة الأمواج بالمسبح ونوعية النشاط.
التجهيزات جلبت من المصنع الذي أنجز أكبر آكوا بارك في العالم
ويؤكد محدثنا بأن التجهيزات التي تم اقتناؤها، تعد ذات مواصفات عالمية  سواء من حيث الجودة والآمان، حيث تم استيرادها من إسبانيا  من نفس المصنع الذي أشرف على إنجاز أكبر آكوا بارك في العالم بماليزيا، كما تولى متابعة إنجاز مكتب دراسات عالمي، في حين أشرف على عملية تصفية المياه ومعالجتها خبراء من النمسا، مشيرا إلى أن المرفق يغلق أبوابه على الساعة السابعة مساء ليعود إلى فتحها في التاسعة ليلا أمام العائلات، لقضاء سهرات ممتعة بحسب تعبيره.
وأضاف بأنه وخلال الأسبوع الأول من الافتتاح كان المرفق يستقبل جميع الفئات العمرية دون أي شرط، لكنه غير من استراتيجيته وأصبح يستهدف العائلات ويمنع المراهقين الذين تقل اعمارهم عن 18 سنة من الدخول إلا برفقة أوليائهم، لافتا إلى أن أزيد من 70 بالمائة من رواد الحديقة من العائلات، كما يستقبل يوميا أجانب ومغتربين.

خدمات راقية وتجهيزات عالمية تثير إعجاب المغتربين
 ووقفنا خلال جولتنا  بالحديقة على حرص القائمين على المرفق السياحي على تقديم خدمات راقية للزوار، حيث كان أعوان الامن منتشرين في جميع أنحاء المكان الذي يتوفر على عيادة طبية يتولى تسييرها ثلاثة أطباء وكذا مرشات عالية النظافة، بالإضافة إلى خزانات صغيرة بمفاتيح من أجل حفظ الملابس،كما وجدنا على كل منزلق مائي مجموعة من الأفراد يتولون عملية تنظيم الصعود والنزول منها، كما وفرت الإدارة أيضا أسرة وواقيات من الشمس لجميع الزوار.
وعبر العديد من المصطافين، الذين وجدناهم عن انبهارهم البليغ بنوعية الخدمات والتجهيزات التي تتوفر عليها الحديقة المائية، حيث ذكر جمال وهو أحد الزوار القادمين من ولاية قالمة، بأنه يقضي عطلته بمنزل بالقرب من شاطئ جان دارك الذي طالما ترتفع امواجه، قبل أن يتعرف على الحديقة التي قال بأنه يقصدها يوميا رفقة ابنتيه الصغريتين، لما توفره من ظروف الراحة و الاستمتاع، بحسب قوله.
وثمنت إحدى المغتربات نوعية هذا الإنجاز واعتبرته مكسبا للسياحة الجزائرية، إذ قالت بأن أصولها تعود إلى مدينة سكيكدة وكانت تجد صعوبة في قضاء العطلة، لكن خلال هذه السنة تغير الأمر بعد أن أصبحت تزور "الآكوا بارك" رفقة عائلتها بشكل دوري للإستجمام والتمتع باللعب في المنزلقات المائية، فيما كانت علامات الغبطة والسرور على الأطفال والشباب الذين كانوا بالحديقة،وتفاعلوا كثيرا مع الألعاب المائية والنشاطات الرياضية، التي كان يشرف عليها منشطون تونسيون.
ويرى شكري القادم من تونس والذي يعمل كمنشط في الحديقة، حيث سبق له وأن مارس نفس المهنة طيلة عشرة سنوات، بكل من تركيا ودبي ومصر، بأن هذه التجربة تعتبر جيدة بالنسبة إلى بلد يتوفر على إمكانيات سياحية مثل الجزائر، حيث اعتبر أن التنشيط والحركية بداخل الحديقة تصنع الحيوية وتوفر للمصطافين المتعة، لافتا إلى أنه قصد الجزائر باعتبارها بلدا خصبا في المجال السياحي ويتوفر على آفاق مستقبلية كبيرة،  كما أنه يعتبر نفسه في تونس نظرا لحفاوة وحسن استقبال الشعب الجزائري الذواق، بحسب تعبيره.
3 آلاف دينار للفرد على الأقل في يوم واحد
شكلت الأسعار والشروط التي تفرضها الإدارة في الدخول إلى الحديقة المائية، امتعاضا في أوساط العديد من المصطافين، حيث أن سعر الدخول للكبار يبلغ 1500 دينار و ألفي دينار في حال كانت الراية حمراء في البحر، فيما تمنح الإدارة الأطفال الذين يقل طولهم عن 96 سنتيمترا مجانية الدخول، كما تمنع إدخال أي مأكولات أو مياه الشرب إلى الحديقة.
ولا تقل أسعار الوجبة الواحدة بالحديقة عن 800 دينارا بالنسبة للبيتزا، كما يصل سعر الطبق الواحد إلى 1500 دينار، حيث ذكر أحد المواطنين بأنه صرف رفقة زوجته خلال يوم واحد ما لايقل عن 7 آلاف دينار، وهو مبلغ اعتبره مرتفعا، فيما ذكر آخر قدم رفقة ولديه وزوجته، بأنه أنفق حوالي مليون سنتيم.

تصوير شريف قليب

الرجوع إلى الأعلى