إقبال غير مسبوق على شواطئ الجهة الشرقية لجيجل
شهدت معظم شواطئ جيجل منذ بداية فصل الصيف إقبالا كبيرا من قبل المصطافين القادمين من شرق البلاد و مختلف الولايات الأخرى ، و تضاعف عددهم خلال الأسبوع الأول من شهر جويلية  بعد عيد الفطر مباشرة، ، و قد شهدت شواطئ الجهة الشرقية للولاية و المقدر عددها بثمانية شواطئ، ذروة الإقبال لما تمتاز به من خصائص مميزة ترتبط أساسا بجمال الطبيعة التي تجمع بين زرقة البحر و اخضرار الغابات ذات الأشجار الباسقة و الأراضي الخصبة، إلى جانب الينابيع و الأنهار و الجبال الشاهقة التي تغري بالسياحة الجبلية، و كذا النظافة و انخفاض كراء المنازل، مقارنة بمناطق ساحلية أخرى، يشكل عنصر جذب آخر لآلاف المصطافين الذين لا يزالوا يتوافدون على تلك الشواطئ الساحرة،  بحثا عن الراحة و الانتعاش و الهدوء و المتعة و الترفيه.
كريم طويل
من 2500 إلى 5000دج أسعار كراء عقارات تفتح الشهية
تستقبل شواطئ الجهة الشرقية لجيجل التي تمتد عبر أكثر من 16  كلم، و تجمع بين جمال البحر و سحر الطبيعة الغابية الخلابة ،  أعدادا هائلة من المصطافين، خاصة في ظل  انخفاض أسعار كراء المنازل ، إذ تقدر بكل من بلديات القنار، جيجل، الميلية و العنصر بـيـن 2500 دج إلى غاية 5000دج ، حسب نوعية المسكن المراد كرائه، ما يجعل الكثير من العائلات تتهافت على استئجارها لأيام أو أسابيع لقضاء عطلة مريحة.
 و يتهافت على هذه الشواطئ  شباب الولايات المجاورة كقسنطينة ، ميلة و حتى سكيكدة ، للاستجمام  و الترفيه طيلة النهار  أو أخذ  قسط من الراحة و المتعة، قبل أن يواصلوا رحلتهم إلى عاصمة ولاية جيجل، ثم يعودون في المساء إلى الولايات التي قدموا منها، حسب مجموعة من الشباب التقت بهم بالنصر.  رضوان  شاب من ولاية قسنطينة، قدم إلى ولاية جيجل رفقة أصدقائه ، قال لنا بأنهم اختاروا شاطئ"بازول" لقضاء يومهم ليعودوا في الفترة المسائية إلى قسنطينة ، مفضلين عدم المبيت بسبب التزامات كل شخص منه. و أضاف بأن كل شباب الحي الذي يقيم به ، يستأجرون سيارات سياحية أو يتنقلون على متن سياراتهم الخاصة باستمرار إلى ولاية جيجل للاستمتاع ببحرها و غاباتها و جبالها و أغلبيتهم يعودون أدراجهم مساء و لو أن هناك فئة تفضل كراء منازل لقضاء وقت أطول.
حوالي نصف مليون مصطاف توافدوا على شاطئ الرمال الذهبية
وجهتنا كانت نحو بلدية سيدي عبد العزيز، لنكتشف سر الإقبال الكبير لشواطئها، فقد احتلت، حسب الأرقام الرسمية للحماية المدنية، أكبر نسبة لتوافد المصطافين، و تقع هذه البلدية ، بمحاذاة الطريق الوطني رقم 43 ، الرابط بين جيجل و قسنطينة، إذ تبعد عن مقر الولاية بـ 27 كلم، و المنطقة كانت معروفة خلال الحقبة الاستعمارية، و لطالما استقطبت السياح.

كانت تعرف باسم "دوار بو يوسف" ثم أصبحت تعرف ببلدية سيدي عبد العزيز، نسبة إلى الولي الصالح الشيخ عبد العزيز، الذي تحتضن المدينة ضريحه، وهي تسمية حديثة ، و تعتبر بلدية سيدي عبد العزيز بمناظرها الخلابة و طبيعتها العذراء، امتدادا ساحرا  للطبيعة بجيجل، وذلك ما جعل هذه البلدية مكانا مفضلا للسياح و المصطافين، حيث تمتاز بخصائص سياحية نادرة. أول ما يصادفك وسط المدينة عينا غزيرة المياه  طوال السنة، يرتوي منها الزوار وكذلك سكان المنطقة، و مصدر تلك المياه هو جبل سدات الصخري، كما تمتاز بسلاسل جبلية مغطاة بنسبة فاقت 85 بالمائة من أنواع الأشجار، خاصة الزيتون و الصنوبر،  ما جعلها تعج بالمصطافين من عشاق الجبال و البحر.
الشاطئ الأول بسيدي عبد العزيز مركز أو ما يعرف  بشاطئ "الرمال الذهبية" احتل الصدارة من ناحية الإقبال، بما يعادل 496 ألف مصطاف منذ بداية موسم الاصطياف، ثم شاطئ صخر البلح، المعروف بـ "الروشي"  بأكثر من 252 ألف مصطاف، و الميزة التي يمتاز بها الشاطئين هو طول مساحتهما، المقدرة بـ 4 كلم، الأمر الذي دفع بالمصطافين إلى الإقبال عليهما ، و هذا ما أكده لنا معظم المصطافين الذين وجدناهم بالشاطئين، معتبرين بأن ذلك يوفر فضاء واسع للراحة و الاستجمام و كذا أماكن كافية لتضع العائلات الشمسيات أو تنصب الخيم، مما يجعلها تحافظ على خصوصياتها، عكس شواطئ الجهة الغربية.
 و وجدت أغلب العائلات سعر كراء المنازل بالجهة الشرقية منخفضا، مقارنة بوسط مدينة جيجل و الجهة الغربية من الولاية، فمحمد سبق له خلال العام الماضي و أن استأجر منزلا يقع وسط مدينة جيجل ما كلفه 4500 دج لليوم الواحد. أما هذا الصيف فقد استأجر بمنطقة سيدي عبد العزيز شقة مجهزة بسعر 3000دج، كما قال بارتياح.
  أما وليد فقد أكد لنا بأن الجهة الغربية لجيجل تمتاز بجمالها التي ذاع صيته عالميا، لكن حتى شواطئ الجهة الشرقية تمتاز بجمال خاص يستحق الاكتشاف، فشاطئ صخر البلح  الخلاب معروف بتفرعه إلى فرعين، فصل بينهما صخر كبير ، كما يضم  الشاطئ صخرة كبيرة تبعد عن الشاطئ بحوالي 2 كلم تسمى بـ "صخر البلح" ، نظرا لتواجدها في البحر ، حسب أحد سكان المنطقة .و قال لنا أفراد عائلة من ولاية بسكرة بأنهم قرروا تغيير مكان قضاء عطلتهم إلى الجهة الشرقية بجيجل، نظرا لتوفر بعض الخدمات و انخفاض أسعار كراء الشقق بها و كل ذلك أصبح معروفا لدى أغلب المصطافين. و تمتاز شواطئ سيدي عبد العزيز من جهة أخرى بالنظافة، حيث خصصت مصالح البلدية مختلف الإمكانيات و كلفت عمال الجزائر البيضاء بضمان النظافة المستمرة ، كما قامت بتخصيص 4 حظائر لركن السيارات و تسعة أكشاك لبيع المأكولات، بالإضافة إلى 7 مطاعم متنقلة،  أما فيما يخص فضاءات بيع الشمسيات و لوازم البحر، فتم تخصيص 88 فضاء، ما جعل أسعار كراء الكراسي و الطاولات منخفضة، حيث يدفع من يرغب في كراء كافة المستلزمات، حسب عدد أفراد عائلته، مبلغا ماليا يتراوح بين 500 و 800 دج. أما فيما يخص المرافق الصحية فعددها خمسة، وهي قريبة من الشاطئين، هذه الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية، جعلت أسعار مختلف الخدمات منخفضة، نظرا لوجود منافسة كبيرة بين البائعين استفاد منها زوار شواطئ البلدية.و يتواصل إقبال المصطافين إلى ساعات متأخرة من الليل، ليستمتعوا بالطبيعة الخلابة و كذا السهرات الفنية  و معارض الحرف و الألبسة التقليدية المتواجدة بكل أرجاء البلدية.

الرجوع إلى الأعلى