استقطبت ساحة أول نوفمبر بوسط مدينة قسنطينة ابتداء من الساعة التاسعة صبيحة أمس، عددا كبيرا من العائلات المرفقة بأطفالها، و مئات  المهتمين بعلم الفلك، على أمل الاستمتاع برصد الكسوف الجزئي للشمس من خلال أجهزة التليسكوب التي وفرتها لهم  جمعية الشعرى لعلم الفلك في معرض فلكي كبير،  لكن الأجواء الغائمة و الضباب الكثيف، حرمت القسنطينيين على غرار سكان العديد من مناطق شمال البلاد، من رؤية قرص القمر و هو يحجب تدريجيا الشمس.
رئيس جمعية الشعرى الدكتور جمال ميموني أوضح في اتصال بالنصر، بأن الجو الغائم خيب أمل الراغبين في متابعة الكسوف على المباشر بالرغم من توفير الجمعية ، بالتعاون و التنسيق مع محافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لكافة الوسائل و التجهيزات في خيمة كبيرة ،مع تقديم أعضاء الجمعية للحضور كافة المعلومات حول الظاهرة التي كانت متوقعة منذ عشر سنوات،و توزيع مطويات لنفس الغرض.
محدثنا أضاف بأن الجمعية نصبت خيمة أخرى تضم جهاز عرض رقمي، خصص لإسقاط مختلف مراحل الكسوف الجزئي للشمس في شاشة عملاقة ليتابعها المواطنون عن كثب ، لكن الغمام ، كما قال، حول الحدث الفلكي إلى «لا حدث» تقريبا،فاضطر أعضاء الجمعية إلى تدارك الأمر، و الاعتماد على خطة بديلة جعلت الحضور يستفيدون،حسبه، من المعرض ،و تتمثل في متابعة ظاهرة الكسوف بأوروبا ومناطق أخرى من العالم ،طيلة ساعتين و نصف ،انطلاقا من  الشاشة العملاقة مع تقديم تعليقات و شروح بهذا الشأن.
وعن سؤالنا إذا تم رصد الكسوف الجزئي بمناطق أخرى ببلادنا،رد الدكتور ميموني بأن الجو الغائم حال دون ذلك بشمال البلاد ،أما في الجنوب على غرار غرداية و الوادي ،فلا توجد،حسبه ،جمعيات نشطة في علم الفلك لأن رصد الظاهرة يتطلب أجهزة و تدابير خاصة.
و قد أعرب أمس الكثير من المبحرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف مدن الجزائر على غرار العاصمة و باتنة و تبسة و أم البواقي، و كذا بلدان أخرى بشمال افريقيا عن أسفهم، لأن السحب حجبت الشمس عوض القمر، فحرمتهم من موعد فلكي ،طالما انتظروه.في حين نشر موقع الأخبار في صفحته على الفايسبوك صورا للكسوف الجزئي الذي بدا أكثر وضوحا ،حسبه، بمنطقتي الأغواط و أدرار.
كما نشرت جمعية أنغام الحياة الثقافية القرارة بغرداية صورا في صفحة جمعية الشعرى في الفايسبوك  لرصد الكسوف الجزئي بوضوح نسبي بالمنطقة التي لم تكن غائمة ،حسبها ،صبيحة أمس .
الجدير بالذكر أن الكسوف الذي حدث أمس و كان من المفروض أن يستمتع برصده و متابعة مراحله سكان شمال افريقيا و آسيا و أوروبا، لولا الغيوم التي حالت دون ذلك في عديد البلدان ،تزامن هذا الموسم مع اعتدال الربيع أي عندما تنتقل الشمس من نصف الكرة الجنوبي إلى نصف الكرة الشمالي،حسب المختصين.
للإشارة ،فإن آخر كسوف شهدته الجزائر، كان في يوم الثلاثاء 3 نوفمبر2013 و من المتوقع حدوث كسوف كلي يوم 2 أوت 2027.
ق.م

الرجوع إلى الأعلى