عمــال النظافــة يتحــدّون البــرد و الجليــد بأيــد عاريــة
يعملون في ظروف قاسية و بإمكانيات بسيطة، و يبذلون مجهودات جبارة تحتاج إلى عزيمة فولاذية، هم عمال البلدية بقسنطينة، الذين تجندوا منذ بداية الاضطراب الجوي، من أجل فتح الطرقات و المسالك الرئيسية، و تنظيف الأرصفة من الثلوج المتراكمة، حيث قاموا بتضحيات كبيرة ليل نهار و طيلة أيام، حتى يعيدوا الحركة إلى طبيعتها، و يسمحوا للمواطنين بالخروج من بيوتهم دون تعريض أنفسهم للأخطار.
رافقنا أمس العمال التابعين للقطاع الحضري سيدي راشد، و الذين عملوا طيلة ثلاثة أيام على شكل فرق متناوبة في فتح الطرقات و المحاور الأساسية بوسط المدينة و كذا مختلف المسالك الرئيسية التي تشهد حركة مرور كثيفة، فعلى مستوى جسر سيدي راشد، وجدنا عشرات العمال منهمكين في إزالة الثلوج المتراكمة على الأرصفة، من أجل تسهيل مرور المواطنين و الحرص على عدم تعرض المارة لحوادث الانزلاق التي قد تؤدي إلى إصابات و كسور.فبعد أن قاموا بفتح العديد من المعابر طيلة ثلاثة أيام، عبر وسط المدينة، و خاصة الشوارع الرئيسية مثل بلوزداد و عبان رمضان و عواطي مصطفى و «لالوم»، و الطريق المؤدي إلى المستشفى الجامعي، شرعوا أمس في تنظيف الأرصفة و إزالة الجليد بعد عودة الحركة إلى الشوارع و التحاق المواطنين بأماكن عملهم.
بأيد عارية و ملابس لا تقي من لسعات البرد و كثافة الثلوج، يرتدون أحدية قديمة و سترات خفيفة، و باستعمال الرفش فقط، وجدنا العمال من شباب و كهول و حتى شيوخ، منهمكين في إزالة الثلوج و إبعادها عن طريق المارة، و قد بدا همهم الوحيد هو «إزالة الأذى عن الطريق»، اقتربنا منهم فأكدوا لنا أنهم شرعوا في العمل منذ عدة ساعات و من دون انقطاع، بعد أن استلموا المناوبة في ساعة مبكرة، ليقوم المسؤول بتوجيههم إلى هذه النقطة و الهدف هو تنظيف أرصفة جسر سيدي راشد، الذي يمتد على مئات الأمتار، و قد وجدناهم قد أوشكوا على إنهاء العمل به، مؤكدين أنهم متواجدون بالمكان منذ أربع ساعات.
أحد العمال و قد كان أكبرهم سنا، حيث ظهرت عليه علامات التعب و كان جسمه يرتعش من شدة البرد، و يحمل الرفش بصعوبة، قال بأن العمل في مثل هذه الظروف يعد خدمة نبيلة يقدمها للمجتمع، لأنه من خلال ما يقوم به رفقة زملائه سيفتح الطرقات و يكون بإمكان العمال الذهاب إلى عملهم و التلاميذ الوصول إلى مدارسهم و المرضى إلى المستشفيات، مؤكدا بأنهم يتناسون التعب و البرد فقط لأجل ذلك.
فيما ذكر أحد العمال الشباب بأن برودة الطقس لا تكاد تحتمل خصوصا في الصباح الباكر، و رغم ذلك فإمكانياتهم بسيطة جدا، و لا يملكون حتى قفازات لحماية أيديهم أو أحذية خاصة تقيهم من التبلل و الصقيع، موضحا بأنهم معرضون للكثير من المخاطر مثل الانزلاق على الجليد أو نزلات البرد، و ذكر أيضا بأنهم يواجهون متاعب مع بعض المواطنين و خاصة السائقين، الذين لا يظهرون الاحترام و يزيدون من متاعبهم من خلال عدم المبالاة و المرور بسياراتهم عبر موقع العمل، فيفسدون ما قاموا به من تنظيف غير مقدرين الجهد الكبير الذي بدلوه.
رئيس مندوبية سيدي راشد حكيم لفوالة، قال بأن مصالحه سخرت كامل إمكانياتها و جندت أكثر من 65 عاملا منذ أول ليلة، مضيفا بأنه تم التنقل إلى جميع المحاور الأساسية، و تسخير فريق لفتح المسالك الواقعة داخل المستشفى الجامعي، بالإضافة إلى تعيين 25 فردا للعمل كل ليلة، و السهر على عدم انسداد بعض المحاور الهامة، و قد تم حسبه استعمال 5 شاحنات من الملح لإذابة الثلوج المتراكمة بالطرقات، كما تم التدخل في بعض المدارس، على غرار مدرسة داودي سليمان، التي نفدت بها مادة المازوت التي تستعمل في التدفئة، فتم تزويدها بالكمية اللازمة، إلى جانب ذلك فقد عملت الفرق التقنية بجهد على إحصاء البنايات المعرضة لخطر الانهيار خاصة بالمدينة القديمة و كذا تحديد مواقع معينة بالطرقات لصيانتها.
عبد الرزاق مشاطي
يشتغلون بعزيمة من حديد لفتح المسالك بقسنطينة
- التفاصيل
-
تنافس بقوة وتفرض إنتاجا مختلفا: هل ستنهــــي منصــات البــث التدفقــي زمن التلفـــاز؟
استثمرت منصات رقمية للبث التدفقي بقوة في عادات التلقي الجديدة التي شكلتها التكنولوجيا الحديثة، وذلك طوال...
موسم جديد ينطلق بقسنطينة: تقطير الورد والزهر يدخل دائرة الأنشطة الاقتصادية
تتعطر مدينة الصخر العتيق هذه الأيام، بنسائم الزهر والورد، الذي يفوح عبقه من بيوت ألف أهلها عادة التقطير، التي ظهرت...
تستقطب زبائن من دول مجاورة ولا تنام قبيل الأعياد: علي منجلي تتحوّل إلى عاصمة للتسوّق بالشرق الجزائري
أصبحت المقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، عاصمة للتسوّق في الشرق الجزائري، بعد نجاحها في جذب...
أغنية "من زينو نهار اليوم" للراحل عبد الكريم دالي : نشيــد الفـــرح الخالــد في عيــد الجزائرييـــن
تشكل أغنية "من زينو نهار اليوم صحة عيدكم" للراحل عبد الكريم دالي، رمزا من رموز الهوية الموسيقية الجزائرية و الموسيقى...
تقليد مكرّس بقرى جبال جيجل: “لوزيعــة” عــادة الأجـداد لاستقبال الشهـر الفضيل
تحافظ العديد من العائلات القاطنة بأعالي جبال جيجل، على عادة "لوزيعة" قبل حلول شهر رمضان الفضيل،...
مختصون يحذّرون من العزلة الاجتماعية: إشراك كبار السن في الأنشطة اليومية مهم لصحتهم النفسية والجسدية
تعاني شريحة من كبار السن عزلة اجتماعية، ونوعا من الوحدة والتهميش، إذ يميل أشخاص إلى التعامل مع...
انتعاش تجــارة الألـوان والنكهات قبيل رمضان: سيّـدات يقتحمن سوق التوابل وتحـذيـرات من الــغش
تعرف تجارة التوابل والأعشاب خلال الأيام الأخيرة انتعاشا كبيرا، وإقبالا قياسيا على مختلف محلات...
بين الحــاجة الشخصية والمشاريع المصغّرة: إقبال على ورشات تعلم المملحات
تسجل دورات تعليم مختلف أنواع المأكولات الخاصة بشهر رمضان كالمملحات والمعسلات وكذا «الخطفة» أو...
المــركز النفسي البيداغوجي الدبيلة بالوادي: مزرعة نموذجية لصقل مواهب ذوي الهمم في حرفـة البستنة
يوفر المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بالدبيلة بالوادي، وأغلبهم مصابون بمتلازمة...
متدخلون في المؤتمر الوطني السنوي للطب النفسي: مقترح لإنشاء مرصد وطني لمكافحة الإدمان في الجزائر
أكّد مشاركون في المؤتمر الوطني السنوي 22 للطب النفسي» الإدمان الوضعية والآفاق» بتيزي وزو، على...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)