المـواد المســـتوردة تنافـــس الصــــناعات التقليديـــة عبــر طريــق بومدفـــع
يشكل مفترق طرق منطقة بومدفع بولاية عين الدفلى رمزا للصناعة التقليدية بالوسط الغربي، حيث يمكن للزائر اقتناء تذكار أو هدية من بين آلاف المعروضات على امتداد الطريق الوطني رقم 4 .
ازدهر بيع و صناعة الأواني و الحلي التقليدية بمنطقة بومدفع حوالي 50 كلم شرق عاصمة الولاية عين الدفلى، بعد تراجع هذا النشاط بفعل الأوضاع الأمنية التي عاشتها الولاية خلال العشرية الماضية، مما دفع الحرفيين إلى السقوط بين مخالب البطالة و البحث عن مصادر رزق بديلة.
 يقول عمي علي، 70 سنة، بأنه بفضل الأمن عادت المياه إلى مجاريها بشكل جد طبيعي، رغم قسوة الظروف الطبيعية، خصوصا في فترة الشتاء، أين يجد الحرفيون صعوبة كبيرة في حماية المعروضات من هطول الأمطار، كما ساهم الطريق السيار شرق غرب، المحاذي للمنطقة من تخفيف  وطأة حركة المسافرين و الزوار، عما كان عليه في حقبة ثمانينات القرن الماضي، إلا بعض من أراد اقتناء تذكار أو  هدية تعبر عن مروره الجميل بمنطقة موسومة بالخضرة و جمال الطبيعة، يمكن للمسافر أخذ قسط من الراحة و التزود بالوقود من المحطة المجاورة الواقعة على مستوى الطريق الوطني رقم 4.
  و يؤكد  محدثنا الذي يمتهن هذا النشاط أبا عن جد، بأنه مسرور بعمله فهو يضمن قوت عائلته من خلال بيع الأواني التقليدية و في مقدمتها الطواجين و يقدر سعر الطاجين ذي النوعية الجيدة  بنحو 600 دج، فضلا عن أواني الطهي المصنوعة من الطين الذي تشتهر به المنطقة، على غرار بومدفع ،عين البينيان ،الحسينية وغيرها ، حيث تعطي نكهة ولذة خاصة للأكل، عكس الأواني الفخارية أو المعدنية المستوردة و التي تجهل في الغالب المواد التي صنعت منها، فالطين المحلي، يضيف عمي علي،  صحي بنسبة مئة بالمئة.
  و بالمحل المجاور المشيد بالقصب وكل المواد الكفيلة بحماية المنتجات، عدا الإسمنت المسلح الممنوع استخدامه، باعتبار أن المحلات تقع على حافة الطريق الوطني المذكور، وجدنا الشاب صالح، 34 سنة، ينظف الأواني و قطع الديكور و الزينة كعادته في كل صباح بسبب موقع المحل المعرض للغبار الذي تحدثه المركبات، و أعرب عن أمنيته بأن يحوز هو و بقية زملائه بالمنطقة على محلات لائقة من شأنها استقطاب الزوار في ظروف عادية، مضيفا أن الحرفة تقتات منها عشرات العائلات ، لكون كل محل يوظف بين 2 و 4 أفراد وبعملية حسابية بسيطة يمكن احتواء ظاهرة البطالة بالمنطقة في حالة استغلال الموارد الطبيعية المتاحة كالطين و الجبس و الرخام و ما توفره الغابات المجاورة من مختلف أنواع  الخشب ،مؤكدا أن معظم المعروضات خاصة التزيينية ، مستوردة من الخارج كإيطاليا و تونس عبر وسطاء ، لهذا ينبغي تثمين دور ورشات الإنجاز ومرافقة شباب المنطقة في نشاطهم، حتى يحافظوا على هذا الكنز الثمين الذي يدر الثروة و ينشط الحركة السياحية، خصوصا أن منطقة بومدفع هي امتداد طبيعي للمركب الحموي حمام ريغة و تستقطب أزيد من نصف مليون زائر سنويا .
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى