حب الجزائريين للدعاة جعلني أقدم دروسا إرشادية لنشر الوعي
شعيب مسعود حمدوش، طالب جامعي فضل تخصص علم الاجتماع لدراسة المجتمع الجزائري و معرفة مكامن الخلل فيه و التغيرات الطارئة عليه، فمكنته ثقافته العالية و درايته بأمور الدين من تحقيق طموحه المتمثل في إعداد  سلسلات تربوية موجهة للشباب ، كـ»نصيحة في دقائق»  و « صيد الخواطر»، مستغلا مواقع التواصل الاجتماعي التي يدمن على استخدامها الشباب، فتفوق و نالت مقاطع فيديوهاته نحو 200 ألف مشاهدة، و قد توسعت قاعدته الجماهيرية لتصل لعدد من البلدان العربية و حتى الأجنبية.
البودكاست شعيب مسعود حمدوش قال للنصر، بأن بدايته كانت من خلال بث مقاطع ثقافية ، تتضمن أسئلة و أجوبة حول البلدان و العواصم، و قد استوحى فكرة هذه الحصة من بعض المفكرين كطارق السويداني و إبراهيم الفقي ، موضحا بأن له ميول ثقافية و يحبذ المطالعة، خاصة كتب التاريخ و الجغرافيا و الهدف منها أن يثري رصيد الشباب الثقافي، مشيرا إلى أن حب الجزائريين للدعاة الذي لاحظه خلال استضافة الجزائر لكبار المشايخ كعائض القرني، و كذا التغيرات التي يعرفها المجتمع الجزائري في الجانب الأخلاقي، جعله يغير طبيعة السلسلات التي يعدها،  و الهدف منها، كما قال، الوصول إلى الشباب غير الواعي و وضعه على الدرب الصحيح ، مشيرا إلى أن أول حصة دينية له كانت سنة 2012 عن “ عفو النبي صلى الله عليه و سلم”، و قد كان عمره حينها 18 سنة،  و حاليا يبلغ من العمر 23 سنة .

جمهور عربي يشارك  في اختيار المواضيع

عن السلسلات التي يعدها و يبثها عبر قناته على اليويتوب و على موقع فايسبوك ، قال بأن سلسلة “نصيحة في دقائق” ، تضمنت حوالي 12 حلقة و قد بث حلقاتها سنة 2013، حيث تطرق لعدة مواضيع من بينها  التكبر و الحجاب و المواقع الإباحية ، موضحا بأن له إستراتيجية يسلكها دائما قبل إعداد كل حلقة ، حيث يطرح سؤالا قبل الحلقة بأسبوع عبر صفحته الرسمية، و يقول بأن له ثلاثة مواضيع مقترحة و يريد أن يساعده متتبعوه في اختيار الموضوع الأنسب ، و الذي ينال أكبر نسبة من الاختيار، و يتم إعداده و بثه بعد أسبوع، كما تصله اقتراحات مواضيع من الجالية الجزائرية و العربية المقيمة بفرنسا و كندا و غيرها من الدول، و تكون أغلبها عن الأخلاق و الظواهر الدخيلة على مجتمعنا، مشيرا إلى أن حصصه تلقى نسبة مشاهدة عالية،  و متتبعيه من كل الولايات خاصة من العاصمة ، و كذا من دول عربية، خاصة السعودية و المغرب و تونس و دول أجنبية، مشيرا إلى أن لاجئا من سوريا مقيم بفيينا في النمسا اتصل به ، و كذا  سوريون في ألمانيا و الصين ، و قد تمت دعوته في عديد المناسبات.
و بخصوص سلسلة “صيد الخواطر”، قال المتحدث بأنه استأنفها في جانفي 2017 ، و حاليا تم بث أربع حلقات ، حملت العناوين الآتية : تضييع الوقت عند الشباب ، و   نصيحة إلى الطلبة الجامعيين، و موعظة من مقبرة الخروب، و فتنة النساء، و يقدم فيها نصائح للشباب ليجتنبوا الوقوع في المعاصي، مضيفا بأنه يعتمد في إعداد حصصه على ضبط الوقت، أي أن الحلقة لا تتعدى مدتها خمس دقائق، لكي لا تكون مملة، كما أنه يستقي المعلومات و كذا الحجج و البراهين من الكتاب و السنة، و يستدل بآية أو آيتين من القرآن الكريم أو حديث للنبي عليه الصلاة و السلام ، و يستقي أيضا معلوماته و أفكار من الدروس التي يبثها العلماء و الكتب.
و عن الدعاة الذين يتأثر بهم كثيرا قال “ كنت في سنة 2010 أتابع كثيرا الداعية مصطفى حسني، بعد ذلك أصبحت من متتبعي محمد حسان العريفي و كبار المشايخ البارزين، و حاليا أتابع الداعية خالد الراشد، لأن له أسلوب خاص و يؤثر كثيرا علي”، موضحا بأنه لا يحبذ الخطب التقليدية و إنما التي تواكب ما يعيشه الشباب ، كما لا يريد الكلام من أجل الكلام وفقط، و إنما من أجل بث القيم و المبادئ في عقولهم.

 أمهات يطلبن مساعدته لتوجيه الأبناء

محدثنا قال بأن الفئة التي تتصل به أكثر من غيرها هي الأمهات، حيث يطلبن منه التحدث لأبنائهن لإرشادهم للطريق الصحيح، و حثهم على الالتزام بتعاليم دينهم ، مشيرا في هذا السياق إلى أن اللحية و القميص شوهتا سنة النبي ، حيث أن بعض الأشخاص، حسبه، متدينون، لكنهم غير متخلقين ، مستدلا بقول أحد العلماء  “ قد تجد الرجل يحفظ القرآن و السنة و له إجازات في الفقه و في التفسير، لكن ليس له إجازة واحدة في الأخلاق”، و أضاف بأنه يتقبل الانتقادات بصدر رحب من متتبعيه، خاصة البناءة، إذ تصله عديد الملاحظات من متتبعين و أساتذة  و هي خاصة في الغالب بالأخطاء اللغوية أو بعض المعارف.
شعيب مسعود حمدوش الذي يدرس حاليا في السنة الثانية ماستر تخصص علم الاجتماع ، يرى بأن هذا التخصص يخدم الدين من عدة نواحي، إذ يدرس المجتمع و تفكيره و تحولاته الطارئة، فيما يريد الدين أن يُصلح و يُقوم المجتمع، فعلم الاجتماع، كما قال ، هو العلم الذي يدرس الخلل و الدين هو العلم و الشرع الذي يُقوم الخلل ، فالإنسان عندما يكون متمكنا من الاثنين يكون أنفع، و طموحاته هو أن يصلح المجتمع الجزائري و أن يسير على درب العلامة عبد الحميد بن باديس، وشعاره “ اذ أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي الا بالله” . محدثنا قال في ختام حديثه بأنه من المرتقب أن يعد و يقدم حصة تلفزيونية دينية على إحدى القنوات الخاصة خلال شهر رمضان الكريم، مشيرا بأنه تم  الاتصال به في وقت سابق لذات الغرض، و قد حالت بعض الظروف إتمام ذلك.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى