إنزال شباني على المساحات الغابية بالمسيلة
تحولت المناطق الغابية بولاية المسيلة في هذه الأيام الربيعية إلى قبلة للمواطنين القادمين من مختلف المناطق، من أجل قضاء وقت جميل و مريح وسط الطبيعة الخلابة، و هم بذلك يسترجعون نمطا سياحيا و استجماميا غاب طويلا عن المنطقة، أضفوا عليه متعة تحضير اللحم المشوي و مختلف الأطباق الشهية في الهواء الطلق .
بقصد الكثير من الشباب كل نهاية أسبوع غابات عين غراب جنوب الولاية، وسيدي منصور بأعالي قلعة بني حماد بالمعاضيد و الحوران بحمام الضلعة، لأنها ذات خصائص طبيعية مميزة و جمال خلاب يسر الناظرين، و يأخذون معهم في رحلاتهم كميات من اللحم الضأن ويقومون بتحضيرها بمختلف الطرق التقليدية ، على غرار الشوي أو الطهي تحت الجمر و طرق أخرى عديدة تعلموها من آبائهم و أجدادهم الذين كانوا يدركون أهمية التنزه والاستجمام و الترفيه طوال أيام السنة بين أحضان الطبيعة، بعيدا عن ضجيج المدينة ومشاكلها.  و يقبل الأصدقاء الشباب على تحضير الطبقين التقليديين الزفيتي و الشخشوخة في بيوتهم، قبل هذه الرحلات، ثم يكملون طهيهما في الغابة على نار هادئة فوق الفحم أو الحطب، ما يضفي عليهما مذاقا شهيا شبيها بالمذاق الذي كان يتمتع به أجدادهم في منطقة الحضنة.  و يقدم عادة كل واحد من هؤلاء الأصدقاء، قبيل نهاية الأسبوع، ما تيسر من النقود قبل الرحلة، من أجل اقتناء اللحوم و مختلف المواد الغذائية اللازمة لتحضير وجبة شهية في الهواء الطلق، ثم يختارون مناطق خضراء كثيفة الأشجار، للتنزه و الترفيه  و رفع معنوياتهم و تحسين مزاجهم ، استعدادا لأسبوع حافل بالنشاطات المهنية كل في مجاله الإداري أو التجاري و غيره من المهن التي يمارسها هؤلاء الشباب، و يشارك العديد من الكهول في هذه الرحلات الغابية الاستجمامية، فيما يغتنم البعض الفرصة لممارسة هواية صيد الطيور  والأرانب البرية بشتى الطرق. و يقضي الكثير منهم يوما كاملا في قلب الغابة، و يقبل بعضهم على الاستمتاع بقيلولة هادئة لطالما حرموا منها في بيوتهم بسبب ضجيج و إزعاج الأبناء، فكل منهم يتفنن في إيجاد طريقة جديدة و ممتعة لتكسير رتابة الحياة اليومية بكل متاعبها المهنية و الأسرية، و قضاء نهاية أسبوع منعش و هادئ. لقد ساهم في هذا النزوح الكبير نحو غابات ولاية المسيلة ،  استعادة المنطقة لأجواء الأمن والاستقرار بعد سنوات عجاف أتت على السياحة الخضراء، و يمكن للزائر أن يلاحظ الحضور المكثف للدرك الوطني عبر جميع محاور الطرقات المحاذية للغابات، ما بث في النفوس الطمأنينة والشعور بالأمن والأمان. ولاتزال عديد النقائص تسجل في هذا المجال، و إذا تم توفيرها فلا بد أن تنتعش السياحة بالمسيلة ، و من بينها توفير مناطق للتسلية وألعاب الأطفال وفضاءات خاصة بالعائلات وبالمنافسات الرياضية المختلفة، فضلا عن إمكانية إنشاء بعض المرافق الثقافية السياحية والفنية بالقرب من المحيط الغابي وتنظيم نشاطات فنية وترفيهية ذات علاقة بالسياحة الغابية والمحلية.                     فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى