الباحــث الجــزائــري بـاستطاعتـــه الـمنافســـة عــالـميــــا
ساوى البروفيسور المتخصص بعلم الخرائط والجيو ــ ماتيك في جامعة ستراسبورغ، عبدالعزيز سرَّاج، بين قدرات الباحثين الجزائريين في هذا المجال، ومجالات أخرى من العلوم والتكنولوجيا، مقارنة بدول متقدمة في الاختصاصات العلمية والتقنية على غرار أوروبا وأمريكا، مؤكدا أن الفارق الوحيد يكمن في الإمكانات المتاحة من طرف الحكومات للبحوث والدراسات، خاصة المعمقة.
وذكر  المختص الذي حاورته «النصر» على هامش تربص تكويني أجراه بمعهد الهندسة المعمارية بجامعة قسنطينة 3، لعدد من الباحثين و الأساتذة،  أنَّ التبادل بين جامعة قسنطينة وستراسبورغ بدأ في العام 2005، بالتعاون مع البروفيسور بن عزوز، آنذاك، ويتمَّ الاتفاق على استمرار برنامج ثابت دوريا يقوم بتجسيده عبدالعزيز سراج، خاصة لمساعدة الأساتذة والباحثين في الماجستير والدكتوراه لاستكمال أعمالهم بخصوص المسح الجيولوجي عبر الساتل وعلم الخرائط والجغرافيا المعلوماتية، واستقراء الصور الممغنطة ــ كما يسميها.
وعن الفرق بين الباحثين في مجال علم الخرائط والجيو ماتيك، كما تسمى علميا، بالجزائر والخارج، اعترف البروفيسور عبدالعزيز سراج بعدم وجود اختلافات   بين الضفتين، مؤكدا انبهاره بمستوى المختصين المحليين لما لديهم من قدرات فائقة في الفهم والتطوير، والاستنتاج، وحضور الدروس والشروحات التي قدمها على مدار 8 أيام بجامعة قسنطينة 3 لمدة سبع ساعات يوميا وانتهت  أول أمس، بالتنسيق بين معهد تسيير التقنيات الحضرية ومعهد الهندسة المعمارية، بتنظيم من نائب مدير الجامعة المكلف بالعلاقات والتعاون شوقي بن عباس.
وعن سرِّ نجاح الدول الغربية خصوصا في تطوير التكنولوجيا والتقدم العلمي في البحوث، أجاب البروفيسور ابن مدينة البليدة والذي تخرج من الجامعة الجزائرية عام 1979، وتحديدا المدرسة المتعددة التقنيات بالحراش، أن النقطة الفارقة هي الصرامة، وهي سمة يتمتع بها الباحث الجزائري ويجب مرافقته، وعدم غلق الأبواب في وجهه، منتقدا فكرة عدم وضع خرائط الساتل والمسوحات الموجودة لدى الدولة بهذه التقنية وتسخيرها في صالح العلم والبحث.
وعن التخصصات التي تتقاطع وهذا المجال غير المتطور ــ نسبيا ــ في بلادنا، ردَّ البروفيسور سراج «استعمال الصور المغناطيسية يكون في علم الخرائط والحصول على المعلومات المهمة للجيولوجيين ومختصي التسيير الحضري، العمران و الهندسة المعمارية والجغرافية بصفة عامة».
ويجهل الكثيرون عمل البروفيسور عبدالعزيز سراج بشكل تطوعي ودون مقابل في تحويله الخبرة والعلم ونتائج البحوث المهمة من الخبرة الشخصية والمهنية في البحث بجامعة ستراسبورغ، بفرنسا، إلى الجامعات الجزائرية، سواء بقسنطينة، أمُّ البواقي أو غليزان بغرب البلاد، نظرا لتقاعده منذ فترة، فيما لا يزال يمارس تخصصه بشكل عادي بمخبر «أوليف» اختصارا، والمهتم بثلاثية الصورة، المدينة والمحيط.
وتمنى البروفيسور عبد العزيز سراج،  مشاركة الدكاترة والباحثين والأدمغة المهاجرة بالخارج في نقل العلوم إلى مسقط رأسهم، والنهوض بالبحث العلمي الممنهج في الجزائر، كنوع من الاعتراف بفضل البلد الأم في الوصول إلى مصاف العالمية عبر بوابة العلوم.
فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى