الدهامشة تودع اللاعب داود بورزق و الحركة الرياضية السطايفية تحت الصدمة
ووري عصر أمس جثمان لاعب تشكيلة نجم الدهامشة، الشاب داود بورزق، الثرى بمقبرة الخروبة، انطلاقا من منزله الكائن بمشتة الزادية ببلدية الدهامشة، الواقعة شمال شرق ولاية سطيف، وسط حضور غفير من أبناء بلديته والحركة الرياضية ، وكان الجميع تحت وقع صدمة رحيله المفاجئ.
الفقيد رحل عن عمر ناهز 24 سنة، إثر تعرضه أول أمس السبت لسكتة قلبية، بملعب عين السبت، في منتصف الشوط الأول لمباراة جمعت فريقه بإتحاد عين أرنات، لحساب الجولة 20 من بطولة شرفي رابطة سطيف.
النصر حضرت مراسيم العزاء وتشييع الفقيد، في أجواء مهيبة، حضرها أيضا لاعبون ومدربون ورؤساء أندية، إضافة إلى زملائه في الدراسة، باعتباره طالب سنة أولى ماستر إدارة إقليمية و تنمية محلية، بكلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، بجامعة سطيف 1، و قد أثنى الحضور على خصال الفقيد داود بورزق، سواء داخل الميدان أو خارجه، و وصفوه بالشاب البشوش، فالابتسامة لم تكن تفارق محياه، سواء مع زملائه أو الفرق المنافسة، كما كان يؤم رفاقه في الصلوات خلال التنقلات، و كان يعرف بتدينه والتزامه .
عائلة الفقيد: لم يشتك
يوما من المرض وتوفي بأزمة قلبية
موسى بورزق والد الفقيد،  كان صبورا راضيا بقضاء الله وقدره، يخفي دموعه عن الأنظار، عكس أبنائه ، إلا أنه لم يخف حسرته على فقدان فلذة كبده، و قال للنصر بأن داود كان يتميز بالأخلاق العالية والانضباط الكبير، مفندا أن يكون قد توفى بسبب ابتلاعه للسانه ،و  أكد بأنه تعرض لأزمة قلبية مفاجئة، رغم أنه لم يشتك يوما من المرض، مضيفا بأنه تم تبليغه بأن ابنه تعرض لإصابة خلال مجريات المباراة، لكنه عندما تنقل إلى المستشفى أخبروه بأنه فارق الحياة.
أما شقيق الفقيد عصام بورزق ، فلم يتمكن من حبس دموعه، و أعرب عن صدمته الكبيرة لدى تلقيه فاجعة رحيل أخيه، على غرار بقية أشقائه و والدته، مضيفا بأنه لم يكن بالمنزل، واعتقد في البداية بأن الأمر يتعلق بإصابة عادية، لكنه أدرك فور عودته بأن مكروها وقع لأخيه داود ، مفندا معاناته من مرض مزمن قبل الوفاة.
و صرح عبد السلام بورزق ، عم الفقيد الذي يشغل منصب الكاتب العام لنجم الدهامشة، و كان رفقة ابن أخيه عندما توفي، بأنه سقط خلال الشوط الأول في الملعب، دون أن يلمسه أحد،  مضيفا بأن الجمهور كان ينادي الحكم لتوقيف المباراة، لأنه لاحظ بأن سقوط اللاعب لم يكن عاديا، فتم فحصه و كان لسانه في وضعية طبيعية، لكن قلبه كان ينبض بسرعة غير طبيعية، ليفارق الحياة بعد وصوله إلى العيادة الصحية بعين السبت، كما أكد.
مراسيم العزاء حضرها أيضا حمودي فلاحي ، مدرب الفريق المنافس في المباراة المذكورة، إتحاد عين أرنات ، و أكد بأن اللاعب داود بورزق هو أول من استقبل أعضاء الفريق في مدخل بلدية عين السبت، حيث نظمت المباراة،  مشيرا إلى أنه كان بشوشا كعادته، و يتميز بحسن الخلق والأخلاق داخل وخارج الملاعب، موضحا بأن البعض اعتقد أنه «بلع لسانه»، لأنه لم يفتح فمه عندما سقط، ليتبين بأن الأمر يتعلق بمشكل صحي.
و قال من جهته المدرب المساعد لنجم الدهامشة، توفيق لبوازدة ، بأنه و بقية المدربين و اللاعبين عاشوا مأساة حقيقية وكانوا تحت وقع الصدمة، فوصول نبأ وفاة الفقيد، جعلهم يفقدون التركيز، حيث أوقفوا المباراة قبل نهايتها ب10دقائق، مضيفا بأن بعض زملائه أغمي عليهم والبعض الآخر أجهشوا بالبكاء، فالضحية كان محبوبا من طرف الجميع، خاصة و أنه كان يؤمهم في الصلوات عند التنقلات.

الجنازة حضرها أيضا زميل الفقيد في الفريق، حسين بودردارة ، و أكد من جهته بأن داود متخلق ومواظب على الصلاة والتدريبات، كما أنه متواضع يحب الخير للجميع، و يمنح كل ما عنده في الميدان بإخلاص، مشيرا بأنه تحت وقع الصدمة، مفندا إصابة الفقيد بأي مرض مزمن، وختم حديثه قائلا « الفقيد سقط في هدوء ولفظ أنفاسه في صمت».
وقال عادل بن كيكي زميل داود في الجامعة بأنه صدم عندما بلغته فاجعة رحيله، بعد تداول ما حدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا بأنه كان مجتهدا ومواظبا على دراسته، و لا يزال زملاؤه بين مصدق و مكذب لما حدث، حسبه.
تجدر الإشارة إلى أننا حاولنا زيارة رئيس نجم الدهامشة، السيد شاشة، لكنه كان في وضعية صحية سيئة للغاية، متأثرا بوفاة اللاعب، و قد نقل بدوره إلى المستشفى بعد سماعه الفاجعة ، حسب مقربيه.
رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى