انتقاء الكثير من الممثلين يتم  بالوساطات و بطاقات التوصيات
أكد الكاتب و المخرج المسرحي صلاح الدين ميلاط للنصر، بأن جمعية مرايا الثقافية لولاية قسنطينة التي ترأسها منذ سنوات، غابت منذ شهور عن الساحة الثقافية و الفنية، و لم يجددها، نظرا لغياب النشاطات
و العروض و الدعم في ظل استراتيجية التقشف السائدة، لكنه لم يستبعد بعث الجمعية في حال تحسن الظروف في المستقبل، مشيرا إلى أنه منهمك في التحضير لأعمال سينمائية كوميدية.
المخرج المسرحي قال بأنه اضطر لاتخاذ قرار توقيف الجمعية ، رغم أنها  قدمت الكثير من الأعمال المسرحية للكبار و الصغار التي ساهمت في إثراء المشهد الثقافي بالمدينة ، و حظيت بإعجاب الجمهور، مشيرا إلى أن آخر عرض قدمته «مرايا» على ركح المسرح الجهوي لقسنطينة هو «فهيم و الحاسوب» الموجه للأطفال، مؤكدا بأن مشكل الجمعية الأساسي يتعلق بالإمكانات المادية بالدرجة الأولى.  
غياب جمعية مرايا الثقافية ناجم عن نقص النشاطات
و بخصوص جديده المسرحي،  بعد غياب جمعية مرايا الثقافية، التي طالما ارتبط اسمه بها، شدد محدثنا بأنه في الأساس مخرج مسرحي و يحترم تخصصه الأصلي، و قد قدم للجنة القراءة بالمسرح الجهوي نصين مسرحيين، أحدهما للكبار و الثاني للصغار، و هو الآن في انتظار رأي اللجنة ، و إذا تمت الموافقة عليهما، سيشرع في إخراجهما و عرضهما على الركح.
سألناه عن الأسباب التي تجعله لا يستغل خبرته و علاقته الطويلة و الوطيدة بأبي فنون في تقمص أدوار في عروض مسرحية، فرد بأنه و لحد اليوم، لم يقف على الركح كممثل، و ليس لديه مشاريع في هذا المجال، و السبب، على حد تعبيره، واحد و وحيد، و هو أنه لم يعثر على الدور المناسب الذي يقتنع به و يطمح إليه.
و يرى صلاح الدين ميلاط، بأن الأمر جد مختلف في التليفزيون و السينما، فقد تألق كممثل في العديد من الأعمال، على غرار مسلسل « طوق النار» للمخرج الأردني بسام المصري و مسلسل «ابن باديس» لعمار محسن، مشيرا إلى أنه قبل سنة تقريبا، عرض عليه المخرج حسين ناصف دورا في مسلسل اجتماعي كتبه السيناريست محمد شرشال، و دون أن ينظم عملية كاستينغ ، وزع بقية الأدوار على مجموعة من الممثلين بقسنطينة، و قال بهذا الشأن «علقت و بقية زملائي آمالا عريضة على هذا العمل، خاصة و أن معظم فناني المدينة يعانون من البطالة و الفراغ في ظل ركود الساحة الفنية و يعتمدون على التمثيل لإعالة أسرهم».
و أضاف المتحدث « انتظرنا طويلا تجسيد المشروع، و قبل حوالي أسبوع، سمعنا بأن المخرج انطلق فعلا في تصوير المسلسل في سرية تامة، لكن بالاعتماد على سيناريو آخر، من توقيع الكاتبة زهرة عجايمي، لم يتصل بنا و لم يعتذر ، و أحضر ممثلين و هواة ، مع الاحتفاظ ببعض الأسماء من قسنطينة،  هذا ما يعكس وضعية الفن و الفنان ببلادنا».
و سألناه عن المعايير التي يتم فيها اختيار الممثلين، فرد بأنه من المفروض تنظيم كاستينغ و الإعلان عنه مسبقا على نطاق واسع، لانتقاء الممثلين المناسبين لكل عمل، من حيث الكفاءة و القدرات الإبداعية و الموهبة و الشكل و غيرها من المعايير الموضوعية و الاحترافية المتداولة ،  لكن، حسبه، يتم الاعتماد في الكثير من الأعمال الفنية في بلادنا، على معيار الوساطة و بطاقة التوصية، مما يجعل عددا كبيرا من الفنانين الحقيقيين ببلادنا الذين يتمتعون بمواهب رائعة، يبقون في الظل دون عمل، و يعانون من ظروف اجتماعية مزرية، في حين تظهر نفس الوجوه تقريبا مع نفس المخرجين و المنتجين، كما قال.
أبحث عن «سبونسور» لأعمالي السينمائية الكوميدية
هذه المعطيات، جعلته ، كما أكد للنصر، يفكر في مشاريع أخرى، جلها سينمائية، فأسس شركة «ميلاط برود» للإنتاج السينمائي، و قد تمكن مؤخرا من توفير التجهيزات و العتاد اللازم، و هي الآن جاهزة للإنتاج، مضيفا بأن من أهم مشاريعه في إطار الشركة ، تحضير أعمال سينمائية كوميدية،  لكنه اصطدم بمشكل التمويل، و هو يسعى حاليا للبحث عن ممولين لهذه الأعمال لترى النور قريبا.
إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى