80 بالمئة من الزيتون الجزائري يرمى في المزابل
أجمع منتجون و منظمون للصالون الدولي الثاني لزيت الزيتون بالجزائر العاصمة، على أن 80 بالمئة من الزيتون الجزائري يتم رميه في المزابل كبقايا لعملية ما بعد العصر، داعين إلى ضرورة التجند من أجل القضاء على التجارة الفوضوية لزيت الزيتون و التحسين الكمي و النوعي لتكون الجزائر عاصمة هذا المنتوج عالميا خلال السنوات القادمة.
و قد كشفت الجهات المنظمة للطبعة الثانية للصالون الدولي لزيت الزيتون،   الذي اختتم مؤخرا بقصر المعارض الصنوبر البحري، عن أن الجزائريين لا يستهلكون سوى 20 بالمئة مما تنتجه شجرة الزيتون، في حين يرمى الباقي في المزابل، حيث أكد أحد المنظمين و المكلف بالإعلام و الإتصال على مستوى الصالون السيد عزيز حمدي على هامش فعاليات الإختتام. على أن بقايا العصر التي تعتبر ثروة في الدول الأجنبية، يرميها الفلاح الجزائري كنفايات تتحلل فيما بعد بطريقة مضرة للبيئة.
و دعا المسؤول في حديثه مع النصر، إلى ضرورة مراجعة العملية الإنتاجية و تحسين المردود كما و نوعا، للرفع منه و اللحاق بركب أكبر الدول المنتجة في العالم خاصة و أن للجزائر كافة المقومات الطبيعية اللازمة، فضلا عن أن الزيتون الجزائري يعتبر من بين أجود الزيوت عالميا، مشيرا في ذات السياق إلى ضرورة الاستثمار في كل ما تعطيه شجرة الزيتون بداية ببقايا عملية العصر التي يمكن تحويلها إلى سماد عضوي، أو استخدامها في التدفئة.
كما عدد المشاركون في الصالون و الذين بلغ عددهم 72 مشاركا بمن فيهم أجانب من 6 دول أجنبية منها اسبانيا، إيطاليا، سوريا و تركيا، في قائمة توصياتهم الختامية، ضرورة القضاء على التجارة الفوضوية لزيت الزيتون، معتبرين إياها سببا رئيسيا وراء ارتفاع الأسعار التي تصل على مستوى السوق الفوضوية إلى 1000 دينار للتر الواحد، فيما تتراوح ما بين 700 و 750 دينار بالنسبة للمنتوج المنظم و المعبأ في قارورات تحتوى كافة المعلومات الغدائية للزيت و مدة صلاحيته و مصدره، كاشفا في ذات السياق عن التبليغ عن عمليات بيع كثيرة لزيت مغشوش يتم خلطه أحيانا بزيت المائدة و أحيانا بزيت السيارات المستعمل يأتي من مصادر مجهولة.
و عن كمية الإنتاج الوطني من زيت الزيتون، أكد المسؤول بأن إنتاج الجزائر لم يتجاوز   70  ألف طن سنويا نتيجة عدة عوامل بما فيها البقاء على الطرق التقليدية في الجني و العصر، ما لم يمكن من الوصول إلى مستوى التصدير ما عدا ما يتم إخراجه عبر التهريب، في وقت يبقى الاستهلاك المحلي قليل جدا خاصة و أن معدل استهلاك الفرد الجزائري لزيت الزيتون يقدر بـ0.8 لتر فقط في السنة.
السيد حمدي الذي قال بأن الطبعة المقبلة ستشهد مشاركة أوسع، كشف أيضا عن مشروع وطني لغرس مليون شجرة عبر كامل التراب الوطني، في إطار شراكة بين وزارة الفلاحة و الغرف الفلاحية للولايات، كما تحدث عن المثلث الجديد لانتاج الزيتون و زيته و الذي يرتكز بين عين وسارة، تيارت و الجلفة لما فيها من مقومات طبيعية تساهم في تحسين المردودية بشكل كبير بحكم التجارب المسجلة إلى الآن.
يذكر أن الدول الأجنبية المشاركة بالإضافة إلى بعض الشركات الوطنية، عرضت تجهيزات ضخمة في مجال العصر، فيما عرض منتجون محليون زيوتهم المعبأة بأشكال مغرية ساهمت في جلب زبائن غيروا نظرتهم للزيت المعبأ و خرجوا مثقلين بقنينات قالوا بأنها تحمل زيتا ذا جودة عالية على عكس المخاوف التي طالما كانت تعتريهم من هذا النوع الذي لا يزال يشهد اقبالا محتشما جدا حسب بعض المنتجين.  

  إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى