زعيم الأحمدية بسكيكدة فلاح استغل فقر الناس لنشر أفكاره

تائب يكتشف تناقضات الأحمدية بعد ثلاث سنوات من انضمامه إليها
منذ فترة صار تواجد عناصر من أتباع الطائفة الأحمدية بولاية سكيكدة محل حديث الناس في المنطقة، و تساءل الكثيرون عن الموضوع خاصة بعد تطورات القضية التي بلغت أروقة المحاكم، و صدور أمر بحبس أحد عناصر الفرقة التي تتخذ من قرية نائية  في بلدية عين بوزيان معقلا لها.
كمال واسطة
النصر تنقلت إلى قرية الرفارف بعين بوزيان التي تعتبر معقل الطائفة الأحمدية بسكيكدة وعبر الوطن لمعرفة السبب وراء انتشار أفكار تلك الفرقة و نقلت شهادات حية عن تائبين رجعوا إلى جادة الصواب بعد أن غرر بهم زعيم الفرقة بالمنطقة، و شهادات لآخرين نجحوا في تجنب الوقوع في مصيدة أصحاب الأفكار السامة الذين لا زالوا ينشرون أفكارهم عبر مختلف المناطق.
 كشفت الزيارة التي قمنا بها للمنطقة أين حضرنا لحظات إعلان تائبين خروجهم من الطائفة عن حجم الخطر الذي يهدد أهالي القرية وأبنائها في معتقداتهم الدينية، خاصة وأن عائلات بكاملها نساء و رجال وأطفال انخرطوا في هذه الطائفة بدوافع متعددة و بتأثير مباشر من زعيم الطائفة هناك. ودفع هذا الوضع بالسلطات الولائية إلى إعلان حالة طوارئ من خلال تسخير دعاة و أئمة لتقديم دروس و القيام بحملات تحسيسية و توعوية وسط السكان تهدف من خلالها إلى إقناعهم  بالرجوع إلى جادة الصواب والخروج من هذه الطائفة.
خلال تواجدنا بالقرية التقينا المسمى (ر.ك) 32 سنة، بطال ذكر للنصر بأن انضمامه للطائفة كان منذ ثلاثة سنوات على يد زعيمها بالقرية المدعو (ع.ب) بعد اقتناعه بالأفكار التي تنادي بها الفرقة قبل إعلانه الخروج منها بسبب ما وجد من تناقضات. و قال عن انضمامه أنه وجد في الأحمدية « أفكارا تتلاءم مع الواقع الذي نعيشه، وجدت فيها ناس طيبين، و وجدت أيضا روح التضامن بين أفرادها فهم ليسوا مجرمين كما يعتقد البعض»، اعترف محدثنا أنه كان يدفع اشتراكات شهرية للطائفة، و أضاف «انضمامي لهذه الفرقة لم يكن أبدا بدافع مادي كما يشاع عنا»، وقد و تحفظ محدثنا عن الإدلاء بتصريحات أخرى، و أراد من خلال حديثه لنا التأكيد فقط على ثلاثة أشياء، أولها أن المنتسبين لهذه الطائفة أشخاص طيبون وليسوا مجرمين وهم قبل كل شيء مسلمون يحافظون على أركان الإسلام، و لكنه قال أنهم  يحتاجون إلى النصح الإرشاد و ضرورة مجالستهم وعدم مقاطعتهم، ثالثا هم في حاجة ماسة إلى دعم معنوي كبير.
و أرجع قرار توبته وخروجه عن الطائفة كان بفضل هداية من الله سبحانه و تعالى بعد أن وجد فيها تناقضات و قال أن ذلك لم يكن ذلك تحت أي ضغط.
 الشخص الثاني الذي أعلن توبته يدعى (ب.ب) 28 سنة بطال هو الآخر قال بأن دخوله الطائفة كان منذ عام بعد اقتناعه بالأفكار التي تنادي بها من خلال متابعته المستمرة لقناتها الفضائية منذ سنة 2007، وأشار بأنهم كانوا لا يصلون وراء الإمام لاعتقادهم بأنه مرتد عن ملتهم، قبل أن يصف رئيسها أو بالأحرى نبيها كما يزعمون  «ميرزا مسرور أحمد» بالكذاب والمفتري.
و أوضح لنا إمام مسجد أسامة بن زيد في تصريح حول الموضوع بأن أول من جاء بهذه العقيدة الضالة الباطلة إلى المنطقة هو المسمى (ع.ب) الذي يملك مقهى بمحاذاة المسجد حيث استغل هذه الظرف من خلال وسائل الاتصال الأنترنت و الفضائيات من خلال «البرابول» فأخذ يتواصل معهم و اجتمع مع الشباب الذين ليس لهم ثقافة و تحصيل علمي داخل المقهى الذي يملكه بمحاذاة المسجد، و كان أغلبهم فلاحون بسطاء، ولكون المعني مستفيدا من أراضي فلاحية خصبة فقد كان يستغل أتباعه في خدمة أرضه لينشر أفكار الطائفة بينهم، و أول ما بدأ به أن يقول لهم بأن أبو البشرية آدم عليه السلام ليس هو أول الخلق، ثم  أعلن ظهور المسيح الموعود في قبيان في إشارة إلى ميرزا غلام أحمد القبياني وهو رسول مزعوم يوحى إليه وأن أهل السنة والجماعة هم على ضلال و نحن ننتظر منهم أن يبايعوا رسولنا.
و أضاف الإمام أن أتباع الأحمدية كانوا يأتون إلى المسجد ولا يصلون مع الجماعة «فانتبهت لهذا الأمر عندها سألت كبيرهم لماذا لا تصلون صلاة الجماعة فكان رده بأنه لا يجوز لهم أن يصلوا وراءكم حتى تبايعوا نبينا، فسألته من يكون هذا النبي الذي ظهر بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال هو النبي ميرزا غلام أحمد القبياني وأنه المسيح الموعود، واعتبروه بمثابة المهدي المنتظر».
 و أوضح الإمام أن المعني كان يروج لفكرة استنساخ أرواح الأنبياء والرسل من لدن آدم عليه السلام إلى محمد عليه الصلاة والسلام كلها في الرجل، و بدأ بعدها ينشر في أفكاره من ذلك أن الجن غير موجود، و أن كل شيء لا تراه عينك فهو جن، و السحر غير موجود، أن الله سبحانه وتعالى يكتب بالقلم ولطخ قميص ميرزا، مثلما أوضح إمام المسجد  عن الأفكار التي كان زعيم الجماعة  يزرعها في عقول هؤلاء الشباب، مبرزا أنه حاوره ولم يبق مكتوف الأيدي، و الخلاصة «أننا وجدناه كالحجر الأصم» مثلما أكد إمام المسجد المجاور للمقهى أين كان المعني يقوم بنشر أفكار الطائفة.
زعيمهم تنقل إلى تونس و نصبوه مرشدا بعد أن بايع الطائفة هناك
استنادا إلى معلومات مؤكدة كان زعيم الطائفة الأحمدية بولاية سكيكدة يتقاضى أجرا مقابل نشاطه، و قد تنقل إلى تونس أين تم تنصيبه مرشدا هناك بعدما بايع الطائفة، التي تنتشر على مستوى 170 دولة عبر العالم خاصة في فلسطين و بالتحديد في مدينة حيفا حسب مصادر على إطلاع بالقضية، أين يسيطر اليهود على أراضي الفلسطينيين، و أبرزت مصادرنا أن اليهود والصهاينة هم الذين يتحكمون ويدعمون هذه الطائفة عبر العالم. والهدف من وراء ذلك هو زعزعة استقرار الجزائر البلد الوحيد الذي لم يستطيعوا أن يصلوا إليه لا بالسلاح و لا بالصواريخ أو الجنود، حيث رأوا بأن الشعب الجزائري متمسك بعقيدته فأرادوا أن يضربوه في صميم عقيدته فصدروا له هذه العقيدة الضالة لتضربه في عقيدته.
 و أضاف إمام بالمنطقة محذرا «تصور يا أخي حينما تظهر هذه الأحمدية والشيعة وغيرها من الفرق و الطوائف تصبح الجزائر شعبا ممزقا ويقع الاقتتال وسفك الدماء بين هذه الطوائف فيتشتت هذا المجتمع المسلم كالأشلاء، وهذا هو غرض الصهاينة وغيرهم الذين يكيدون لهذا الوطن، الذي ضحى من أجله آباؤنا وأجدادنا بالنفس والنفيس ونحن من واجبنا أن نحافظ على لحمة هذا الوطن، و أن نمد أيدينا لهؤلاء الذين غرر بهم قائلين تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم نحن إخوانكم، و هؤلاء و الله لا يريدون لكم الخير إنما أرادوا بكم أن تكونوا رصاصة للصهاينة يضربون بكم إخوانكم المسلمين،  بمعنى أن شباب هذه المنطقة استغلوا تدني مستواه الثقافي و تحصيلهم العلمي و غرسوا فيه هذه الأفكار، لأن معتنقي هذه الطائفة لا يفقهون في العلوم الشرعية أي شيء، وليس فيهم من يحفظ كتاب الله و لا حتى من يحسن قراءة الفاتحة كاملة، و لا حزب واحد من القرآن، و حتى كبيرهم في المنطقة له مستوى الثالثة ثانوي و قد انعزل عن العلم مند طويلة ولا يحسن إعراب اسمه.
عن ظروف ظهور هذه الفرقة في القرية أكد محدثنا بأن «الفرقة ظهرت مباشرة بعد العشرية السوداء وبدأت نشاطها بالتدرج بين سنتي 2000 و2001 واكتشاف نشاط الفرقة كان سريعا على اعتبار أن القرية صغيرة و بالتالي  كل ما يحاك و يلاك هنا وهناك نسمع به»، ثم واصل «أتذكر أن كبيرهم كان يجمع الشباب يتحدث معهم، و كنت أتنصت عليهم لأعرف ما يدور بينهم  فقررت اقتحام مجالسهم عندها أدركت الحقيقة، فقررت فضح زعيمهم و ما يرمون إليه أمام الرأي العام بالمنطقة، لأننا لم نكن نعرف هذه الطائفة القاديانية و أن يصل الأمر إلى درجة هذه الخطورة، و  إلى غاية أن يأتوا إلى المسجد و يرفضوا الصلاة مع الجماعة فهذا أمر خطير».
أمام التطور في سلوكات أفراد الجماعة قال إمام المسجد أنه قام بطرد كبيرهم خارج المسجد و أوضح « بسبب هذه القضية تعرضت إلى اعتداء من طرف ابن زعيم الطائفة أمام الملأ، بعد أن ترصدني خارج المسجد كان ذلك منذ أربعة سنوات».
و في حادثة أخرى وصل الأمر بأحدهم أن دخل يرعى بغنمه داخل ساحة المسجد و رفض المغادرة، مما تطلب تدخل الدرك الوطني و قد أدين بعقوبة من العدالة. وأضاف محدثنا أن هؤلاء الأشخاص كانوا يتخذون من منزل ريفي لأداء صلاة التراويح و بقية الصلوات و يزرعون أفكارهم وخططهم بين أفراد المجتمع، و بعد اكتشاف أمرهم قاموا بكراء فيلا ببلدية صالح بوالشعور، أين تم توقيفهم هناك مؤخرا.
أكد أمام المسجد الذي كان له دور كبير في محاربة هذه الطائفة والتصدي لأفكارها بشهادة السكان بأن القرية تحصي أزيد من 11 فردا أغلبيتهم من عائلة (ب) بأزواجهم و أولادهم، وهناك بعض الأفراد من عائلات أخرى و يوجد من العائلات من تبرأت من أبنائها بسبب انخراطهم في الطائفة و هناك فرد من هؤلاء من كثرة تشبثه بالفرقة القاديانية تعرف على فتاة عبر الشبكة العنكبوتية تنتمي إلى عائلة من طائفة بولاية الجلفة لكن الإمام نجح في إبطال هذا الزواج، لأنه أعلن في المنطقة من خلال دروس بالمسجد بأنه «لا يجوز أن نزوج لهؤلاء بناتنا ولا نأخذ بناتهم». و ذكر أن هناك شخصين متشددين من سيدي مزغيش أحدهما صرح بعد انضمامه للطائفة بأنه تعرف على الدين الحق.
وأكد أمام المسجد بأن قضية هؤلاء سبق وأن رفعها للجهات المعنية لكن لا حياة لمن تنادي بسبب انعدام قانون يجرم سلوكات هؤلاء، لكن السلطات حسبه كانت تبحث وقتها عن السبل القانونية لتوقيفهم، وجاءت الفرصة عندما ألقي عليهم القبض ببلدية صالح بوالشعور يؤدون صلاة الجمعة داخل فيلا. و نفى محدثنا ما جاء على لسان أحد التائبين بأنهم لم يجدوا من ينصحهم و يوجههم للرجوع إلى جادة الصواب، حيث أكد أنه رفقة مجموعة من الناس «ناضلنا و جاهدنا سرا وعلانية بالنصح والإرشاد واتصلنا بأوليائهم، لكن لا حياة لمن تنادي وسكان المنطقة يشهدون
على ذلك».
وعن نظرة السكان لهؤلاء الأفراد  فقد كانوا في بادئ الأمر يستهينون غير مبالين، واعتبروا الأمر تافها لكن بعد أن أخذت القضية منحى آخر و تدخل مصالح الأمن شعروا حينها بالخطر المحدق بهم وبأولادهم و نصحوا خاصة الشباب بالابتعاد عن هؤلاء ولا يجالسوهم لأنهم يشكلون خطرا عليهم، و اعتبر الإمام أن استجابتهم كانت كبيرة و قاطعوهم.
في ختام لقائنا روى لنا الإمام حكاية أحد المنتسبين للطائفة أقام عرسا، و دعا أهل القرية و حينها دعا الإمام أهل القرية في الدرس بألا يذهبوا إلى فرحهم لأنهم لا يعتقدون بعقيدتنا، و فعلا لم يلب السكان الدعوة فكان أن قام صاحب العرس برمي كل ما تم تحضيره من وليمة.
ونحن نغادر المنطقة تمكنا من افتكاك تصريح أحد سكان القرية نجا بأعجوبة من الوقوع في فخ مصيدة هؤلاء عندما أكد بأن زعيم الطائفة و هو صديقه استغل مرضه وظروفه الاجتماعية المزرية وكان في كل مرة يقدم له مساعدات من مختلف منتوجاته الزراعية بصفته فلاحا كبيرا بالمنطقة،  و استغل مرضه وحالته الاجتماعية المتدهورة فراح يعرض عليه الانضمام للطائفة من خلال بعض الأفكار تتنافى مع الدين الإسلامي التي كان يحاول ترسيخها في ذهنه،  «لكنني يؤكد محدثنا  والحمد لله تمكنت من صده و توقيف علاقتي به نهائيا».
هذا وعلمنا من رئيس المجلس العلمي بمديرية الشؤون الدينية لولاية سكيكدة بأن هذه الأخيرة اتخذت جملة من الإجراءات  حيال هذه الظاهرة ، منها تنظيم ندوات فكرية و تحسيسية بالمنطقة و عبر كافة بلديات الولاية مع السعي للانتقال إلى المنازل و بالأخص لدى العائلات التي تنتمي إلى هذه الطائفة لتوعيتها و شرح خطورة ما تقوم به الطائفة الأحمدية، و الكشف عن حقيقتها و أهدافها.

الرجوع إلى الأعلى