رافقت النصر جمعية كافل اليتيم الخيرية لولاية البليدة في قافلة أيتام الجنوب التي نقلت مساعدات مختلفة تتمثل في مواد غذائية، ألبسة وأفرشه، أجهزة الكترومنزلية، بالإضافة إلى كتب و ألعاب أطفال وغيرها، وقد جندت جمعية كافل اليتيم عشرات الشباب المتطوعين  في هذه القافلة التي تعد الأولى من نوعها  للتضامن مع أطفال الجنوب، تحت شعار «تضامن بلا حدود من مدينة الورود»، و ذلك بعد شهر كامل من التحسيس والتوعية و توزيع المطويات لجمع كميات معتبرة من المساعدات المختلفة ففاقت هذه المساعدات التوقعات، حيث تم نقلها على متن 05 شاحنات ذات مقطورة إلى ولايات سيدي بلعباس، سعيدة، البيض، بشار وأدرار.
مبعوث  النصر: نورالدين عراب
وقد عكست هذه القافلة مدى التضامن والتآخي والتعاون بين الجزائريين، و في كل محطة تصل إليها تقدم صورة جميلة عن هذه الخصال الحميدة التي تجمعكلالجزائريين، وتزامن انطلاق هذه القافلة مع تعالي أصوات بعض الأبواق التي تحاول ضرب الأمن في البلد مع بداية السنة الجديدة، بذريعة ارتفاع أسعار بعض المواد.
حرص المشاركون و المستفيدون من القافلة على البعث  برسائل إلى كل من يريدون ضرب الجزائر في وحدتها و أمنها، مفادها أن جدار الجزائر متين بقوة شعبها وتماسكه ولا يمكن تجاوزه، وأحسن دليل على ذلك اللوحات المؤثرة التي رسمتها قافلة التضامن مع أيتام الولايات الجنوبية، حيث قطع شباب من الشمال ما يقارب ألفي كيلومتر، لتقديم مساعدات مختلفة لإخوانهم في الجنوب، كما شاركت جهات مختلفة في هذه القافلة، خاصة مصالح الأمن والدرك الوطني الذين كانوا ينتظرون القافلة في كل محطة يصلون إليها لمرافقتها وتسهيل حركة تنقلها.
من جانب آخر، وقفنا في هذه القافلة على مدى المعاناة الكبيرة لعدد من الأرامل والأيتام حيث رصدنا حالات جد مأساوية، معاناتها كانت أكبر بكثير عن معاناة أبناء المناطق الشمالية، لأسباب مختلفة، منها تضاريس المنطقة وبرودة الطقس في الشتاء، إلى جانب المسافات البعيدة الفاصلة بين المناطق و قلة المساعدات، نتيجة قلة أعداد المحسنين ورجال الأعمال بالمناطق الجنوبية.


كانت انطلاقة القافلة في حدود منتصف النهار من مقر جمعية كافل اليتيم بالبليدة ببني مراد، لتحط رحالها مساء نفس اليوم بمدينة سيدي بلعباس، أين وجدت أعضاء جمعية كافل اليتيم لهذه الولاية، في انتظارهم وسط استقبال حافل مفعم بروح التضامن، والجميل أنه مباشرة بعد دخول القافلة من محول الطريق السيار شرق ـ غرب، نحو ولاية سيدي بلعباس، كانت دورية للدرك الوطني في انتظارها، فرافقتها إلى غاية مغادرة المدينة مساء.
في نفس اليوم توجهت القافلة إلى مدينة سعيدة و تم توزيع بعض المساعدات، لتواصل مسيرتها نحو ولاية البيض، لتنتقل في اليوم الموالي إلى منطقة بوسمغون بنفس الولاية، لتكون الوجهة في اليوم الثالث نحو ولاية بشار، لتشد الرحال بعدها نحو أدرار، و أظهرت القافلة مدى تعلق أعداد كبيرة من المواطنين بالعمل الخيري الذي أدرج ضمن أولوياتهم فسخروا كل جهودهم ووقتهم لخدمة الأيتام والأرامل المعوزين.
وال سابق يتفرغ لخدمة الأيتام بعد التقاعد
أول مدينة حطت بها القافلة رحالها نحو ولايات الجنوب كانت سيدي بلعباس، أين قضى أعضاء القافلة قسطا من الراحة بعاصمة الولاية، وكان لهم لقاء مع أعضاء المكتب الولائي لكافل اليتيم بهذه المدينة، و نظم حفل صغير على هامش هذا اللقاء، ليأخذ الكلمة أثناء هذا الحفل رئيس المكتب الولائي الطيب بن نور الذي تجاوز عقده السابع، ليتحدث بصعوبة و تأثر كبير ولم يتمالك نفسه حتى ذرفت عيناه الدموع لهذا المشهد التضامني الكبير بين الجزائريين، و خلال دردشة مع أحد أعضاء جمعية كافل اليتيم بهذه الولاية، أخبرنا بأن رئيس المكتب الولائي لولاية سيدي بلعباس هو وال سابق، فضل أن يواصل حياته بعد التقاعد لخدمة الأيتام و اختار بذلك طريق التجارة الرابحة.
وفي دردشة مع السيد بن نور،  قبل مغادرة القافلة لهذه الولاية، أكد لنا بأنه شغل منصب وال في عدة ولايات، وأحيل على التقاعد في سنة 1995، وحاول بعد تقاعده مباشرة أن يشارك في عدة أعمال خيرية من خلال زيارات للمستشفيات وغيرها، في حين كان يجد صعوبات كبيرة، خاصة وأن هذا العمل كان يقوم به بصفة فردية، لهذا فكر في تأطير عمله من خلال العمل الجمعوي، و أتيحت له الفرصة بعد أن عرض عليه ترأس المكتب الولائي لجمعية كافل اليتيم بسيدي بلعباس.
وأشار بهذا الخصوص إلى أن هذه الجمعية تتكفل بـ1784 يتيما، و من أهم الخدمات التي تقدمها للأيتام والأرامل قفة شهرية ، إلى جانب المساهمة في الرعاية الصحية والاجتماعية، مضيفا بأن هدف الجمعية  من خلال كل هذه الأعمال، هو رعاية الأيتام والأرامل المعوزين  وإدخال الفرحة والسعادة في قلوبهم، وفي نفس السياق دعا رئيس الجمعية الوطنية لكافل اليتيم رابح العرباوي من ولاية سيدي بلعباس،  إلى دعم كافل اليتيم، نظرا للدور الكبير الذي تقدمه في سبيل خدمة الأيتام الذين سيكونون رجال المستقبل، وأشاد بدور هذه القوافل في غرس ثقافة حب الوطن، وبناء بلد آمن شعبه متكافل ومتضامن، يتقاسم الرغيف، وبذلك لا يترك ، حسبه، فرصة للأيادي التي تريد ضرب الجزائر في وحدتها وأمنها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
كما أوضح رئيس الجمعية الولائية لكافل اليتيم لولاية البليدة علي شعواطي، بأن هذه القافلة من شيم أبناء هذا الوطن و التضامن والتعاون بين الجزائريين عميق و متجذر في المجتمع،  وأضاف بأن تنظيم هذه القافلة الهدف منه إحياء ثقافة التضامن والتكافل وعوض أن نلعن الظلام علينا أن نوقد شمعة، مؤكدا بأن الرسالة التي يوجهها أعضاء الجمعية  من خلال هذه القافلة، هي أن الجزائر واحدة موحدة وشعبها متضامن في ما بينه، و أعرب عن أمله في أن تتوسع دائرة فعل الخير الذي يكون بمثابة الاسمنت الذي يحقق الترابط بين الشعب الجزائري .

سيدة تتبرع بمحلها بعد مرور القافلة
من صور التضامن والآثار الإيجابية التي تركتها قافلة التضامن مع أيتام الجنوب، ما قامت به سيدة بولاية سعيدة عندما حطت الرحال بهذه المدينة، حيث قامت مباشرة بعد الحفل الذي نظم على شرف أعضاء القافلة، بالتبرع للمكتب الولائي لجمعية كافل اليتيم بمحل تملكه ليحول إلى مقر للجمعية، و بهذا الخصوص قال رئيس المكتب الوطني للجمعية بأن هذه السيدة دعت مسؤولي الجمعية بولاية سعيدة، إلى استلام مفاتيح المحل في اليوم الموالي.
 وبعد قضاء القافلة ساعات قليلة بولاية سعيدة، توجهت في حدود الساعة السابعة مساء نحو ولاية البيض التي حطت بها الرحال في منتصف الليل، وكان الاستقبال حارا من طرف أعضاء جمعية كافل اليتيم بهذه الولاية، وتكفل أحد المحسنين بإطعام أعضاء القافلة الذين قارب عددهم 50 شخصا في بيته؛ وسط ترحاب كبير من طرف كل أفراد عائلته، كما تكفلت نفس العائلة بتوفير وجبة غذاء لكل أعضاء القافلة في اليوم الموالي.
و تحدث رئيس المكتب الولائي لجمعية كافل اليتيم بالبيض نورالدين عباس ، عن الظروف المأساوية التي تعيشها الأرملة واليتيم بهذه الولاية، مشيرا إلى أن الجمعية تتكفل بـ 870 عائلة تتوزع عبر 14مكتبا بلديا، مشيرا إلى أن نشاط مكتب كافل اليتيم بهذه الولاية، لم يرق إلى مستوى الاهتمام بالجوانب الترفيهية والتعليمية للأيتام، حيث يهتم بشكل أكبر بتوفير الاحتياجات الاجتماعية من المواد الغذائية والألبسة والأفرشة، إلى جانب الرعاية الطبية، و ذكر بأن الجمعية استفادت من قطعة أرض من طرف مصالح الولاية تتربع على مساحة 800 متر، ستخصص لانجاز مقر جديد لمساعدة المحسنين، و سيحول هذا المقر لاحقا إلى مركز لرعاية الأيتام يتوفر على بنك للتغذية، إلى جانب عيادة ومراقد وغيرها.
و أكد  المتحدث بأن ظروف الأرامل والأيتام بهذه المناطق الجنوبية صعبة أكثر مقارنة بالمناطق الشمالية بسبب تباعد المناطق و قلة المحسنين، ورغم ذلك تتضمن إستراتجية جمعية كافل اليتيم بهذه الولاية، إخراج الأرملة من دائرة الفقر من خلال المساهمة في تكوينها لتتحول إلى امرأة منتجة، وأشار في هذا الجانب، إلى تكفل الجمعية بتكوين 27 أرملة، منهن  03 أرامل أصبحن منتجات حاليا، ويتركز التكوين على بعض الحرف النسوية كالخياطة، الحلويات، النسيج، تربية المواشي، إنتاج البيض وغيرها، وفي نفس الوقت يعمل أعضاء الجمعية على مساعدة الأرامل المنتجات في تسويق منتجاتهم بالتنسيق مع أصحاب المحلات والمقاهي لاقتناء سلعه.
ما يميز جمعية كافل اليتيم بهذه الولاية، تنسيقها الكبير مع السلطات المحلية بالولاية خدمة للأرملة واليتيم، وأشار في هذا الإطار رئيس المكتب الولائي إلى إدراج الجمعية  عضوا من أعضائها ضمن لجنة توزيع السكن الاجتماعي، وكشف عن تمكنها من توفير سكنات اجتماعية لـ 37أرملة، كما ينتظر أن تستفيد أرامل أخريات من سكنات اجتماعية في الحصص السكنية القادمة، مؤكدا بأن مشكل السكن لم يعد مطروحا بالنسبة للأرامل والأيتام بهذه الولاية بفضل العمل الذي يقومون به، حيث ينقلون حالة  معاناة الأرامل بالصوت و الصورة إلى المسؤولين المحليين، حتى يتم إدراجهم ضمن قوائم السكن الاجتماعي.
في السياق ذاته تحدث رئيس جمعية قوافل الخير ببوسمغون الهواري جبار عن مهام أخرى لهذه الجمعية والتي تبدأ مباشرة من وفاة رب العائلة،  حيث يتنقل الأعضاء  بعد تلقيهم خبر الوفاة لتقديم العزاء للعائلة، كما يتكفلون في بعض الأحيان بمراسيم الدفن وبعض حاجيات الميت، ومواساة اليتيم، إلى جانب السهر على استخراج الوثائق الإدارية اللازمة، وتحويل منحة الشبكة الاجتماعية، إن وجدت، للأرملة، مؤكدا بأن هذه المنطقة تعرف بتكافل وتضامن سكانها بشكل كبير، حيث لا تعرف التسول، و الفقير هناك أقل ضررا من مناطق أخرى نتيجة التضامن الكبير بين السكان.
و خلال معاينتنا لوضعية بعض الأرامل بهذه المنطقة، وقفنا على حالات معيشية صعبة، رغم صور التضامن المعروفة بهذه المنطقة، حيث زرنا عائلة تقيم في شبه محتشد يفتقد لأدنى شروط الحياة، وما لاحظناه غياب الأبواب في غرف المنزل التي عوضتها قطع من القماش، رغم برودة الطقس التي تصل في فصل الشتاء إلى 06 درجات تحت الصفر، و تعيش هذه العائلة في ظروف مزرية و تعاني من قلة التدفئة و الحرمان من السكن اللائق، ومن حسن حظ هذه العائلة و عائلات أخرى أن من بين المساعدات التي قدمت لها مدافئ كهربائية، لعلها تخفف عنهم ولو القليل من  برودة الطقس هذه الأيام.
أرامل عاجزات عن توفير المأكل و الملبس لأبنائهن
و في الصباح الباكر لليوم الموالي، توجهت القافلة نحو ولاية بشار، كان الطقس شديد البرودة، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 04 درجات تحت الصفر، وهو الجو الذي لم يصمد أمامه أعضاء القافلة الذين تعودوا على درجة حرارة معتدلة بالمناطق الشمالية، وكانت أول محطة بولاية بشار، منطقة بني ونيف التي تقع على المركز الحدودي مع المغرب، و قد حاول عدد من الشباب المتطوعين ضمن قافلة كافل اليتيم، الاقتراب من المركز الحدودي لالتقاط صورا تذكارية، في حين منعتهم عناصر الشرطة المتواجدة بالمركز من الاقتراب من المكان الذي تتواجد فيه عناصر الأمن المغربية، أما عن حال الأيتام والأرامل بهذه المنطقة، فهو لا يختلف عن حال باقي المناطق الأخرى التي زارتها القافلة، حيث وقفنا على حالة أرملة وهي أم لتسعة أبناء" ثماني بنات و طفل واحد"، ليس لهم أي دخل، كما أن عمهم المقيم معهم، أب لخمسة أبناء، وهو الآخر بطال ليس له دخلا، ورغم ذلك اكتشفنا، خلال تواجدنا في منزل هذه العائلة، مدى الاهتمام الذي يوليه صاحب المنزل لأبناء أخيه المتوفي و استطاع بذلك أن يعوضهم ولو القليل من حنان الأب الذي فقدوه.
 وبعد زيارة قصيرة لمنطقة بني ونيف شدت القافلة الرحال نحو مدينة بشار، ووجدنا في استقبالنا أعضاء المكتب الولائي لجمعية كافل اليتيم بهذه الولاية،  ونظم حفل على شرف أعضاء القافلة، وأثناء تقدمنا من رئيس المكتب الولائي للجمعية تركي محمد، للاستفسار حول أوضاع الأيتام والأرامل بهذه الولاية، لكنه لم يتمكن من مواصلة الكلام وأجهش بالبكاء، و علق بأنه تذكر حادثة مأساوية وقعت ليتيم عندما كان أستاذا في الطور المتوسط، ففي أحد الأيام دخل إلى القسم تلميذ يتيم فأغمي عليه، وبعد نقله إلى المستشفى قال الطبيب بأن هذا الطفل لم يأكل منذ يومين،لهذا أغمي عليه، كما تبين بأن هذا التلميذ اليتيم ينتمي إلى عائلة فقيرة جدا، حيث لم تتمكن الأم الأرملة من توفير القوت لأبنائها ، كما  تحدث رئيس المكتب الولائي عن حالات أخرى لأيتام يعيشون في ظروف قاسية ولا تستطيع أمهاتهم توفير لهم، حتى الأحذية.
وكانت الوجهة التالية في نفس اليوم أدرار، حيث وصلت القافلة في ساعة متأخرة من الليل، و في اليوم الموالي زار أعضاء القافلة بعض العائلات من الأرامل والأيتام ببلدية تمنطيط، ووقفنا بهذه المنطقة على مآس حقيقية، حيث لا تزال عائلات تعيش بطرق بدائية وسط ظروف قاسية جدا، وأسوأ حالة وقفنا عليها هي حالة السيدة الزهرة نانشي التي تقيم مع ابنيها المعاقين أحدهما مصاب بإعاقة حركية و الآخر ذهنية، في كوخ يشبه المغارة يفتقر لأدنى شروط الحياة، حيث بني من الطوب و يفتقد للتهوية، ولا يتوفر على دورة مياه، وعند دخولنا المسكن وجدنا بنتين في استقبالنا، فتحدثنا معهما عن أوضاع العائلة، وعندما سألنا عن الوالدة أخبرتنا إحداهما بأنها في البيت المحاذي، و توجهنا إليها وإذا بنا نجد الأم في الظلام رفقة ابنها عبد الهادي المعاق حركيا الذي لا تعلم حتى عمره، ووجدنا الأرملة تفترش الرمال داخل المسكن لعدم توفر فراش، أما ابنها المعاق الثاني فكان في زاوية أخرى من المسكن يفترش أسمالا بالية لا تصلح لأن تكون فراشا لإنسان، و لم تلبث الأرملة أن تحدثت عن معاناتها من الفقر المدقع و الترمل و الإعاقة، فتأثر كل أعضاء القافلة لمعاناتها.
قبل مغادرتنا استفسرنا عضو جمعية كافل اليتيم بولاية أدرار محمد سباعي، عن سبب عدم التكفل بهذه الأسرة و إيجاد مأوى آخر لها، خاصة وأن هذه المنطقة لا تبعد عن عاصمة الولاية أدرار، سوى بـ30 كلم، فقال لنا بأن هذه العائلة استفادت من إعانة ريفية بـ70 مليون سنيتم، وتوجد حاليا قيد الإجراءات الإدارية، مشيرا إلى أن جمعية كافل اليتيم ستقوم بهدم جزء من الكوخ و بناء منزل جديد لها، في حين يبقى المبلغ، حسبه، غير كاف لتشييد المنزل كاملا، و ناشد السلطات المحلية والمحسنين لمساعدة هذه الأرملة و أبنائها و إخراجهم من الظلام الذي يعيشون فيه.
متطوعون يكتشفون جمال الصحراء لأول مرة

ما ميز هذه القافلة الخيرية نحو ولايات الجنوب، هو تواجد عدد معتبر من الشباب المتطوعين ضمن جمعية كافل اليتيم الخيرية لولاية البليدة ، الذين كان لهم الفضل الكبير في التحسيس والتوعية حول هذه القافلة، كما أشرفوا بأنفسهم على تغليف و تعبئة المساعدات في الشاحنات، وبالمقابل مكنتهم هذه القافلة من اكتشاف صحراء الجزائر الجميلة لأول مرة، حيث اغتنموا الفرصة في كل محطة، خاصة بالمناطق الصحراوية لالتقاط صورا تذكارية، وفي نفس الوقت اغتنم مسؤول القافلة خالد عاشوري هذه الفرصة لينظم زيارات سياحية لعدة مناطق أثرية، خاصة بولايتي البيض وأدرار، لفائدة أعضاء القافلة، منها قصر بوسمغون بالبيض، القصور القديمة بتمنطيط، و قصر تامنست، فتحولت هذه القافلة إلى فرجة كبيرة بالنسبة للعديد من الشاب المتطوعين، الذين استمتعوا بجمال الصحراء لأول مرة.
من جانب آخر أوضح نائب رئيس جمعية كافل اليتيم و مسؤول القافلة خالد عاشوري، بأن الجمعية تفكر ضمن مشاريعها المستقبلية، في أن تكون هذه القافلة دورية أمام النجاح الذي حققته وحجم المساعدات التي تلقتها من المحسنين، مشيرا إلى إمكانية تنظيم في الموسم القادم قافلة أخرى تمس المناطق الجنوبية بالحدود الشرقية الجزائرية.      
ن.ع    

الرجوع إلى الأعلى