طاقم شباني جزائري يتولى تسيير ترامواي قسنطينة

يعد ترامواي قسنطينة الأول على مستوى الجزائر الذي بات يسيّر بطاقم جزائري كامل يتكون في غالبيته من شباب لا يتعدى معدل أعمارهم 30 سنة، تلقوا تكوينا مستمرا طوال السنوات الماضية، و باتوا على قدر كبير من الكفاءة و الخبرة التي تضمن تفادي أدنى نسبة من الأخطاء، كما أنهم على استعداد تام لاستلام التوسعة المرتقبة نحو المدينة الجديدة علي منجلي، و كذا تكوين مئات العمال و التقنيين الجدد بباقي الولايات دون اللجوء إلى كفاءات أجنبية.
تحقيق:  مشاطي عبد الرزاق
أصبح الترامواي محورا أساسيا في تنقل المواطنين على مستوى قسنطينة منذ دخوله حيز الخدمة قبل حوالي أربع سنوات من خلال نقله يوميا لآلاف الطلبة و التلاميذ و العمال بين وسط المدينة و منطقة زواغي على امتداد ثمانية كيلومترات يتوقف فيها في عشر محطات، غير أن الكثيرين يجهلون أن وسيلة النقل هذه، يقف وراءها جيش من الموظفين و العمال الشباب، الذين يجتهدون على مدار الساعة و دون توقف من أجل ضمان خدمة عمومية يقدمونها في أحسن صورة للمواطن. النصر زارت الوحدة العملياتية لترامواي قسنطينة بمنطقة زواغي، و قضت ساعات في اكتشاف من يختبئ وراء أسوار هذا المبنى الذي يعد لغزا لدى غالبية سكان قسنطينة.من خلال هذا الروبورتاج ننقل عالم خلية نحل لا تتوقف حتى يجد الترامواي سكته،  وحتى نغيّر النظرة التي كانت تنحصر لدى عموم الناس، في أن الترامواي مجرد عربات يقودها سائق عبر سكة حديدية ذهابا
و إيابا، و يتطلب الركوب فيها شراء تذكرة.
داخل بناية ضخمة يبدو شكلها بسيطا من الخارج، لاحظنا تناسقا و تنظيما بداية من المدخل فأعوان الاستقبال الذين يرتدون زيا موحدا، يجعلهم مختلفين عن بقية موظفي الدخول الذين نلقاهم عادة في مؤسسات أخرى، حيث كانوا على علم مسبق بوصولنا، أما الدخول فيتم عبر بوابة الكترونية، لا تفتح إلا بوضع بطاقة مبرمجة .
غرفة التحكم .. قلب الترامواي و مرآة السائقين
رفقة مسؤولة الاتصال و التسويق ابتسام غيموز بدأنا زيارتنا لمختلف الأقسام، التي تنتمي إلى مصلحتين رئيسيتين، هي مصلحة الاستغلال التي تضم 400 موظف داخل و خارج المبنى من إداريين و أعوان و سائقين و مراقبين و غير ذلك، إضافة إلى مصلحة الصيانة التي تضم أكثر من  أربعين عاملا معظمهم مهندسون و إطارات ذوي كفاءة عالية. البداية كانت من قلب المنشأة و هي قاعة التحكم المركزي التي تعمل على مدار 24 ساعة، حيث تُقرر منها أدق التفاصيل في كل ما يخص سير العربات و توقفها و أماكنها و من هناك أيضا يتعرف العاملون بداخلها على كل ما يجري في محيط السكة و داخل العربات و خارجها، و ذلك من خلال أجهزة و أنظمة الكترونية متطورة يتحكمون فيها بنقرة زر واحدة.دخول القاعة يتطلب الحصول على مرافقة مباشرة من إحدى المهندسات التي تملك إذنا بالدخول من خلال بطاقة الكترونية تمررها على مكان مخصص بالباب فيفتح مباشرة، حيث يمنع الدخول إلا على الأشخاص الذين لهم علاقة مباشرة بغرفة التحكم، التي تحوي عددا كبيرا من الشاشات التي تنقل و بشكل مباشر العديد من المواقع على امتداد السكة، من نقاط تقاطع و محطات و أماكن حساسة، فيما يجلس ثلاثة موظفين على درجة عالية من التركيز، إذ لم يعيروا اهتماما لوجودنا في المكان، كانوا أمام حواسيبهم التي تظهر عليها رسومات بيانية للسكة و أماكن العربات و الطاقة الكهربائية التي تشغل هذه المنظومة.و أمام كل منهم أجهزة اتصال تتيح لهم التحدث مباشرة لأي شخص عامل على مستوى خط الترامواي، فمن هنا يمنحون الأوامر للسائقين بالانطلاق و التوقف، كما يحذرونهم من وجود أخطار حقيقية أو محتملة على السكة، و أمام كل منهم أقفال حمراء كبيرة، بمجرد الضغط عليها يتم قطع الطاقة الكهربائية عن الخط، فتتوقف العربات عن السير، و هذا الأمر يتم بشكل استثنائي عند وقوع الحوادث أو تجنبا لحدوثها، أي في حالة ما رأى أحد الموظفين بغرفة التحكم أن الطاقة باتت تشكل خطرا على الركاب أو العاملين، فعلى سبيل المثال تقطع الطاقة إجباريا عند تدخل الحماية المدنية لإسعاف شخص على مستوى السكة، و ذلك يتم بناء على جملة من التدابير المحددة، التي تبين طريقة التصرف التي يتم اللجوء إليها في كل ظرف أو طارئ مهما كانت طبيعته.
سقوط ملابس من الشرفات يُحدث توقفات اضطرارية
من غرفة التحكم الرئيسية يتم أيضا تسيير عمليات التدخل الخاصة بمخطط التدخل و الأمن، عند وقوع الحوادث و ضمان الاتصال بكافة الأطراف المتدخلين في الميدان و المتمثلين أساسا في منسقي “سيترام” و مؤسسة سيتال للصيانة و كذا الحماية المدنية، بالإضافة إلى الأمن أو الدرك الوطنيين، و يتمتع موظفو قاعة التحكم بدرجة عالية من الكفاءة و القدرة على ردة الفعل الايجابية، خاصة أنهم تلقوا تكوينا متخصصا.
و قد لاحظنا أن العدد الكبير من الأعوان المنتشرين على امتداد السكة و داخل العربات، و الذين نشاهدهم عادة يرتدون بدلة موحدة، هم بمثابة أعين غرفة التحكم، الذين ينقلون كل صغيرة و كبيرة، عن طريق هواتف نقالة خاصة بالمؤسسة، فعلى سبيل المثال لدى العثور على طفل ضائع، يتم الاتصال مباشرة بمركز التحكم، من أجل إذاعة إعلان مباشر في العربات و المحطات، حتى يتم إخطار أولياء الطفل الذين يكونون عادة منهمكين في البحث عنه داخل إحدى العربات.
مهمة الأعوان قد تساهم في إنقاذ حياة الناس، فما لفت انتباهنا في حديث المسؤولة التي رافقتنا أن بعض السكان على مستوى المنظر الجميل، يسقطون في بعض الأحيان ملابسهم من الشرفات دون قصد على الكوابل الخاصة بسير العربات و يحاولون استردادها بطرق بدائية عبر مكنسة أو عصا طويلة، و هو أمر خطير جدا، إذ يضطر العاملون بغرفة التحكم إلى قطع الطاقة الكهربائية مباشرة، بمجرد إعلامهم من قبل الأعوان أو مشاهدة مثل هذه المواقف عبر الكاميرات.   

تقنيون جزائريون طوّروا “علبة سوداء” لعربات الترامواي
قسم البرمجة يضم مهندسين و مهندسات في الإعلام الألي و البرمجيات، كلهم من الشباب مهمتهم تقنية بحثة، فكل ما له علاقة بعدد العربات و السرعة و أوقات العمل و وضع الآليات و البرامج الجديدة و تحيين المعلومات و حتى برمجة إعادة هيكلة الموظفين هو من اختصاصاهم، من بينهم ثلاثة شباب تلقوا تكوينهم بباريس، قبل أن يصبحوا بدورهم مكونين رئيسيين، حيث بإمكانهم حاليا تكوين موظفي غرفة التحكم و كذا موظفي البرمجة و السائقين و غير ذلك، و من مهام هذا القسم التنسيق بين عمل السائقين و مركز التحكم من جهة و بين العمل الذي يتم على مستوى المحطات فيما يتعلق بالبيع و المراقبة و الأمن من جهة ثانية.كما أن تقنيي البرمجة يقومون شهريا بتحليل البيانات المسجلة داخل ما يسمى بالعلبة السوداء، الموجودة على مستوى جميع العربات دون استثناء، و ذلك من أجل معرفة طريقة القيادة و مدى احترام التدابير الأمنية من طرف السائقين، و هي عبارة عن نظام يسمى “تاكيترام” تم تطويره من طرف تقنيين جزائريين من سيترام قسنطينة بالتنسيق مع خبراء فرنسيين، و هو معمم حاليا على جميع عربات الترامواي في الجزائر، و يستعمل بشكل استثنائي، فحتى البلدان الأوروبية لا تملك مثل هذه التقنية، التي طوّرت بفضل كفاءات جزائرية.
سلامة الركاب و العمال ضرورة قصوى
قسم الجودة و أنظمة التحكم في المخاطر، يرأسه إطار ذو خبرة طويلة و هو الأكبر سنا في كامل المؤسسة، فالسيد لعور توفيق يتولى رفقة مجموعة من الشباب، مهمة تحسين الخدمات و وضع آليات جديدة لضمان تقديم خدمات أكثر جودة، سواء بالنسبة للركاب أو العمال و الموظفين، و يتمحور عمل هذا القسم حول كل ما له علاقة بالوقاية و الأمن و البيئة، من خلال التحسيس و التكوين على وجه الخصوص.
و من جملة ما يقومون به هو دراسة أوضاع العمال في الميدان، من حيث درجة الحماية و السلامة سواء فيما يخص اللباس أو أشياء أخرى، مع تنبيه العمال إلى الخطر المحتمل الذي قد يتعرضون له، و كذا تكوينهم و تزويدهم بالتدابير التي يجب إتباعها لتجنب المخاطر المختلفة، كما أن تحسين وضعية الركاب و العمل تشمل حتى مراقبة النظافة داخل العربات و مقر الوحدة العملياتية، أين يمنع على سبيل المثال التدخين منعا باتا، و هناك ساحات خارجية مخصصة للمدخنين، و من بين المجهودات التي يقوم بها أعضاء هذا القسم هو الوصول إلى تقنية جديدة لإنهاء المعاملات الورقية، حيث أن كافة المعاملات الداخلية ستتم قريبا عن طريق مراسلات الكترونية، و الهدف من ذلك هو السرعة و ربح الوقت. تكوين الموظفين في الإسعافات الأولية من بين مهام هذا القسم و ذلك بالتنسيق مع الحماية المدنية و الهلال الأحمر الجزائري، و قد أعطى التكوين نتائج ايجابية و هو ما تأكد من خلال تدخل العمال لإسعاف الركاب في بعض الحوادث التي وقعت سابقا، حيث أن إحدى السائقات قامت بإسعاف راكب أصيب بوعكة صحية مفاجئة، كما أن إحدى الراكبات تعثرت و وقعت داخل العربات فأصيبت بكسر، غير  أن عون مراقبة قام بإسعافها على الفور، قبل وصول الحماية المدنية.
سكة مفتوحة على 12 خطرا
من بين تدابير الوقاية هي المناورات التي يتم تنفيذها لتفعيل مخطط التدخل و الأمن و ذلك بغرض الإبقاء على جاهزية كل الأطراف و معرفة مدى استجابة كل منهم و استعداده لمجابهة أي خطر، و قد تم تنفيذ 5 مناورات بسيناريوهات مختلفة منذ افتتاح الترمواي، كان أولها سنة 2014 بمشاركة الحماية المدنية الفرنسية، و بعد كل مناورة يتم تحليل الوقائع باجتماع كل الأطراف الفاعلة ممثلة في سيترام و سيتال و الحماية المدنية و الأمن أو الدرك، من أجل مناقشة الأخطاء و النقائص التي تسجل خلال العملية، و وضع الآليات لكيفية تفاديها و تحسين الأداء في كل مرة.
و حسب ما أكده لنا السيد لعور فإن تنفيذ المناورة يكون على شكل حادث حقيقي، بمعنى أن منسق كل طرف فقط يعرف بأنها مناورة، أما كافة المتدخلين الآخرين فيعتقدون أنها عملية حقيقية، مؤكدا بأن آخر مرة نفذت فيها مناورة في نوفمبر الماضي، و بمجرد انتهائها تم الإعلان عن حالة طوارئ حقيقية بعد سقوط أحد الأشخاص كان في حالة سكر قبل أمتار من إحدى  العربات التي كانت تسير على السكة مما أدى إلى إصابته ببعض الأضرار، و قد تم التدخل بكفاءة عالية لتفادي الأسوأ و إسعاف الشخص المصاب.
من بين مهام هذا الفرع أيضا ،  إحصاء الأخطار المحتملة على طول السكة و دراسة نوعيتها و العمل على وضع تدابير وقائية لتجنبها، و في هذا السياق أكد محدثنا أن 42 خطرا تم إحصاؤها ، من بينها 12 خطرا كبيرا، يتم العمل على دراستها بشكل متسلسل في الوقت الحالي، مع التفكير في حلول مناسبة، و من بين هذه الأخطار على سبيل المثال، انجراف التربة على مستوى إحدى النقاط بفعل الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى سد السكة في مناسبات ماضية، غير أنه يتم العمل حاليا على إيجاد حل مناسب لوقف هذا الإشكال.
صيانة وقائية و 40 ألف تذكرة تطبع يوميا
مهمة مصلحة الصيانة تتمثل أساسا في تسيير كافة المواقع و المباني التابعة للترامواي و صيانتها، تقنيون يعملون على مدار 24 ساعة في اليوم، و يتدخلون تحت أي ظرف لإصلاح أي عطب أو خلل داخل العربات أو بالإشارات الضوئية و السلالم الكهربائية و المصاعد بمحطة بالما، كما أن أعوانا يعملون على الصيانة الوقائية من خلال مراقبة كل هذه المنظومة و تسجيل أي خلل أو عطب مرتقب لإصلاحه، و باختصار فإن عمل هذه المصلحة يبدأ من التنظيف إلى صيانة أكبر منشأة، و المتمثلة في الجسر الرابط بين محطة بالما و الجامعة المركزية، و في هذا الشأن قد يتم الاستعانة بخبراء أجانب من حين إلى آخر، و لضمان سلامة الركاب و العربات يتم اتخاذ كافة التدابير و من بينها تنظيف السكة مرة كل أسبوع، كما توجد فرقة متنقلة لإصلاح الأعطاب في مكان وقوعها، و تتم متابعة الأشغال التي تقوم بها مؤسسة “سيتال” في صيانة العربات و إصلاحها.
زرنا أيضا قاعة طباعة التذاكر، و هي جزء أساسي من منظومة الترامواي، حيث يتم يوميا طباعة 40 ألف تذكرة ركوب، عن طريق ألتي نسخ مبرمجتين، و هناك ثلاثة أنواع من التذاكر، الأولى خاصة بالركوب لمرة واحدة و سعرها 40 دينارا، و هناك نوع ثان  يعرض بسعر مخفض 32 دج للتذكرة، و تباع 10 تذاكر جملة واحدة، كما يتم طباعة التذاكر الخاصة بتسوية الركوب المقدرة بـ 100 دج و التي تسلم للركاب المخالفين، و تحمل جميع التذاكر رقما تسلسليا إضافة إلى تاريخ الطباعة، كما تضم القاعة موزعا أليا مرتبطا الكترونيا بجميع العربات، يعمل على تسجيل عدد التذاكر التي تم تأكيدها من قبل الركاب، لتستعمل لاحقا في الإحصاءات و كذا جرد أعداد مستعملي الترامواي مقارنة بحجم التذاكر التي بيعت.

76 كاميرا لحماية المبنى وحوض لاستغلال مياه الأمطار
ما لاحظناه خلال تواجدنا بمقر الوحدة العملياتية أن كافة العمال من الشباب و جميعهم في العشرينات أو الثلاثينات من العمر، ومن بينهم عدد كبير من العنصر النسوي، يعملون في جميع المصالح و المستويات، حتى أن هناك عدة سائقات، كما أنهم يتولون مناصب حساسة تتطلب درجة عالية من الكفاءة و المسؤولية، غير أن أداءهم في المستوى المطلوب، حسب تأكيد المسؤولين، الذين و على عكس مؤسسات أخرى، ليسوا من الجيل القديم بل من عنصر الشباب، و قد علمنا أن بعض الموظفين لا يتعدى سنهم 22 سنة، و من الأمور المميزة داخل المؤسسة هي النظافة فكل شيء يبدو جديدا من البلاط إلى لباس الموظفين، بالإضافة إلى النظام المحكم و الالتزام بالتعليمات و القوانين، كما أن تسهيلات كثيرة تبدو متاحة للعمال الموظفين و منها أنهم ليسوا في حاجة للتنقل إلى المصرف لاستلام رواتبهم، حيث أن صرافا آليا وضع بباب المؤسسة لتسهيل خدمات مميزة للموظفين.المؤسسة و نظرا لطابعها الحساس، لاحتوائها على عتاد حساس و العشرات من العربات المركونة في مكان مخصص بالداخل، فهي مزودة بنظام متطور للمراقبة عن طريق الكاميرات، حيث تم نصب 76 كاميرا في كل زاوية داخل و خارج البناية، ترصد كل صغيرة و كبيرة، عبر شاشات وضعت بإحدى القاعات، يراقبها تقنيون بتركيز كبير طوال الوقت، كما أن المبنى مجهز بنظام إنذار يشتغل تلقائيا، و ينبه العاملين إلى وجود خطر ما يوجب مغادرة المبنى، و قد صادف وجودنا في المبنى، تشغيل إنذار تجريبي، حيث تم إخلاء المبنى خلال ثواني، و من مميزات المنشأة أنها تحتوي على حوض خارجي كبير يتم فيه تجميع مياه الأمطار، التي يعاد تدويرها و تستعمل في غسل العربات و في الحمامات و دورات المياه.
استجابة لشكاوى المواطنين خلال 48 ساعة
كل ما له علاقة بالاتصال و التسويق هو من مهمة قسم الاتصال و التسويق التي تديره ابتسام غيموز، و من مهامه ضمان وصول المعلومة إلى جميع الأطراف سواء من العاملين أو الركاب و التنسيق بين المصالح و الأقسام المختلفة، كما تضمن عقد اشتراكات مع الجامعات و غيرها من المؤسسات، و كل الملصقات الإعلانية أو حتى التوعية التي لها علاقة بترامواي قسنطينة يتم انجازها على مستوى هذا القسم، و من أبرز ما يقومون به هو استقبال شكاوى المواطنين و الركاب سواء من خلال سجلات الشكاوى على مستوى العربات أو عن طريق البريد الالكتروني و رقم الهاتف الخاص الموضوع تحت تصرف الزبائن، حيث يتم دراسة الشكوى مع المصلحة المعنية و الرد عليها في ظرف لا يتجاوز 48 ساعة، كما أن جميع حملات التوعية التي تنظمها المؤسسة يعمل على إعدادها عناصر وحدة الاتصال و التسويق، الذين يتولون أيضا حفظ جميع البيانات و المعلومات الخاصة بالمؤسسة.
5 بالمئة من الركاب لا يستعملون التذاكر
رفيق عياد مدير مصلحة الاستغلال و خالد بوراس مدير مصلحة الصيانة، هما أول جزائريين يعينان في مناصب مفتاحية، بعد نهاية مرحلة تسيير الفرنسيين للمؤسسة و التي دامت 3 سنوات، حيث كانا يشغلان في السابق منصبي مساعدين، و قد اكتسبا خبرة كبيرة في التسيير و الإدارة، في إطار نقل الخبرات من الطاقم الفرنسي إلى نظيره الجزائري، و قد أجابا في حديثهما إلينا على بعض الأسئلة التي تعد مبهمة بالنسبة للكثير من مستعملي الترامواي.
فبخصوص نقاط التقاطع على مستوى الترامواي، و التي كانت تنظم في السنتين الأولتين من قبل أعوان يتولون تنظيم المرور، ليتم إزالتهم بعد وضع نظام الأضواء الثلاثية، ما تسبب في خلل مروري، أكد بوراس أنه تم وضع الأعوان في البداية من أجل تعويد المواطنين على هذه الوسيلة الجديدة للنقل، غير أن التخطيط كان يتضمن نصب نظام أضواء لتنظيم السيولة المرورية، مثل ما هو معمول به في باقي الدول، ليتم تدريجيا سحب الأعوان، الذين استفادوا من الإدماج بعقود دائمة في مناصب جديدة، بعد أن كانت مدة عملهم في البداية تقتصر على سنتين، و هو عرفان من المؤسسة لـ 140 عونا على ما بدلوه من مجهودات طيلة سنتين، أما بخصوص أعطاب الأضواء الثلاثية، فأكد أنها أمور عادية، تتسبب فيها ظروف طبيعية، أو تأخر العربات بسبب أمور خارجة عن السيطرة، ما يؤدي إلى تذبذب في وصولها و بالتالي خلل في النظام.    و فيما يخص الأشخاص المخالفين و الذين لا يدفعون ثمن تذكرة الركوب، أكد السيد عباد أن النسبة ضئيلة و لا تتعدى 5 بالمئة من العدد الإجمالي لمستعملي الترامواي، مؤكدا على أن آليات المراقبة المستعملة ليست للردع بقدر ما هي وسيلة لتوعية المواطنين، مضيفا أن الأشهر المقبلة ستعرف إدخال تقنية جديدة، حيث بمجرد صعود المراقب ستغلق جميع أجهزة التأكيد، و بالتالي الركاب الذين لم يصادقوا على التذاكر عند الصعود سيدفعون غرامة 100 دج.حماية العمال تعد أمرا مهما و لذلك فإن أي تجاوزات في حقهم من قبل الركاب، سيتم مباشرة إجراءات قانونية في حق الراكب مهما كان نوع التجاوز الذي قام به، و ذلك بموافقة العامل، و قد سبق حسب السيد عباد أن تمت متابعة بعض الأشخاص قضائيا، أما بالنسبة للسلوكات غير الحضارية من قبل المواطنين كأفعال التخريب و الرشق بالحجارة فهي أفعال معزولة و تبقى قليلة على حد تأكيده.  
 ع.م

المـدير الــعــام كــمال بيــدة: سيـتــرام قـسنطيــنة مفـخرة للــجزائــر
مدير الوحدة كمال بيدة، و هو أول جزائري يتولى منصب إحدى الوحدات الثلاث على مستوى الجزائر، أكد في البداية على فخره و اعتزازه بنجاح طاقمه الشاب في رفع التحدي و كسب رهان استلام تسيير وسيلة نقل بهذا الحجم و لأول مرة في الجزائر، دون تجاوز الآجال المحددة، حيث في اليوم الذي انتهت فيه مدة عقد الشراكة مع الفرنسيين أي يوم 5 جويلية 2016، استلم رسميا منصب المدير العام.
مؤكدا أن السنوات الماضية تلقت خلالها الكوادر الجزائرية تكوينا معمقا في جميع الميادين التي لها علاقة بتسيير الترامواي، منها ما تم بالجزائر و منها ما كان بفرنسا عن طريق الشريك الفرنسي «أر. أ. تي. بي» ، و بالتالي فقد نجحت عملية نقل الخبرات بشكل تام، مضيفا بأن المؤسسة تضم 464 موظفا، غالبيتهم شباب و متخرجون حديثا من الجامعة، من بينهم 20 إطارا و 3 إطارات سامية، و من بين أبرز النجاحات حسبه أن الموظفين الجزائريين، أصبحوا بدورهم مكونين محترفين، و سيقومون بتكوين طاقم ترامواي بلعباس، كما سيتم الاعتماد عليهم لتكوين العمال الذين سيسيرون باقي مشاريع الترامواي بكل من ورقلة و سطيف و التوسعة الخاصة بقسنطينة، و هي مفخرة لسيترام قسنطينة، على حد تأكيده، مضيفا بأن كون نفس المؤسسة تسيّر جميع مشاريع الترامواي بالجزائر يعد مكسبا كبيرا، على عكس باقي الدول، أين تجد العديد من الشركات التي تنشط في المجال.
و أكد السيد بيدة بأن الاتفاقية الجماعية التي تضمن حقوق المستخدمين قد وقعت رسميا في نوفمبر الماضي بين ممثلي العمال و المديرية العامة، و قد دخلت حيز التنفيذ حسبه، حيث أخذت بعين الاعتبار جميع مطالب العمال، بما فيها وضع سلم أجور جديد، تم خلاله رفع أجور العمال نسبيا، كما سيتم استلام مستحقات بأثر رجعي كذلك، إضافة إلى الاستجابة لمطالب السائقين و الأعوان فيما يخص تحسين ظروف العمل.و بالنسبة للتوظيف أكد أنه يمر عبر الوكالة المحلية للتشغيل، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى الأشخاص الذين يتقدمون للمنصب المعلن عنه، مضيفا بأن هناك ترقيات داخلية، من خلال مسابقات يتم تنظيمها على مستوى المؤسسة، و بخصوص التوسعة نحو المدينة الجديدة، أكد أن الاستعداد قائم من أجل استلامها نهاية سنة 2018، مضيفا بأنه يملك المؤهلات و الموارد البشرية اللازمة، التي ستعمل على تكوين عدد كبير من الموظفين الجدد، حيث أن عدد العمال سيتضاعف، و ذلك تماشيا مع هذا التحدي الجديد، الذي سيوجه لمدينة تضم حوالي نصف مليون نسمة، حسب ما يضيف محدثنا.
و وجه المدير رسالة إلى المواطنين مفادها أن مؤسسة سيترام من أبسط إلى أكبر موظف يوجدون في خدمة أبناء قسنطينة و زوارها، و أن الترامواي هو ملك للمواطنين لذلك وجب عليهم التحلي بالمسؤولية و الوعي اتجاه هذه الوسيلة المطالبين بالمحافظة عليها من خلال تجنب التصرفات اللاحضارية، مختتما كلامه بأن هدف المؤسسة هو ضمان راحة المواطن، و آخر خدمة قدمتها كانت الاشتراك الموحد مع مؤسسة النقل الحضري و ستضاف إليها لاحقا مؤسسة تيليفيريك قسنطينة.
ع.م

الرجوع إلى الأعلى