عروض وصفقات لتصدير المنتوج المحلي  إلى الأسواق الخارجية 
شكل معرض الجزائر الدولي في طبعته الخمسين، فضاء اقتصاديا مهما للمتعاملين المحليين والأجانب لإحداث شراكات وتبادل الخبرات وتوقيع اتفاقات مختلفة لتصدير المنتوجات المحلية ذات الجودة العالية إلى أسواق خارجية في إفريقيا وغيرها وذلك في إطار المسعى الحثيث الرامي لإحداث وثبة في الاقتصاد الوطني وتنويعه من أجل تجسيد النموذج الجديد للنمو الاقتصادي.
روبــورتــاج:  مراد - ح
وعرفت الطبعة الخمسون ، تغيرا ملحوظا بعدما تحول المعرض هذه المرة، من وجهة تجارية بحتة إلى وجهة اقتصادية تبحث عن شراكة أكبر في مجالات عديدة، و قد نظمت هذه الدورة بقصر المعارض بالصنوبر البحري، التي انطلقت في 08 ماي وتختتم اليوم ، تحت شعار «خمسون سنة في خدمة الاقتصاد الجزائري» وتزامن المعرض مع احتفالية الطبعة الخمسين، حيث نظم أول معرض دولي سنة 1964 ليتطور الحدث بعد ذلك و يعرف أبعاد أخرى متنوعة كان لها الأثر الايجابي على الاقتصاد الوطني، وقد منحت صفة ضيف شرف المعرض لروسيا في هذا الطبعة، حيث شاركت في هذا الحدث 30 مؤسسة روسية ، وقد عرف المعرض مشاركة حوالي ألف مؤسسة وطنية وأجنبية من قطاعات متنوعة.
متعاملون محليون يبرزون رغبتهم في اقتحام الأسواق الإفريقية
وكان هذا المعرض الذي دشنه الوزير الأول عبد المالك سلال الاثنين الماضي و تختتم فعالياته اليوم السبت، فرصة للمتعاملين الاقتصاديين، لإبراز الإمكانيات والخصائص المميزة للمنتوج الجزائري، وهو ما سمح بتلقي عروض و عقد شراكات مع متعاملين أجانب قصد تصدير المنتوج المحلي إلى الأسواق الخارجية ومنها العربية و الإفريقية والأوروبية في ظل التسهيلات التي تقدمها الحكومة في هذا المجال، حيث كان الوزير الأول قد شدد خلال زيارته لأجنحة المعرض، على ضرورة ربح معركة التصدير، وفي هذا السياق، أبرز عدد من العارضين المحليين رغبة كبيرة من أجل تصدير منتوجاتهم واقتحام الأسواق المختلفة خاصة نحو إفريقيا، ونوهوا بجودة المنتوج الوطني وقدرته على التنافسية، فيما يبدي متعاملون أجانب رغبتهم في دخول السوق الجزائرية نظرا للفرص الموجودة في مجال الاستثمار والتسهيلات التي تسمح بإقامة شراكات متنوعة لفائدة الاقتصاد الوطني. وفي هذا الإطار أشار زياني عمر ، مسير شركة «جوهرة التيطري» المتخصصة في تصدير المنتوجات الفلاحية من خضر وفواكه، إلى التسهيلات  الموجودة في مجال التصدير، وأوضح خلال لقائنا به بجناح الشركة على مستوى المعرض، أن الحكومة وضعت تسهيلات وتحفيزات كبيرة لفائدة المصدرين، ومنها تلك الموجودة على مستوى الموانئ والمطارات، مشيرا في السياق ذاته إلى تنظيم دورات تكوينية من طرف الغرف التجارية في مجال التصدير وبالنسبة لشركته أفاد المتحدث، بأنها قامت بثلاث عمليات تصدير، و بلغت الكمية 50 قنطارا في كل عملية وتشمل المنتوجات المصدرة ، الخضر والفواكه وعلى سبيل المثال الطماطم والفلفل والتي تم تصديرها إلى دولة قطر خلال السنة الجارية، مشيرا في نفس الوقت إلى عمليات تصدير مختلفة قامت بها «جوهرة التيطري» في السنوات الماضية،  مضيفا أن معرض الجزائر كان فرصة لشركته لعقد لقاءات مع  العديد من المتعاملين، حيث تم إبرام صفقات من أجل تصدير المنتوجات الفلاحية إلى العديد من الدول الأجنبية، على غرار روسيا وكندا وموريتانيا وأيضا سوريا، مبرزا أن الشركة تقوم بشراء المنتوجات من الفلاحين على مستوى مختلف الولايات لتقوم بتصديره وقال بأن الهدف المسطر حاليا هو القيام بتصدير 10 أطنان يوميا من الخضر والفواكه ولفت المتحدث ذاته إلى استثمار الشركة مع مركز للتخزين والتبريد بدائرة بني يلمان بولاية المدية، منوها بالتسهيلات الممنوحة من طرف والي الولاية، ومن جهته أوضح محمد صدوقي رئيس مصلحة بغرفة التجارة بالمدية، أن هناك طلبات شراكة من طرف مؤسسات إيرانية مع مؤسسات خاصة في مواد السقي بالمدية، إضافة إلى طلبات تخص تصدير المنتوج الفلاحي إلى روسيا وغيرها ، و من جهته تحدث اسماعيل بوكال، مساعد المدير العام المكلف بالعلاقات الخارجية على مستوى شركة «نقاوس»، عن انطلاق الشركة في تصدير منتوجاتها منذ سنوات إلى العديد من الأسواق الخارجية على غرار، فرنسا ، إيطاليا، اسبانيا، انجلترا، ألمانيا، كندا، تونس ،ليبيا والسينغال وغيرها، موضحا أن شركة «نقاوس» التابعة لمجمع معزوز يبلغ إنتاجها 460 ألف طن في العام و تقوم بتصدير العصير و المصبرات إلى دول أوروبية وأمريكية وإفريقية وإلى دول في الشرق الأوسط وقال في هذا الصدد،  أنه تم تصدير 1600 طن من العصير والمصبرات منذ بداية العام الجاري إلى أسواق خارجية، مشيرا في نفس السياق إلى وجود مشروع لتصدير المنتوج إلى الصين.
مناخ ملائم للاستثمار .. و المنتوج المحلي  أصبح ينافس في الأسواق

وأبرز المتعاملون المشاركون في المعرض، حرص الحكومة على توفير المناخ الملائم للاستثمار والرفع من تنافسية المنتوج المحلي وإبرام شراكات، و أشار ممثل عن مجمع صيدال في هذا المعرض، إلى زيارة خبراء من عدة دول إفريقية لمعاينة المصانع ونوعية منتوج صيدال، مبرزا أن مخطط التنمية للمجمع الذي انطلق سنة 2009 يرتكز على محورين، عصرنة وتأهيل المصانع الحالية  بقسنطينة (أنسولين قارورات) ، الدار البيضاء، المدية وجسر قسنطينة  ، إضافة إلى إنجاز  4 مصانع جديدة لصناعة الأدوية الجنيسة منها ثلاثة في طور الإتمام ، ويتعلق الأمر حسب نفس المصدر في مصنع الحراش2- زميرلي والمتخصص في إنتاج الأشكال الجافة ( أقراص وكبسولات) بطاقة سنوية تبلغ 70 مليون وحدة بيع ، وهذا المصنع أصبح جاهزا بنسبة 100 بالمئة وسيتم تدشينه قريبا، ومصنع قسنطينة 2 وهو متخصص في إنتاج الأشكال السائلة ( شراب) بطاقة سنوية تبلغ 28 مليون وحدة بيع ، أما مصنع شرشال وبدوره أصبح جاهزا وهو متخصص في إنتاج الأشكال الجافة ( مساحيق، أقراص، كبسولات) وتبلغ طاقته السنوية 25 مليون وحدة بيع ، بالإضافة إلى إنشاء مصنع آخر متخصص في إنتاج الأنسولين في شكل خراطيش بسعة 40 مليون خرطوشة سنويا وبلغت نسبة الإنجاز به حوالي 90 بالمئة ويتم الإنتاج بالشراكة مع « نوفو نورديسك» ، كما أشار المصدر ذاته إلى إنشاء مصنع لإنتاج الأدوية المضادة للسرطان  متخصص في الأشكال الصلبة والحقن بطاقة سنوية تبلغ 25 مليون وحدة بيع في السنة، ويتواجد هذا المشروع في المنطقة الصناعية لسيدي عبد الله  وهو الآن في طور الدراسة، بالإضافة إلى إنشاء مركز جديد للبحث والتطوير بسيدي عبد الله ومركز للتكافؤ الحيوي والذي أنشأ سنة 2015 وهو الوحيد على المستوى الوطني  والخامس إفريقيا .
شراكات واعدة .. ومشاريع للتصدير قريبا
ويمثل تطوير الشراكة بالنسبة لمجمع صيدال الذي ينجز حاليا برنامجا توسعيا طموحا محورا استراتيجيا لتحقيق أهدافه التنموية وفي هذا الاطار أبرمت صيدال ست شراكات مع مخابر دولية كبرى تكتسي هذه الشراكات أشكالا جديدة ، شراكة صناعية ، منح امتياز الرخصة وكذا إنشاء شركات مشتركة وهذه الشراكات قائمة على نقل التكنولوجيا والمعرفة والثقة والتكامل بين الشركاء، وأشار نفس المصدر إلى الشراكة القائمة بين صيدال وفايزر ، صيدال – صانوفي، صيدال – أكديما – سبيماكو – جي بي ام  و كذا صيدال – شركة شمال إفريقيا القابضة ، إضافة إلى صيدال – نوفو نورديسك وأيضا صيدال – جولفار وعقدت هذه الشراكة في 2016 حيث تمتلك جولفار 40 بالمئة من حصص إيبيرال ( فرع صيدال).ويمتلك مجمع صيدال 6 مصانع للإنتاج متمركزة في الجزائر العاصمة ، شرشال، المدية ، قسنطينة وعنابة  بمعدل إنتاج يقدر ب 140 مليون وحدة بيع في السنة ، إضافة إلى ثلاثة مراكز توزيع جهوية تقع في العاصمة ، باتنة ، ووهران والتي تضمن تسويق منتجات صيدال في جميع انحاء الوطن ، إضافة إلى مركز للبحث والتطوير ومركز للتكافؤ الحيوي وتحتوي مجموعة صيدال وهي شركة متخصصة في صناعة وتسويق الأدوية الجنيسة  على أكثر من 200 دواء موزعة على 20 قسم علاجي وتمتلك الدولة 80 بالمئة من رأس مال صيدال، بينما أسندت 20 بالمئة المتبقية لمستثمرين من المؤسسات والأشخاص من خلال البورصة سنة 1999 .ومن جانب آخر تحدث باشن رفيق ، ممثل شركة مختصة في صناعة الآثاث الجامعي والمدرسي والطبي ومقرها بالمنطقة الصناعية بالبرواقية ، عن مشاريع للتصدير إلى دول إفريقية وعربية، مبرزا  أن منتوج الشركة ذات جودة عالية  وينافس المنتوج الأجنبي ، أما ممثل مجمع» بي سي أر» في المعرض فتحدث بدوره عن عقد لقاءات بمناسبة معرض الجزائر الدولي في طبعته ال50 مع متعاملين أجانب ومحليين من أجل تصدير منتوج الشركة إلى العديد من البلدان، في انتظار توقيع صفقات في هذا المجال، ومن جهتها أوضحت إيمان سايح ، مسؤولة العلاقات العامة بشركة «إيريس» أن الشركة مختصة في إنتاج الأجهزة الإلكترونية و الكهرومنزلية  والهواتف النقالة والتي تأسست سنة 2004  ومقرها في سطيف ، وذكرت أن الشركة تلقت عروض لتصدير منتوجاتها إلى دول إفريقية وأسيوية وأوروبية وهي بصدد دراسة هذه العروض وعقد شراكات مع علامات عالمية، مشيرة إلى تصدير منتوج الشركة من قبل إلى عدة دول ومنها تونس  والمغرب، وأوضحت أن المشاركة في صالون موريتانيا كانت من أجل الاطلاع على امكانيات التصدير إلى هذا البلد، مبرزة الإقبال الكبير على جناح الشركة في المعرض واعتبرت أن أسعار منتوجاتها في السوق الوطنية، تنافسية وفي متناول الجميع و ذات جودة عالية .ومن جانبه أفاد جعفر سعدو، مدير التسويق بشركة «جيون إلكترونيك» ، أن الشركة مختصة في صناعة الأجهزة الالكترونية والكهرومنزلية، تم إنشاؤها سنة 2007  ومقرها ببرج بوعريريج، وقد تطورت حسب نفس المتحدث، خلال العشر سنوات الماضية من شركة كانت تستورد الأجهزة، إلى كونها أصبحت تصنع الأجهزة بنسبة إدماج من متوسطة إلى عالية، مضيفا في هذا الإطار، أن الشركة تحاول رفع نسبة الإدماج للذهاب إلى السوق العالمية وتصدير المواد الجزائرية والمشاركة في تخفيض فاتورة الاستيراد والرفع من فاتورة تصدير المنتوجات الجزائرية لتطوير الاقتصاد الوطني، وأشار إلى تلقي عروض في هذا المعرض ونحن بصدد دراستها -كما قال – موضحا أن هناك شركات أجنبية اقترحت على الشركة المواد الأولية ، من قطع غيار وذلك من بلدان عدة من الصين، تركيا، مصر، إيران، فرنسا وايطاليا  وهناك شركات أخرى اقترحت تمثيل الشركة في الخارج، منوها إلى أن  اسم  شركة « جيون إلكترونيك» أصبح مشهورا في بعض الدول على الصعيد العالمي ، إضافة إلى وجود تجار من داخل الوطن  يرغبون في تمثيل الشركة في منطقتهم ، مشيرا إلى أن» جيون إلكترونيك»   مهتمة بتطوير عدد محلات العرض في الجزائر وأفاد أن عدة عمليات تصدير ستكون قريبا وذلك خلال السنة الجارية، وقال أننا حاولنا التركيز على السوق الوطنية والآن نفكر في السوق العالمية بعدما تأكدنا على قدرتنا على القيام بالتصدير إلى الخارج وفي هذا الصدد سيتم القيام بعمليات تصدير إلى بلدان إفريقية في البداية وبعدها يتم التوجه إلى أسواق أخرى، مبرزا جودة منتوج الشركة وأسعاره المعقولة.    
م.- ح

الرجوع إلى الأعلى