مشـاركون يتوقعـون أن تتحول الجـزائــر إلى وجهة سيـاحيــة هامة مع آفــاق2030
توقع مشاركون في الصالون الوطني للسياحة والأسفار الذي اختتم مساء أول أمس الاثنين أمس بقصر المعارض بالجزائر العاصمة بأن تتحول الجزائر إلى وجهة سياحية هامة مع آفاق 2030 مع المنشآت السياحية الموجودة قيد الانجاز واهتمام الحكومة بالاستثمار في هذا القطاع، إلى جانب التنامي الكبير في عدد الوكالات السياحية، بالإضافة إلى إقحام وكالا ت سياحية أجنبية للترويج للسياحة الجزائرية، وهو ما ميز صالون السياحة والأسفار في طبعته الثامنة عشرة الذي عرف مشاركة حوالي 200متعامل، إلى جانب مشاركة22 دولة أجنبية ممثلة في عدة مؤسسات ووكالات سياحية، على عكس الطبعة السابقة التي عرفت مشاركة 09 دول فقط، وحسب متعاملين مشاركين في هذه الطبعة فإن المشاركة الأجنبية سيكون لها دور كبير في استقطاب السياح الأجانب إلى الجزائر، وذلك من خلال الاطلاع على المواقع السياحية التي تزخر بها الجزائر خاصة الصحراء، إلى جانب عقد اتفاقيات شراكة ما بين المؤسسات السياحية الأجنبية والجزائرية من خلال الاستثمار في هذا المجال في الجزائر واستقطاب السياح الأجانب،
روبورتاج: نورالدين عراب
وقد أبرم على هامش الصالون متعاملون في هذا الميدان اتفاقيات شراكة مع مؤسسات أجنبية  الحكومة تضع مخططا توجيهيا للنهوض بقطاع السياحة وبهدف النهوض بهذا القطاع الهام وإيجاد بدائل للمحروقات التي تمثل نسبة 98 بالمائة من مداخيل الجزائر وضعت الحكومة مخططا توجيهيا للتنمية السياحية لآفاق 2030 يعد الإطار الاستراتيجي المرجعي للسياسة السياحية بالجزائر ويحمل رؤية الدولة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة للسياحة لضمان التسيير العقلاني والمسؤول للموارد الطبيعية ودعم الاقتصاد الوطني على مدى العشرية القادمة، وفي هذا السياق تقول رئيسة دائرة الإعلام بالوكالة الوطنية للتنمية السياحية فتيحة بسايح بأن إنشاء هذه الوكالة جاء بغرض  استرجاع وحماية العقار السياحي الذي تعرض لنزيف خلال العشرية السوداء بينما كانت الدولة منشغلة باستتباب الأمن والاستقرار، وقد استغل في تلك الفترة العديد من الأشخاص الفرصة للاعتداء على العقار السياحي، ولهذا أسست وكالة وطنية للتنمية السياحية هدفها استرجاع وحماية العقار السياحي، ووضع مخطط للنهوض بالقطاع، وأشارت إلى أن الحكومة أعطت تعليمات صارمة للولاة من أجل الحفاظ على هذا العقار، خاصة بما يمتاز به من خصوصية من أجل تحقيق قفزة في مجال الاستثمار السياحي الذي يعاني من نقص العقار بعدة مناطق من الوطن، وأشارت نفس المتحدثة بأن إستراتيجية الوكالة الوطنية للتنمية السياحية ترتكز مع آفاق 2030 على جعل السياحة عاملا محركا للتنمية الاقتصادية، والدفع التدريجي للقطاعات الاقتصادية الأخرى كالفلاحة، البناء، الصناعة، الأشغال العمومية، الصناعة التقليدية والخدمات وغيرها، إلى جانب دمج وترقية السياحة مع البيئة وترقية التراث التاريخي والثقافي والديني، وتحسين صورة الجزائر، كما يرتكز هذا المخطط حسب نفس المتحدثة على خمس ديناميكيات أساسية تتمثل في خطة» وجهة الجزائر»، الأقطاب السياحية ذات الامتياز، خطة الجودة السياحية، وخطة الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، إلى جانب خطة تمويل السياحة، وأوضحت رئيسة دائرة الإعلام بالوكالة الوطنية للتنمية السياحية بأن الاستثمار السياحي حاليا لا يزال يسير ببطء خاصة وأن مردوديته لا تكون على المدى القريب، كما أن قطاع السياحة يتأثر بعوامل أمنية وسياسية، وأشارت بهذا الخصوص بأنه بالرغم مما تنعم به الجزائر من أمن واستقرار إلا أنها تتواجد في محيط جيوسياسي متوتر، مما قد يؤثر على هذا القطاع، في حين توقعت أن يعرف قطاع السياحة بالجزائر من خلال المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية لآفاق 2030 دينامكية كبيرة ويسجل قفزة نوعية.
وفيما يتعلق بإقبال الزوار على صالون السياحة والأسفار أوضحت نفس المتحدثة بأن الذين يقصدون جناح الوكالة الوطنية للتنمية السياحية أغلبهم مستثمرون أو أصحاب مشاريع في هذا الميدان، في حين استفساراتهم ومشاكلهم كلها كانت تتعلق بنقص العقار المخصص للاستثمار السياحي، وأشارت بهذا الخصوص إلى أن الحكومة أعطت أولوية في مجال الاستثمار السياحي لأصحاب المشاريع التي تتوفر فيها الشروط ويمكن أن تقدم مشاريعهم إضافة كبيرة للقطاع.
مجمع نسيب يبرم اتفاقيات شراكة مع أجانب للاستثمار واستقطاب السياح
كشف نائب رئيس مجمع نسيب للسياحة عزيز نسيب على هامش الصالون عن إبرام المجمع المذكور اتفاقيات شراكة مع أجانب من أجل الاستثمار السياحي في الجزائر واستقطاب السياح، مشيرا في هذا الإطار إلى إبرام اتفاقية شراكة بين مجمع نسيب ومؤسسات سياحية تونسية، مغربية، تركية، كما أبرمت مؤخرا اتفاقية مع مؤسسة « لايكو» للسياحة المعروف عالميا بهدف خلق شراكة للاستثمار في الجزائر واستقطاب السياح الأجانب نحو الجزائر. وفي حديثه عن مجمع نسيب للسياحة أشار نفس المتحدث إلى أن المجمع انطلق بفندق واحد أنجز في سنة 1994 ببسكرة ثم توسع تدريجيا من خلال الاستثمارات في هذا المجال إلى أن تحول إلى مجمع يضم عدة مشاريع فندقية وسياحية، بحيث يمتلك حاليا 03 فنادق ببسكرة والجزائر العاصمة وشرشال بتيبازة، بالإضافة إلى مخيمات صيفية بتيبازة، وعدد من الوكالات السياحية المنتشرة عبر التراب الوطني، كما أن مقر المجمع يتواجد حاليا برياض الفتح بالعاصمة، ويسعى أيضا لتوسيع استثماراته بعدد من الولايات، منها مشروع انجاز مركب سياحي ترفيهي ضخم على مساحة إجمالية قدرها 12 هكتارا بمدينة بسكرة، إلى جانب مشروع آخر لانجاز فندق يحمل طابع سياحي إسلامي ببلدية سيدي عقبة بنفس الولاية ويكون محاذيا لضريح الصحابي عقبة بن نافع، بالإضافة إلى مركب سياحي حموي افتتح مؤخرا ببلدية الشارف بولاية الجلفة، مشيرا في نفس الإطار إلى أن مجمع نسيب حقق نجاحات كبيرة بفضل هذه الاستثمارات.
وفي نفس السياق لم يغفل مسؤولو مجمع نسيب مجال تكوين إطارات وموظفين لهم كفاءة في ميدان السياحة، مشيرا إلى أن جميع إطارات وموظفي هذا المجمع خضعوا لتكوين نوعي في ميدان السياحة بما فيها السائقين.
 من جانب آخر أثنى نائب رئيس المجمع على سياسة الحكومة فيما يتعلق بتشجيع الاستثمار السياحي والمستثمرين الجزائريين والأجانب، وقال بأن دور المؤسسات المختصة في قطاع السياحة مطالبة بالترويج للسياحة الداخلية الجزائرية ومرافقة وزارة السياحة والحكومة في المخطط الذي وضعته للنهوض بهذا القطاع مع آفاق 2030، وتوقع محدثنا أن يعرف هذا الميدان تطورا وازدهارا في العشر سنوات القادمة ويصبح يحمل قيمة اقتصادية مضافة، ويساهم في إعطاء نفس جديد للاقتصاد الوطني، وذلك من خلال المنشآت السياحية الجديدة الموجودة في طور الانجاز والتي ستكون بطريقة عصرية وتقدم خدمات ذات جودة عالية، أو تلك القديمة التي تخضع لإعادة تهيئة وترميم، بالإضافة إلى تنامي عدد الوكالات السياحية عبر الوطن التي تقوم بعمل يومي للترويج للمناطق السياحية داخل الوطن، وكذا الهياكل القاعدية التي أنجزت من طرقات وخطوط السكة الحديدية التي سيكون لها دور في دعم قطاع السياحة.
الديوان الوطني للسياحة يسطر برنامجا دوليا للتعريف بالمواقع السياحية الجزائرية
كشف المدير الجهوي بمؤسسة الديوان الوطني الجزائري للسياحة كمال العصوي عن تسطير الديوان برنامجا دوليا للترويج للسياحة الداخلية من خلال التعريف بالمواقع السياحية الجزائرية خاصة بالصحراء واستقطاب السياح الأجانب، من خلال المشاركة في الصالونات الدولية والقيام بنشاطات يتم من خلالها إيصال المنتوج السياحي الجزائري للشركات السياحية الدولية، مشيرا إلى أن الديوان الوطني الجزائري للسياحة أبرم عدة اتفاقيات مع شركات سياحية، فرنسية، ايطالية، ألمانية، سويسرية، واسبانية بهدف استقطاب السياح الأجانب إلى الجزائر، مضيفا بأن ديوان السياحة عمل في الآونة الأخيرة بشكل كبير من أجل الترويج للسياحة الداخلية وذلك على مختلف الأصعدة، وأشار إلى أن الديوان مهمته تشجيع السياحة الداخلية سواء الشتوية بالمناطق السياحية الصحراوية أو الصيفية على مستوى الشواطئ، إلى جانب استقطاب السياح الأجانب.
وكشف في هذا السياق عن تسطير برنامج واسع وشامل للسياحة الصيفية على مستوى أغلب الشواطئ بالشرق والغرب والوسط الجزائري، وقد تم طبع دليل سياحي خاص بهذا البرنامج يتم توزيعه على مختلف وكالات الديوان عبر ولايات الوطن، كما أن الأسعار المقدمة للسياح في متناول كل فئات المجتمع حسبه، بحيث تتراوح ما بين 1000دينار إلى 4000آلاف دينار لليلة الواحدة، كما يوفر الديوان هياكل استقبال فردية وجماعية.
من جانب آخر كشف نفس المتحدث عن خضوع مؤسسة الديوان الوطني الجزائري للسياحة لعملية إعادة هيكلة لمختلف الوحدات المنتشرة عبر الوطن، إلى جانب اقتناء وسائل جديدة منها حافلات للنقل على مستوى الولايات الشمالية، بالإضافة إلى اقتناء عدد من  السيارات رباعية الدفع على مستوى الجنوب، وذلك لما تمتاز به السياحة الصحراوية من خصوصية، وفي نفس الوقت عمل الديوان على إعادة تأهيل العمال من خلال تكوين متواصل في هذا الميدان يتماشى ومتطلبات السياحة العصرية. من جانب آخر ورغم الطابع الذي ميز هذه الطبعة لصالون السياحة والأسفار والذي كان يهدف للترويح للسياحة الداخلية والتعريف بثروات الجزائر في هذا المجال بحضور مؤسسات سياحة أجنبية تمثل 22دولة، وذلك من خلال عدة أجنحة تتضمن التراث السياحي والثقافي الجزائري من عادات وتقاليد وألبسة وصناعات تقليدية ومواقع سياحية إلا أن المؤسسات الأجنبية استغلت هي الأخرى فرصة الصالون لعرض خدماتها على الزوار الجزائريين، من خلال الترويج لعدة مناطق سياحية خاصة بالدول التي تنتمي إليها، كما استغلت عدد من المؤسسات الفندقية الأجنبية وشركات الطيران التي شاركت في هذا الصالون الفرصة  لتقديم عروضها للزوار.    
ن ع

الرجوع إلى الأعلى