إجراءات استثنائية تحبط محاولات احتلال شواطئ بوهران
تمكنت تشكيلات أمنية ثابتة ومتحركة من نشر الطمأنينة في نفوس المصطافين بوهران وإخلاء الشواطئ من  أصحاب المظلات والطاولات والكراسي، بعد سد الطريق أمام كل محاولات الاحتلال، فيما لا يزال حراس الحظائر يحكمون سيطرتهم على الركن بينما تمت الاستعانة بلاجئين أفارقة لتنظيم العملية بالحظائر المرخصة للفنادق لرفض الشباب العمل بها.  
روبورتاج : هوارية ب
النصر رافقت المديرية الولائية للأمن الوطني بوهران يوم السبت المنصرم  في خرجة ميدانية للوقوف على مدى تطبيق الإجراءات الأمنية المندرجة في إطار المخطط الأزرق وكذا مدى تنفيذ تعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية لمجانية الشواطئ وهذا بعد حوالي أسبوع عن الإنطلاق الرسمي لموسم الإصطياف 2017،  وقد رافقت مختلف وسائل الإعلام هذه الخرجة التي كانت لشواطئ عين الترك مع التركيز على شاطئ الكثبان بكاب فالكون بالنظر للخصوصية التي يتميز بها وهي رسو بواخر النقل البحري الحضري.
وقبل الخرجة الميدانية، أوضح رئيس مصلحة الأمن العمومي  عميد أول للشرطة ابراهيمي بن عمر خلال ندوة صحفية بمقر المديرية الولائية للأمن الوطني بوهران، أنه تم تخصيص تشكيل أمني خاص على مستوى دائرة عين الترك التي تشهد توافدا كبيرا للمصطافين من كل ولايات الوطن وحتى المغتربين، ويرتكز هذا التشكيل الأمني على تأمين 14 شاطئا منها 11 ببلدية عين الترك و3 شواطئ ببلدية بوسفر، منها 5 شواطئ بها مراكز شرطة قارة أي عبارة عن مركز مبني، بينما الشواطئ الباقية بها تشكيلات أمنية متنقلة سواء راجلة أو بالدراجات الخاصة بالتنقل فوق الرمال والتي وفرت منها شرطة وهران 4 دراجات هذا الموسم، هذا إلى جانب وضع ثلاثة أفواج تعمل بنظام التداول لضمان إنسيابية الحركة المرورية. بالمقابل ومن أجل دعم الأمن ومكافحة الجريمة والإعتداءات خلال موسم الإصطياف، وفرت مصلحة الشرطة القضائية لأمن وهران مثلما أفاد رئيسها عميد أول للشرطة زهير بوحفص خلال الندوة الصحفية، 8 فرق مدعمة بوسائل نقل عبارة عن سيارات رباعية الدفع مع توفير كل الإمكانيات، إضافة لأعوان الشرطة القضائية بالزي المدني الذين يجوبون الشواطئ و أماكن أخرى في دوريات إحترازية.
   انتشار أعوان بالزي المدني لتأمين المصطافين
عند نزولنا لشاطئ الكثبان لاحظنا إنعداما كليا للطاولات والكراسي التي كان يفرضها بعض الشباب على المصطافين بسعر يتراوح ما بين 500دج و1000دج، كما كانت تلك الطاولات تحتكر كل الأماكن الإستراتيجية فوق الشاطئ وتحرم المواطن من وضع مستلزماته أين ما يشاء، وجاء هذا الإجراء تطبيقا لتعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي أكدت على مجانية الشواطئ هذا الموسم، وبناء على هذا مثلما أوضح رئيس بلدية عين الترك فإن التعليمة كانت واضحة وتختلف عن تعليمة السنة الماضية التي كانت تسمح للأميار بمنح رخص الإستغلال للشباب وفق القانون وإحترام المصطافين، أما التعليمة هذا الموسم حسب السيد طباق تنص على «مجانية الشواطئ» وهذا ما جعله يمتنع عن منح رخص الإستغلال لوضع طاولات وكراس وكرائها للمصطافين، وفي ذات الصدد أوضح عميد أول للشرطة رئيس مصلحة الأمن العمومي بمديرية الأمن الوطني بوهران السيد ابراهيمي بن عمر، أن الأعوان المنتشرين عبر الشواطئ مجال إختصاص الشرطة، يحجزون كل الطاولات والكراسي بمجرد ملاحظة وجودها فوق الشاطئ و يوم السبت المنصرم أثناء خرجتنا لشاطئ الكثبان أكد المتحدث حجز أكثر من 100 طاولة في عمليات مختلفة بعين الترك.
من جانبهم أعرب المصطافون عن ارتياحهم لهذا الإجراء الذي سمح لهم بوضع طاولاتهم ومستلزماتهم بشكل مريح فوق الشاطئ وإختيار الأماكن التي يرغبون فيها دون إزعاج من أحد، وفعلا وجدنا العديد من العائلات التي إفترشت الرمال وإلتفت حول قهوة العصر تلفها نسمات المتوسط خاصة مع التواجد الأمني المكثف لضمان راحة وأمن المصطافين، حيث ينتشر بالشواطئ أعوان الشرطة إناثا وذكورا بالزي الصيفي الجميل ويقومون بدوريات راجلة لتفقد أوضاع المصطافين وتفادي أي خلل من شأنه تعكير الجو الصيفي المريح، ولكن بالمقابل طالب بعض المصطافين في حديثهم مع النصر بضرورة إيجاد مناصب شغل لهؤلاء الشباب سكان المناطق الساحلية الذين يعملون صيفا فقط.  
«عصابات»  الحظائر تفرض  منطقها بالقوة
بالرغم من المجهودات المبذولة لمنع حراس الحظائر غير الشرعيين من إرغام المصطافين على دفع ثمن 200 دج لركن السيارة خارج الشاطئ، إلا أن هؤلاء الشباب إتخذوا من الشوارع والفضاءات العمومية أماكن لحضائر غير قانونية، و لازالوا يفرضون منطقهم بالقوة مثلما صرح به للنصر بعض المصطافين الذين عبروا عن خوفهم من عدم دفع ثمن ركن السيارة التي يمكن أن تتعرض للكسر أو السرقة أو أي عطب يسببه هؤلاء «الحراس المافيا» ولتفادي هذا يضطرون لتسديد 200 دج والإستمتاع بالبحر. وفي هذا الصدد أوضح رئيس بلدية عين الترك السيد علي طباق الذي وجدناه في الشاطئ أن البلدية منحت تراخيص للفنادق المحاذية للشواطئ لركن سيارات زبائنها خلال موسم الإصطياف، بينما بقية الشباب يعملون خارج القانون وأنه خلال دوريات لأعوان البلدية، كل من يضبط متلبسا بحراسة حظيرة غير قانونية يحول لمصالح الأمن وهو حال عدد من الأشخاص الذين أنجزت في حقهم محاضر أمنية منذ إنطلاق موسم الإصطياف، ولكن يضيف رئيس البلدية أن الأمر يتطلب تضافر جهود الجميع ، فالمصطاف لا يبلغ عن هذا التجاوز وبالتالي فهو يتحمل المسؤولية أيضا، وخلال حديثنا مع مير عين الترك إلتف بعض الشباب يطالبونه بتوفير مناصب شغل من أجل تعويضهم عن حراسة الحظائر وكراء الطاولات والكراسي، وكان رد رئيس البلدية مفاجأ حين قال « إضطررت للإستعانة بالرعايا الأفارقة لتسيير الحظائر المرخصة للفنادق، وهي المهمة التي رفضتموها أنتم لأن العمل خارج القانون يجلب لكم أموالا أكثر رغم أنه غير دائم».
الرحلات البحرية الحضرية.. سياحة وإستمتاع وسط تخوفات

تتواصل بوهران الرحلات البحرية الحضرية التجريبية منذ يوم السبت المنصرم الذي سجل فيه أكثر من 200 راكب عبر الخط البحري وهران - عين الترك الساحلية لغاية الساعة الرابعة بعد الظهر، وحسب بائع التذاكر بشاطئ الكثبان فإن الرحلات بدأت يوم الجمعة ولكن الإقبال كان ضعيفا بينما يوم السبت بدأ يرتفع شيئا فشيئا.
وخلال جولتنا في شاطئ الكثبان الذي أصبح يعج بالمصطافين، إغتنمنا الفرصة للوقوف على واقع أولى الرحلات البحرية الحضرية، حيث صادفنا رسو الباخرة الإيطالية بالرصيف الذي خصص لهذا الغرض والذي لازال ينتظر أشغال دعم لتأمين الرحلات عند التقلبات الجوية، علما أن الرحلة الإفتتاحية التي كانت يوم 5 جويلية الفارط لم تتمكن من الرسو بسبب إرتفاع الأمواج وعاد الوفد الرسمي أدراجه، وهو ذات الوضع الذي يخشاه الجميع في حال أي تغير للوضع الجوي. وعند إقترابنا من بعض سكان المنطقة أوضح أغلبهم أن هذه المنطقة خطيرة منذ الأزل لأن وديانا تجري تحتها، حيث ذكرت إحدى السيدات أنه منذ السبعينيات لم يكن سكان منطقة الكثبان بعين الترك يستجمون بسهولة، فكانت الحيطة والحذر ترافقهم دائما لوجود واد خطير كان يجري بمياه عذبة داخل البحر ونجم عنه تفرع أودية أخرى كانت تجرف ما تجده أمامها في حال تقلب الجو، واضاف شاب آخر أن كل سكان عين الترك يعرفون خطورة الوضع واليوم يتساءلون عن الرحلات في فصل الشتاء بما أن الصيفية منها تنظم بحذر شديد.
من جانب آخر إقتربنا من المسافرين الذين كان أغلبهم من سكان وهران والولايات المجاورة الذين دفعهم الفضول لإكتشاف جمال الباهية عن طريق البحر، مشاعرهم عجزت عن وصف جمالية وسحر الرحلة التي تنطلق من ميناء وهران لغاية شاطئ الكثبان مرورا بعدة شواطئ من سان روك إلى المرسى وتروفيل بعين الترك لغاية كاب فالكون ببوسفر، ووجدنا أشخاصا وعائلات قامت يوم السبت المنصرم بعدة رحلات ذهابا وإيابا للمزيد من الإستمتاع رفقة أبنائها، ولم يكن سعر التذكرة ب 200دج للكبار و100دج للصغار، عائقا أمام هؤلاء المتشوقين لمثل هذه الخدمات السياحية التي تأخرت ببلادنا حسبما صرحت به لنا إحدى السيدات التي أضافت أنه يجب مراعاة وضعية العائلات التي يفوق عدد أفرادها أربعة أشخاص والتعامل معهم بتخفيضات في التذكرة لأنه كلما زاد العدد يتعذر على الكثيرين خوض التجربة.
 بينما سجلنا تساؤلا موحدا لدى سكان عين الترك وهو عن إستمرار هذه الرحلات على مدار السنة أو توقفها بعد إختتام موسم الإصطياف، لأن هؤلاء يتطلعون لإتخاذ هذه البواخر كوسائل نقل من وهران تسهل عليهم مهمة الوصول لعين الترك في ظل الغياب شبه الكلي لوسائل النقل على مدار السنة خاصة في الفترة المسائية أين يجد العمال صعوبة كبيرة في العودة لديارهم ويقعون غالبا في مصيدة «الكلوندستان» الذين يفرضون أسعارا خيالية، ورغم عدم وضوح الرؤية بصفة كلية حول وضعية رسو البواخر بعد الصيف، فإن ممثل الوزارة خلال حضوره للرحلة التدشينية للخط يوم الأربعاء الماضي، قال أن هناك رخص للخواص لإقتناء بواخر ووضعها في خدمة هذا الخط والخطوط الممثالة في الولايات الساحلية الأخرى وهذا بعد إنتهاء العقد مع الشركة الإيطالية التي تضمن الرحلات الصيفية. كما طرح السكان أيضا مسألة إنعدام وسائل النقل عند محطة الرسو بالكثبان فالمسافر يضطر لإقتناء سيارة «كلوندستان» مرة أخرى للوصول إلى عين الترك المدينة أو بوسفر أو العنصر.
من جهة أخرى، يساهم أعوان الشرطة المنتشرون في شاطئ الكثبان في عملية توجيه وتأمين ركاب الباخرة خاصة عبر الرصيف الذي يبدو مثلما لاحظنا ، أنه يحتاج أيضا لواقيات جانبية لحماية الأطفال من السقوط في البحر، كما وقفنا على حالات لشباب ومراهقين إتخذوا من الجسر مكانا «للتشبيكة» والقفز في البحر مما عرقل في أكثر من مرة حركة المسافرين.
شاطئ الكثبان يتجه نحو فقدان رماله
هو شاطئ صغير جميل عندما تنزل إليه عبر مسار الدرج الذي أنجز لتسهيل حركة المصطافين، يخيل لك وكأن محيط الجرف يحتضنه ليجعل المصطافين يشعرون بالحميمية والدفء العائلي الذي يجسده تواجد العائلات فوق الشاطئ الذي يكاد يفقد رماله نهائيا بسبب تقدم مياه البحر من جهة ومن جهة ثانية بسبب أشغال كاسرات الأمواج لدعم رصيف رسو بواخر النقل الحضري، هذا الشاطئ الذي كان هادئا يضم مصطافين أغلبهم من سكان منطقة كاب فالكون، أصبح اليوم يعج بالناس من مصطافين وحركة مسافرين ذهابا وإيابا نحو وهران. ورغم هذا وجدنا شبابا بالتعاون مع البلدية، يحرصون على نظافة الشاطئ من خلال تنظيم دوريات لرفع مخلفات المصطافين التي لا تتوقف مثلما قالوا، كما أن مخدعين لدورات المياه نصبا عند مدخل الشاطئ، فيما يعلو المكان مركز تابث للشرطة يسمح بمراقبة شاملة لكل التحركات وملاحظة أي طارئ مباشرة من طرف أعوان الأمن القائمين عليه لمساعدة الأعوان المنتشرين عبر كل ربوع شاطئ الكثبان الذي يحتاج لتهيئة وإهتمام خاص أيضا،  لاستقبال ليس فقط مسافري الخط البحري ولكن حتى زبائن الفنادق والمركبات السياحية التي تنتشر ورشاتها على طول الشارع الذي يفصل الشاطئ عن المدينة وهي مشاريع سياحية كبيرة ستجلب السياح حتى الأجانب الذين يستوجب التفكير في تحضير أماكن راحة و استجمام لهم بمقاييس عالمية في غضون صيف 2018.                                   
هـ /  ب

الرجوع إلى الأعلى