المكيف خدمة خارج التسعيرة الرسمية في سيارات الأجرة
تحول السفر بين الولايات الجزائرية على متن سيارة أجرة ، إلى معاناة كبيرة بالنسبة للكثيرين هذه الصائفة، خصوصا في ظل الارتفاع المطرد لدرجات الحرارة، وذلك بسبب رفض بعض السائقين تشغيل مكيفات سياراتهم، بحجة أنها معطلة، أو نظرا لاستهلاكها الإضافي للوقود و إضعافها لأداء محرك السيارة، مجبرين بذلك زبائنهم على احتمال الحر، بالمقابل يعمد آخرون إلى تخيير المسافرين بين استخدام المبرد و دفع مبلغ إضافي خارج تسعيرة النقل، وهو سلوك وضع المواطنين في حيرة و ضاعف مشقة التنقل رغم أن المسافات أصبحت أقصر بفضل الطريق السيار.

200 إلى 500 د ج  مقابل  التخلص من الحرارة !

مواطنون كثيرون تعرضوا لمواقف مماثلة خلال تنقلهم مؤخرا بين الولايات، فحولوا مواقع التواصل الاجتماعي إلى منبر لرفع انشغالهم، خصوصا و أن بعضهم أجبروا على دفع قيمة مالية إضافية، وصلت حتى 500دج للاستفادة من المبرد، بمجرد وصولهم إلى وجهاتهم و أحيانا قبل انطلاق الرحلة بدقائق، بينما خير آخرون بين الدفع أو النزول من السيارة و البحث عن سيارة أخرى، و قطع البعض مسافة 600 كلم من الجزائر العاصمة إلى قسنطينة دون تكييف، فاضطروا إلى تحمل درجات حرارة قياسية و مواجهة الضغط الناجم عن عدد المسافرين داخل السيارة، دون أن يتمكنوا حتى من فتح النوافذ بسبب الهواء الساخن.
مسافرون قابلناهم بمحطة النقل البرية الشرقية بقسنطينة، أوضحوا للنصر بأنهم ونظرا للمعاناة التي باتوا يتكبدونها خلال سفرهم، أصبحوا يفضلون الانطلاق إلى وجهاتهم خلال ساعات الصباح المبكرة ابتداء من 4 صباحا، ليتجنبوا ساعات الحر الطويلة و الخانقة في سيارات الأجرة لاحقا.
عبد الله مواطن من ولاية جيجل، قابلناه بالمحطة، قال لنا بأن من قصدهم من سائقين خلال رحلته نحو قسنطينة رفقة عائلته فرضوا عليه تسعيرة 700دج عن كل فرد، بالرغم من أن تسعيرة الرحلة عادة تقدر بـ 500 دج، و عند سؤالهم عن سبب فرض الزيادة، ردوا بأنها تسعيرة النقل في الصيف و إن أراد أن يسافر بالتسعيرة العادية، فلا يحق له أن يطالب بتشغيل المكيف الهوائي  فاضطر الى القبول بالزيادة لأن زوجته حامل.
بالمقبال نقل مسافرون آخرون معاناتهم الى  المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، بعدما عجزوا عن التعامل مع الوضع و شق عليهم تحمله ،كما أنهم لم يعرفوا إلى أي جهة وجب عليهم التوجه لرفع شكوى ضد هذه الفئة من السائقين، و بدورها نشرت المنظمة عبر  موقعها الرسمي و صفحتها على فايسبوك، نداء تطالب فيه الجهات الإدارية بضبط إجراء قانوني يحسن من ظروف تنقل المسافرين، دون أن تشير إلى الجهة الإدارية المعنية.
 علما بأن محرك السيارة لا يستهلك من الوقود سوى ما قيمته 200 دج خلال كل 100كيلومتر من  تشغيل المكيف.
و أشار مسافرون إلى مشكل آخر يواجههم و يتمثل في إقدام بعض السائقين إلى توقيف عمل  أزرار التحكم الأوتوماتيكية في نوافذ السيارة و يرفض السماح للركاب بإغلاقها أو فتحها، وهناك من يعمدون إلى تغطيتها نهائيا باستخدام شريط لاصق، بحجة الحفاظ عليها، لأن كثرة استخدامها من قبل الزبائن، يتسبب في إتلافها ، خصوصا النوافذ الخلفية للسيارة.
هذا و قد لاحظنا بأن المشكل ليس مطروحا بالنسبة لكل الخطوط ، فالشكاوى لم تشمل السائقين العاملين بوسط المدينة و محطات الأحياء، بل على العكس أخبرنا بعضهم بأنهم يضطرون الى إيقاف تشغيل المكيف بطلب من بعض الزبائن، ممن لا يحتملونه و أغلبهم من كبار في السن.
سائقون يوضحون
الأعطاب توقف المبرد و تشغيله يضعف أداء المحرك
بعض من سألناهم من السائقين ذكروا بأن فرض تسعيرة إضافية، يعد حرية شخصية للسائق، و أضافوا بأن المبرد يستهلك كمية مضاعفة من البنزين و السفر من عنابة إلى العاصمة، أو من قسنطينة إلى بسكرة أو غيرها، يكلفهم ربع تكلفة النقل لملء الخزان بالوقود، علما أن معظمهم أكدوا بأن مبردات سياراتهم متوقفة،  خصوصا تلك المرقمة  قبل سنة 2013، لأنها قديمة و خضوعها للتصليحات مرارا، يؤثر سلبا على أداء المكيف، و يتسبب في عطبه وهو ما يرفض المسافرون تصديقه.
 الهادي سائق عامل على خط عنابة قسنطينة، قال لنا بأن قضية تشغيل المبرد في الصيف ، أصبحت محل جدل و مشاكل يومية مع الزبائن الذين لا يدركون بأن تشغيله يخفض من أداء محرك السيارة ،خاصة تلك التي تسير باستخدام السيرغاز « جي بي ال»، كما يزيد نسبة استهلاك الوقود، سواء بالنسبة للمازوت أو البنزين.
و أضاف المتحدث بأن حرارة المحرك تتأثر بحرارة الجو، و تتضاعف عند استخدام المكيف، خصوصا إذا كان حجم الحمولة كبيرا، كما أن السائق  في هذه الحالة، لا يستطيع تجاوز سرعة 100كلم في الساعة ، ويلاحظ  خلال السير بهذه السرعة في الطريق السيار شرق ـ غرب، ارتفاعا مستمرا في درجة حرارة المحرك ليسجل أحيانا درجات قصوى تصل حتى 45 درجة مئوية، ما قد يتسبب في عطب في السيارة، معلقا بأنه يراهن بأن 80 في المائة من السائقين، لن يشغلوا المكيفات خلال ارتفاع درجة حرارة الطقس، إذا كانت سياراتهم تحمل تسعة ركاب، حتى وان كان ترقيم المركبة « 2016 ـ 2017»، فما بالك بسائق أجرة تعتبر السيارة مصدر رزقه الوحيد، و عطب بسيط فيها قد يجبره على التوقف عن العمل لمدة أربعة أيام إلى أسبوع.
اتحاد سائقي سيارات الأجرة بقسنطينة
على المتضررين من الزيادات تقديم شكاوى
أكد محمد محسن ممثل اتحاد سائقي سيارات الأجرة بقسنطينة، بأن هيئته لم تتلق أية شكاوى مباشرة من قبل المسافرين بخصوص التسعيرات الإضافية التي يفرضها بعض السائقين لتشغيل المكيفات، واصفا مثل هذه الممارسات بغير القانونية ، مع الإشارة الى أن هيئته تعتبر هيئة تنظيمية و ليست هيئة إدارية أو قانونية، لذلك لا يحق لها التدخل بطريقة ردعية لإجبار السائقين على تشغيل المكيفات أو محاسبتهم بخصوص التسعيرات المزعومة، مضيفا بأنه يحق للمسافرين المتضررين التقدم بشكوى رسمية لمديريات النقل ضد السائقين المعنيين، أما هيئته فتعمل على توعية السائقين، فضلا عن استعدادها لتحرير محاضر مخالفات لذات الهيئة، ضد كل من يفرض تسعيرة غير قانونية و تتلقى النقابة شكوى بذلك.
من جهة أخرى أوضح المتحدث، بأن معظم سيارات الأجرة لا تحتوي على مكيفات، خصوصا السيارات القديمة المرقمة من 2001 إلى غاية  2006و حتى بعض سيارات الأجرة من طراز «لوغان» صنف 2013، لأن عمليات إصلاحها المتكررة ، تتسبب في توقفه خصوصا، إذا تم نزع محرك السيارة و إعادة تركيبه، و تصليح المكيف مجددا و تزويده بالغاز، قد يكلف السائق مبلغ 8000دج، لذلك يعمد الكثيرون الى عدم إصلاحه.
روبورتاج : هدى /ط

الرجوع إلى الأعلى