المخطط الأزرق يعيد السياح الأجانب لشواطىء القبائل الكبرى
تعتبر شواطئ منطقة القبائل الكبرى من أجمل الشواطئ الجزائرية  خصوصا على مستوى ولاية تيزي وزو التي تتمتع بشريط ساحلي ساحر يستقطب سنويا ملايين السياح و المصطافين من كافة ربوع الوطن ومن الخارج، حيث تمتاز المنطقة عموما بهدوء شواطئها و انتشار الأمن فيها، وهو ما يشجع الأفراد و العائلات على اختيارها لقضاء العطلة، و للوقوف على عملية تأمين هذه الشواطئ و حماية مرتاديها، رافقت النصر، عناصر أمن ولاية تيزي وزو، خلال يوم عمل كامل على مستوى دائرة تيقزيرت، اكتشفنا خلاله تفاصيل شيقة عن المخطط الأزرق قربتنا أكثر من فهم طبيعة عمل هذا الجهاز الذي يسعى لخدمة المواطن و التقرب منه و السهر على راحته.
التنظيم المسبق عنوان لموسم اصطياف ناجح
الجولة التي بدأت خلال ساعات الصباح الأول، كانت تحت تأطير و إشراف رئيس أمن دائرة تيقزيرت عميد شرطة بولحبال عبد الرحمان الهواري، الذي أكد بأن التعداد الأمني المسخر لتأمين المصطافين و السياح ضمن المخطط الأزرق لهذه السنة أعطى نتائج جد إيجابية في الميدان، معتبرا صيف 2017  من أفضل مواسم الاصطياف مقارنة بالسنوات الماضية، و مشيرا في ذات السياق إلى أن التغطية الأمنية ساهمت بشكل كبير في توافد المصطافين  والرعايا الأجانب إلى دائرة تيقزيرت بشكل عام، وتحديدا إلى منطقتي الميناء و الشاطئ الكبير المتواجدتين ضمن قطاع اختصاص مصالح الشرطة.
 و قال العميد بولحبال، أن التحضيرات لموسم الاصطياف اتخذت قبل حلوله، إذ وفرت كل الإمكانيات البشرية و المادية اللازمة مسبقا  لضمان أمن و راحة السياح و المصطافين ليلا و نهارا، و قد تم في هذا الصدد تجنيد فرق مهمتها تنظيم و تسهيل حركة المرور عبر مداخل و مخارج المدينة، بالإضافة إلى فرق تقوم بالحفاظ على النظام العام خلال التظاهرات الفنية و النشاطات الثقافية التي تشهدها المنطقة خاصة في الفترات الليلية.
 و بخصوص تسجيل أية حوادث أو جرائم تذكر منذ انطلاق الموسم، أكد المسؤول بأن تكثيف المداهمات  الأمنية الليلية في المناطق الحساسة  و المشبوهة، التي تشهد حركية كبيرة للأشخاص على غرار الميناء و الشاطئ الكبير و على مستوى نقاط المراقبة و التفتيش، سمح بتراجع معدلات الجريمة بنسبة كبيرة هذه السنة، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أي اعتداء على الأشخاص أو الممتلكات منذ بداية موسم الاصطياف و إلى غاية 10 أوت الجاري واصفا هذا الموسم بالهادئ و المريح من كل الجوانب.
3ملايين سائح بينهم 600 أجنبي زاروا شواطئ تيقزيرت هذا الموسم
العميد كشف عن تدعيم جهاز الشرطة لدائرة تيقزيرت بـ 152 عنصرا من مختلف الرتب، سخروا لحماية السياح و زوار الدائرة من سياح و مصطافين.
وبخصوص عدد السياح الذين قصدوا الشاطئ الكبير الواقع ضمن إقليم اختصاص الشرطة، أشار المتحدث إلى تسجيل 45 ألف و 270 مصطافا منذ 22 جوان الماضي و إلى غاية 10 أوت الجاري، فيما بلغ عدد السياح الذين زاروا مختلف شواطئ دائرة تيقزيرت على غرار فرعون و تسالاست، فضلا عن المواقع السياحية  الأخرى كالمدينتين الأثرية و الرومانية 3 ملايين سائح، من بينهم أزيد عن 600 أجنبي من مختلف الجنسيات.
 و أشار المسؤول، إلى أن مصالحه قد وفرت كافة الوسائل و الإمكانيات البشرية و المادية لتمكين المصطافين من قضاء العطلة في أجواء مريحة، مؤكدا عدم تسجيل أية اعتداءات تذكر منذ بداية جوان الفارط ما عدا توقيف ثمانية أشخاص بسبب السكر العلني، و ذلك بالنظر إلى التعداد البشري الذي سخر في إطار المخطط الأزرق، و هو مؤشر جيد كما علق، يدل على الانتشار الجيد لعناصر الشرطة في الميدان في كل الأوقات و سهرهم على تأمين السياح و المصطافين طيلة النهار و خلال الفترات الليلية.  مضيفا بأن عمل الأعوان لا يحتكم لدوام ساعي دقيق، إذ تمتد عموما إلى غاية مغادرة آخر مصطاف على الشاطئ و إن كان ذلك ليلا.

كر وفر مع محتلي الشواطئ
و بالنسبة لظاهرة استغلال الشواطئ، أكد ذات المتحدث أن مصلحة الشرطة في تيقزيرت، سخرت كل  إمكانياتها البشرية من أجل الوقوف بالمرصاد أمام الانتهازيين الذين يستغلون الشواطئ و يفرضون ضرائب على المصطافين من أجل الدخول إليها، وهو ما وقفنا عليه خلال تواجدنا رفقة فرقة حراسة الشاطئ الكبير، الذي خلا تماما من أصحاب الطاولات و المظلات الموجهة للإيجار، ممن يحتلون مساحات واسعة في شواطئ أخرى و يحرمون المصطافين من رمال البحر، و بهذا الخصوص أوضح مرافقنا،  بأن مصالحه لم تسجل مخالفات من هذا النوع على مستوى إقليم اختصاصها، حيث تمكنت فرق تأمين و حراسة الشاطئ من التحكم في الوضع جيدا من خلال التواجد الدائم و تشديد الرقابة.
أما عن حوادث المرور، فقد أكد عميد الشرطة، أن قطاع اختصاص أمن الدائرة لم يحص أي حادث مميت منذ انطلاق الموسم، و ذلك بفضل الخطة الميدانية القائمة على تكثيف المراقبة الدورية لأعوان الشرطة عند محاور الطرقات و عبر النقاط السوداء و الأماكن الحساسة خاصة أثناء الذروة المرورية.
مشكل الركن الهاجس الأكبر
خلال خرجتنا إلى المنطقة السياحة تيقزيرت، لاحظنا نقصا في حظائر ركن السيارات و هو ما يفرض نوعا من الاكتظاظ على مستوى المحاور الرئيسية للدائرة و عند مداخل شواطئها، وبهذا الخصوص أوضح الملازم الأول للشرطة هواجي هارون، رئيس فرقة الأمن العمومي بأمن دائرة تيقزيرت، أن الأمر راجع لطبيعة تضاريس المنطقة، مع ذلك فإن مصالحه تتجند ككل موسم اصطياف لضمان راحة السياح و المصطافين الذين يقصدون الدائرة وقد تم حسبه، خلال هذا الموسم استقدام عناصر بشرية إضافية من أمن الولاية لتدعيم فرق السلامة المرورية، بهدف ضمان تغطية شاملة تسمح بتحرير كل النقاط السوداء،وهي حاجة ملحة فرضها التوافد المضطرد للمصطافين و الزوار.
و أشار الملازم إلى أن مشكل فوضى الركن يبقى مطروحا بالنظر إلى نقص عدد الحظائر مقارنة بعدد المركبات التي تتدفق على تيقزيرت خلال كل موسم، و التي تعبر إلى المدينة عبر الطريق الوطني رقم 24، علما بأن المنطقة تتوفر على حظيرتين فقط هما حظيرة 11 ديسمبر و حظيرة الميناء التي تبلغ طاقة استيعابها 102 سيارة.
كما أكد بأن الذروة تكون خلال عطل نهاية الأسبوع، لأن عدد السياح و المصطافين يتضاعف في هذه الفترة و تكتظ حظيرة الميناء عن آخرها بالمركبات، أما حركة المرور في الليل فتمتد أحيانا إلى غاية الثانية صباحا فيما يصل عدد الوافدين إلى تيقزيرت يومي الجمعة و السبت إلى نحو 10 آلاف سائح، بينما يقدر العدد خلال باقي أيام الأسبوع بـ 6 إلى 7 آلاف سائح. مع ذلك فإن كل الإجراءات مضبوطة مسبقا حسبه، للتحكم في الوضع و السهر على تنظيم حركة المرور طيلة 24 ساعة، لتفادي الحوادث.
وقد سجلت خمسة حوادث مرور غير مميتة منذ انطلاق موسم الاصطياف، ثلاثة منها جسمانية بالإضافة إلى حادثين ماديين، علما أن موسم الاصطياف لهذه السنة يعد الأفضل، حيث تتعلق جل  المخالفات التي حررت طيلة الفترة المذكورة، بالتوقف العشوائي بمعدل 10 مخالفات في اليوم .
الأمن و الآثار الرومانية يرشحان كفة تيقزيرت كوجهة أولى للأجانب
 سميت تيقزيرت في عصر الرومان ب «إيومنيوم»،لأنها تجمع بين جمال الطبيعة العذراء و البحر و الجبال، تقع المنطقة على بعد 39 كلم شمال تيزي وزو، وتعد الوجهة الأولى للسياح الأجانب، لتمتعها بشريط ساحلي يمتد إلى غاية ولاية بومرداس غربا و أزفون شرقا، إضافة إلى توفرها على ميناء للتسلية.
 وقد أكد العديد من المصطافين الذين التقينا بهم على مستوى الشاطئ الكبير و الميناء، أن توفر الراحة و الأمن في المنطقة جعلهم يختارونها لقضاء العطلة، حتى أن بعضهم قرروا تمديد عطلهم نظرا لتوفر كل الظروف المناسبة، أحد المصطافين من ولاية البليدة ، أخبرنا بأنه قرر رفقة أصدقائه تمديد الاصطياف إلى عشرة أيام بدلا من أسبوع، و هو ما ذهب إليه زوجان فرنسيان  أبديا إعجابهما الشديد بشواطئ المنطقة و مواقعها السياحية، كما ثمنا التواجد الدائم لعناصر الأمن، و هو ما خلصهما من خوفهما السابق من زيارة المدينة التي حدثهم جيران جزائريون لهم عنها، مضيفين بأن الجانب التاريخي للمنطقة و توفرها على مواقع أثرية مطلة على البحر على غرار الأطلال الرومانية، والضريح الروماني «تكسبيت فلسين»، إضافة إلى بقايا هيكل «حبس القصور و المعابد والكنائس»، يعد حسبهما استثناء ساحرا زاد من حبهما للمكان و إصرارهما على العودة إليه مجددا رفقة أصدقاء آخرين.   

    سامية آخليف

الرجوع إلى الأعلى