تهافت مسبق على شراء الأدوات المدرسية و تراجع تجارة الألبسة و الأواني
طغت استعدادات الدخول المدرسي على تحضيرات عيد الأضحى المبارك، الذي لا يفصلنا عنه سوى يومين، إذ شرع الأولياء في اقتناء الأدوات المدرسية و الكتب الخارجية، قبيل أقل من أسبوعين عن الدخول المدرسي، في وقت تشهد فيه المكتبات و محلات بيع المآزر و المحافظ إقبالا ملفتا، تعرف محلات الألبسة و الأواني ركودا كبيرا، بعد أن كانت تجارتها في السنوات الماضية تزدهر مع اقتراب كل عيد.
نقص في مستلزمات الدخول المدرسي و8آلاف دج تكلفة تجهيز طفل واحد
لاحظنا خلال جولة بين محلات الألبسة و الأواني، و كذا  المكتبات بوسط مدينة قسنطينة، تراجعا في نشاط البيع و الشراء على مستوى هذه الفضاءات التجارية بالمقابل لمسنا إقبالا لافتا من قبل الأولياء على المكتبات، حيث ارتفع الطلب حسب ملاكها بشكر كبير منذ قرابة الشهر على الكراريس و الأقلام و المقلمات و كل المستلزمات المدرسية الأخرى.
وقد أوضح لنا عبد العالي وهو صاحب مكتبة على مستوى شارع عبان رمضان بوسط المدينة، بأن الأولياء شرعوا مبكرا هذه السنة في اقتناء مستلزمات الدخول المدرسي لأبنائهم، وذلك حتى قبل التحاق هؤلاء بمقاعد الدراسة و حصولهم على قائمة الأدوات و المستلزمات المطلوبة لتلاميذ كل طور، حيث أرجع السبب أولا الى تزامن الدخول المدرسي مع عيد الأضحى، فضلا عن نقص المنتوج هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية،  فالكميات حسبه محدودة بسبب تراجع نشاط الاستيراد و ضعف الإنتاج الوطني، وهو الأمر الذي انعكس على الأسعار أيضا حسبه، ولذلك فان العائلات فضلت الإبكار في التسوق لتجنب الزيادات التي تفرض عادة خلال الأسابيع الأولى التي تلي التحاق التلاميذ بالمدارس.
 محدثنا أوضح بأن هنالك زيادات في أسعار الأدوات المدرسية من كراريس و أقلام و غيرها قدرها بين 15و 18دج، للكراس الواحد، مقارنة بالسنة الماضية، و هو ما أكدته المنظمة الجزائرية لحماية و إرشاد المستهلك و التي قدرت نسبة الزيادات  بـ 20 في المائة ، إذ ينفق رب الأسرة على الابن الواحد حسب رئيس المنظمة مصطفى زبدي في  تصريحه للنصر مؤخرا 8 آلاف دينار لتوفير المستلزمات المدرسية فقط.
هيمنة المنتوج التركي و تراجع الصيني  يلهب الأسعار
من جهته أكد صاحب إحدى المكتبات المختصة في بيع الأدوات المدرسية بالمجتمع التجاري « رتاج مول»، بأن سبب ارتفاع الأسعار هذا الموسم، يعود بالدرجة الأولى لنقص المنتوج الوطني و تراجع المنتوج الصيني و هيمنة المنتوج التركي ذي الجودة العالية على سوق الأدوات المدرسية، و هو ما فرض زيادات على أسعار كل شىء تقريبا، بما في ذلك المحافظ و المقلمات و غيرها من المستلزمات المدرسية، في المقابل عرف حسبه المنتوج الصيني تراجعا رغم سيطرته على السوق لسنوات، مضيفا بأن الكتب الخارجية تلقى بدورها إقبالا كبيرا خاصة تلك الكتب المتعلقة بنهاية الأطوار التعليمية الثلاثة و في مختلف المواد العلمية و كذا الأدبية، و هو إقبال وصفه بالمبكر لأنه سبق حتى الدخول المدرسي.
هذا و تشهد أسعار المحفظات ارتفاعا كبيرا، حيث يتجاوز سعر المحفظة ذات النوعية الجيدة 3 آلاف و 500 دينار، فيما بلغ سعر المحافظ ذات النوعية الرديئة 2000 دينار، كما  لاحظنا إقبالا كبيرا على اقتناء  المآزر ، حيث تتراوح أسعار المنتجات المستوردة بين 950 دينارا و   190 دينارا، أما أسعار المصنعة محليا فتنطلق من 350 دينارا إلى 500 دينار، وقد أخبرنا صاحب محل لبيع ملابس الأطفال و المآزر و المحافظ المدرسية، بأن أسعار المحافظ عرفت ارتفاعا هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، إذ أن 2000 دينار لا تكفي لاقتناء محفظة ذات نوعية جيدة، و بخصوص أسعار المآزر قال بأنها في المتناول و الإقبال عليها كبير ككل سنة، غير أن الجديد هذه السنة هو تساوي الإقبال على المآزر المصنعة محليا و المستوردة.
ركود في محلات بيع الأواني و الألبسة
 في المقابل لاحظنا ركودا كبيرا في محلات بيع الأواني المنزلية، مقارنة بالإقبال اللافت الذي شهدته قبيل عيد الفطر الماضي، إذ تهتم السيدات عادة باقتناء  مختلف الأواني و الأدوات المنزلية التي تحتاجها عند نحر الأضحية من سكاكين و أعواد الشواء و لوحة قطع اللحم و غيرها، غير أن تزامن العيد هذه السنة مع الدخول المدرسي و ارتفاع أسعار الأدوات، جعل الأمهات يتخلين عن عادتهن في اقتناء الأواني، خاصة العائلات محدودة الدخل التي لديها عدد كبير من المتمدرسين ،حيث وجد الكثيرون أنفسهم في حيرة حول كيفية تقسيم الميزانية بين مصاريف البيت و مستلزمات الدخول المدرسي و اقتناء أضحية العيد التي تعرف بدورها ارتفاعا كبيرا في الأسعار.
و  قال صاحب محل لبيع الأواني المنزلية بوسط المدينة، بأنها المرة الأولى التي يعرف فيها محله عزوفا من قبل الزبونات قبيل عيد الأضحى، موضحا بأنه و منذ نحو ثماني سنوات من نشاطه في هذا المجال لم يسبق و أن واجه هذا الركود خلال التحضيرات لعيد الأضحى، مشيرا إلى أن الأشياء الوحيدة التي تلقى رواجا خلال هذه الأيام هي الأواني البلاستيكية التي تستعمل لغسل أحشاء الأضاحي.
كما لاحظا أيضا نقص الإقبال على محلات بيع الألبسة، خاصة ألبسة الأطفال ما عدا بعض الأولياء الذين لديهم طفل أو اثنين لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات و الذين وجدناهم يقتنون بذلات لأولادهم، فيما تعرف بعض محلات بيع الألبسة النسائية إقبالا محتشما، إذ يقتصر الإقبال عليها فقط  على الفتيات المقبلات على الزواج لاقتناء فساتين بغية استقبال عائلات أزواجهن يوم العيد، كما أكده أصحاب المحلات الخاصة بملابس الأطفال بأن هناك ركودا كبيرا في تجارة الألبسة برغم قرب العيد .
أ بوقرن / هدى ط

الرجوع إلى الأعلى