وادي الـرمـــال يـتطهــر لاستعـــادة مجــده الضــائـع

مكنت عملية التهيئة التي يخضع لها حاليا وادي الرمال، من إعادة بعث الروح في المكان و إزالة الصورة البائسة، التي ترسخت حول معلم من أهم  معالم مدينة قسنطينة، حيث من المنتظر أن يتحوّل ابتداء من مطلع العام المقبل إلى وجهة ومرفق سياحي بيئي بامتياز، بعد عقود من الإهمال والتلوث الإيكولوجي.  المشروع استفادت منه سيرتا في إطار المشاريع المرافقة لتظاهرة قسنطينة عاصمة  للثقافة العربية، ويتعلّق  بتعديل وتحديد مسار الوادي حماية للمدينة من الفيضانات والحفاظ على البيئة، كما استفاد محيطه من مرافق رياضية و مساحات خضراء، من شأنها أن تحسن كثيرا من صورة قسنطينة، في انتظار موافقة الحكومة، على مشروع الشلالات الثلاثة بقيمة مالية تقدر بـ 300 مليار سنتيم.
روبورتاج: لقمان قوادري
النصر زارت موقع المشروع وعاينت وتيرة الأشغال،كما تحدثت إلى المهندسين والعمال فضلا عن مسؤولي مديرية الموارد المائية، عن تفاصيل هذا المشروع الضخم وآفاقه المستقبلية وكذا آثاره على البيئة وتحسين نمط ومعيشة سكان المدينة.
من مكان لصيد الأسماك
 إلى مصب للقاذورات
ويعتبر واد الرمال، بحسب الروايات التاريخية، من الأماكن التي كان يقصدها سكان وزوار المدينة لصيد الأسماك والتجول في مياهه عبر الزوارق الصغيرة،  كما كانت الحركة لا تنقطع من ضفافه طيلة فترات العام، إذ كان يعد منتزها طبيعيا أول بوسط المدينة لموقعه المنقطع النظير تحت الجسور المعلقة،  كما كان يعد مصدر رزق للكثير من العائلات، التي امتهن أفرادها صيد السمك من مجرى الوادي، قبل أن يتسبب النمو الديمغرافي الهائل، الذي عرفته المدينة في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وكذا توسع ظاهرة البنايات الفوضوية والعشوائية في إنجاز قنوات الصرف الصحي، في تحويله من تحفة طبيعية، إلى مصبّ لمختلف أنواع القاذورات، في مشاهد شوهت لعقود من الزمن صورة قسنطينة.
وقد تسبّب تشعّب مسار الوادي خلال السنوات الماضية، في العديد من الفيضانات، التي أودت بحياة العشرات من المواطنين، الذين شيدوا  سكنات على ضفافه، حيث ذكر مدير الموارد المائية لولاية قسنطينة بالنيابة، السيد حرشي محمد، بأنه تم تسجيل ثلاثة فيضانات كبيرة على الأقل، خلال العقود الماضية، إذ تسببت في خسائر بشرية ومادية معتبرة، كما خنقت الروائح الكريهة المنبعثة منه سكان الأحياء التي يمر بالقرب منها، وحولت حياتهم إلى جحيم طيلة فترات العام.
وقد تولدت فكرة تهيئة الوادي لدى جميع المسؤولين المتعاقبين على الولاية، لما له من أثر سلبي على البيئة والمحيط العام، قبل أن تقرر السلطات وتتشكل لديها  فكرة لتسجيل مشروع لإعادة الاعتبار لوادي الرمال، حيث انطلقت الفكرة الأولى لتجسيد هذا المشروع في عام 2007، و تم إنجاز وإعداد دراسة عن وضعية الوادي وكيفية تعديل مساره وتنظيفه، على مسافة 20 كيلومترا ابتداء من مدينة قسنطينة وصولا إلى بلدية الخروب، لتنفذ  المرحلة الأولى في  2011  على مسافة 1.2 كيلومتر ابتداء من جسر الشيطان، أسفل الجسر الحجري سيدي راشد بقلب المدينة، وصولا  إلى نقطة تقاطع واد بومرزوق ووادي الرمال،  بتكلفة إجمالية تقدر بـ 1.1 مليار دينار، بما يعادل 110 مليار سنتيم،  حيث تم استلام هذا الشطر بشكل كلي، قبل أزيد من عام و تم تهيئة مسارات للراجلين وممارسي الرياضة، من الجهتين، مع تزيين حواف ذلك الجزء بالمساحات الخضراء مع وضع منصة للجلوس، أسفل مشروع حظيرة باردو، لتتشكل بانورما جميلة، لكن المكان مازال يفتقد إلى الزوار إلا من عدد قليل منهم.
رئيس الجمهورية يمنح غلافا ماليا ضخما لاستكمال الأشغال

وبالموازاة مع الإنطلاق في مشروع إعادة تهيئة واد الحراش بالعاصمة، قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و في إطار مشاريع قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، منح غلاف مالي مهم للولاية، من أجل استكمال تهيئة وادي الرمال فضلا عن وادي بومرزوق، حيث ذكر الوزير السابق للموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري، بأن التكلفة الإجمالية بالنسبة لمشروعي العاصمة وقسنطينة، تفوق سقف  60 مليار دينار، وهو غلاف مالي ضخم يعكس مدى اهتمام الدولة بالبيئة وتحسين الوسط المعيشي للمواطن، حيث انطلقت الأشغال في الشطر الثاني، على مسافة تزيد عن الكيلومتر بغلاف مالي يقدر بـ 100 مليار سنتيم، انطلاقا من ملتقى الوادي إلى غاية محطة المسافرين الشرقية، وتم استلام هذا الجزء، بعد أن تكفلت أيادي جزائرية من مؤسسة «أونيدري» العمومية بعملية الإنجاز، في حين أسندت عملية إنجاز الشطر الثالث وهو الأهم، نظرا لطول المسافة التي تصل إلى 11.72كيلومترا، إلى الخبرة الأجنبية، من خلال منح الصفقة للمجمع الكوري دايو ، الذي يتولى مقطع بـ 9.6 كلم، من أشغال وضع الخرسانة والتهيئة، أي ما يمثل أزيد من 70 في المائة من المشروع، أما المسافة المتبقية والبالغة 2.4 كلم، فقد أسندت للمؤسسة العمومية أونيدري، بتكلفة إجمالية تجاوزت 1500 مليار سنتيم.
مهندسون وعمال
 بنظام  خلية نحل
ولاحظت النصر خلال زيارتها لموقع المشروع، بأن الأشغال تجري على قدم وساق وبوتيرة متسارعة، حيث يعكف المئات من المهندسين  والعمال الجزائريين والكوريين، على مسابقة الزمن من خلال العمل لأكثر من 14 ساعة في اليوم، بما يشبه خلية النحل، من حيث النظام واحترام مخططات الأشغال، لاسيما بمقطع المنطقة الصناعية بالما باتجاه منطقة كاف شداد، حيث يكاد ذلك المقطع أن يستلم، إذ تم التخلص نهائيا من المجرى الترابي للوادي، الذي استبدل بطبقات من الخرسانة الإسمنتية منخفضة في المنتصف ومرتفعة عند الحافتين لمنع خروج المياه عن المسار المحدد لها، بحسب ما أكده أحد المهندسين المشرفين على المشروع، الذي ذكر أيضا بأنه تم وضع طبقة كبيرة من الحجارة ذات الحجم الكبير والمتوسط أسفل الخرسانة، والاعتماد على نوعية ممتازة من الإسمنت لمنع تسرب المياه إلى الداخل، وكذا تثبيت التربة.
وأوضح ذات المهندس، بأنه تم تعديل وتغيير مسار الوادي بشكل طفيف عند بعض النقاط، سيما على مستوى حي بومرزوق و شعبة الرصاص، فضلا عن ملعب الشهيد حملاوي ومحطة المسافرين الشرقية، حيث تم تشييد حواجز مرتفعة  بثلاثة أمتار عن مجرى المياه،  قصد تفادي إلحاق الضرر بعدد من المنشآت والبنايات التي تحاذي ضفافه، في حالات حدوث الكوارث الطبيعية، التي تتسب في ارتفاع منسوب المياه إلى مستويات غير متوقعة، لكنه أكد بأن هذا الإحتمال غير وارد إلا في حالات نادرة، كما تحدث عن إنشاء شبكة عصرية لنظام الصرف  الصحي التي تصب بمجرى الوادي، وهو ما وقفنا عليه.
وما يلفت الانتباه، عبر مختلف المقاطع، هو تزيين الضفاف ، بالعشب الأخضر الطبيعي، مع إنجاز نظام عصري للرش المحوري، حيث ستتم عملية سقيه من مياه الوادي بعد الإنتهاء من تطهيره، وهو ما أضفى لمسة جمالية على المشروع، لاسيما عند معاينته من أماكن مرتفعة على غرار الجسر العملاق صالح باي وسيدي راشد وفندق الماريوت ، حيث اختفت تلك الصورة البائسة والمشوهة، واكتملت صورة متناسقة لمناظر جميلة تجمع بين الطبيعة والمنشآت الفنية الكبرى الأثرية منها والجديدة.
 ورغم أن عملية تطهير الوادي وتنقية مياهه لم تنطلق بعد، إلا أن بعض النقاط تغيرت بشكل ملحوظ، لاسيما بالقرب من المنطقة الصناعية بالما وأسفل هضبة حي كاف شداد، التي كانت عبارة عن شبه مفرغة عمومية تلقى بها شتى أنواع النفايات المنزلية والصلبة، كما عرف محيط المركب الرياضي الشهيد حملاوي المحاذي له، أين توجد العديد من المنشآت ومدارس تكوين الرياضيين، تحسنا كبيرا واختفت الروائح الكريهة منه، وهو ما من شأنه أن يمنح للرياضيين الظروف الملائمة للتدرب ويشرف المدينة، التي عادت إلى استقبال الوفود الرياضية الدولية آخرها لقاء المنتخب المحلي بنظيره الليبي لكرة القدم في إطار التصفيات المؤهلة إلى الشان.
سكان المدينة لم ينتظروا استلام المشروع

سارع سكان أحياء مدينة قسنطينة وقبل حتى استلام جميع مقاطع المشروع، إلى التنزه على ضفاف الوادي والأماكن التي انتهت بها أشغال التهيئة، حيث لاحظنا وجود العشرات من المواطنين برفقة أبنائهم بضفاف الوادي، لاسيما بأحياء جنان الزيتون وبن تليس، كما لم ينتظر الرياضيون لاستغلال الممرات المنجزة لممارسة تدربياتهم، كما وقفنا على وجود فريق كارتي أصبح يستغل أحد المواقع الواقعة أسفل جسر الطلبة بمحاذاة فندق الماريوت للتدرب، حيث ذكر أحد أعضاء النادي وهو ناشط في إحدى الجمعيات البيئية، بأن المكان تغير كثيرا بعد أن كان مصبا لجميع أنواع القاذورات والأوساخ، وأنه كما قال قد فر من حر القاعة إلى الطبيعة، لكنه شدد على ضرورة الإنطلاق، في عملية تطهير المياه بالموازاة مع  استلام حصة التهيئة وتعديل المسار.
سكان حي بومرزوق الشعبي وشعبة الرصاص أيضا، استحسنوا كثيرا إنجاز هكذا مشروع، فبعد معاناة أطفال الشعبة لعقود من الزمن، مع فيضان الوادي للعبور إلى الضفة الأخرى وسقوط العديد منهم وتسجيل حتى حالات وفيات خلال فصل الشتاء، وهو الأمر الذي دفع بجميعة الحي إلى تشييد شبه جسر يمر فوق مجرى  المياه، كما تعد حديقة باردو من بين النقاط التي تحولت بفعل مشروع إعادة التهيئة إلى لوحة فنية، حيث أن الوزير الأسبق للموارد المائية،  قد أكد خلال زيارته للمشروع، بأن الحظيرة لن يكون لها أي معنى إلا بعد انتهاء أشغال الوادي، حيث ينتظر القسنطينيون بلهفة افتتاحها حتى تكون متنفسا لهم، ومكانا لقضاء أوقات الفراغ بعيدا عن ضجيج وصخب المدينة، فيما تؤكد مصادر مطلعة بأن السلطات قد تفتح المجال أمام الخواص، لإنجاز مرافق سياحية ورياضية عبر ضفافه، لاسيما بالأوعية العقارية الشاغرة بعد تهيئتها.  
تأخر في تجسيد محطة التطهير
حملت البطاقة التقنية للمشروع برنامجا مهما لإنجاز محطة لتصفية وتطهير المياه على مستوى حي سيساوي، حيث أنها تعنى بإعادة رسكلة كل المياه الآتية، من عدة مناطق بالولاية والتي تصب مباشرة في الوادي، على غرار علي منجلي، الخروب، إذ يتم تنقيتها وإعادة  ضخها مجددا في مجرى الوادي، وهو الأمر الذي من شأنه أن ينهي جريان المياه غير المعالجة ، لكن وبعد انتهاء الدراسة التقنية لهذه المحطة ورصد غلاف مالي أولي لها بقيمة مالية تقدر بأربعة ملايير سنتيم، لم ير المشروع النور إلى غاية كتابة هذه الأسطر رغم أن مديرية الموارد المائية كانت قد شرعت في الإعداد لإطلاق مناقصة للإنجاز. ويؤكد مختصون ومهندسون في البيئة، بأنه لا مناص من تجسيد هذا المشروع من أجل القضاء على جميع تسربات المياه القذرة، وتنقية المياه القذرة التي تصب في الوادي المنخفض، مؤكدين بأنه وفي حال تجسيد هذه المحطة فإنه من الممكن جدا أن يتم زرع العديد من الأنواع من الأسماك، كما كان عليه الأمر في العقود الماضية.   
جمعيات بيئية تؤكد

المشروع سيحسن من النمط المعيشي للمواطن
يؤكد رئيس جمعية حماية البيئة و الطبيعة، السيد عبد المجيد سبيح، بأن تهيئة واديي الرمال وبومرزوق، يعد مشروعا بيئيا بامتياز، من شأنه كما قال أن يحسن من الظروف المعيشية للمواطن ويساعد على الحفاظ على الطبيعة، حيث أوضح بأنه يساعد على حماية المدينة والهياكل القاعدية، فضلا عن الأراضي الزراعية من أخطار الفيضانات، كما يساهم في تثبيت التربة والحفاظ على الكائنات الحية، كما أشار إلى تعديل المسار عن طريق الحواجز، يعد إجراء تقنيا من شأنه أن يساهم في تنقيته وتطهيره.
وأضاف، السيد سبيح وهو المختص في مجال البيئة، منذ أزيد من عشرين سنة، بأن اللجنة العلمية للجمعية، ترى بأنه من الضروري جدا، إنجاز محطات للمعالجة بالمنطقة الصناعية، ومنع الرمي العشوائي للنفايات الصلبة، من خلال وضع استراتيجية واضحة لمنع مثل هذه الممارسات المشينة، التي قد تتسبب في إعادة تلويثه ومن ثم التأثير أيضا على العديد من الوديان الأخرى كالوادي الكبير ووادي النجاء  بولاية ميلة التي تصب في البحر، أما ممثل جمعية الرسالة لحماية البيئة، ورئيس فيدرالية المجتمع المدني، عبد الحكيم لافوالة، فقد تحدث عن استحسان جمعيات مختلف الأحياء لهذا المشروع، كما أكد على أن الحفاظ على هذا المكسب الإيكولوجي يعد مسؤولية يتحملها الجميع.

مدير الموارد المائية بالنيابة
 سيتم إنشاء مؤسسة للحفاظ على المرفق  و  الاستلام  النهائي  مطلع 2018
أوضح مدير الموارد المائية بالنيابة لولاية قسنطينة، حرشي محمد، بأن موعد تسليم مشروع إعادة تهيئة واديي الرمال وبومرزوق، اللذين يكتسيان طابعا خاصا وقلما أن تجدا مثلهما في بلدان العالم، سيكون مطلع سنة 2018 ، حيث تجاوزت نسبة الأشغال 65 في المائة، في انتظار موافقة وزارة الموارد المائية على الميزانية الخاصة بإنجاز ثلاثة شلالات موزعة على طول مجرى الوادي.
وأوضح المسؤول في لقاء بالنصر، بأن المشروع الذي انطلق في 2014، قد قطع أشواطا كبيرة وأصبح أمرا واقعا، بعد أن تم استلام الشطرين الأول والثاني، في حين تعكف المؤسسات المكلفة بإنجاز الشطر الثالث والأخير، على تسريع و إنهاء ما تبقى من أشغال.وأكد محدثنا، بأن الهدف من إنجاز هذا المشروع، يعد إيكولوجيا بامتياز من خلال الاعتناء وإعادة هذا المورد الطبيعي إلى وضعيته البيئية الأصلية، حيث سنتمكن من خلاله كما قال من الحفاظ على أكبر قدر من الأراضي المحيطة بضفافه واستغلالها في مشاريع سياحية بيئية، إذ تم تهيئة أزيد من 10 أمتار المحيطة به، وفقا للإمكانيات المالية المتاحة، لكن المشروع يحتوي في الأساس على العديد من المساحات الخضراء، فضلا عن أماكن اللعب، التي سيتم إنجازها في المستقبل القريب.وأضاف السيد حرشي، بأن المشروع من شأنه أن يحمي المدينة من الفيضانات ويساعد على حماية  البيئة والمحيط العام، فضلا عن توقيف انجراف التربة ، كما أنه كما قال سيساهم في الحفاظ أيضا على صحة المواطنين لاسيما القاطنين بجواره إضافة إلى تحسين صورة المدينة، التي تضررت لعقود من الزمن من وضعيته السابقة، مشيرا إلى أن السلطات الولائية بدأت في التفكير في إنشاء مؤسسة إقتصادية تعنى بتسييره بعد استلامه، والحفاظ عليه.  وتابع، بأن المهندسين أخذوا بعين الاعتبار، تعديل منحى الوادي الذي كان متشعبا وعشوائيا، من خلال توسيع المجرى لكن وفق مسار محدد ومنظم، وهو ما يظهر جليا بحسبه على مستوى جميع المقاطع ابتداء من أحياء بومرزوق والمنطقة الصناعية بالما، وصولا إلى أسفل جسر الشيطان كآخر نقطة لمشروع التهيئة ، أين تترك المياه تشق طريقها بين الصخور العملاقة، لتصل إلى الشلالات أسفل جسر سيدي مسيد. وأوضح مدير الموارد المائية بالنيابة، بأن الدراسة منتهية  في حصة إنجاز محطة التصفية والتطهير، قصد تنقية المياه التي تجري في القنوات الجديدة، حيث ستنطلق الأشغال عما قريب وبالتالي القضاء على المياه الواردة من بلديات أولاد رحمون وعلي منجلي وبونوارة، لاسيما وأن محطة ضخ بلدية ابن زياد لم تعد قادرة على التكفل واستيعاب جميع متطلبات الولاية، التي أنجزت شبكة تطهير عصرية تمنع تسرب أي قطرة خارج القنوات الرسمية.وأكد المتحدث، بأنه وبعد قرابة ثلاث سنوات من الأشغال، فإن وادي الرمال سيتحول إلى مفخرة لعاصمة الشرق الجزائري، خاصة وأنه تم إعادة الاعتبار لجميع شبكات الصرف الصحي، التي كانت تصب في مجرى الوادي بطريقة عشوائية، وذلك من خلال إنشاء شبكة جديدة ستمنع انبعاث الروائح الكريهة وتسرب المياه القذرة في الوادي، كما أنه سيكون مهيأ للتجاوب مع ارتفاع منسوب المياه خلال موسم تساقط الأمطار وخلال الفيضانات، والتجارب التقنية أثبتت ذلك. وعما تبقى من مشروع إعادة التهيئة، من مساحات اللعب  و الشلالات الكبرى الثلاثة، التي أدرجتها الدراسة والتي كان من المفترض، أن توزع على ثلاث نقاط بكل من سيدي مسيد، باب القنطرة قرب الحديقة المعلقة وجنان الزيتون، أوضح ذات المتحدث أن العملية، التي ستكلف مبلغ كبيرا يقدر بحوالي 300 مليار سنتيم، قد تم رفضها ضمن مقترحات الميزانية الأولية لسنة 2018 ، لكنه أكد بأن التجميد مؤقت فقط في انتظار أن تتحسن الموارد المالية للبلاد، ويتم  بعث هذه الحصة من جديد.                                                       
ل.ق

الرجوع إلى الأعلى