"خــريـــف" المغـــربية تتــــوج بجـــــائزة الأمـــير سلطــــان  
فاز العرض المسرحي «خريف» من المغرب بجائزة أمير الشارقة سلطان بن محمد القاسمي التي تقدر ب25 ألف دولار، وهي الجائزة السادسة من عمر المهرجان بعد جائزتي تونس  وجائزة لبنان وفلسطين والكويت، وستفتتح في أكتوبر القادم أيام الشارقة المسرحية، وكذا فعاليات الدورة العاشرة التي ستكون في تونس.
أكدت لجنة تحكيم الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي على لسان رئيسها الدكتور يوسف العايدابي، أن إختيار مسرحية «خريف» للمخرجة المغربية «أسماء هوري» جاء بناءا الطرح والأداء والتوظيف الجيد والاستخدام للجسد، والتوافق نفسيا. وتميز العرض المتوج مثلما قال رئيس لجنة التحكيم بفحوى انسانية ولغة ابداعية قوامها تمجيد الحياة من طرف جسد معذب لامرأة مصابة بالسرطان، ويتحدى الموت التي مزقته في صمت متمسكا بالحياة، واعتبرته اللجنة سهل ممتنع قدم رؤية ابداعية واضحة وقوية لا تقتصر على وجع واحد بل يمس البشرية جمعاء، تناغمت فيها لغة الجسد والحركة والإيماء.   
اعتماد العربية وتوظيف الوسائط.. أهم التوصيات
وسبق الإعلان عن الجائزة عرض متداول لأعضاء لجنة التحكيم لأهم التوصيات التي نجمت عن فعاليات الدورة التاسعة بالجزائر، حيث ركزت التوصيات بأن تكون لغة العروض المشاركة باللغة العربية الفصحى حتى لا تضيع الفرجة المسرحية في متاهات اللهجات التي قد لا يفهمها المتلقي العربي الذي لا يتحدث بها،  كما حملت التوصيات إنتقاذات للاستعمال المفرط وغير المبررللتقنيات والوسائط التكنولوجية الحديثة فوق الخشبة في إطار النظرة التجددية للمبدعين العرب، ولكن هذا الاستعمال العشوائي حسب اللجنة ساهم في تشويه بعض المعاني وقلص من مساحة الممثل الابداعية فوق الركح مما أظهر ضعفا فكريا واخراجيا لدى بعض المشاركين، وفي السياق ذاته أوصت اللجنة بضرورة الاعتناء بالممثل كونه شريك المخرج والمؤلف وحامل العرض فوق الخشبة، وقدمت  اللجنة انتقاذاتها لجميع الخيارات الابداعية ورؤى المخرجين المنساقين وراء التيارات المسرحية الغربية، والذين انفصلوا بهذا عن واقع الشعوب العربية وكذا عن الواقع الفكري والجمالي والفني خشية أن يساهم هذا التوجه في تشويش الطرحات وتغييب الرؤى وتقزيم العروض بإبعاد المعاني عن مضامينها الجديرة بها وبطرحها، وهنا وجهت اللجنة لإلزامية الاستيعاب الجيد للتيارات الغربية وتوظيفها بالشكل الذي يخدم مشهدية العرض المسرحي العربي. وسجلت لجنة التحكيم كثرة العروض التي عالجت واقع المرأة العربية، مبرزة أن هذه  العروض كانت أحادية الطرح ومنحازة كون الرجل يعيش ذات الوقاع إلى جانب المرأة، وهو سياق غير موضوعي وفق تقرير اللجنة الذي أعاب على بعض العروض التي مالت نحو دغدغة الحواس و الغرائز باسقاطات كوميدية فجة أساءت لقدسية واحترام مهنة فن التمثيل ووضعته أمام منزلق خطير مشددة في هذا الصدد «التمثيل لي مهنة من لا مهنة له». وتضمنت توصيات اللجنة كذلك ضرورة مراجعة شروط المشاركة في المسابقة المؤهلة للمهرجان، مع الحرص على ادراج عروض الامارات في جميع المهرجانات.
المسرح الجامعي يتفوق ويحصد الجوائز
بالمقابل كرمت لجنة التحكيم الأعمال المسرحية السبعة التي شاركت إلى جانب المسرحية المغربية المتوجة بالجائزة الكبرى ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، حيث تم منحهم ميداليات إمتنانا على المجهودات والقيم الفنية والمسرحية التي وظفوها في عروضهم، ومنهم المسرحية الجزائرية «الثلث الخالي» للمخرجة تونس آيت علي وانتاج مسرح العلمة. وأوصت لحنة التحكيم بعملين جزائريين آخرين وهما «لويزة» للمخرج عبد الحميد قوري من مسرح عنابة وكذا مسرحية «أنا والماريشال» للمخرج سعيد بو عيد الله عن مسرح الباهية بوهران وهما العرضان المندرجان ضمن المسار الثالث الموسوم «عروض التفاعل والتنمية». كما كانت كل جوائز المسرح الجامعي للفرق الجزائرية وعلى رأسها فرقتا جامعتي  مستغانم وسكيكدة، إلى جانب فرقة سيدي بلعباس وفرقة مديرية الخدمات الجامعية بالوادي. كما تقاسمت الكاتبة الجزائرية كنزة مباركي عن نص «جحا ديجيتال» والسوري مصطفى عبد الفتاح بنصه «دارين تبحث عن وطن»، الجائزة الثانية لمسابقة التأليف للصغار في الوقت الذي حجبت فيه الجائزة الأولى لعدم إرتقاء الكتابات للمستوى المطلوب، كانت الجائزة الثالثة في هذا الصنف أيضا مناصفة بين الجزائري دحو فروج عن نص «صفر واحد» والمصري محمد مستجاب الذي كتب «صورة سلفي».هذا في الوقت الذي غابت فيه الجزائر عن جوائز الكتابة للكبار، والتي تحصل عليها كل من هزاع البراري ضامن من الأردن عن نص «زمن اليباب» الذي جاء في المرتبة الأولى تلاه سعيد حامد شحاتة من مصر ب»أريد رأسي»، والمرتبة الثالثة عادت للمصري كذلك محمود محمد القليني بنص «غائب لا يعود، أما المركز الرابع فكان لليبيا عن نص الكاتب البوصيري عبد الله «آلهة العرب».
وغابت الجزائر أيضا عن جوائز البحث الأكاديمي في المسرح والذي عادت جوائزه الثلاثة للمغرب ممثلة في عبد المجيد أهري، عادل القريب وأمل بن ويس على التوالي.
رسالة الجزائر لنبذ العنف والتطرف
للتذكير، الأوبيرات الجزائرية «رحلة حب» هي الفقرة الأولى من حفل إختتام الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي الذي دام 10 أيام جرت فعالياته مناصفة بين وهران ومستغانم، وقد تجاوب الضيوف العرب كثيرا مع العرض الذي أبهرهم بالجودة العالية للكوريغرافيا التي أوصلت الرسالة التي أردتها الجزائر لضيوفها وهي أن يحافظوا على أوطانهم ويأخذوا العبر من ما عاشته في فترة العشرية السوداء، ومن تعاليم المصالحة الوطنية التي مكنت البلاد من الخروج نحو المستقبل والأمل والحب خاصة الذي يجب زرعه مثل حقول الورود في كل مكان لنبذ العنف والتطرف. وكانت اللوحات الفنية معبرة جدا عن ما جرى في الجزائر والذي لا يختلف عن ما يجري في العديد من الدول العربية في اطار ما سمي بالربيع العربي.                           
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى