لا توجد شركات إنتاج في الجزائر تمول الفنان والبرامج العربية متحيّزة
أكد الفنان و مقدم البرامج التلفزيونية شمس الدين بودراع بأن الفنان الجزائري يعتمد على إمكانياته المادية بنسبة مئة بالمائة، لأن شركات الإنتاج، حسبه، التي من المفروض أن تمول إبداعات الفنان غير موجودة، و كشف في حواره مع النصر بأنه سيطلق أول ألبوم غنائي له بعد حوالي  3 أشهر و يضم 10 أغان، إحداها من التراث الجزائري، بالإضافة إلى ثلاث أغنيات سبق و أن صورها على شكل كليبات، و آخرها كليب  «لي غاضني منك» الذي طرحه منذ نحو ثلاثة أيام.
أسماء بوقرن 
. النصر : أطلقت في الأسبوع الفارط كليبا غنائيا بعنوان « لي غاضني منك «، كيف كان تقييم الجمهور له؟
ـ شمس الدين بودراع: كليب «لي غاضني منك» أطلقته بمناسبة عيد الحب، و قد حقق 20 ألف مشاهدة في يوم واحد، و هو كليب ذو طابع شرقي عاطفي و كلمات الأغنية باللهجة الجزائرية، يتحدث عن شاب يقدم نصيحة لحبيبته إلا أنها لا تأخذ بها، الأغنية من كلمات و تلحين يحيى طبيش و توزيع يانيس جاما، و قد أثنى عليها أصدقائي و جمهوري من الجزائر و الوطن العربي فور إطلاقها، و أشادوا بأدائي الذي قالوا بأنه في المستوى  و بإطلالتي الجديدة، و بخصوص اللهجة، علق البعض بأنها شرقية، لكنها في الأساس جزائرية و الطابع الموسيقي فقط شرقي.   
و يعتبر هذا العمل الثالث في مسيرتي الفنية، بعد كليب « بسمة « الذي أطلقته في جانفي 2014 و تحصل حينها على المرتبة الثانية في مسابقة إذاعة جيل أف أم و التلفزيون الجزائري ، و  قد أطلقت بعد ذلك  كليب «  ليلى» في أكتوبر 2014 ، ليحتل أيضا المرتبة الثانية لأحسن فيديو كليب في الجزائر بنفس  المسابقة.
. ظهرت لأول مرة من خلال حصة « صباح الخير يا جزائر « عبر قناة «كنال ألجيري»، كيف كان ذلك؟
ـ ظهوري لأول مرة في التليفزيون، كان من خلال «كنال ألجيري» سنة 2012، و هي سنة تخرجي من الجامعة في تخصص العلوم السياسية و العلاقات الدولية، و قد قمت حينها بتربص ميداني تحضيرا لشهادة ليسانس، أين تم اكتشاف موهبتي في مجال الإعلام، و قد أُقترح مسؤولون في القناة علي و على مجموعة من زملائي الذين أجروا معي التربص المشاركة في «كاستينغ» لاختبار قدراتنا، و تم اختياري لتقديم حصة «صباح الخير يا جزائر» رفقة عدد من الإعلاميين.
. لكنك لم تبرز حقا إلا بعد ظهورك على إحدى القنوات الخاصة    
ـ لم أبرز إعلاميا في بداياتي، لأن كنال ألجيري تشاهدها الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، و معظم الجزائريين لا يشاهدونها بسبب اللغة ، باعتبارها ناطقة بالفرنسية، و قد فكرت حينها بإعداد حصة تلفزيونية فنية أستضيف من خلالها الفنانين و المواهب الجزائرية خاصة التي برزت في برامج الهواة.
. هل ترى بأن حصة « دير دورة « التي أشرفت على تقديمها عبر إحدى القنوات الخاصة، هي التي ساعدتك على تحقيق الشهرة في المجال الفني ؟
ـ كنت أستضيف في حصة «دير دورة» فنانين شباب و كذا الكبار، خاصة المعروفين في الساحة الفنية، ما ساهم كثيرا في نجاحي و أكسبني جمهورا من العالم العربي، لأن الحصة كان لها صدى في عديد الدول العربية، خاصة في  لبنان و مصر، و قد  حظيت بمئة ألف متابع على موقع أنستغرام، خاصة و أن الموسم الأول للحصة تزامن و إطلاقي أول كليب غنائي لي تحت عنوان»بسمة»، و قد قدمت ثلاثة مواسم للحصة، أطلقت خلالها كليب آخر بعنوان « ليلى».
. ما هي الأنواع الغنائية التي تفضل أن تؤديها؟
ـ أفضل منذ صغري الأغاني الطربية ، و أحب الاستماع لأم كلثوم و عبد الحليم حافظ ، و كذا للأغاني  الغربية، لكنني أفضل أداء الأغاني التي أستطيع أن أسوقها في الجزائر .
. الكثيرون يميلون إلى أغنية الراي العصرية التي حققت نجاحا كبيرا داخل البلاد كما حققت العالمية،  هل تفكر في أداء هذا الطابع؟
ـ هدفي أن أصل إلى فئة معينة من الجمهور، لا أن أحدث ضجة كبيرة في ظرف وجيز و أختفي بعدها، فأنا أحب الظهور الدائم و الاستمرارية بتقديم أغان  محترمة في المستوى، تتماشى و خصوصية الأسرة و المجتمع الجزائري.
. ما رأيك في أغاني الراي الحديثة و واقع الفن في الجزائر؟
ـ مستوى الراي اليوم في الحضيض، سواء بالنسبة للكلمات أو الألحان أو الأداء، و أنا لا أعتبره فنا، للأسف يوجد بعض الإعلاميين في  عدد من القنوات   يساعدون على انتشار هذا الفن  و يعطون مساحة لمغنييه من أجل البروز، غير أننا لا يمكن أن نعمم هذه النظرة، إذ يوجد في الساحة الفنية بعض مغنيي الراي من الشباب الجدد قدموا أغان في المستوى تذكرنا بأغاني الشاب مامي و عقيل و خالد و بلال الصغير و مزيان أنيس، للأسف  لم ينل هؤلاء الشباب حظهم من الإعلام و الترويج.
الفن في الجزائر يتطلب إمكانات كبيرة، للأسف ليس لدينا شركات إنتاج تمول الفنان، فيضطر للاعتماد  على إمكانياته المادية الخاصة بنسبة مئة بالمئة، حتى كبار الفنانين الجزائريين، على غرار ندى الريحان و حكيم صالحي، لا يحصلون على إيرادات من إصداراتهم الغنائية و مداخيلهم الوحيدة من الحفلات و الأعراس،  فالساحة الفنية الجزائرية لا تدعم ككرة القدم في الجزائر، كما أن حضور الفنانين الجزائريين في المناسبات الوطنية محتشم ، و بالتالي لا أعتمد عليها كدخل لي، كما أنني أرفض المشاركة في إحياء الأفراح، و يبقى مصدر دخلي هو الإعلام.
. لماذا ترفض عروض إقامة الأفراح و الأعراس؟
ـ لأن ذلك يبعدني عن إنتاج و تقديم الجديد في الساحة الفنية، و يرتبط اسمي فقط بالأعراس، سمير تومي و ماسي مثلا أصبح اسمهما لصيقا بالأفراح، لكن ليس لهما جديد.
. سبق و أن شاركت في برنامج ستار أكاديمي سنة 2004، غير أنك أُقصيت بعد أن كنت مؤهلا للدخول للأكاديمية حدثنا عن هذه التجربة؟
ـ حقيقة تمكنت من الوصول إلى المرحلة الرابعة و النهائية للدخول للأكاديمية و كنت من بين 20 مشتركا مؤهلا، غير أنه و في آخر لحظة تقرر إقصاء اثنين بطريقة مباشرة، و تم إقصائي رفقة مشترك مغربي، و حينها قررت عدم المشاركة في أي برنامج للمواهب، لأنني لاحظت التحيز و التهميش و كذا العنصرية، و فضلت صنع شهرتي بنفسي، فعانيت كثيرا طيلة عشر سنوات.
. هل تلقيت عروضا في مجال التمثيل؟
ـ تلقيت عرضين في هذا المجال، الأول للمشاركة في سلسلة «عاشور العاشر» و الثاني في سلسلة « بي 73» رفقة الفنانة ريم غزالي، غير أنني رفضت بحكم انشغالاتي المهنية و كذا التزاماتي الأسرية.
. ما هو جديدك؟
ـ سأطرح أول ألبوم غنائي لي في غضون ثلاثة أشهر، و يضم 10 أغان من بينها أغنيات سبق و أن صورتها على شكل فيديو كليب و هي « بسمة» ، « ليلى»، «مرة على مرة»، و كذا كليب « لي غاضني منك» ، بالإضافة إلى أغنية من التراث الجزائري ذات طابع عاصمي.                         
أ ب

الرجوع إلى الأعلى