أنا عميل لفرنسا في «ابن باديس» و طالب في «العربي بن مهيدي»
يتحدث الفنان الشاب نصر الدين جودي في حوار خص به النصر عن مسيرته في مجال التمثيل المسرحي والسينمائي و تعلقه الكبير بهذا الفن منذ الصغر، كما يتحدث عن أدواره  في عدة أعمال سينمائية تاريخية، و منها تقمصه لدور المجاهد الشهيد رشيد عمارة، و دور شقيق الشهيد العربي بن مهيدي، إلى جانب مشاركته في عمل درامي من المنتظر أن يكون جاهزا خلال شهر رمضان القادم.
حاوره: نورالدين-ع 
. النصر: ما هو جديد الفنان الشاب نصر الدين جودي؟
ـ نصر الدين جودي: حاليا أنا بصدد تحضير «وان مان شو» في شكل سكاتش مطول يكون فيه احتكاك و تفاعل مع الجمهور، و شاركت منذ عامين في فيلم تاريخي للمخرجة ريم الأعرج حول الطلبة الجزائريين خلال ثورة التحرير، و تقمصت فيه شخصية  الطالب المجاهد و الشهيد رشيد عمارة، و أظهرت قدراتي الفنية و السينمائية، كما شاركت في فليم آخر قيد الإنتاج حول الشيخ عبد الحميد بن باديس، من المنتظر أن يكون جاهزا في  يوم العلم المصادف ل16أفريل، لقد تقمصت في هذا الفيلم شخصية شاب من بين الشباب الذين جندتهم فرنسا للمشاركة في حربها ضد الألمان في الحرب العالمية الثانية، وعندما عدت إلى الجزائر حاولت إقناع الجزائريين بخدعة فرنسا بعدم منحها الاستقلال للجزائر، رغم وعودها السابقة للجزائريين المشاركين في حربها ضد الألمان، لقد قدمت هذه الشخصية الخيالية من مرحلة الشباب إلى سن الخمسين .
أعمال جزائرية نجحت في الخارج ولم تحظ بأي تقدير في الداخل
كما شاركت في فيلم ثوري آخر حول الشهيد العربي بن مهيدي من إخراج بشير برايصي، ينتظر أن يكون جاهزا للعرض في سبتمبر القادم، حيث تقمصت في هذا الفيلم دور شقيق الشهيد العربي بن مهيدي، محمد الطاهر بن مهيدي الذي  كان طالبا بالجامعة المركزية تخصص رياضيات و توفي قبل 40 يوما من استشهاد  شقيقه العربي، دون أن يعلم هذا الأخير بوفاته. هذا الفيلم سلط الضوء على العديد من الحقائق التاريخية، و كان في شكل سيرة ذاتية للعربي بن مهيدي جسدت مراحل حياته منذ الطفولة إلى غاية استشهاده، كما تم التركيز فيه على المسيرة العائلية و الثورية لعائلة العربي بن مهيدي. من المتوقع أن يكون هذا العمل سفيرا للسينما الجزائرية في الصيف القادم.
شاركت أيضا في عدة أعمال فكاهية منها سلسلة « كل شيء عادي» للمخرج هاني الكل، كما قدمت أدوارا صغيرة في عدة مسلسلات جزائرية، منها مسلسل «نور الفجر»،كما شاركت  في فيلم «الدلو والقنديل» الذي عرض في التلفزيون الجزائري، إلى جانب عدة قنوات خاصة.  و يبقى أهم عملين فنيين ينتظرهما الجمهور هذا الموسم هما فيلم «العربي بن مهيدي»، و «ابن باديس».
الجمهور فقد الثقة نهائيا في المسرح
. حدثنا قليلا عن علاقتك بالتمثيل ؟
ـ قصتي مع التمثيل بدأت منذ الصغر، فقد كنت أعشقه و أنا صبي، لهذا بعد أن أكملت دراستي بقسم علوم الإعلام و الاتصال بجامعة الجزائر 03 في 2011، توجهت إلى المعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري و تخرجت منه في 2013. أشير هنا إلى أنني و لشدة تعلقي بالعمل الفني، فكرت في التوقف عن الدراسة بجامعة الجزائر، لأنتقل إلى معهد الفنون، لكنني وفقت في التخصصين و تحصلت حاليا على شهادتين. و أواصل حاليا دراستي في الماستر تخصص وسائل الإعلام و المجتمع. في  المعهد العالي للفنون تعلمت على يد أساتذة كبار متخصصين في المسرح درسوا في روسيا و منهم الأستاذ الهادي بوكرش، المتخصص في الإخراج المسرحي، لقد تدربنا جيدا على تقنيات الإلقاء، وكيف يمكن للممثل أن يعيش دوره و يغوص في الجانب النفسي وليس الجسدي فقط للشخصية التي يقدمها، كما قمنا خلال مرحلة التكوين بإخراج عدة مسرحيات، فصقلت موهبتي جيدا بالمعهد.
الفنان لا يزال غير محمي
. ما هو تقييمك للإنتاج السينمائي و المسرحي في الجزائر ؟
ـ يجب منح الإنتاج السينمائي والمسرحي في الجزائر قيمته ومكانته، خاصة أب الفنون المسرح، حتى يكون أحسن سفير للجزائر في الخارج، أشير في هذا الإطار إلى أن العديد من الأعمال الفنية الجزائرية حققت النجاح في الخارج و توجت عدة ألقاب في حين لم تحظ داخل الوطن بأية قيمة أو تقدير، كما أن نقص الإعلام للتعريف بالأعمال المسرحية و الترويج لها، جعل الجمهور يفقد الثقة نهائيا في المسرح، رغم الأهمية الكبيرة التي يؤديها في المجتمع.
كما أنه من الضروري إعطاء القيمة اللازمة للفنان، فرغم وجود قانون خاص بالفنان، إلا أنه لا يزال غير محمي. و اللافت أن أموالا كبيرة تنفق على المهرجانات، في حين التكوين غائب،  ولا يوجد تواصل بين الفنانين الذين يتم استقدامهم من الخارج و الفنانين الجزائريين لتبادل الخبرات و الآراء، كما لا يوجد تواصل بين فناني الجيل القديم و الجديد. لاحظت أيضا في السنوات الأخيرة بأن عدة مهرجانات نظمت دون أن تتخللها ورشات تكوينية، رغم أهميتها بالنسبة للفنانين.
لا يوجد تواصل بين الجيل القديم والجديد
 . مشاريعك..
ـ سأشارك في عمل درامي ضخم لمخرج تونسي و إنتاج مشترك جزائري تونسي،هو الآن في طور التحضير،  و من المنتظر أن ينطلق تصويره قريبا، ليكون جاهزا للبث في شهر رمضان المقبل، إنه يعكس عادات و تقاليد المجتمع الجزائري و سيتم تصوير معظم المشاهد في الجزائر العاصمة ووهران، باستثناء مشاهد قليلة ستلتقط في الخارج. المميز بالنسبة لهذا العمل الفني الجديد أن السيناريو كتب بطريقة تختلف كثيرا عن باقي الأعمال السابقة، ومن المتوقع أن يجد صدى كبيرا لدى المشاهدين.
ن.ع

الرجوع إلى الأعلى