وليد تريباش فنان هاو يحوّل بقايا الحديد إلى مجسمات رائعة
أبدع الفنان العصامي الشاب وليد تريباش في تصميم مجسمات فنية من بقايا الأواني و قطع غيار السيارات
و كل ما هو مصنوع من معدن الحديد،  فتمكن من صناعة عدد معتبر من المجسمات وفق هندسة مميزة و بلمسة فنية راقية، و  قد أبهر مجسم حصان في حجمه الحقيقي ، كل من وقعت نظره عليه.
وليد تريباش قال في حديثه للنصر، بأنه  يعشق تصميم المجسمات من بقايا الحديد منذ الصغر، حيث كان يرسم مجسمات للحيوانات و مختلف الشخصيات و يضع تصورات لتجسيدها، غير أنه لم يكن يتمكن من ذلك، لأنه لم يكن يملك قطع الحديد و آلة التلحيم و مختلف الوسائل الأخرى.
 و بعد توقفه عن الدراسة في مرحلة التعليم الثانوي،  قرر أن يمارس هوايته و يبدع فيها، و  بدأ بتطويرها بتصميم مجسمات صغيرة على الورق، لينطلق في رحلة بحث و جمع بقايا الحديد و قطع الغيار و الأواني الحديدية من ملاعق و شوكات يتم التخلص منها، و بعد جمعه لكمية معتبرة منها، قام بفرزها و تقسيمها إلى مجموعات وفق كل تصميم.
ابن مدينة سطيف بيّن بأن قرار تطوير موهبته و الشروع في جمع المواد المستعملة المصنوعة من الحديد، جاء عقب إحالة والده على التقاعد و فتحه لمحل للحدادة، فقد شجعه ذلك أكثر على مواصلة نشاطه الحرفي الفني، حيث أصبحت أدوات تقطيع و ثقب و تلحيم الحديد متوفرة، و هي وسائل أساسية، كما أكد، في تشكيل مجسماته، فبالرغم من أنها بسيطة، إلا أنها مكنته من إخراج  التصورات التي  ظلت عالقة في مخيلته منذ نعومة أظافره إلى الواقع.
بدأ الفنان بتصميم مجسمات مصغرة لحيوانات و جنود و شخصيات مختلفة، و كذا أشكال مستوحاة من مخيلته تعبر عن الحرية و السلام، صنعها بأدوات الأكل كالشوكة و الملعقة و غيرها، و أخرى مخصصة للديكور كمجسمات للرياضيين في مختلف المجالات و دراجات نارية صغيرة و سفن، حيث تمكن من صنعها بطريقة محترفة و فنية راقية، فيعتقد كل من يراها لأول وهلة بأنها أشكال حقيقية و ليست مصنوعة من الخردة ، بالرغم من أنه أبقاها في البداية باللون الطبيعي لبقايا الحديد.
الفنان الهاوي وليد لم يبق موهبته محصورة في صناعة مجسمات صغيرة، بل طورها ليصنع مجسمات للدراجات النارية و مختلف الحيوانات في حجمها الحقيقي، مع تلوينها في كثير من الأحيان، ما يجعل من يراها يعتقد بأنها ليست مصنوعة من الخردة و إنما حقيقية، حيث تمكن من صنع مجسم لحصان عربي بلمسة فنية راقية ، جعله يدخل سوق المزاد العلني، حيث بلغ سعره 15 مليون سنتيم.
موهبة الفنان وليد تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الوطني ، و قد ورثها عن جده الذي كان مختصا في صناعة براميل الحديد و الحطب بطريقة فنية رائعة إبان الاستعمار الفرنسي، و كذا والده الذي اختار الحدادة حرفة له بعد حصوله على التقاعد ، و هو يصنع مختلف أبواب المنازل و الكراسي و الأرائك و الأسرة بمادة الحديد بزخرفة فنية رائعة .

و بخصوص أسعار هذه المجسمات، قال محدثنا بأنها تتراوح بين ألف و 15 ألف دينار ، حسب الحجم و الشكل، مؤكدا بأنه يضع لها أسعارا رمزية في بعض الأحيان، فيما يبيعها في كثير من الحالات بطريقة المزاد العلني ، لأنه، كما قال،  لا يستطيع أن يضع لها ثمنا محددا بحكم أنه يجمع  المادة الأولية بعد تخلص الأشخاص منها أو يقوم باقتنائها مقابل 10 دينار للكيلوغرام الواحد، كما أن مدة صنعها تختلف و لا يمكن تقديرها ، مضيفا بأنه يواجه مشكلة نقص وسائل العمل إذ يعتمد على وسائل بسيطة جدا في التلحيم، لا تمكنه من صنع كل ما يرغب فيه و جعلت إبداعاته محدودة، كما أن العمل في مجال الحدادة صعب جدا، حسبه، خاصة و أن الوسائل التي يعمل بها بدائية جدا تسبب له مشاكل في عينيه، ما جعله يخضع مؤخرا لعملية جراحية.
مواقع التواصل الإجتماعي روّجت لفني و مكنتني من تطويره
الفنان الهاوي وليد تريباش قال للنصر بأن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت كثيرا في تطوير فنه ، حيث أنه اكتشف بأن فنانين في دول أجنبية كماليزيا يمارسون حرفته الفنية ، فاستوحى منهم عديد الأشكال و جسدها ببصمته الخاصة، كما أن هذه المواقع روجت لفنه الفريد من نوعه على مستوى القطر الجزائري ككل، و أصبح يقصده العديد من عشاق التحف و المجسمات الفنية، إلا أن مشكلة صعوبة تحديد الأسعار تحول في كثير من الأحيان دون بيع إبداعاته، فالكثير ممن يقصدونه يريدون اقتناءها بأسعار منخفضة جدا، غير مقدرين قيمتها الفنية.و بالتالي  يواجه مشكلة تسويق منتجاته و كذا في حضور المعارض، حيث لا توجه إليه دعوات و أول مشاركة له في معرض كان خلال مهرجان الفروسية الذي أقيم بعيد عبيد بولاية قسنطينة مؤخرا.      
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى