جمعية الجنادية تحيي أول حفل موسيقي بالأمازيغية ببوفاريك
أحيت مساء أول أمس جمعية الجنادية للموسيقى، أول حفل فني بالأمازيغية، نظم من طرف مؤسسة أمل بوفارك للثقافة والرياضة، بالتنسيق مع المجلس البلدي،  بقاعة الخيمة بمدينة بوفاريك، بمناسبة إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة.
وبالرغم من أن جمعية الجنادية لها رصيد كبير من حفلات الطرب الأندلسي، إلا أنها لأول مرة تحيي حفلا موسيقيا بالأمازيغية، فقدم كوكبة من فنانيها الشباب العديد من الوصلات الموسيقية باللغة الأمازيغية التي تجاوب معها الحضور و استمتع كثيرا.
حسب رئيس مؤسسة أمل بوفاريك للثقافة والرياضة بلال اسماعيلي، فإن الحفل الذي نظم بمناسبة يناير،  لم يكن مميزا بالعادات والتقاليد التي تتناسب وهذه المناسبة فقط، بل حتى بالحفل الفني الذي قدم بالأمازيغية، و ذلك من أجل التأكيد على العمق الأمازيغيي للشعب الجزائري، و تسمك كل المواطنين بهذا المورث الثقافي الذي يرمز للهوية الوطنية الجزائرية ككل، ولا يقتصر على جهة أو منطقة معينة.
على هامش الحفل، ألقى الباحث المختص في التراث الأمازيغيي عمر أمين بن سونة، كلمة تحدث فيها عن التراث الأمازيغي في كل أرجاء الجزائر، و لا يقتصر ، حسبه، على منطقة القبائل فقط، أو الأوراس، أو ميزاب، بل يخص كل الجزائريين الذين كانوا يحتفلون بيناير منذ عقود، مستشهدا بمنطقة الأطلس البليدي التي كان يحتفل سكانها برأس السنة الأمازيغية منذ عقود، والاحتفال لا يقتصر على عروش أو قبائل معينة ، بل على كل العائلات باختلافها انتمائها وأصولها.
وأضاف المتحدث بأن من بين الرسائل والصفات الجميلة التي كان يحملها الاحتفال بيناير التصالح  والمحبة والتآخي، مشيرا إلى أن الأشخاص المتخاصمين كانوا في القديم لا يتناولون عشاء يناير حتى يتصالحوا، وفي نفس الوقت كانت حلويات ما يسمى ب»التراز» توزع بالتساوي على أفراد العائلة، و ترمى إما الطفل الصغير أو العروس الجديدة ، أملا في سنة مباركة وسعيدة، مؤكدا بأن الاحتفال بيناير يحمل في معانيه قيما إنسانية عالمية.
من جانب آخر كشف مدير مؤسسة أمل بوفاريك للثقافة والرياضة عن برنامج ثقافي ثري خلال السنة الجارية، قصد تفعيل هذا الميدان المهم وإحياء التراث، وتحدث في هذا الإطار عن إعادة إحياء مهرجان البرتقال الذي تشتهر به مدينة بوفاريك، وقال بأن هذا المهرجان سينظم في نهاية شهر مارس القادم و تتواصل فعالياته طيلة أسبوعين. و ذكر الباحث بن سونة، بأن لكل منطقة تاريخها وثقافتها التي يجب إحياءها، وأوضح بأن تاريخ مدينة بوفاريك يرمي بجذوره عبر 05 قرون، وكان قبل دخول العثمانيين إلى الجزائر عبارة عن سوق للماشية، لهذا سمي ببوفاريك وتعني الكبش.                                 
نورالدين ـ ع

الرجوع إلى الأعلى