أغلب متتبعي صفحتي مغتربون رجال و أجانب يعشقون الطبخ التقليدي
استطاعت أن تصنع لنفسها اسما و شهرة وصلت للعالمية، خلال خمس سنوات من إدارة مجموعتها على موقع التواصل الاجتماعي، إنها السيدة حبيبة بو رماد أو « طاطا حبيبة»، كما يعرفها أزيد من 400 ألف منتسب و متتبع لمجموعتها الخاصة  بتبادل الوصفات الشهية المجربة و الناجحة على الفايسبوك ، و تعتبر أول سيدة جزائرية تطلق موقعا إلكترونيا على الشبكة العنكبوتية ، يعنى بالمطبخ الجزائري التقليدي.
"طاطا حبيبة" سيدة جزائرية من جيل الاستقلال ،زوجة و أم لطفلين،  تعمل كعون برمجة بأحد مكاتب الدراسات الهندسية بالعاصمة، حيث تقيم رفقة عائلتها، علاقتها مع الطبخ ناتجة  كما قالت، عن تأثرها بأمها التي كانت تعشق برنامج «البيت السعيد» للسيدة سامية، هذا الاهتمام الكبير بالمطبخ جعلها تصر على تعلم أسراره ، حيث أصبحت بدورها وفية لوصفات السيدة رزقي سيدة المطبخ الجزائري.
أوضحت محدثتنا : «بعد زواجي كثيرا ما كنت أواجه صعوبات في إنجاح بعض الوصفات، كغيري من السيدات كثيرا ما تعرضت لمواقف محرجة ،بسبب فشل وصفات تتعمد من نصحني بتجريبها إغفال ذكر أحد مكوناتها، أذكر مثلا أن إحدى القسنطينيات أعطتني وصفة خاطئة لإعداد حلوى « المقروض القسنطيني»، إذ نصحتني بتبخير الدقيق قبل استعماله ، من هنا تحديدا، جاءتني فكرة التسجيل بإحدى المدارس الخاصة لتعلم الحلويات الغربية و الشرقية، و من ثمة قررت مشاركة أخريات تجربتي».
تواصل: « طلبت من أبنائي مساعدتي على إنشاء مجموعة خاصة على الفايسبوك،  أسميتها  « تبادل وصفات لذيذة مجربة و ناجحة مع طاطا حبيبة «، الصفحة نجحت و عرفت إقبالا منقطع النظير، حتى أن نسبة كبيرة من روادها ،رجال يحبون الطبخ منهم دكاترة و مهندسين، بالإضافة إلى عدد كبير من المغتربين و حتى بعض الأجانب من جنسيات مختلفة  من أمريكا و كندا و فرنسا، يرجع اهتمامهم بالصفحة إلى حبهم للوصفات التقليدية التي نقدمها ، خصوصا و أننا  نحرص على نشر كافة تفاصيل تحضير الطبق و بالصور».
طاطا حبيبة، كما يعرفها رواد صفحتها، كشفت بأن سر نجاح مجموعتها ،خلافا عن مجموعات أخرى مشابهة ،هو الثقة، فالوصفات  المقترحة تكون مجربة و ناجحة ،إضافة إلى كونها اقتصادية. مقابل ذلك قدمت المجموعة أفكارا جديدة، تتمثل في تنظيم مسابقات لإعداد أحسن طبق تختاره بنفسها، و يكون عادة طبقا من المطبخ التقليدي الجزائري، و أحسن طباخة أو طباخ ينال شهادة شرفية  من توقيعي مع الفوز بهدية .كنت في البداية أشتريها من ميزانيتي الخاصة، ثم تطورت الأمور بعدما عرض علي بعض الأصدقاء على الصفحة، المشاركة في توفير هدايا المسابقات ، علما بأنها هدايا رمزية كالأواني الفخارية و أوان أخرى للمطبخ.
 الفكرة ،كما أشارت إليه محدثتنا، عرفت استحسانا كبيرا، وبدأت تتوسع، من خلال تنظيم مسابقات للطبخ بين الرجال، و الجدات و حتى الأطفال. الكل يشارك بتحضير أطباق مبتكرة و جديدة، يصورها ثم يشارك الآخرين طريقة إعدادها، و هكذا توسعت المجموعة و تنوعت هدايا الفائزين، ما زاد شهرة الصفحة.
عن فكرة إنشاء موقع إلكتروني خاص بالمطبخ الجزائري، أوضحت صاحبتها بأنها جاءت بعدما تعدى عدد الوصفات على صفحة الفايسبوك 300 ألف وصفة مقترحة، أغلبها تقليدية، تحول إيجادها و تحميلها إلى مشكل، بسبب كثرة الطلب و تواصل التفاعل في المجموعة. ما دفعها للبحث عن طريقة أفضل لتوثيق الوصفات و التعريف بها كموروث جزائري يسهل الوصول إليه.
تقول السيدة حبيبة بهذا الخصوص: « اقترحت الفكرة على رواد المجموعة، فلقيت استجابة واسعة، حتى أن بعض الشباب المهتمين بالطبخ ،تكفلوا بمهمة إعداد الموقع في ظرف شهر واحد، و إطلاقه قبل بداية شهر رمضان».
و بالرغم من نجاح مجموعتها على الفايسبوك و رواج موقعها الإلكتروني الجديد، أكدت المتحدثة، بأنها لا تنوي استغلال الوصفات المقترحة، لطبع كتاب يحمل اسمها، كما لا تفكر في مشروع فتح قناة متخصصة ،أو حتى مدرسة خاصة، لأن هدفها الأساسي هو التعليم المجاني للفتيات ،و حتى الرجال المهتمين بالطبخ، إضافة إلى مواصلة العمل على توثيق التراث الجزائري القديم، و تشجيع التغذية الصحية. كما أوضحت بأنها تعمل حاليا على تطوير الموقع الجديد من خلال عرض مراحل تحضير الوصفات في شكل مقاطع تعليمية مصورة، لتسهيل الحفظ و التعلم، إضافة إلى برمجة زيارات لمختلف ولايات الوطن، ستقودها إلى منازل عائلات جزائرية لتنقل في كل مرة تجارب أطباق تقليدية جديدة، تحيي من خلالها تراثنا القديم.      

حاورتها: نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى