لست قفة يستخرجها المخرجون في رمضان  و يرمونها بعد عودتهم من السوق
رفضت الفنانة باية بوزار المشهورة ببيونة أن تكون كالقفة يحملها من يشاء و متى شاء ، ثم يرميها بمجرّد عودته من السوق، في إشارة إلى العروض التي تأتيها من المنتجين و المخرجين الجزائريين الذين يلجأون إليها عشية رمضان و ينسونها طيلة العام. بيونة فتحت أيضا النار على منتقديها و قالت “ من انتقدوا أدواري سيرون قريبا “بيونات” أكثر جرأة من بيونة التلقائية” ، كما كشفت في هذا الحوار الذي خصت به النصر عن أدوارها الجديدة و التي يزيد عددها عن الخمسة ستصوّر جميعها في الخارج.

حاورتها مريم بحشاشي

-النصر: كيف حالك و أنت تقضين رمضان بباريس، و موعد الإفطار على الساعة العاشرة ليلا؟

- بيونة:كان الأمر صعبا في أول يوم، و مثلما يقال عندنا «تحملناه و صبرنا صبر المعتمر و الحاج»، لكنني تعوّدت خاصة و أن الطقس في باريس معتدل و لا يشعرنا بالعطش فنحن نعيش الفصول الأربعة في الأسبوع الواحد مطر، صفاء ثم حرارة مرتفعة تارة و منخفضة تارة أخرى.

-ألا تشتقين إلى أجواء رمضان بالجزائر كاللّمة العائلية، الأسواق الشعبية و لهفة انتظار أذان المغرب ؟

- بلى أشتاق إليها كثيرا لكن عروضي المهنية كثيرة هذا الشهر و لا يمكنني العودة إلى أرض الوطن، لذا أحاول قدر الإمكان عيش تلك الأجواء مع عائلتي الصغيرة و أصدقائي الذين يحبون طبخي و يفضلون الانضمام إلينا في وجبة الإفطار، أما لهفة الآذان لا زلت أعيشها كما بأرض الوطن و لا أفوّت ذلك من خلال الاستماع إلى المذياع أو القنوات الوطنية، لكن حنيني تضاعف هذه الأيام بعد متابعتي للفيلم الوثائقي «الجزائر..مناظر من السماء»للمخرج يان أرتوس برتران.

-ماذا قدمت لأصدقائك من أطباق، جعلتهم لا يستغنون عن زيارتك في هذا الشهر الكريم؟

- أول يوم شوربة فريك ثاني يوم حريرة و ثالث يوم شوربة خضر..

- لقد أخضعتهم لريجيم قاس، فهل تتبعين حمية خاصة استعدادا لدور سينمائي جديد؟

- (تضحك) أحافظ على صحتي و صحة من حولي ليس إلا، فعمري يناهز 63 سنة و علّي تجنب الأطعمة الدسمة.

-أنت غير مهددة بزيادة الوزن في رمضان !


- بلى عادة يزيد وزني في هذا الشهر لأنني أتناول الكثير من الحلويات، فوزني الآن 57كلم و لست أدري كم سيكون بعد 26يوما.

-لنعد إلى أعمالك الفنية، لماذا غابت بيونة عن القنوات الجزائرية على غير عادتها في هذا الشهر؟

- كل الأعمال التي عرضت علّي جاءت في وقت غير مناسب، بعد التزامي بعروض كثيرة في الخارج. و صراحة مللت عرض آخر لحظة و عشية رمضان، فأنا أرفض أن أكون كقفة يتم استخراجها و استعمالها وقت الحاجة و رميها بمجرّد العودة من السوق، هذا هو حال الكثير من المنتجين الذين يلجأون إلينا لملء الفراغ على حساب شهرتنا.

-هل تقصدين ما حدث معك السنة الماضية في «قرمية الرايسة»الذي لم يحرز النجاح رغم مشاركة نخبة من الكوميديين المعروفين؟

- ليس هذا العمل فقط الذي لم أفهم حتى الساعة سبب فشله، لكن هناك أعمال كثيرة أخرى نتلقى عروضها آخر لحظة، وتصوّر بسرعة عشية رمضان، لذا تقع في الارتجال و العشوائية، لذا قررت عدم قبول أي دور إن لم أر مسبقا سيناريو حقيقي و تام بعد اليوم، مللت عقلية البريكولاج و أتمنى رؤية محترفين في بلادي و ما أكثرهم لكن الحظ للأسف لا يحالف هؤلاء.

-اكتفيت بدور وحيد و يتيم خلال هذا الشهر، في نسيبتي لعزيزة على قناة نسمة تي في، فكيف  كانت العودة بعد غياب طويل؟

- توقعت عرض نبيل قروي مواصلة تتمة السلسلة الفكاهية نسيبتي لعزيزة5 و حدث ذلك فعلا عندما حضرت أيام قرطاج السينمائية، و قبلت العرض لأن فترة التصوير راقتني، بالإضافة إلى شعوري بالارتياح مع فريق العمل المرح.

-تكاد بيونة تكون الممثلة الوحيدة التي لم تواجه مشاكل مع نسمة تي في بخصوص الأجر، فما سر ذلك؟

- لا يوجد سر أنا لدي مدير أعمال محترف يناقش أموري المهنية و مستحقاتي و حتى الساعة لم أجد أي مشكلة بالعكس كل الأعمال التي أظهر فيها، تحرز نجاحا.

-رددت كثيرا بأن جعفر قاسم صديقك و يحب التعامل معك، فلماذا أبعدك عن عمله الجديد هذه المرة؟

- قبل الحديث عن سبب عدم إشراكي في عمله الجديد و الذي قد يعود لخلاف فني بسيط لا يستحق ذكره، أود أن أفهم سر تغيير رأيه و قبوله التعامل مع أطراف رفضها عندما اقترحتها عليه.

 -و كأن الأمر يخفي حصارا على بيونة من قبل السينمائيين الجزائريين؟

- و إن يكن، لقد تعوّدت على ذلك، فأنا أقول ما في قلبي و بعفوية و تلقائية حتى لو أزعجت الكثيرين، و أثرت غضبهم و يمكن عداوتهم.

-أليس هذا نتيجة ردود فعل و الانتقادات التي طالتك بعد ظهورك في برامج فرنسية اعتبرها البعض إهانة للجزائر و الجزائريين؟

- بيونة عرفت منذ نعومة أظافرها بتلقائيتها و جرأتها و صدقها وحبها للغير، فأنا أرفض ارتداء الأقنعة أمام الناس و أنزعها في غيابهم، و المعروف عني طبعي الجنوني و لا أتبع سياسة النعامة و أنا هكذا و لست مستعدة لأن أتغيّر، فأنا إمرأة نقية و طاهرة، كلمتها رأس مالها، و يكفيني اعتراف المحترفين بموهبتي سواء في السينما أو في المسرح الذي لا زلت أتأسف كلما تذكرت بأنهم رفضوني كممثلة مسرحية و قالوا بأن بيونة وجه سكاتشي»تليق للسكاتش فقط» و لا تصلح للمسرح، لكن الوقت بين لهم بفضل من يقيّمون الفن و الفنانين بأنني أصلح لأب الفنون الذي حققت على ركحه شهرة في الخارج، و لدي الكثير من العروض التي سأجسدها قريبا مع مخرجين مسرحيين معروفين، فأنا لا أرد على منتقدي بالكلام و إنما بالعمل و النجاح و يكفيني كل الجوائز التي حققتها و أهمها ميدالية فيرناي و تسلمت وسام الفنون و الآداب من فريديريك ميتيران، و تحصلت على جائزة أفضل الممثلات الإفريقيات...و لدي الكثير من الجوائز المشرفة التي تنسيني كل الشر الذي يكيده البعض لي.

-ماذا عن مشاريعك الجديدة؟

- سأظهر في خمسة أعمال سينمائية و مسرحيتين، منها ما سأبدأ تصويره الأسبوع المقبل باليونان مع الممثلة ريحانة لتصوير فيلم «في سني لا زلت أختبئ لأدخن سيجارة»، حيث سأتقمص دور مسيّرة الحمام التي تتسبب في طلاق ابنها. و الذي سأشارك فيه النجمة ميشال غافراس، كما سأشارك في فيلم «لي ماما»الذي يروي مغامرة ثلاث صديقات من ثلاث جنسيات مختلفة بما فيهم أنا الجزائرية، يسافرن إلى لوس أنجلس لرؤية نجومهم المفضلين في المسلسل الظاهرة "نيران الحب".

- سنترك لك الكلمة الأخيرة لإنهاء هذه الدردشة الشيقة !


 - رمضان مبارك لكل الجزائريين بكل مكان و للمسلمين جميعا و أتمنى إرضاء الجمهور الجزائري بأعمال جديدة تكون في مستوى ذوقه، لأنه يستحق كل الخير.  

 م/ب

الرجوع إلى الأعلى