كرمني إيفان كركلا ببيروت بعد مشاركتي في تصميم إكسسوارات عرضه "الغابة المسحورة"
فنانة تشكيلية تجمع بين رقة الأنوثة، الواقعية، الخيال و سحر الألوان الزيتية، استطاعت أن تفرض اسمها بالساحة التشكيلية منذ تخرجها من معهد الفنون الجميلة بقسنطينة بتفوّق على زملائها بدفعة 2007، كما تمكنت من افتكاك العديد من الجوائز، خلال مشاركتها في مختلف المعارض و المسابقات الوطنية و الدولية المهمة
الرسامة الشابة هاديا هجرس التي تم اختيار لوحتها ضمن الـ70لوحة المرشحة لنيل الجائزة الكبرى «عبد الله القصبي» بجدة من بين 700 مشارك، تحدثت للنصر عن مشوارها في عالم الألوان و الأشكال و تجربتها في تصميم و تجسيد الاكسسوارات بالملاحم و الأعمال الاستعراضية التي جمعتها بالمايسترو كركلا، و أشياء أخرى تقرأونها في هذا الحوار:
النصر: هاديا هجرس اسم ترّدد مرارا في تتويجات مسابقات الفنون التشكيلية الوطنية، هلا أخبرتنا عن أهم الجوائز التي تحصلت عليها؟
-هاديا هجرس: فزت بالكثير من الجوائز و ذلك منذ سنة 2005، حيث تحصلت على الجائزة الأولى بالمهرجان الوطني الثالث لربيع الألوان، ثم الجائزة الأولى بلقاء إبداعات الفتاة بالأغواط عام 2008، فالمرتبة الثانية بورشات الصالون الوطني الخامس للفنون التشكيلية عبد القادر قرماز بمعسكر، و كذا جائزة قنطاس الثانية للورشات الفنية بالجلفة..و كان عام 2014أكثر فترة حصدت فيها أكبر عدد من الجوائز منها جائزة العلامة ابن باديس بقسنطينة  و الجائزة الثانية للدكتور محمد بن أبي شنب بالمدية و جائزة فخامة رئيس الجمهورية و الجائزة الثالثة الكبرى بمسابقة عائشة حداد بالعاصمة هذه السنة و الآن أنا بانتظار نتائج مسابقة عربية مهمة هي مسابقة عبد الله القصبي بجدة و التي شارك فيها حوالي 700فنان تشكيلي من مختلف الدول و لم تقبل أعمال سوى 70تشكيليا و الحمد لله أنا من ضمنهم و أتمنى افتكاك هذه الجائزة المهمة.
ماذا عن التتويجات بالخارج؟
 -كانت لي مشاركات عديدة بالخارج، تلقيت خلالها شهادات تقديرية مهمة بكل من تونس، إسبانيا، اليونان، المغرب و لبنان.
ماذا أضافت لك هذه التتويجات؟
-الثقة في النفس و في موهبتي و فرصة الاحتكاك بالتشكيليين.
في سياق الحديث عن موهبتك من اكتشفها فيك لأول مرة؟
- كان ذلك في مرحلة الابتدائي، حيث أعجب أستاذي المدعو زيتوني بأعمال يدوية طلب منا تجسيدها بالقسم، مدحني لأجلها كثيرا و توّقع لي مستقبلا زاهرا في مجال الفنون، غير أن أستاذ آخر في مرحلة المتوّسط، متخصص في مادة الرسم، لم يكن قادرا على تصديق بأن الأعمال التي كنت أقدمها من إبداعي، فكان يمنحني العلامة العالية دون اقتناعه بموهبتي، عكس أستاذتي علجية سباعي التي آمنت بموهبتي و علمتني أبجديات الفن التشكيلي و ساعدتني بتشجيعاتها على أخذ القرار المناسب بالالتحاق بمعهد الفنون الجميلة بقسنطينة، رغم معارضة والداي للفكرة في البداية، لكنني برهنت لهما بأنه الاختيار الأنسب إلّي من خلال تفوّقي في دراستي، حيث كنت الأولى على دفعتي عام 2007و التي تحصلت بفضلها على فرصة الاستفادة من تكوين مهم بإسبانيا في مجال الترميم و المحافظة على اللوحات الفنية و ذلك بالتعاون بين وزارة الثقافة و معهد الفنون الإسباني في إطار برنامج «بلا حدود».
لوحاتك لا تكاد تخرج عن حيّز الواقعية، هل تخشين المغامرة و الخوض في باقي التيارات التشكيلية؟
- كل ما في الأمر أنني أفضل الوضوح و الإحساس الصادق، الذي اعتبره الجمال الحقيقي.
ماذا عن اللون الأزرق الذي يظهر بأغلب أعمالك؟
- صحيح هو لوني المفضّل الذي لا يمكنني التخلي عنه، لأنني أشعر بأن لوحاتي لا تكتمل من دونه، فهو بالنسبة لي كالملح في طعام، لأنه ببساطة يرمز للأمل كما يرمز للهدوء و أيضا الألم.
المرأة أيضا تكاد تكون أهم نقطة تأثير في جل لوحاتك.
- أشعر برغبة في إبراز كفاح المرأة الطموحة، و الناجحة التي تخرج كالوردة الجميلة من بين الأشواك، كما أحب التعبير عن معاناة و آلام و مختلف الصور الواقعية لبنات جنسي.  
حدثينا عن أهم مقابلاتك مع الفنانين المعروفين؟
- فني منحني فرصة الالتقاء و الاحتكاك بتشكيليين مهمين من داخل و خارج الوطن ، كما منحني فرصة التعامل مع فنانين موسيقيين و مصممي لوحات استعراضية أمثال المايسترو كركلا في تحضير ديكور «ألف ليلة و ليلة» ثم سافرت إلى بيروت للانضمام لفريق مصممي الإكسسوارات و بالضبط ملابس الجن الخاصة بعرض خاص بالبالي ميزيكال الموسوم «الغابة المسحورة» للمخرج إيفان كركلا، الذي قدم لي شهادة تقديرية أعتز بها مثل اعتزازي بالأعمال التي شاركت بها ببلدي و بشكل خاص المشاريع الثقافية الوطنية و الدولية كالمهرجان الدولي الثاني الثقافي الإفريقي عام 2009 و الافتتاح الرسمي لتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، و ملحمة الاستقلال  و «أبطال القدر»في إطار الذكرى ال50لعيدي الاستقلال و الشباب2012 .. و غيرها من المحطات التي أضافت الكثير لتجربتي الفنية.
قلت في البداية أن لوحاتك عرضتك لمواقف طريفة كثيرة هلا حدثتنا عن بعضها؟
-أميل كثيرا للأحجام الكبيرة، وجرأتي في نقل لوحاتي ذات الحجم الكبير بوسائل النقل العمومية و بشكل خاص الحافلة و دون حرج، تثير عموما إعجاب و دهشة زملائي، فأنا كثيرة المشاركة في المعارض الفنية التشكيلية و لا أترّدد في حمل أعمالي من الشمال إلى الجنوب  أو من الشرق إلى الغرب و كان آخر موقف طريف أعيشه بسبب ذلك عندما أقنعت قابض الحافلة بأن أمتعتي بها تلفزيون بلازما و ترجيته وضعه بمكان آمن حتى لا يتعرض للكسر، فأكل الطعم و راح ينبه كل مسافر يصعد إلى الحافلة لذلك.
ماذا تفعل هاديا عندما لا ترسم؟
-أعلّم الرسم للصغار و الكبار و لذوي الاحتياجات الخاصة.
حاورتها مريم بحشاشي

الرجوع إلى الأعلى