تعرضت للشتم من قبل فنانين و لم أواجه مضايقات من السياسيين
يرى المسرحي و الفكاهي  مراد صاولي بأن الفنان الجزائري يتمتع بحرية تعبير حقيقية لا يعي قيمتها إلا بعد احتكاكه بأشخاص يعانون التضييق، مستشهدا بتجربته الشخصية بين التمثيل المسرحي و التلفزيوني، طيلة ما يقارب  25 سنة قدم خلالها أعمالا، اعترف بأنها جريئة و تحمل من الإيحاءات السياسية، ما قد يجعلها محظورة بدول عربية أخرى. الفنان الذي قدّم مونولوغ «بوزيد النص»بمسرح قسنطينة، تحدث للنصر عن المشاكل التي واجهها مع الفنانين الذين تعمّد تقليدهم في أحد البرامج التلفزيونية الفكاهية الخاصة، و التي وصلت إلى حد الشتم و التهديد، في حين لم يسجل أي نوع من المضايقات أو الانتقادات من قبل الشخصيات السياسية، بما فيها السامية.  الفنان كشف أيضا عن مشاريعه الفنية الجديدة و الأعمال التي سيطل بها على الجمهور في شهر رمضان المقبل.
  النصر: شخصية «بوزيد النص»حملت إيحاءات سياسية جريئة، حدثنا عن ذلك؟
- مراد صاولي:  المونولوغ يتماشى مع قضايا العصر، و السياسة تمثل المحور الأساسي في حياتنا، لذا لا يمكن للمسرح عدم التطرّق إلى شيء يهم المواطن عموما، و جمهور المسرح خاصة.إن إبراز الجانب السياسي و لو جزء صغير منه، يفرض نفسه عادة، أما بخصوص الجرأة في الإيحاء إلى بعض الشخصيات السياسية،  فهو أسلوب لنقل رؤى و انتقاد واقع دون الحاجة لذكر أي اسم بطريقة مباشرة أو صفة، سواء لوزير أو لحاكم لترك الحرية  للمتلقي لقراءة المشاهد على طريقته و حسب مستواه الثقافي، لكن هدفنا يبقى الترفيه عن الجمهور بالدرجة الأولى و إشباع فضوله أو رغبته في التعبير عن أمر أو انشغال، عجز هو عن التعبير عنه.
  نلمس أحيانا مبالغة في إقحام السياسة في الأعمال الركحية ببلادنا، فما رأيك ؟
- صحيح هي موجة تبناها الكثيرون، لكن عن نفسي، فأنا أميل لطرح مواضيع جديدة و أتعمد المزج بين القضايا الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية في عمل واحد و بشكل متوازن، لأنني أرفض النقد لأجل النقد، بل أحرص على تقديم صور واقعية بطريقة فكاهية مثلما أراها و أشعر بها و أطمح لأن تصل للمتلقي بذات الوقع و المعنى، كما أن الطرح السياسي ليس بالأمر الهيّن و ليس كل من هب و دب بإمكانه القيام بذلك، لأنه يحتاج إلى ثقافة واسعة و جرأة كبيرة في الطرح و هو مسؤولية و اقتناع و ليس سبيلا للشهرة، باستعمال التجريح و النقد غير البناء، مثلما يفعل الكثيرون.
ألم تتعرض لمشاكل بسبب تقليدك الساخر لبعض الشخصيات السياسية في برنامج «جرنان القوسطو»؟
- بالعكس تعرضنا لمشاكل مع الفنانين و ليس مع السياسيين، رغم انتقادنا لعدد من الشخصيات عالية المستوى، غير أن ردود الفعل السلبية واجهتنا من قبل بعض الوجوه الفنية التي لم تكتف بالرد، و إنما وصلت لحد سبنا و شتمنا.
 هل يعني هذا، بأن الفنان الجزائري يتمتع بحرية التعبير؟
- فعلا هذا ما قصدت قوله، و تجربتي الفنية أكدت لي ذلك، و الديمقراطية لا تعني الإساءة للآخر، و إنما السعي وراء التغيير بالأساليب القانونية و المقبولة و عدم تجاوز حقوق الآخرين، سواء كانوا سياسيين أو مثقفين أو أشخاص عاديين.
 تضاعف عدد ممثلي المونولوغ بالجزائر، فهل يعني هذا بأننا وصلنا إلى مرحلة صناعة نجوم المونولوغ؟
-لا زلنا بعيدين كل البعد عن هذا المستوى، فصناعة المونولوغ تتطلب شبكة متكاملة شأنها شأن المسرحية، تحتاج لمختص في السينوغرافيا و الديكور و الإخراج، لكن الممثل عندنا مطالب بالقيام بكل هذه الخطوات بنفسه، ما عدا كتابة النص و الإخراج أحيانا و هنا يكمن الفرق، الذي تظهر نتائجه على العرض من خلال النقائص المسجلة على مختلف المستويات.
تجربتك الفنية ليست بالفتية، لكن الجمهور عرفك أكثـر بفضل بالبرنامج الفكاهي «جرنان القوسطو»، ألم يعد المسرح قادرا على منح الفنان فرصة البروز و الشهرة؟
- صحيح أنني خريج المسرح و مشواري الفني في مجال أب الفنون لا يقل عن  25 سنة، فهو من علمني فن التمثيل و مواجهة الجمهور، و إذا كان ظهوري على الشاشة له فضل في اتساع شعبيتي، فإن المسرح يبقى مكتشفي و صاقل موهبتي الأول، و لولا مسيرتي الطويلة فيه، ما تمكنت من فرض نفسي بين الفكاهيين المعروفين و الوجوه التلفزيونية المعروفة. لقد شاركت في أعمال كثيرة مع عديد الفرق الهاوية، و جسدت العديد من المونولوغات و أهمها «برازيت» المتطفل الذي حقق نجاحا ملفتا، و «الكارتيست» و «بوزيد النص» الذي كتبه مراد بن الشيخ، و أراد من خلاله نقل معاناة المواطن الجزائري الذي لا ينال حظه كاملا في أغلب الأحيان و يكتفي بنصف حقوقه، سواء في الدراسة، في  السكن، و حتى الزواج، و المونولوغ ليس جديدا و إنما يعود إنتاجه لسنة 2009 لكن تم تحديثه و إدخال تغييرات كثيرة عليه، بما يتماشى و الوقت الراهن، و هو مطلوب بكثرة من قبل الجمهور.
 بمن تأثرت من الفكاهيين الجزائريين؟
- القائمة طويلة أنا معجب بعنتر هلال و عثمان عريوات و كل الفكاهيين السابقين،على غرار حسان الحساني و المفتش الطاهر و غيرهما.
هناك من يشبه حركاتك  و نظراتك بـ"ميستر بين" فهل تتعمّد تقليده؟
- صحيح، كثيرون يقولون أنني أشبه «ميستر بين» في التلقائية و حركة العينين، لكنني صراحة لم أحاول قط تقليده، و لن أفعل لأنني أريد أن تكون لي شخصيتي الفنية المتميّزة.
ماذا عن مشاريعك الفنية؟
- للأسف ليس لدي جديد على المستوى المسرحي، فالأمور عادت إلى الركود من جديد،  لكن في ما يتعلّق بمشاريعي التلفزيونية، فسوف أظهر في رمضان المقبل في ثلاثة أعمال،منها ما سيتم عرضه على القنوات الوطنية، كالموسم الثاني من سلسلة «كل شيء عادي» و الذي سأتقمص فيه شخصية رجل أمن ، إلى جانب سلسلة»بوضو 4» ،كما أعكف على قراءة سيناريو عمل فكاهي مع قناة تونسية، سألتقي مع المنتج و المخرج هذه الأيام لتحديد الدور الذي سأؤديه.
حاورته مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى