فضائيات عربية تحارب الأغنية الملتزمة
اعتبر المطرب الفلسطيني عمار حسن بأن الأغنية الملتزمة تواجه حربا من قبل الفضائيات العربية المروّجة لما وصفه بالفن المبتذل الذي لا يريد أن يرقى بالذوق العربي، مشيرا إلى المشاكل و الصعوبات التي يواجهها بعض المطربين المتمسكين بخطهم و الذين باتوا كمن يسبح ضد التيار، لكثرة رواد التيار التجاري.
الفنان انتقد أيضا ظاهرة منح لقب نجم لأشخاص لا يحترمون الجمهور و لأشخاص يقدمون فنا مبتذلا، كما تحدث عن تأثره الكبير، لدرجة البكاء، لما رآه من حفاوة استقبال من قبل الجزائريين للمنتخب الفلسطيني.
*النصر: كيف وجدت جمهورك بقسنطينة؟
- عمار حسن: رائع كالعادة، فهذه زيارتي الثانية للجزائر، حيث شاركت في مهرجان جميلة عام 2010، الذي اعتبره من أجمل المهرجانات التي شاركت فيها، و نحن كفلسطينيين نعتبر الجزائر بلدنا الثاني، دون أية مجاملة، أنا أعشق كل من يعشق فلسطين و الجزائريين لم يقصروا أبدا..و لا أخفيكم بأنني بكيت عندما شهدت حفاوة استقبال الجزائريين للمنتخب الفلسطيني.
*الكثير من المتخرجين من البرامج الغنائية على كثـرتها، يأفل نجمهم مباشرة بعد انتهاء البرامج، هل تعتبر نفسك محظوظا مقارنة بهؤلاء؟
- برامج المواهب فرصة، في ظل عدم وجود شركات إنتاج تتبنى المواهب الجديدة، مما يدفع الموهوب للجوء إلى هذه البرامج الغنائية، لكن كثرتها، لا يخدم بالضرورة الفنانين المتخرجين منها، لأن الكثيرين يعانون في ما بعد، باعتبار هذه الحصص تجارية محضة، أما عن نفسي، فبالفعل أعتبر نفسي محظوظا، لأنني تمكنت من الاستمرار، ربما لأنني اخترت خطا ملتزما، يعايش هموم الناس و يحاول التعبير عنها و يقول كلمته كفلسطيني بكل كرامة، دون اللجوء إلى الخط التجاري.
*حدثنا عن مشاريعك؟
- جسدت الكثير من المشاريع، منها «حلم كبير»مع شركة روتانا، و كذا مشروع «الضمير العربي « الذي أثر علي كثيرا كتجربة فنية، و حاليا أنا بصدد التحضير لتسجيل أغنية جديدة تتغنى بالقناعة و نبذ المظاهر.
*هل الفنان الفلسطيني الشاب لا يزال يعتبر نفسه كمن سبقوه صاحب قضية؟
- أكيد، فالفنان عندنا عندما يغني، فهو لا يفعل ذلك للغناء و الرقص، و إنما ليتعالى على جراحه و يثبت ثقافته الفلسطينية، التي يحاول الاحتلال طمسها و تهميشها، و هو ما يزيد من صمود الفنان الفلسطيني و إصراره على تقديم فن وطنه إلى العالم.
*حدثنا عن الأجواء الثقافية في فلسطين و هل تشجع على الإبداع؟
- قد يتفاجأ زوار فلسطين بالمستوى العالي للثقافة و النشاطات الثقافية المبرمجة و كذا التواصل بين الفنانين، فرغم الحصار و التضييق من قبل الاحتلال، ثمة يوميا أمسيات شعرية و عروض مسرحية و حفلات فنية و الجمهور يحضرها بقوة.
*باتت صناعة النجوم صناعة رائدة، فما رأيك في ذلك؟
- من يعتقد بأنه نجم في بداياته، يجد نفسه حسب رأيي في الهاوية، فمحبة الناس تجبر الفنان على التمتع بالأخلاق العالية و احترام جمهوره، بتقديم شيء يليق به كجمهور عربي.. هناك موروث فني كبير، يجب أن يسلط الضوء عليه، لكن ما أصبحنا نراه اليوم في الشاشات العربية من ابتذال و احتكار حقيقي و تسليط الضوء على بعض الفنانين، ممن يتم فرضهم على جمهور الوطن العربي، يزيد من صعوبة مهام الفنان المحترم و يجعل مسؤوليته أكبر و مهامه أصعب، لأنه يسبح ضد التيار، و ضد التيار التجاري، لذا لابد من التمتع بثقة أكبر و رفع الرهان على الجمهور و عاداته و تقاليده.
* أديت أغنية «شهيد الحب» و أغنية «شهيد الوطن»، أين تصنف نفسك؟
- عندما غنيت للحب، قصدت الحب بكل معانيه، حب الوطن و الأم و الزوجة و الأخت، و أنا أعتبر نفسي شهيدا لكليهما للحب و الوطن.
* من من الشعراء تفضل التعامل معه؟
- تعاملت مع الكثير من الشعراء العرب، و مؤخرا اخترت أغنية «انتظرها» من كلمات الشاعر الكبير محمود درويش، لأنني أحبذ الأغنية الملتزمة و لا أقصد هنا بالضرورة الأغنية النضالية، بل حتى العاطفية يجب أن تكون ملتزمة بالكلمة و اللحن و الأداء، كما يجب أن تحاكي الناس، لكن للأسف الفضائيات العربية  لا تشجع هذا اللون و تفضل الأغنية التجارية المبتذلة و بالتالي تعمل على عدم الارتقاء بذوق الجمهور العربي.                                    

مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى