الممثل الجزائري لا يقل مغامرة عن الأجنبي   وتعرضت لحوادث  أثناء عملي
قال الكوميدي و الممثل المسرحي مبروك فروجي بأن الممثل الجزائري يتمتع بروح المغامرة، و لا يختلف عن الممثلين الأجانب في ركوب المخاطر و المجازفة، من أجل تصوير مشاهد تبدو أكثر واقعية، للتأثير على المشاهد، مؤكدا إصابته بحروق خلال تصويره إحدى اللقطات في فيلم سابق بسبب انفجار عبوة، كما تحدث عن تقاسيم وجهه التي جعلت منه ممثلا مطلوبا في الأفلام الثورية.بطل «الشهيد» تطرّق أيضا إلى سبب غيابه عن المسرح، مؤكدا بأن ابتعاده عنه راجع إلى انتظاره و بحثه عن العروض الجادة، الشيء الذي حمله إلى السينما أين يعكف حاليا على تصوير دورين مختلفين، الأول مع المخرج بشير درايس و الثاني مع عمار محسن.
 النصر: من جديد ستشارك في فيلم ثوري، لقد التصقت بك الأدوار الثورية على ما يبدو، بما تفسر ذلك؟
- مبروك فروجي: بكل بساطة وراء ذلك عوامل كثيرة، مثل ميولي الشخصي للأعمال التاريخية و بنيتي الجسدية، فضلا عن تقاسيم وجهي التي يجد فيها المخرجون الملامح التي يبحثون عنها عادة.
 . يعتقد البعض بأن الممثل الجزائري لا يبذل جهدا كبيرا، كباقي الممثلين العالميين، في أداء بعض اللقطات الصعبة و المعقدة و التي فيها مجازفة ما ردك؟ و ما هي الأدوار التي عشت فيها المغامرة أكثـر؟
 - بالعكس، فتجاربي مثلا في الأفلام الثورية وقعت فيها الكثير من الحوادث، أنا شخصيا أصبت في إحدى الأعمال بحروق في يدي اليسرى، نتيجة انفجار عبوة أثناء التصوير، كنا نجري وسط القنابل و لا نبالي، لأن في نهاية المطاف نحن مطالبون بأن نكون مقنعين في الأداء، من أجل شد انتباه و كسب ثقة المشاهد، بهدف تعرفيه بتاريخ و أبطال بلاده بالصورة و الصوت.
. ما هي أكثـر الشخصيات الثورية التي أثرت فيك و لماذا؟
- في الحقيقة كل الشخصيات الثورية التي تقمصتها أثرت في ،و أذكر على سبيل المثال شخصية العقيد الحاج لخضر في فيلم «مصطفى بن بولعيد» ، و الرائد سي جابر في فيلم «العقيد لطفي»، والرائد السعيد افريروش في فيلم «كريم بلقاسم»، و المجاهد عبد القادر في فيلم «عملية مايو» إلخ... أثرت في تضحياتهم و إيمانهم القوي باستقلال الجزائر، رغم المعادلة الصعبة في تلك الفترة.
 . ماذا عن الأدوار الكوميدية، خاصة بعد مشاركتك في «زواج حلال»؟
 - كانت لي مشاركات أكثر في الدراما، أذكر منها على سبيل المثال مسلسل «دوار الشاوية» و المسر ح الإذاعي خاصة، حتى أن الكثير من الأصدقاء الفنانين نصحوني بتغيير الاتجاه في انتقاء الأدوار، إلا أن ميولي الشخصية في الحقيقة تبقى نحو الأعمال التاريخية و تجربتي في «زواج حلال» لمخرجه زموري، بالمناسبة أتمنى له الشفاء العاجل لأنه بلغني مؤخرا بأنه طريح الفراش، كانت تجربة قصيرة، لكن مثيرة حقا، فقد استفدت منها، خاصة و أنني كنت أقف إلى جانب عمالقة الكوميديا الجزائرية و الفرنسية.

 


يبدو أنك تخليت عن المسرح؟
- الخشبة هي حياتي ومتنفسي الوحيد و لن أنسى أنني قضيت أكثر من نصف مشواري الفني فوقها، و أنا مستعد للعودة إليها، إذا عرضت علي أعمال جادة إن شاء الله.
. يتهم الجيل الجديد الجيل القديم عادة، باحتكار الساحة،فيما يشعر القدامى بأنهم مهمشون، لماذا؟
 - في الحقيقة هذا الصراع لا أساس له، لأنه يتناسب مع مستوى الإنتاج من حيث الكم، فنحن لم نرتق بعد إلى ما يصطلح عليه بالصناعة السينمائية بأبعادها الثلاثة الإنتاج و التسويق و العرض، و نفس الشيء بالنسبة للدراما التي تبقى مجرّد أعمال تقتصر على شهر رمضان فقط، و عليه فإن فرص العمل تبقى ضعيفة و اعتمادها على بعض الوجوه شيء بديهي.
 . يتم إنتاج الأفلام و تبقى حبيسة الأدراج، نريد أن نعرف شعور الممثل و هو يدرك بأن العمل الذي شارك فيه قد لا يرى النور؟
- مثلما ذكرت سابقا، فإن الإشكالية في التسويق الذي يبقى في بلادنا مرتبطا أولا بأسلوب الإنتاج الذي يقتصر على الدولة و ليس على الخواص الذين يعتبرون منتجون منفذون في غالب الأحيان، ناهيك عن قاعات السينما التي اقتصر وجودها على المدن الكبيرة، مما يحرم الجمهور الواسع من مشاهدة الأعمال حتى يفرج عليها في مختلف القنوات التليفزيونية، و طبعا هذا الأمر يؤثر على نفسية الممثل.
  . تبدو شخصا هادئا، لكن المقربين منك يؤكدون أنك سريع الغضب ما صحة ذلك؟
- (يضحك) أغضب كباقي البشر، لكنني لست سريع الغضب، بل أغضب كثيرا عندما يتعلّق الأمر بالظلم، فأنا لا أسكت على الظالمين.
 ماذا عن مشاريعك الجديدة؟
 - أنا الآن بصدد تصوير فيلم حول شخصية العربي بن مهيدي، حيث أؤدي فيه دور الشهيد البطل زيغود يوسف، مع المخرج بشير درايس، و سوف أبدأ قريبا إن شاء الله تصوير مسلسل حول شخصية الإمام عبد الحميد بن باديس، مع المخرج عمار محسن.
 . أي الأدوار لا زلت تحلم بتقمصها؟
- دائما ضمن الشخصيات التاريخية، و بالأخص من الحقبة النوميدية في عاصمتها سيرتا.
تعاملت مع الكثير من المخرجين، فأيهم ترى أنه أضاف شيئا لمسيرتك؟
 - كلهم، دون استثناء.

حاورته مريم بحشاشي

الرجوع إلى الأعلى