أملك لقبين عالميين  في «الكيغ بوكسينغ» و الجزائر قادرة على احتراف أي رياضة

اختار أن يصبح نجما من نجوم الملاكمة التايلاندية، وفضل أن يكون محترفا في سن مبكرة، وتحول إلى ملك لحلبات المصارعة دون منازع، كما تحدى الصعاب، ولم يكترث لتجاهل القائمين على شؤون هذه الرياضة، بل أكد بعزيمته وإصراره على النجاح بأنه يستحق بكل اعتزاز وافتخار أن يكون بطل العالم في «الكيغ بوكسينغ» وهو لم يتجاوز 23 ربيعا، حيث كان له الشرف العظيم في رفع راية الجزائر عاليا، ليتربع على عرش بطولة العالم للملاكمة التايلاندية في اختصاصين مختلفين، ولم يكتف ابن مدينة بجاية بتحقيق هذا الإنجاز فحسب بل منحه المتتبعون للعبة لقب ملك الحلبة.

  يعد المصارع العربي الوحيد الذي ارتقى إلى هذا المستوى الرفيع في عالم الاحتراف، إنه البطل الجزائري ومفخرة العرب براش غيلاس نمر «يما قورايا» الذي ينتمي لأسرة رياضية تعشق القفاز والحلبة.
بكل تواضع وخفة روحه فتح قلبه للنصر وتحدث بإسهاب عن مسيرته الحافلة بالإنجازات، ولم يخف في هذا الحوار أسفه الشديد على عدم تلقيه التقدير الكافي، منوها  بلفتة وزير الشبيبة والرياضة ولد علي الذي لا يكف عن تقديم المساندة له.
هل لك أن تقدم نفسك للجمهور الرياضي...
براش غيلاس بطل عالمي في الملاكمة التايلاندية أبلغ من العمر 25 سنة، حيث احترفت هذا النوع من الرياضة غير المعروفة في الجزائر في سنة 2009، كما أعد طالبا في «الماستر 2 « بجامعة دالي براهيم في اختصاص تربية بدنية ورياضة، أنا أنحدر من ولاية بجاية، غير أنني أقضي غالبية وقتي في التنقل بين أوروبا وتايلاندا، بالنظر إلى التزاماتي الرياضية.
كيف اخترت هذا النوع من الرياضة رغم أنها غير معروفة في الجزائر؟
تود الحقيقة لم أكن اعتقد بأنني سأكون مصارعا محترفا في رياضة الملاكمة التايلاندية، حيث كانت بدايتي مع الممارسة بطريقة عادية كأي رياضة أخرى تختاره العائلة لك في الصغر، غير أن استعداداتي القوية، وانتصاراتي المتتالية في البطولات المحلية جعلتني أفكر في ولوج عالم الاحتراف، الذي اقتنعت به أكثر عقب تتويجي بالبطولة الجزائرية للهواة موسم 2009 لما كنت أبلغ من العمر 18 سنة فقط، لقد نصحوني بالاستمرار ومواصلة رفع التحدي، والحمد لله أنا الآن بطل عالمي في «كيغ بوكسينغ»، التي لا تمتلك الجزائر فيها أي ثقافة، مقارنة ببلدان أخرى، على غرار تايلاندا منشأ هذه الرياضة، وروسيا وعدة بلدان أوربية أخرى تملك تقاليد في هذه اللعبة.

لو لا مشكل التحضيرات  لما انهزمت أمام البطل التايلاندي
هل لك أن تحدثنا عن بداياتك التي علمنا بأنها كانت صعبة ؟
كما قلت لكم بعد تتويجي بالبطولة الجزائرية للهواة سنة 2009 شاركت في دورة دولية مصغرة بمصر، حيث نجحت رغم افتقاري لعامل الخبرة في احتلال المرتبة الثانية، و  كان ذلك بمثابة الإنجاز العظيم بالنسبة لي، خاصة وأنه مكنني فيما بعد من المواصلة، ورفع حجم التحضيرات التي عجلت بمشاركتي في دورات أكثر قوة.
متى توجت بأول لقب عالمي في مشوارك؟
أنا أملك لقبين عالميين في هذا النوع من الرياضة، حيث توجت بالأول سنة 2014 في وزن 67 كلغ في اختصاص WMC، وهو اللقب الذي منحني الثقة في النفس فيما بعد، ما جعلني أتحدى بطل روسي في اختصاص آخر، حيث أكرمني المولى عزوجل بالفوز عليه ما جعلني أضم لقبا عالميا آخر إلى خزائني يتمثل في AMCO ، أنا فخور بكوني الجزائري الوحيد، الذي نجح في تشريف الراية الوطنية في رياضية تعد مجهولة لدى الجمهور الجزائري، مقارنة برياضات أخرى، على غرار الملاكمة وألعاب القوى، دون أن أتحدث عن كرة القدم التي تأسر كافة شعوب العالم.
بورعدة نموذج للأبطال الجزائريين المهمشين
أين تستعد للبطولات العالمية، وهل تملك عقود «سبونسور» ؟
لقد تطرقت إلى الموضوع الأهم، والمتمثل في كيفية التحضير للبطولات العالمية التي أشارك فيها، صدقوني أنا أبذل مجهودات جبارة حتى أكون مستعدا للحفاظ على الألقاب التي حزت عليها، أنا أواجه مشاكل بالجملة خلال الفترة التحضيرية، في ظل عدم حيازتي على عقود «سبونسور»، وأضطر في كل مرة للإنفاق من جيبي الخاص من أجل تسديد أتعاب مدربي التايلاندي، وابن عمي الذي يعد بمثابة المحضر البدني بالنسبة لي، هل تعلمون بأنني أنفق أزيد من 100 مليون قبل كل دورة، وهي المبالغ التي لن أقو على دفعها مستقبلا، إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه، اعتقد بأنني استحق عقودا تمويلية، بالنظر إلى الخدمات التي أقدمها للجزائر،كوني أعد أحد سفرائها في الخارج.
لا تعد الرياضي الوحيد الذي يعاني من غياب مصادر التمويل ؟
أجل أنا على علم بذلك، وما واجهه زملائي المشاركين في أولمبياد «ريو دي جانيرو» خير دليل على ما أقول. الجزائر تزخر بالمواهب والأبطال، ولكن غياب الاهتمام والرعاية يجعلنا نبتعد عن التتويجات، اعتقد بأن البطل الأولمبي في رياضة العشاري العربي بورعدة كان قريبا من اعتلاء منصات التتويج لو حضر لهذه التظاهرة العالمية كما ينبغي، لقد افتقد لعقود «السبونسور» التي أبرمها متأخرا، ولا اعتقد بأنه ستكون لها جدوى الآن.

كيف تقيم موسمك الماضي، وهل لديك أهداف أخرى ؟
خضت الموسم الماضي 7 منازلات قوية، حيث فزت بـ6 منها، وانهزمت في مناسبة وحيدة فقط، لقد انتصرت على رباعي مصري بالقاهرة، كما فزت على بطل روسي يملك سيرة ذاتية قوية، في الوقت الذي انهزمت فيه مع رياضي تايلاندي يعد الأحسن في العالم، أنا لا أزال أعمل بجد من أجل تخطي هذا الحاجز، حيث أحضر بانتظام في تايلاندا، كما أبرمج عدة تربصات في أوروبا، ولا أزور عائلتي في بجاية إلا عند اقتراب موعد إجراء الامتحانات بالجزائر، أنا أمنح كل وقتي وجهدي لهذه الرياضة التي أصبحت جزء مهم من حياتي وأود أن أشرف بلدي فيها.
المصريون لقبوني بـ «ملك الحلبة» وهنؤوني بتتويجي في القاهرة
ماهي الرسالة التي توجهها للمسؤولين بخصوص الرياضة الجزائرية؟
الفيدرالية الجزائرية لا تولي أي اهتمام لرياضة الملاكمة التايلاندية، رغم حيازة الجزائر لبطل عالمي في «الكيغ بوكسينغ»، أتمنى أن تتغير نظرتها لهذا الاختصاص، كون بلادنا قادرة على تقديم أبطال في هذه الرياضة التي تعد اختصاصا آسيويا بامتياز، أنا أتمنى أن أحظى بالدعم اللازم رفقة كافة الرياضيين الجزائريين، خاصة وأن لدينا ما نقدمه لبلدنا الغالي. أود استغلال الفرصة من أجل تقديم الشكر لوزير الشبيبة والرياضة ولد علي الذي لا يكف عن الاتصال بي، واستقبلني بمكتبه في عدة مناسبات.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى