نعمـل على ربـط الجمهـور بالمرجعيـة الدينيـة الوطنيـة وتجفيـف منابـع الانحـراف
  التأثير الإعلامي لإذاعة القرآن الكريم يمتد إلى خارج الوطن
قال مدير إذاعة القرآن الكريم، حمدي عيسى أن الهدف الأساسي لإذاعة القرآن الكريم ، هو نشر القيم السمحاء للشريعة الإسلامية وكذلك محاولة ربط الجمهور الجزائري بمرجعيته الدينية التي أساسها المذهب المالكي و الأعراف الحسنة المتوارثة عن الأجيال، مضيفا أن العمل الذي تركز عليه إذاعة القرآن هو محاولة تبصير الجمهور بنعمة الأمن والاستقرار وانعكاسها على ازدهار المجتمع وتنمية البلاد وأكد في حوار مع النصر، أن إذاعة القرآن الكريم تؤدي دورها الكامل في محاولة تجفيف منابع الانحراف بمختلف أشكاله وظواهره ، مشيرا في السياق ذاته إلى الدور الفاعل الذي لعبته في رجوع المغرر  بهم إلى جادة الصواب.
أجرى الحوار : مراد حمو
-النصر : إذاعة القرآن الكريم منارة للإعلام الهادف ، ماذا تقولون بشأن دورها فيما يخص محاربة التطرف والأفكار الدخيلة ؟
- حمدي عيسى: منذ انطلاق إذاعة القرآن الكريم في 1محرم 1412 الموافق 12 جويلية 1991 وضع الهدف الأساسي لهذه الإذاعة ، هو نشر القيم السمحاء للشريعة الإسلامية وكذلك محاولة ربط الجمهور الجزائري بمرجعيته الدينية التي أساسها المذهب المالكي و الأعراف الحسنة المتوارثة عن الأجيال والتي تكرس الهوية الدينية الثقافية للمجتمع الجزائري وذلك من خلال البرامج في الفقه والعقيدة والسيرة النبوية العطرة ولأن الإسلام يعتبر منظومة عبادات وحياة فقد نفذت إذاعة القرآن الكريم شبكاتها البرامجية بشكل متوازن تتواجد فيه كل شؤون الحياة من دين وثقافة وترفيه ، مجتمع ، اقتصاد وتنمية ، إضافة  إلى الأخبار  وقد دعمت الإذاعة نشاطها البرامجي بنشاطات ميدانية مكملة تمثلت في الندوات الفكرية التي تنظمها الإذاعة ، إن بصفة قارة كالندوة التي كانت تذيعها كل شهر من مختلف ولايات الوطن أو الندوات الدورية ، مثل الندوة التي نظمتها مؤخرا حول ظاهرة الجريمة ، مسؤولية الجميع حيث فتح النقاش حول الجريمة والبيئة التي أفرزتها وسبل تقويضها والحد منها بمشاركة مجموعة من الخبراء والشركاء الفاعلين في حقل محاربة الجريمة بمختلف أشكالها ، كما كان لإذاعة القرآن الكريم دور فاعل في رجوع المغرر بهم إلى جادة الصواب من خلال كثير من المراجعات الفكرية التي كانت تجريها معهم من خلال مشايخها المنتجين لأهم البرامج في هذا الباب وتعتمد رؤية إذاعة القرآن الكريم  في نشاطها على الرؤية الدينية المتمثلة في برامج تكريس المرجعية الدينية الوطنية والرؤية الإعلامية التي تكرس انفتاح إذاعة القرآن الكريم على انشغالات الجمهور وحاجاته للمعرفة في شتى المجالات ومرافقة الطموحات الوطنية المتعلقة بالتنمية.
- النصر : وماذا بالنسبة للخطر الذي يمثله الغزو الطائفي والنحلي على الجزائر؟
- حمدي عيسى:  بالنسبة للغزو الطائفي والنحلي للجزائر يجب أن لا نضخم ، فهناك بعض الجيوب القليلة فيما يخص انتشار بعض النحل والطوائف ، لا يمكن اعتبارها إلا أنها متأتية من باب المغامرة  والتجريب من فئات غير متشبعة بمبادئ الدين الإسلامي ومذهبنا المالكي، وبالتالي اعتقد هي محصورة جدا وليس كما يروج له أنها منتشرة ، الجزائري متمسك بمرجعيته بقوة وتلمس ذلك ، إن في ممارساته  للشعائر الدينية من عبادة وإحياء مناسبات وإن من خلال الأعراف التي اكتسبها المجتمع عبر مراحل تاريخية والتي تدل كلها أن مجتمعنا محصن ، وتؤدي إذاعة القرآن الكريم رفقة شقيقاتها من قنوات مؤسسة الإذاعة الجزائرية دورها الكامل في محاولة تجفيف منابع الانحراف بمختلف أشكاله وظواهره .
- النصر : يشهد المجتمع الجزائري اليوم العديد من الظواهر الغريبة وانتشار بعض الآفات ، كيف تتعاطون معها من خلال برامجكم الإذاعية؟
-  حمدي عيسى:  فيما يخص التعاطي مع الظواهر التي يعرفها المجتمع الجزائري كانت إيجابية أو سلبية يكون من خلال إسقاطها في ميزان الشرع لأن الكثير من الآفات تكون من أناس يجهلون بشاعة ما يقومون به  في نظر الدين، فنحن من خلال البرامج نحاول أن نتفاعل مع الجمهور العريض من خلال محاولة تهذيب السلوكات بتقديم مقاصد الشريعة الإسلامية وكلياتها التي في مجملها تقدس الحياة البشرية وتحاول أن يكون لها وللإنسان عموما تأثيرا إيجابيا في الحياة من خلال تحقيق إثمار الأرض بالعمل الصالح والحسنى في القول والسلوك والعمل، ومن البرامج التفاعلية الكثيرة التي تحتويها شبكة إذاعة القرآن الكريم برنامج «في الميزان « للدكتور سعيد بويزري والذي يذاع كل ثلاثاء من الحادية عشر إلى منتصف النهار من خلال وضع قضايا المجتمع وتساؤلات المتصلين بالبرنامج في ميزان الشرع والقانون على اعتبار أن الدكتور متخصص في القانون والشريعة ، إضافة إلى برنامج «صارحني»  للأستاذ كمال تواتي والذي يذاع كل يوم أحد من الحادية عشر إلى منتصف النهار وهو فضاء للحديث بصراحة عبر التواصل بالهاتف على قضايا الشأن العام والسلوكات المختلفة، والهدف هو محاولة الوصول إلى  الحلول  بمشاركة الجميع لعل التفاعلية جد إيجابية في البرامج الإذاعية، ومن البرامج كذلك  التي تتعلق بالسلوك ومسؤولية المواطنين في ذلك ، برنامج «لنغير ما بأنفسنا « والذي يذاع يوميا عدا الجمعة والسبت من منتصف الليل وثلاثين دقيقة  إلى الواحدة  والنصف صباحا .
- النصر: وماذا بخصوص ظاهرة الانتحار التي أصبحت معدلاتها مخيفة  ؟
-  حمدي عيسى : ظاهرة الانتحار ترجع عادة لعدم معرفة الناس لدينهم ، الإسلام والانتحار ضدان لا يلتقيان،  الإسلام يحرم قتل النفس البشرية  ويحكم على من قتل نفسه بالخلود في جهنم  فلا شك أن من يدرك ذلك لا يقدم على مثل هذه الأفعال ، ولذلك هناك مساحة جد واسعة في برامج إذاعة القرآن الكريم لأحكام الشريعة الإسلامية ، لدينا برنامج «فتاوى على الهواء مرتين»  في الأسبوع، يومي الخميس والسبت من التاسعة إلى العاشرة صباحا مع الأستاذ أبو عبد السلام وهذا من البرامج المباشرة ، إضافة إلى عشرات البرامج المسجلة التي تذاع في مختلف الفترات تعرف الجمهور بدينهم  وأحكامه ومقاصده وانعكاس التحلي بقيمه  على حياتنا ، وهناك تفاعل كبير للجمهور معنا ونلمس ذلك من حجم المشاركة في برامجنا عبر الهاتف أو من خلال صفحاتنا عبر مختلف وسائط الاتصال والشبكات الاجتماعية خاصة عبر «الفايسبوك».
- النصر : ما هو دور إذاعة القرآن في تكريس مبادئ السلم والمصالحة الوطنية وتعزيز التنمية بالبلاد ؟
- حمدي عيسى: العمل الذي نركز عليه هو محاولة تبصير الجمهور بنعمة الأمن والاستقرار وانعكاسها على ازدهار المجتمع ككل سواء بالبرامج الدينية أو البرامج الإعلامية التفاعلية التي تركز اهتمامها أساسا على ضرورة المشاركة الفعالة للجميع في تنمية البلاد ، لأن الجزائر الآن والحمد لله  تنعم بالاستقرار، وهي أرضية جد أساسية لتحقيق النهوض الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، و يجب المحافظة على الاستقرار من خلال النشاط الإيجابي والمنتج في المجتمع .
- النصر : هل يمتد التأثير الإعلامي لإذاعة القرآن الكريم إلى الخارج؟
- حمدي عيسى : الدور الأساسي للإذاعة توجيهي تربوي، ديني وتثقيفي ويمتد التأثير الإعلامي لإذاعة القرآن الكريم في تحقيق أهدافها ولعب أدوارها حتى إلى خارج الوطن عبر فترة بثها الإذاعي الموجه إلى دول الساحل الإفريقي ويتفاعل مع برامجنا جمهور منطقة الساحل بقوة ، إن من حيث المتابعة أو المشاركة أو إبداء الرأي في الكثير من البرامج المذاعة إليهم والبرامج الموجهة لهذه المنطقة هي برامج دينية من عقيدة ، فقه ، وسيرة نبوية والتركيز في المسائل الشرعية على المذهب المالكي وهو محاولة منا لترسيخ هذا المذهب في هذه المنطقة المعروفة بانتمائها إليه، إضافة إلى أخبار الساحل باللغتين العربية والفرنسية التي تذاع في الفترة الموجهة لمنطقة الساحل، كما نبرمج أحيانا في هذه الفترة لقاءات مع شخصيات وقامات دينية وفكرية تنتسب  إلى دول الساحل وهو جسر أثيري يربط بيننا وبين هذه الشعوب، والهدف هو التقريب فيما بينها ومحاولة الوصل إلى تحقيق التضامن بين شعوب هذه المنطقة التي تتبنى نفس المرجعية الدينية.
- النصر : هل تخصص الإذاعة برامج تعنى بتاريخ الجزائر؟
- حمدي عيسى : لا تخلو  الشبكة البرامجية لإذاعة القرآن من برامج التاريخ ، خاصة تاريخ الثورة الجزائرية وقد أذعنا العديد من البرامج والسلاسل الإذاعية التي تخلد مآثر الثوار وبطولاتهم في سبيل استقلال الجزائر ومنها برنامج، جزائرنا ودروب العظماء بالإضافة إلى ذلك  تقف إذاعة القرآن الكريم عند المناسبات الوطنية بالكثير من البرامج المخلدة لهذه الذكريات  والهدف هو توصيل مثل وقيم ومبادئ الثورة الجزائرية إلى الأجيال الجديدة بهدف تبنيها في حياتهم ونشاطاتهم بالشكل الذي يؤدي إلى مزيد من التكريس للهوية الوطنية بأبعادها المختلفة .
م.ح

الرجوع إلى الأعلى