رد على  مقال أدخلني عالم الصحافة  و مغامرتي مع المونديال بدأت بإعجاب مدير التلفزيون بصوتي
كانت الصدفة وراء تغيير مسار حياته، كما كانت وراء ولوجه عالمين مختلفين، سمتهما المشتركة الاتصال و التواصل . إنه الفنان و الإعلامي  و المعلق الرياضي إسماعيل بن قايدية، الذي كانت بداية مشواره المهني عن طريق الصدفة، بداية بعالم المسرح الذي لم يكن يتوقع يوما ما أن يعتلي ركحه، لو لا مرافقته لبعض أصدقائه إلى مستغانم، بمناسبة مشاركتهم في المهرجان الوطني لمسرح الهواة، قبل أن يلج عالم الفن السابع من خلال مشاركته في عدة أفلام تلفزيونية و سينمائية. الصدف لم تتوقف مع الزميل بن قايدية، حيث وجد نفسه ينتقل من لعب الأدوار فوق الركح، إلى عالم الإعلام و التعليق الرياضي، الذي أصبح من نجومها المميزين، باعتراف أهل الميدان و الاختصاص على غرار فيصل حفاف، حفيظ دراجي و المدير الأسبق للتلفزيون الجزائري السيد عبد القادر عولمي، الذي أعجب بصوته قبل حتى أن يراه، و كان وراء بدايته مع مغامرة تغطية التظاهرات الدولية كمونديال كرة القدم. عن هذا المشوار المميز و مغامراته في عالم التمثيل والصحافة، كان لنا هذا الحوار مع الزميل الإعلامي إسماعيل بن قايدية.
حاوره: حميد بن مرابط
-من عالم المسرح «أبو الفنون» إلى عالم الصحافة، مشوار ثري صنعته الصدفة، هل لك أن تحدثنا عن البداية؟
البداية كانت عبر بوابة أبو الفنون مع التمثيل سنة 1989، و كنت حينها أبلغ من العمر 21 سنة، و كان ذلك محض الصدفة. كنت رفقة بعض الأصدقاء في مهرجان مستغانم للمسرح الهاوي، و الذي تزامن و وفاة محافظ المهرجان جيلالي بن عبد الحليم، حيث تقرر تقديم مسرحية تخليدا للفقيد ، ونظرا لنقص عدد الممثلين، طلب مني المشاركة من خلال تقمص دور لا يعتمد على الكلام بل على الحركات والإيحاء، و بعد نهاية المسرحية و تسليط الأضواء على الركح، انبهرت برد فعل الجمهور من خلال التصفيقات الحارة، و منذ ذلك الوقت أصبحت من هواة الفن الرابع، حيث شكلنا بعدها بسنة فرقة (مسرح الشارع)، رفقة زملاء كإسماعيل ربيعي  و شمس الدين ناصري.
لو لا الفقيد رابح بلميلي لما كنت اليوم من نجوم التعليق الرياضي
و كما كان ولوجي علم المسرح من باب الصدفة، كان الأمر كذلك مع الإعلام، إذ و بعد أسبوع من تشكيل فرقة (مسرح الشارع)، صدر مقال في جريدة «أخبار الشرق»، و الذي تضمن معلومات مغلوطة بخصوص الفرقة، ما اضطرني لكتابة رد على المقال، و هو المقال الذي أعجب به مدير التحرير وقتذاك، الصحفي الكبير بوبكر حميدشي، الذي أصر علي للعمل معه، ومن هنا ولجت عالم الصحافة كذلك من باب الصدفة، حيث عملت بالجريدة السالفة الذكر إلى غاية 1998، ثم كمراسل لعدة  جرائد، قبل أن أشغل منصب رئيس للقسم الثقافي بجريدة الأصيل لمدة سنتين.
-الفن الرابع و الصحافة عالمان سمتهما المشتركة التواصل و الاتصال، فهل هذا ما سهل عليك الانتقال من عالم الثقافة إلى عالم الرياضية؟
تجربتي مع الإعلام الرياضي كانت مع جريدة «لوسوار دالجيري»، وبنزولي إلى الميدان، اكتشفت بأن الرياضة أكثر مقروئية من بقية المجالات، و هو ما جعلني أغير وجهتي من الكتابة في المجال الثقافي، إلى الكتابة في المجال الرياضي، والبداية كما سبق في جريدة «لوسوار»، قبل أن أصبح مراسلا للجريدة المختصة «كومبيتيسيون»، و هذا على مدار 10 سنوات.
-لكن نجوميتك في عالم الإعلام الرياضي صنعها التعليق الرياضي، هل لك أن تحدثنا عن هذا التحول و عن بدايتك في هذا المجال؟
لا أنكر ذلك،  نعم بروزي كان بفضل التعليق الرياضي، والبداية كانت من راديو قسنطينة «سيرتا اف.أم»، أي تعلمت بها تقنيات التعليق الرياضي لمدة 5 سنوات ثم القناة الأولى، و هو ما فتح أمامي مجال القيام بتغطية بعض التظاهرات الدولية، على غرار الألعاب العربية، و ألعاب البحر الأبيض المتوسط، و هي التغطيات التي سمحت لي بولوج عالم التلفزيون.

من المسرح  إلى الصحافة الصدفة كانت المحرك
نفهم من هذا أن تكوينك في عالم الإعلام كان تكوينا عصاميا؟
نعم أنا لست خريج معهد الإعلام والاتصال، و لكن لا يجب نكران جميل الرجال الذين كانوا وراء تكويني و نجاحي في عالم الاتصال و الإعلام بصفة عامة، و التعليق الرياضي  بصفة خاصة، و لا أقول النجومية لأن هـــــــــذا الحكم يعود للرياضـــيين و أهــــــــــل الاختصاص        و المشاهدين و المستمعين. حقيقـــــــة كان هنــــــاك رجال مفصليين في حياتي المهنية، نذكر منهم العملاق بوبكر حميدشي، مديرا إذاعة قسنطينة ربيع دعاس، و فاروق بلاغة، ثم الزملاء الذين كانوا في الميدان وقتذاك ، زيد عبد الوهاب، فيصل حفاف، حفيظ دراجي، و المرحوم رابح بلميلي، الذي لولاه لما كنت اليوم معلقا رياضيا ناجحا، في القناة الفضائية «كنال ألجيري».
لم تجبن بخصوص البداية في مجال التعليق الرياضي؟
البداية كانت ببعض الحصص الرياضية بالإذاعة الجزائرية من قسنطينة، أذكر منها «في الإعادة إفادة»، «نوستالجيا»، و «مواعيد رياضية». الأخيرة التي كانت وراء الحصة الرياضية الجديدة التي ظهرت إلى الوجود مؤخرا، و التي أعدها و أقدمها على الفضائية «كنال ألجيري»، و التي كانت بدايتها مع نجم الخضر السابق و مايسترو النــــــــادي الرياضي القسنطيني حاليــــا مراد مغني.
لــو سمحت تذكرت شيئا مهما بخصوص بداياتي مع التغطية الميدانية في المنافسات الدولية،  و التعليق الرياضي على شاشة التلفزيون.
تفضل ما هو؟
في يوم من الأيام كنت في مهمة بالجزائر العاصمة، و عندما كنت أتأهب للمغادرة في اتجاه قسنطينة، تلقيت مكالمة هاتفية من أحد مسؤولي القسم الرياضي بالتلفزيون الجزائري، و الذي فاجأني بطلب مدير التلفزيون وقتها عبد القادر عولمي لجواز سفري، مع التأكيد بأن السيد عولمي لم يكن يعرفني شخصيا، كما أنه لم يسبق و أن شاهدني، لكنه أعجب بي بمجرد سماعه لصوتي، و من هنا بدأت مغامرتي مع منافسة كأس العالم، انطلاقا من ملحمة أم درمان، و بعدها نهائيات مونديال جنوب إفريقيا ووو.
الشيء الملاحظ على طريقةتعليقك على المقابلات، أنها تختلف عن بقية زملائك، سواء بالتلفزيون أو بالإذاعة؟
بالطبع هذا نتاج سنوات من التجربة الميدانية، و"المعريفة"، كما أنني لم أتعلمها في المعاهد و المؤسسات المختصة. بعد التعليق على عدة مباريات على المباشر، بالتأكيد تصبح لديك طريقتك الخاصة في العمل، و التي تميزك عن باقي زملائك المعلقين. طريقتي في العمل موهبة ربانية، لم أشتريها بالمال أو تحصلت عليها بالدراسة في المعاهد المختصة.
أعمالي السينمائية أكثـر ثراء من مشاركاتي في الأعمال المسرحية
ماذا لو نعد بك إلى إنجازاتك في الفن السابع «السينما» و أبي الفنون «المسرح»؟
تجربتي مع المسرح لم تكن طويلة و لا ثرية بالإنجازات، فقد اكتفيت بالمشاركة في ثلاث مسرحيات فقط، و هي مسرحية «زيد و بركات»، ثم مسرحية «بوش راي» التي كانت من تأليف و إخراج المميز فارس الماشطة، ثم مسرحية الأغنية الأخيرة لصاحبها الفنان القسنطيني الكبير حسان بوبريوة.
للتذكير كانت لي تجربة وحيدة مع مسرح الطفل، من خلال المشاركة في مسرحية «الدمية و المهرج»، كما كتبت مسرحية «الأمير الصغير سنة (95- 96).
أما في ما يخص الأعمال التلفزيونية و السينمائية، فيمكن القول بأنها كانت أكثر ثراء، نذكر منها الأعمال الثلاثة مع المخرج عمار محسن، و يتعلق الأمر بـ «رمضانيات»، «يا شاري دالة»، و «باب الراي»، إضافة إلى السلسلة التلفزيونية المعروفة للمخرج محمد حازورلي «أعصاب و أوتار»و «كي كان حي مشتاق تمرة»، بالإضافة إلى فيلم «الكسوف» للمخرج حسين ناصف، ثم الفيلم السينمائي «ساعي البريد» للمخرج مهدي عبد الحق، و آخر أعمالي فيلم ابن باديس الذي أخرجه مخرج سوري، ثم مسلسل ابن باديس الذي يشرف على إخراجه عمار محسن.
ح.م

الرجوع إلى الأعلى