"الملكة " لم يحظ بمتابعة الجزائريين لأنه ليس برنامجا للغناء
اعتبرت دليلة بن ورقلة، المشتركة الجزائرية في برنامج “ملكة المبادرة الإنسانية و الاجتماعية” الذي تقدمه الإعلامية العربية رحاب زين الدين، بمعية ثلة من كبار الفنانين العرب، على غرار دريد لحام ، عزت أبو عوف و وليد توفيق، بأن البرنامج الذي تبثه 50 قناة تليفزيونية و 13 قناة إذاعية عربية، لم يحظ بحقه من المتابعة في الجزائر و حتى عربيا، لأنه جاد يستهدف المجتمع المدني، و يعالج قضايا المجتمع الهامة، وهو ما لا يلبي أذواق شباب اليوم الذين يميلون إلى الاهتمام أكثر ببرامج الغناء، مشيرة في حوار خصت به النصر، بأنها و رغم مغادرتها للبرنامج في المرحلة ما قبل الأخيرة من المنافسة، إلا أن مبادرتها الإنسانية “ لست وحدك”، لا تزال قائمة و تعمل على تطويرها بمعية دكاترة و معلمين على مستوى ولايتها الجلفة، كما تحدثت عن طريقة تعامل الإعلام الجزائري مع تجربتها.
حاورتها : نور الهدى طابي
  النصر: كثيرون تابعوا برنامج “الملكة” منذ أعلن عنه و آخرون لم يحظوا بفرصة مشاهدة حلقاته الأولى، و لم يتعرفوا على دليلة المشتركة الجزائرية، كيف تعرفينهم بنفسك ؟
ـ دليلة بن ورقلة : دليلة طبيبة بيطرية من مواليد 17 ديسمبر 1987 بالجلفة، عشت متنقلة بين العديد من ولايات الوطن، دخلت المدرسة و عمري أربع سنوات. منذ صغري و أنا أولي اهتماما كبيرا بالطبيعة و الحيوانات، و عندما حصلت على شهادة البكالوريا توجهت مباشرة لتخصص علوم بيطرية و عمري لا يتجاوز 16 عاما، لقد كنت أصغر طالبة في دفعتي و كأن القدر يجهزني لأكبر بسرعة. زاولت العديد من الهوايات الرياضية كالجيدو ،الكاراتيه ، الكونغفو و  توجت بلقب بطلة الجزائر في الرماية بالأسلحة الرياضية، و عمري لا يتجاوز 13 سنة ، كنت الفتاة الوحيدة المشاركة مع الذكور في هذه البطولة.
ـ هل سبق و أن سألك البعض عن الفنانة الإماراتية أحلام، بسبب تشابه عنوان برنامجها مع برنامج رحاب زين الدين؟
ـ بالفعل كثيرا ما يستغرب البعض كيف شاركت في برنامج أحلام و لماذا، على اعتبار أن فكرته لا تتماشى مع شخصيتي و اهتماماتي، لاضطر إلى توضيح الأمر، و القول بأن الأمر يتعلق ببرنامج مبادرات إنسانية و اجتماعية يحمل نفس العنوان.
 ـ برنامج «الملكة» لم يحظ بمتابعة كبيرة في الجزائر، عكس «ستار أكاديمي» و «آراب أيدول» وغيرها من البرنامج الفنية، لماذا في رأيك؟
ـ بصراحة نعم ، برنامج « الملكة « لم يحظ بمتابعة و اهتمام كبيرين، بالرغم من أنه كان يبث على أكثر من 70 قناة تلفزيونية و إذاعية، و السبب هو أن الشباب يتوجهون  أكثر إلى متابعة البرامج الترفيهية، و يبتعدون عن البرامج التي تحمل هموم المجتمع و قضاياه، لذا نحن بحاجة إلى تغيير هذا التوجه السائد الذي يكرس النمط الاستهلاكي و يسطح الوعي.
. لماذا اخترت هذا البرنامج رغم طابعه الفئوي غير الجماهيري ؟
ـ  منذ صغري كنت  أرفض تهميش دور المرأة اجتماعيا، أما مشاركتي البرنامج فقد كان بمحض الصدفة ، شقيقتي هي من أخبرتني عن رابط الإعلان و عن فتح المشاركة عبر الفايسبوك و قالت لي بأن البرنامج سيعجبني لأنه إنساني، يبرز تحديات المرأة العربية، و أن صاحبة الفكرة هي الإعلامية القديرة رحاب زين الدين. أعجبني مبدأ المشاركة القائم على التعريف بالنفس في دقيقتين، فأنجزت فورا مقطع فيديو عن شخصي  و أرسلته للقائمين على البرنامج، لكن لم يخطر ببالي و لو للحظة بأنه سيتم اختياري ضمن قائمة 40 مشتركة المؤهلات لدخول القصر و خوض تجربة المنافسة على لقب ملكة المبادرة الاجتماعية و الإنسانية، خصوصا و أن القائمة الإجمالية للمشتركات تضم 25000 مترشحة.
أما عن سبب تفضيلي لهذا النوع من البرامج، فلأنه جديد من حيث الفكرة، و مختلف عن برامج الفن التي عهدناها و المستنسخة عن برامج أجنبية، فهو أول حصة عربية تبحث عن ملكة التميز و المسؤولية الاجتماعية، فضلا عن ذلك أبعاد البرنامج إنسانية و غير تجارية، و لا يروج له عبر «سبونسور»  و ليست له جهة راعية، سوى حملة المرأة العربية وجامعة الدول العربية.
ثالثا، العمل يشبهني وأرى نفسي فيه ، فهو برنامج للفكر المتجدد المصلح، يهدف لإبراز دور المرأة و تفعيل مكانتها في المجتمع و تغيير الذهنيات و تكريس حس المواطنة و الخروج من النمطية.    
. حدثينا أكثـر عن فكرة البرنامج، و لماذا اخترت التركيز على فئة الأطفال، رغم كونك مساندة لقضايا المرأة؟
ـ فكرة البرنامج هي أن تقدم مشروعا يخدم المجتمع، لذا النهج الذي أتبعه هو « النهوض  بالنشء من المدرسة»، فالمدرسة هي الحلقة الحساسة و عبر المدرسة نحقن الايجاب أو السلب في المجتمع .
مبادرتي أسميتها «لست وحدك .. لست وحدك مع هواياتك، دراستك، مرضك...»، فالكثير من التلاميذ المتمدرسين في الطور الابتدائي يواجهون العديد من الصعوبات في الاندماج ، و الاستيعاب و التعبير عن ميولاتهم، كما يعجزون عن ممارسة هواياتهم، و من هنا نتساءل لماذا لا توجد برامج حاضنة للأطفال؟
في رأيي دور المدرسة يجب ألا يقتصر على الدرس الذي يلقيه المعلم أو على الكراس الذي يكتب فيه التلميذ. في نظري هناك نقص في اعتماد المدارس لمناهج عملية لتطوير المجتمع عبر أخذ الطفل بعين الاعتبار و تطوير إمكانياته و قدراته لاستغلال مهاراته نحو بناء فرد فاعل في المجتمع،و تنمية روح الإبداع ، المسؤولية و التميز منذ الصغر ، و كذا غرس الثقة بالنفس لديه.
فكرتي  بسيطة تنشط للصالح العام ، و تتمثل في فتح المدارس بعد ساعات الدوام و في العطل المدرسية  أمام  الأساتذة و التلاميذ و أولياء التلاميذ. و أيضا للمتطوعين الراغبين في العمل مع الأطفال من الشباب الجامعيين و الأخصائيين و المؤطرين، وإنشاء خلايا إصغاء و توجيه للطفل، بالإضافة إلى تهيئة ورشات عمل لتنمية قدراته ، مثلا ورشات لتقديم دروس دعم، للموسيقى و الرسم، ورشات لتعلم اللغات و المطالعة، من أجل التحدث و تنمية روح الفضول الإيجابي، فضلا عن خلق نواد متعددة المجالات، ثقافية و تربوية و رياضية.
. الإعلامية الجزائرية فاطمة الزهراء بن حوحو كانت محلّفة لك خلال التصفيات الأخيرة في البرنامج، حدثينا عن تجربتك معها؟
ـ فاطمة بن حوحو لم تدخر جهدا لدعمي و تشجيعي ، هي صحفية  و امرأة  أحترمها، و زاد إعجابي بها بعد تجربة “الملكة” ، لن أنسى لها هذه الالتفافة  ما حييت ، و أتمنى أن يحذو كل الصحفيين حذوها، و يقدمون دعمهم و مساندتهم للشباب الخلاق و المبدع .
 السيدة فاطمة لم تكن وحدها من دعمتني خلال رحلتي داخل القصر، الفنانة حياة زروق  كانت أيضا سندا  لي، إلى جانب الفنانة كريمة نايت ، الكاتب و الصحفي إسماعيل يبرير، البروفيسور و الخبيرة في اليونسكو صباح عياشي، بالإضافة إلى الملحن عمر فيرح و العديد من الشخصيات الجزائرية التي لها وزن بالمنطقة العربية.
.الإعلام الجزائري لم يسلط الضوء على تجربتك بعد خروجك من المنافسة، عكس المشتركين في برامج الغناء، هل أزعجك ذلك؟
ـ ربما لأن البرنامج لم يحقق متابعة جماهيرية كبيرة في المنازل العربية، و في الحقيقة هذا الأمر لا يزعجني.
ـ هل أثرت فيك مشاركتك في البرنامج و هل خروجك من المنافسة كان مقنعا ، أم أنك كنت تتوقعين الجلوس على عرش «الملكة»؟
ـ  أنا مقتنعة جدا بما قدمته، لقد كسبت جمهورا كبيرا آمن بفكرتي و تفاعل معي  من خلال صفحتي على الفايسبوك و من خلال تنقلاتي، كانت تصلني مكالمات هاتفية من أناس كثيرين استهوتهم فكرة المبادرة و أبدوا استعدادهم لدعمي و تجسيد الفكرة على أرض الواقع في الجزائر، كما ألهمت المبادرة و حفزت البعض للمشاركة بمشاريع ريادية في الموسم المقبل من البرنامج .  كنت أطمح للوصول إلى مراحل متقدمة  لتعزيز فكرتي و لكن يكفي أن تؤمن بفكرة ، لكي يصبح تجسيدها ممكنا، حتى وإن كان ذلك خارج إطار الشاشة و التلفزيون .
. نشرت مؤخرا أغنية لسهيلة بن لشهب على حسابك ، هل تتابعينها ؟
ـ بحلول ذكرى اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، كان لا بد أن أضع لمسة فنية  جزائرية، خصوصا أن صفحتي يتابعها الكثير من العرب، ووجدت أنه من الجميل أن أشارك  المتابعين بنشر أغنية وطنية بصوت المغنية الشابة سهيلة بن لشهب التي أفتخر بها كشابة جزائرية طموحة، و من الجميل أن نسلط الضوء على الطاقات الجزائرية الشابة في مجال الفن، الثقافة والعلوم و غيرها من المجالات. للأسف نحن نشكل قلة مقارنة بالمواهب العربية الشابة التي تلقى الدعم و الاهتمام اللازمين.
. ما هي أحلامك و مشاريعك المستقبلية؟
 ـ أما عن مشاريعي المستقبلية فتتعلق عموما بمواصلة العمل على مبادرتي « لست وحدك»، و قد انضممت مؤخرا لجمعية حديثة النشأة اسمها أجيال، تضم دكاترة و معلمين تبنوا فكرتي و آمنوا بإمكانية تحقيقها.

الرجوع إلى الأعلى