لا بــد من خطـــاب تهدئـــة  و على السلطــات عدم التساهــل مع حالات الإخلال بالنظام العــام
السلطات مدعوة لعدم التساهل مع الحركات التي تمس بالممتلكات وتخل بالنظام العام
مجموعات شبانية غير واعية تستغل بالدعايات والإشاعات
أكد العضو السابق في المجلس الدستوري والمحامي عامر رخيلة، أن تحطيم وتخريب الممتلكات العمومية والخاصة ليس من أشكال النضال المطلبي والاحتجاج الاجتماعي، معتبرا أن الجبهة الاجتماعية تحركت بطريقة غير نظامية وبأسلوب غير مقبول، ودعا إلى تبني خطاب للتهدئة ولتوضيح وشرح ضرورات المرحلة الحالية، وأكد على عدم  تهاون أو تساهل السلطات العمومية مع الأفعال والتحرشات والحركات التي تمس بالممتلكات العامة وتخل بالنظام العام. 
• النصر: عبر الجزائريون عن رفضهم للتخريب الذي طال مرافق ومؤسسات عمومية وخاصة في بعض الولايات ، في رأيكم لماذا يلجأ بعض الشباب إلى ممارسة العنف، وهل هناك أطراف تحركهم؟
•  عامر رخيلة : الشيء المؤكد أن ردود فعل الجبهة الاجتماعية كانت متوقعة بالنظر  لما صاحب المصادقة على قانون المالية لسنة 2017 من ردود فعل، لكن الجبهة الاجتماعية تحركت بطريقة غير نظامية وبأسلوب غير مقبول، لأن تحطيم وتخريب الممتلكات العمومية والخاصة ليس من أشكال النضال المطلبي أو الاجتماعي، فذلك يتجاوز حدود الاحتجاج الاجتماعي، والأكيد أن النظام العام من صلاحيات السلطة و من مسؤوليتها ضبطه، ولذلك على السلطات العمومية أن لا تتهاون أو تتساهل مع الأفعال والتحرشات والحركات التي تمس بالممتلكات العامة وتخل بالنظام العام، فلابد للدولة أن تتحمل مسؤوليتها، وبالمقابل يجب أن يكون هناك خطاب من طرف وسائل الإعلام والسلطة ومن الأحزاب السياسية للتهدئة ولتوضيح وشرح ضرورات المرحلة، لأن العنف لن يحل المشكل ولن يخفف من الأسعار ولن يلغي الزيادات الموجودة التي حملتها ضرورات المرحلة وتراجع مداخيل الجزائر من البترول والغاز، وهذه المجموعات الشبانية غير واعية وغير مدركة للوضع و تستغل بالدعايات والاشاعات، و يكفي أن تجد من يحركها لتتبعه ومن دون أغراض وبدون أهداف، وربما أحيانا بالنسبة للبعض لدوافع اجتماعية ولإحساس بالغبن الاجتماعي .
  هناك من يرى أن بعض الأطراف الخارجية تستهدف الجزائر وتحاول استغلال الظرف الاجتماعي والاقتصادي لزعزعة الوضع الداخلي ماذا تقولون في هذا الشأن؟
 حتى وإن وجدت هذه الأطراف الخارجية لا ينبغي لنا أن نجعل منها مشجبا نعلق عليه مشاكلنا ، الآن نحن نعيش في عالم فيه تناقضات ولذلك هناك من يستغل الأوضاع الداخلية ، حيث توجد نظم أو دول ومؤسسات ومصالح وجمعيات غير حكومية في مختلف دول العالم تستغل هذه الظروف، لكن لا ينبغي أن نجعل منها مشجبا نعلق عليه كل مشاكلنا، ومهما كانت الأطراف علينا أن نتحكم في الوضع، ونتأكد من شيء أن الحراك الموجود في المجتمع يختلط فيه الحابل بالنابل ويختلط فيه سيئ النية بحسن النية، و لذلك يجب أن يكون العلاج بحكمة والدعوة إلى التروي والتهدئة وتفادي الفوضى وتخريب الممتلكات، وينبغي أن يكون مصحوبا بحزم مؤسسات الدولة الأمنية المعنية بأمن المجتمع، كما أن  الشعب الجزائري مؤمن ومسلم والقنوط ليس من شيمة المسلم، فشعبنا مناضل وليس هذا هو التحدي الأول الذي يواجهه وهو مدرك أن الوضع لا يخص الجزائر فقط، وخلال مراحل الشدة في تاريخ الجزائر، نجد الالتفاف والتضامن الشعبي وصلابة الجبهة الداخلية.
ماذا بشأن الخطر الذي يشكله تنظيم «داعش» بعد عودة العديد من عناصره إلى تونس ؟
  فيما يخص خطر «داعش» فهو يبقى قائما لكن الحمد لله ما بذل من طرف المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية في حماية الحدود يجعلنا نقول أن حدودنا في مأمن الآن، و لا يمكن أن ننتظر بقاء «داعش» بعيدة عن حدودنا ولكن الأرضية ليست خصبة بالنسبة لهذا التنظيم في الجزائر، ومن غير الممكن اختراقه لحدودنا، وبالنسبة للتعاون الأمني بين الجزائر وتونس، فهو في قمته وفي أوج قوته و في المدة الأخيرة خلال عودة عناصر «داعش» بالمئات إلى تونس فإن التنسيق الأمني الجزائري التونسي قائم سيما في التصنيف والتعريف بهؤلاء العناصر.   
استمرار الأزمة في ليبيا يزيد من المخاطر والتهديدات على الحدود، كيف تنظرون إلى مسار حلحلة الأزمة في هذا البلد؟  
 لو لم تكن  الجهود الجزائرية لحماية الحدود لتم تحويل معظم السلاح الموجود في الأراضي الليبية إلى الجزائر و الليبيون الآن بعد تيه في العالم عادوا إلى المقاربة الجزائرية لإيجاد حل داخلي بينهم يقوم على ترجيح الحل السياسي على العمل العسكري .               
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى