عاد بنا توم  كروز الجزائر محمد رغيس إلى نقطة الانطلاق نحو عالم النجومية من مدينة خنشلة إلى دبي محطته الأولى في عالم الأضواء والأزياء، التي قارع فيها  نجوم العالم بخصوص لقب أوسم رجل في العالم، ابن الشاوية كشف للنصر في حوار  عن طموحاته في ولوج عالم التمثيل وتحقيقه حلم التألق تحت سماء هوليوود.
حاوره: مروان. ب
-صنعت مؤخرا  الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب لقب أوسم رجل في العالم، من هو محمد رغيس ؟
محمد رغيس من ولاية خنشلة يبلغ من العمر 30 سنة، أنا خريج معهد العلوم السياسية، وأديت الخدمة الوطنية ضمن مجموعة القوات الخاصة، وأملك العديد من الشهادات، وأتحدث عدة لغات، من بينها الفرنسية والانجليزية والروسية، واللهجة الشاوية.
انتقلت من صاحب مقهى إلى عالم النجومية
-كيف أتت فكرة المشاركة في مسابقة أوسم رجل في العالم؟
ترعرعت في الجزائر، ولم أكن أضع ضمن مخططاتي بأني سأشارك يوما ما في مسابقة من هذا النوع، ولكني كنت أمتلك أحلاما كبيرة، فبعد تخرجي من الجامعة اجتهدت مثل بقية الشباب الجزائري، من أجل توفير لقمة عيشي، حيث قمت بإنجاز مشروع تجاري صغير متمثل في فتح مقهى، غير أنه كلفني الخسارة، ما جعلني أقرر التنقل إلى دبي من أجل البحث عن انطلاقة جديدة قد تنسيني ألم الخسارة في ذلك المشروع، أنا اعتبر ذلك الإخفاق بمثابة تحدي جديد في حياتي.
-بدأت من دبي كيف جاءتك الفكرة ؟
فشلي في ذلك المشروع جعلني أخسر أموالا معتبرة، حيث لم أعد أملك حتى ثمن تذكرة وتأشيرة الانتقال إلى دبي، ما جعل والدتي العزيزة تقوم ببيع المجهورات الخاصة بها من أجل توفير الأموال لي، أنا أشكرها كثيرا، خاصة وأن أوضاعنا المادية لم تكن مريحة، بسبب إنفاقنا لأموال معتبرة من أجل اقتناء مسكن جديد، لقد عملت والدتي المستحيل من أجل رؤيتي أحقق أحلامي.
-لماذا لم تفكر بالعمل كعارض أزياء في الجزائر؟
قبل تنقلي إلى دبي اتصلت بأحد المسؤولين من أجل مساعدتي، خاصة وأنني أمتلك كافة مواصفات النجاح، واقترحت عليه فتح وكالة للموضة بالجزائر، غير أنه لم يعرن أي اهتمام، وقابل كلامي بسخرية، وهو ما حز في نفسي، وجعلني اقتنع بأن سلك هذا الدرب في الجزائر ضرب من الخيال.
متحصل على ليسانس وكنت ضمن القوات الخاصة
-بعد الوصول إلى دبي، ماذا عملت؟
بدايتي في دبي لم تكن سهلة، حيث اشتغلت كعامل بسيط في محل لبيع المكملات الغذائية، وكنت أجرب من الحين إلى الآخر حظي في إحدى المسابقات الخاصة بعالم الموضة، لقد كنت أتحمل مشقة السير على الأقدام لمسافة طويلة من أجل الخضوع إلى التجارب الخاصة بهذا المجال، إلى درجة كنت أغيّر فيها ملابسي بالحمام، لا لشيء سوى لأنني لم أكن أرغب في تضييع أحلامي، والحمد لله سارت الأمور معي كما أريد، وبرزت بشكل ملفت للانتباه في أول عرض.
-حدثنا عن كيفية مشاركتك في مسابقة أوسم رجل في العالم ؟
ظهوري الأول كان عبر إحدى الوكالات الخاصة، التي اقترحتني على أحد المصممين المعروفين في دبي، والذي رأى فيّ كافة مواصفات النجاح، ما جعله يمنحني الفرصة، حيث شاركت في الكثير من العروض، ومن هنا بدأ اسمي في البروز، إلى درجة جعلت البعض يطلق عليّ اسم «روجيس»، لقد تحولت في ظرف وجيز إلى عارض مشهور، ما جعلني أتلقى بعدها رفقة أحد زملائي الأجانب عرضا من إحدى الشركات، من أجل تقديم  عمل إشهاري، ومن ذلك تم اختيارنا للمشاركة في مسابقة أوسم رجل، في بادئ الأمر استقبلت الفكرة بنوع من السخرية، قبل أن أقرر رفع التحدي، ومن هنا بدأت مغامرتي على مدار 5 أشهر كاملة بذلت فيها مجهودات جبارة.
نقص الخبرة أوقعني في فخ الرد على الهجوم
-ماذا تقصد بالمغامرة ولماذا 5 أشهر كاملة؟
هناك من يظن بأن التتويج بلقب أوسم رجل ينحصر فقط في الشكل الخارجي للمترشح، حيث يكفيه أن يكون بهي الطلعة من أجل اعتلاء منصة التتويج، ولكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذا الطرح، على اعتبار أن لجنة التحكيم لا تكتفي بمثل هذه الأمور، بل تقوم باختبار المترشحين في العديد من الأشياء الأخرى، على غرار الرياضة و الثقافة والشخصية، وهي النقاط التي رجحت كفتي، وجعلتني أفتك اللقب من متسابقين متميزين يمتلكون خبرة في هذا المجال أكثر مني، كون غالبيتهم عارضي أزياء محترفين في بلدانهم.
- تعرضت لبعض الانتقادات بسبب عدم تعوّد الجزائريين على هذا المجال، ما تعليقك؟
أؤمن بأن لكل شخص موهبته وأحلامه، وأنا حلمي منذ الصغر سلك هذا الدرب، الذي رأيت بأنني أملك فيه كافة مقومات النجاح، والحمد لله كانت توقعاتي في محلها، إذ تمكنت من إفتكاك لقب أوسم رجل في العالم، وهو تتويج غالي يشرفني ويشرف بلدي الجزائر، على اعتبار أنني لم أظفر به من فراغ، بل بفضل مجهودات جبارة بذلتها على مدار 6 أشهر كاملة، أنا احترم  كل  الانتقادات، ولكن أتساءل هل كنت سأهاجم بتلك الطريقة من بعض الأشخاص في الجزائر لو كنت من بلد آخر؟؟؟، اعتقد بأن هناك من أبناء بلدي من يفتخرون بإنجازات مشابهة لنجوم ليسوا جزائريين، ولكن عندما توّج محمد رغيس ابن الجزائر وابن الشاوية الأحرار عومل بطريقة غريبة، أنا لا أتهم الجميع، كوني تلقيت التشجيع والدعم من الكثيرين.
جزائريتي جلبت  لي غيرة البعض من أبناء وطني
-هناك من أعاب عليك مهاجمة البعض عبر الفايسبوك، ماذا تقول في هذا الشأن؟
أقر بأني ارتكبت خطأ فادحا بالرد على أحد من انتقدوني عبر موقع التواصل الاجتماعي، لقد أوقعوني في الفخ، مستغلين نقص خبرتي، كان من الأجدر التزام الصمت، كوني لم أعد ملك نفسي، بعد أن تحولت إلى أحد النجوم في عالم الموضة والأزياء، أنا أتحمل كافة المسؤولية، ولكني أريد توضيح نقطة مهمة، وهي أنني ظهرت مرة واحدة فقط من أجل التعقيب على الاتهامات التي طالتني، وبقية الفيديوهات التي تم تداولها عبر «الفايسبوك» قديمة، وهناك من استغلها بشكل مدروس من أجل تشويه صورتي لدى الجمهور الجزائري، الذي تفاعل معي، بعد ظهوري المتميز في مسابقة أوسم رجل في العالم، الحمد لله لقد اتصلوا بي في قناة العربية التي استضافتني في «بلاطو» خاص قمت من خلاله بالحديث عن الموضوع، والاعتذار عن الخطأ الذي بدر مني.
أحد  الأشخاص استغل اسمي على فيسبوك
-بصراحة، هل كنت تنتظر تتويجك بهذا اللقب في ظل تواجد متسابقين من أوروبا؟
أجل لقد قررت المشاركة في هذه المسابقة، بناء على ثقتي الكبيرة في مؤهلاتي، لقد كنت أكرر على مسمع من لجنة التحكيم بأنني سأكون المتوّج، وهي الخرجة التي جعلت الجميع ينبهر بشخصيتي القوية، وبثقتي الكبيرة في نفسي، أنا أتذكر خلال الشهر الثاني بأنهم سألوني هل أنت تشعر بأنك رجل؟ فأجبتهم بطريقة مميزة، بالقول «أن والدي رجل عظيم، ولن يلد سوى رجلا عظيما»، وهي الكلمات التي لاقت استحسانهم، وجعلتهم يصوتون لي على حساب بقية المترشحين.
-هل لديك مخططات   لمشاريع مستقبلية ؟
في أمثالنا الشعبية راعي الغنم عندما يسأل عن غنمه يجيب بأنها لفلان، حيث تنسب إلى العائلة التي تمتلكها، وهو ما كان على الأجدر أن يطبق علي، كوني ابن الجزائر قبل أن أكون محمد رغيس، ما حزّ في نفسي أن لا أحد من المسؤولين قام بالاتصال بي من أجل دعوتي للحلول بالجزائر من أجل تكريمي، خاصة وأنني نجحت في تشريف بلدي في أحد أكبر المسابقات الدولية.
-لم تحدثنا عن طموحاتك الآن بعد أن تحولت إلى نجم ؟
لقد قررت اعتزال عالم عرض الأزياء والموضة، رغم نجاحي في افتكاك لقب أوسم رجل في العالم، أنا أحلم الآن  بخوض تجربة في التمثيل، خاصة وأنني أمتلك بعض العروض، على غرار الاتصال الذي تلقيته من أحد المنتجين الجزائريين، الذي يريدني بطلا لمسلسل مشترك بين الجزائر وتونس والمغرب، أنا لا أؤمن بالكلام، وطلبت منه إرسال المقترح لي، لاسيما وأنني لا أمتلك الكثير من الوقت، كوني بصدد التحضير لبعض الأعمال، والبداية مع أحد المنشدين المتميزين، ويدعى فادي المعروف في المشرق العربي، حيث سبق أن غنى مع أبو خاطر والعفاسي، وهو إنسان عملي، وباشرت معه كافة الإجراءات من أجل هذا المشروع.
بدأت في دبي من الصفر وكنت استعد للمسابقات في الحمام
-هل صفحة محمد رغيس عبر الفايسبوك حقيقية ؟
الصفحة التي تحدثني عنها حكايتها حكاية، كونها لم تكن خاصة بي في بادئ الأمر، قبل أن تتغير المعطيات فيما بعد، أنا اعتبرها الآن صفحتي الرسمية، بعد الاتفاق الحاصل بيني وبين من أنشأها، لقد قام أحد المعجبين بي، وهو ينحدر من نفس ولايتي خنشلة بإنجازها بعد بروزي، إذ تمكن في ظرف وجيز من الحصول على الآلاف من المعجبين، إلى درجة جعلتني أنتبه إليها، لقد كنت غاضبا في البداية، كونه قام بتقديم صورة خاطئة عني، من خلال عرض أشياء ليس جيدة، ولكن بعد حديثي إليه اقتنعت بأنه شخص معجب بي ويريد مساعدتي، ولكنه لم يحسن التعامل مع جمهوري، لقد طلبت منه الكف عن نشر أمور لا تليق بي، خاصة وأنني إنسان بسيط، وأفضل أن أظل كذلك، رغم احتكاكي الدائم بنجوم كبار، على غرار إليسا ونانسي عجرم وإلهام شهين، وكلهم نجوم يصفونني بالمتميز.
لقب أوسم رجل في العالم لا ينحصر  في الجمال
-بالحديث عن احتكاكك بنجوم كبار، لماذا لا تعمل إلى جانبهم ؟

أريد أن أحدثكم عن بعض العروض التي تلقيتها في دبي، فمثلا أخت الممثلة الشهيرة إلهام شاهين اقترحت علي التمثيل في مصر، غير أنني رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، خاصة وأنني لم أهضم لحد الساعة الحملة الشرسة التي تعرضت لها الجزائر أثناء تصفيات مونديال جنوب إفريقيا من بعض الإعلاميين المصريين، أنا جزائري متعصب لبلدي، ولا يمكنني العمل إلى جانب من أهانوا شهداءنا الأبرار رغم احترافيتي، وحاجتي إلى أعمال مشابهة.
-هل من كلمة أخيرة ؟
أعد جمهوري بأنني سأكون عند مستوى تطلعاتهم، ولن أتوقف عند لقب  أوسم رجل في العالم، بل سأحاول فرض نفسي في عالم التمثيل، خاصة وأن أحلامي ليس لها حدود، أنا أستهدف الوصول إلى هوليود، وسأصل إليها في يوم من الأيام، رغم أن ما أقوله قد يعده البعض ضربا من الخيال.                                    
م. ب

 

الرجوع إلى الأعلى