أعود لجمهوري بمسلسل «حب في قفص الاتهام» خلال رمضان القادم
كشفت الممثلة الجزائرية آمال حيمر  في حوار لها مع النصر، عن  جديدها الفني لشهر رمضان القادم و يتمثل في دراما اجتماعية تحمل عنوان «حب في قفص الاتهام» للمخرج بشير سلامي من إنتاج التلفزيون الجزائري.
و أعربت حيمر التي تخرجت من  المعهد العالي للفنون المسرحية بالجزائر عام 1993 عن أمنيتها وحلمها الكبير في تقمص الأدوار التاريخية في أعمالها الفنية القادمة، و تأسفت لأن هذا النوع من الأفلام قليل جدا في بلادنا ، رغم أن الجزائر لها تاريخ عريق جدا حافل بالبطولات و الشخصيات العظيمة ، مشيرة إلى أن الأعمال الفنية الأخرى في تراجع.

حاورتها: سامية إخليف

النصر : ما هو جديدك الفني للعام الجاري ؟

آمال حيمر: حاليا أحضر لمسلسل جديد وهو عبارة عن دراما اجتماعية، يتكون من 30 حلقة، مدة كل واحدة منها حوالي 45 دقيقة . ومن المنتظر أن يبثه التلفزيون الجزائري خلال شهر رمضان المقبل، نحن الآن في مرحلة التصوير التي انطلقنا فيها منذ حوالي شهرين، و سيؤدي دور البطولة في هذا العمل الدرامي  الممثل القدير محمد عجايمي.
دوري مهم في المسلسل وهو زوجة محمد عجا يمي، سأتقمص شخصية الأم و ربة أسرة تتكون من الزوج و ثلاثة أبناء (بنتين وولد). وقائعه تدور حول ابنتي التي سيرسلها والدها «الممثل محمد عجايمي» إلى أمريكا لمواصلة دراستها، ثم تعود إلى الجزائر وهي حامل بعدما تزوجت في المهجر خفية عن أهلها، وحينما ينكشف أمرها تكون البداية لدخول العائلة بأكملها في متاهات ومشاكل كبيرة ،خاصة بعد ردة فعل الأب القوية فقد صدم في ابنته التي منحها ثقته الكبيرة. المسلسل سيعالج مختلف الصراعات والاضطرابات التي تعيشها معظم العائلات الجزائرية بسبب تهور أبنائها.

. كيف تقيمين تجربتك الفنية؟

ـ تجربتي الفنية كانت موفقة في بدايتها لأنني كنت محظوظة عندما وقفت أمام عمالقة الفن الجزائري في المسرح والسينما والتلفزيون بداية التسعينيات .وقتها كان الحقل الثقافي زاخرا بالعطاءات الفنية. لازلت أحتفظ بذكريات رائعة ومميزة حول الأعمال الثرية التي كنا نقوم بها و نقدمها للجمهور في تلك الفترة الحساسة من الأزمة التي عصفت بالجزائر عندما دخلت في مرحلة العشرية السوداء.
 عشنا خلالها أصعب مرحلة في حياتنا فقدنا فيها العديد من الوجوه البارزة، رغم  الخطر الذي كان يلاحقنا بسبب آلة الموت التي كانت تحصد أرواح المثقفين والفنانين على وجه الخصوص، إلا أننا كنا نخرج من بلاطو و ندخل إلى  بلاطو آخر، حتى أننا  كنا  نقوم بجولات فنية عبر ولايات الوطن. مارست المسرح الذي يبقى حبي الأول و كل حياتي ،كما اقتحمت عالم السينما و التلفزيون، شاركت في عدة أفلام ومسلسلات اجتماعية مثل «المكتوب» و «ياسمين» للمخرجة باية الهاشمي، و «العودة»، و «المرآة المكسرة»،و «كلام واحد»، «القلوب الضيقة»،و مسرحية «نجمة» لكاتب ياسين،مسرحية «قلوب مؤجلة» لجمال حمودة ،فضلا عن  التجربة التي خضتها في فيلمين أنجزا بالشراكة بين الجزائر و فرنسا وهما «العالم الآخر» للمخرج مرزاق علواش عام 1990 ،و فيلم «توشية» لبشير بلحاج.  واعتبر هاتين التجربتين مهمتين في مشواري الفني، مثلت إلى جانب قامات الفن الجزائري في مختلف الميادين ،منهم من رحلوا عن هذا العالم وآخرون فضلوا الهجرة إلى الخارج بعدما ضاقت بهم السبل، نهلت منهم الكثير أمثال الراحل عز الدين مجوبي الذي اغتالته أيادي الإرهاب ، السيدة فتيحة بربار التي فقدتها الساحة الفنية الجزائرية مؤخرا، سيد أحمد أقومي الذي أتمنى له طول العمر، و بهية راشدي وآخرين.
مررت بمرحلة ركود في حياتي الفنية وتوقفت عن التمثيل لفترة معينة لأسباب شخصية لا يمكنني ذكرها فقررت الانسحاب بهدوء، وعدت في الفترة الأخيرة، وأنا مستعدة لأن أقدم لأدواري ما هو أكثر من الوقت، أريد أن أقدم للجمهور أعمالا بطريقة أخرى تختلف عن تلك التي ألفوني فيها سابقا، لأنني أريد أن أستغل تجربتي التي اكتسبتها على مدار 25 سنة وما تعلمته من الذين سبقوني للتركيز أكثر على أعمالي وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع.

.عرفك الجمهور أكثر بأدوار المرأة القاسية والمتسلطة ولديك قدرة خارقة لتقمص تلك الشخصيات ،فهل  تتمنين تقديم  أدوار أخرى غيرها مستقبلا؟

ـ الجمهور تعوّد أن يشاهدني في دور المرأة القاسية المتسلطة والشريرة، مثل زوجة الأب وغيرها، لكل ممثل ملامحه وتقاسيم وجهه ،ربما هي التي تحدد نوع الدور الذي سينجح فيه سواء كان قاسيا أو العكس ويكون سهل عليه تقمصه، وهو ما يجعل المخرج يعرض عليه أعمالا أخرى وتجسيد تلك الشخصية بأسلوبه المعهود.حتى الممثل عندما يتعود على أدوار معينة في كل عمل يقوم به من السهل عليه أن ينجح  فيها ، لكن هذا لا يعني أنه سيبقى دائما في نمط واحد، كما هو الحال بالنسبة لي.
 خلال السنوات الأخيرة جسدت شخصيات أخرى مختلفة عن تلك التي كنت أجسدها في الماضي، فمثلا تقمصت دور الأم الحنون، الأرملة التي تعيش من أجل أولادها وتواجه مشاكل عدة لتربيتهم وتعليمهم، كما قدمت دور المحامية في أحد أعمالي.
في المستقبل  أتمنى أن أجسد أدوارا تاريخية في أفلام ثورية،أرى أن الفترة الحالية (ستينية الثورة) مناسبة جدا للمخرجين للتفكير في إنتاج أعمال تهتم بالجانب التاريخي، فالإنتاج قليل جدا من هذه الناحية، و أنا أتأسف لذلك.
 من المفروض أن تكون هناك أعمال كثيرة تروي تاريخ الجزائر و عظمائها ، حتى أبتعد قليلا عن النمطية و لتكون لدي فرصة العمل والإبداع فيها، و إبراز طاقاتي أكثر حتى يشاهدني  الجمهور بوجه آخر وليس دائما في نفس الأدوار التي تعود عليها من خلال الأفلام الإجتماعية. تاريخنا عريق جدا ويمكننا إنجاز أفلام تاريخية و ثورية متنوعة تروي تاريخ أجدادنا خلال الفترات التي شهدت فيها الجزائر غزو العديد من البلدان لها.

الرجوع إلى الأعلى