كابوس زيمبابوي مازال يطاردني
اختار مدافع المنتخب الوطني مختار بلخيثـر صفحات النصر، للحديث لأول مرة عن كل ما حدث في نهائيات «كان» الغابون، حيث أكد بأن كابوس زيمبابوي لم يفارقه إلى غاية الآن، كما أكد عدم وجود أي انقسامات بين اللاعبين المحليين   و المغتربين.
كيف هي أحوال بلخيثر بعد نهائيات الكان؟
     أنا بخير و الحمد لله. أتدرب مع فريقي النادي الإفريقي تحضيرا للمباراة القادمة أمام الترجي الرياضي التونسي، و التي تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لنا، كما تعلمون هذه المباراة لها نكهة خاصة هنا في تونس و تعتبر أكبر ديربي.
إبعادي عن مباراتي تونس و السنغال بتلك الطريقة أثر في كثيرا
بكل صراحة هل تجاوزت نكسة «الكان»؟
     أكذب عليك لو قلت لك بأنني تجاوزت نكسة «الكان». إنه ليس بالأمر الهين، أؤكد لك بأن «كابوس» مباراة زيمبابوي لم يفارقني إلى غاية الآن، و في بعض الأحيان أتذكر ما حدث في تلك المباراة بحسرة كبيرة.
ماذا تقصد بالضبط؟
لا أقصد أي شيء معين، وكل ما في الأمر أنني تأثرت كثيرا بعد مباراة زيمبابوي، خاصة وأن الانتقادات طالتني من كل حدب و صوب. صحيح أني لم أظهر بالمستوى المطلوب، لكنني لم أفهم لماذا كنت مستهدفا بتلك الطريقة، و هو ما يجعل تجاوز تلك النكسة صعبا نوعا ما، خاصة وأن الأمر يتعلق بالألوان الوطنية، وكنت أبحث عن تقديم أحسن ما لدي، ومساعدة منتخب بلادي على تحقيق نتائج أفضل.
ما الذي أثر عليك في المباراة أمام زيمبابوي؟
هناك عدة عوامل أثرت علي في تلك المباراة. لا تنسوا بأنها أول مشاركة لي مع المنتخب الوطني في تظاهرة بحجم كأس أمم إفريقيا، فالخبرة في مثل هذه الدورات تلعب دورا كبيرا، كما أن عدة أمور تغيرت علي، إضافة إلى عدم دخولي الجيد في المباراة.
ألم تكن محضرا كما ينبغي من الناحية النفسية أم ماذا؟
لا بالعكس تماما. لقد كنت محضرا كما ينبغي، لكن المعطيات تتغير من مباراة لأخرى. المدرب تحدث معي قبل المباراة و حتى بوقرة و بقية أعضاء الطاقم الفني، كما عمل زملائي على إدخالي مبكرا في أجواء «الكان»، لكن الأمور لم تسر معي على أحسن ما يرام، و هو أمر عاد و يحدث مع أي لاعب في العالم، أين يمر جانبا في مباراة أو في دورة، فهناك نجوم كبار يتألقون مع أنديتهم، لكنهم يخيبون في الدورات الكبرى.
أطراف تسعى للاصطياد في المياه العكرة و لا خلاف بين المحليين و المغتربين
وكيف كانت ردة فعل ليكنس بعد مباراة زيمبابوي؟
 ردة فعل ليكنس كانت عادية، حيث تحدث معي عقب نهاية المباراة بشكل طبيعي، ربما لأن الدورة لم تنته يومها، و كنا مقبلين على مباراتين مهمتين أمام كل من تونس و السنغال، و أتذكر بأنه اقترب مني و قال لي بالحرف الواحد: «أعرفك جيدا و أعرف إمكاناتك وما حدث معك، يحدث مع أي لاعب».
وهل تحدث معك زملاؤك بعد نهاية المباراة يومها؟
     كل الأمور كانت عادية، وزملائي حاولوا الرفع من معنوياتي، حيث طالبوني بمواصلة العمل، و الإصرار على التأكيد في المباريات القادمة.
لنكن صرحاء. ألم تتأثر بإبعادك عن التشكيلة الأساسية لمباراتي تونس             و السنغال؟
     بطبيعة الحال تأثرت بإبعادي من مباراتي تونس و السنغال، لكن احترم قرارات الناخب الوطني، لكن إبعادي بتلك الطريقة وإخراجي من الحسابات بعد أول ظهور أثر على معنوياتي، و لكنني لن أفشل و سأتعلم من أخطائي، و كل هذا داخل في مجال الخبرة، التي كنت أفتقد إليها، و اليوم فقط عرفت معنى المشاركة في «الكان»، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، و ما علي سوى مواصلة العمل و وضع كل شيء جانبا، والتفكير في ما هو قادم.
كان هناك حديث عن وجود انقسامات كبيرة بين لاعبي المنتخب الوطني، ما تعليقك؟
مخطئ من يتحدث عن مثل هذه الأمور. لا توجد أي انقسامات وسط اللاعبين، وكلنا نمثل راية واحدة وبلد واحد، والعلاقة بين اللاعبين كانت جيدة. هناك أطراف فقط تريد الاصطياد في المياه العكرة، وتخلق بعض الإشاعات من أجل أهداف معينة.
لن أستسلم و سأستفيد من أخطائي مستقبلا
وما سبب الإخفاق في «الكان»، حسب رأيك؟
      أعتقد بأن الأمور لم تسر معنا على أحسن ما يرام، منذ بداية الدورة و مباراة زيمبابوي، التي كنا قادرين على تحقيق الفوز فيها، و لو فزنا في تلك المباراة، ربما كل شيء سيتغير، لأن مثل هذه الدورات تلعب على جزئيات بسيطة، فبعد التعثر أمام زيمبابوي كانت الضربة القاضية بالخسارة أمام تونس، ومباراة السنغال كانت تحصيل حاصل، سيما وأن مصيرنا يومها لم يكن بين أرجلنا، و كنا مطالبين بالفوز و انتظار خسارة تونس أمام زيمبابوي، وهو ما يعني حسب رأيي أن الحظ أدار لنا ظهره في هذه الدورة.
الشعب الجزائري و حتى أهل الاختصاص كانوا يرشحونكم للوصول على الأقل إلى المربع الذهبي، ألا ترى بأن ذلك زاد من الضغط عليكم؟
     صحيح أننا تنقلنا إلى الغابون في ثوب أحد المرشحين للذهاب بعيدا في هذه الدورة، لكن ليس معنى ذلك بأن الضغط كان علينا، خاصة وأننا نملك لاعبين يملكون خبرة كبيرة، و يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية، ربما كما قلت لك من قبل، في مثل هذه الدورات هناك شيء يسمى بالحظ، يمكن أن يكون إلى جانبك، كما أن التوفيق لم يكن معنا، و لم يكتب لنا الذهاب بعيدا وانتهز الفرصة من أجل تقديم اعتذاراتي إلى الشعب الجزائري، الذي كنا نبحث عن إسعاده في هذه الدورة، لكن لم يحدث ذلك.
حاوره: بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى