وجدت نفســي بطالا بعد ألعــاب «ريو»  ولم أتوقع كل هذا التضامن الجمــاهـيري

كشف الملاكم الجزائري إلياس عبادي، صاحب الألقاب الإفريقية والعربية الكثيرة، بأنه في طريقه لتضييع مستقبله وحياته، بسبب ما أسماه بحبه للملاكمة، ومشاركته المستمرة مع المنتخب الوطني، وقال الدولي الجزائري خلال الاتصال الهاتفي الذي أجرته معه  النصر، بأنه لم يتوقع أن يلقى كل هذا التضامن من الشعب الجزائري، بعد نشره لفيديو يظهره يشتغل بإحدى ورشات النجارة، مضيفا بأنه ضاق من الوعود بتخصيص منحة شهرية لملاكمي النخبة من أجل ضمان تركيزهم على تمثيل الجزائر. ويعاني إلياس عبادي في صمت منذ عودته من أولمبياد ريو دي جانيرو، حيث وجد نفسه بطالا، ما جعله يتساءل عن مصيره في قادم الأيام، خاصة في ظل تلقيه بعض الوعود بالتكفل بوضعيته ووضعية بقية الزملاء.
-صنعت الحدث مؤخرا بعد «الفيديو» الذي نشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهرك تشتغل بورشة النجارة بعد العودة من أولمبياد «ريو»، ما تعليقك؟
أجل «الفيديو» الذي نشرته عبر الفايسبوك لاقى رواجا كبيرا من طرف الشعب الجزائري، الذي تفاعل مع قضيتي بطريقة رائعة، حيث تلقيت آلاف الرسائل التضامنية، خاصة وأن لا أحد تقبل الوضعية الصعبة التي مررت بها، والتي جعلتني اشتغل النجارة من أجل توفير لقمة عيشي، وأنا الذي يفترض أني من رياضيي النخبة في الجزائر.

ضيعت دراستي بسبب الملاكمة وفي النهاية أصبحت نجارا
- لماذا قررت نشر هذا «الفيديو» الآن؟
بعد العودة من أولمبياد «ريو دي جانيرو» وجدت نفسي بطالا، واضطررت للعمل في إحدى ورشات «النجارة» بمسقط رأسي بالشفة بولاية البليدة، صدقوني لم أجد أي حل بديل، خاصة وأن ظروفي المادية كانت سيئة للغاية، أنا لم أقم بنشر الفيديو من أجل كسب استعطاف الناس، بقدر ما أردت أن أوصل رسالة إلى القائمين على شؤون هذه الرياضة في بلادنا، هل يعقل أن يطالبونك بالتتويج بالميداليات في المحافل الرياضية الكبرى، وأنت تزاول أحد أصعب المهن.
-ألهذه الدرجة يعاني الملاكمون الجزائريون ؟
لست الرياضي الوحيد الذي يعاني من الجانب المادي، فالكثير حالتهم جد مزرية في غياب تام للمسؤولين، يجب أن تعلموا بأن وضع رياضيي النخبة صعب جدا، والكثير منهم لا يجد لقمة العيش، على الرغم من أنهم شرفوا الجزائر في مختلف المحافل الدولية.
-ألم تتلقوا أي دعم من المسؤولين على شؤون الرياضة ؟
أود أن أحدثكم عن نقطة مهمة، وهي أنني ضيعت دراستي وحياتي من أجل الملاكمة التي أعشقها، ولكن في النهاية وجدت نفسي أعاني في صمت، خاصة وأنني لم أحظ بالدعم اللازم، لقد ضحيت بدراستي من أجل التواجد مع المنتخب الوطني، وبالتالي أنا أستحق رفقة بقية زملائي المساعدة، خاصة وأننا شرفنا الجزائر في أكثر من مناسبة، ويكفينا فخرا أننا توجنا بعدة ميداليات إلى حد الآن.

هناك وعود بتحسين أوضاع الملاكمين
-هل صحيح أنك فكرت في وضع حد لمشوارك الدولي ؟
كدت أفقد الأمل بعد المعاناة التي عشتها، ولكن بعد تفكير عميق وجدت نفسي ألبي نداء الوطن من جديد، لقد تلقيت بعد نشر هذا «الفيديو» اتصالا من المسؤولين على شؤون الملاكمة، حيث طلبوا مني الانضمام إلى المعسكر التحضيري، ولقد لبيت الدعوة بسعادة كبيرة كما كان الحال معي في كل مرة، أنا الآن في انتظار تجسيد الوعود، خاصة وأن أملي كبير في أن تتحسن أوضاعنا المادية، ونتمكن من التركيز على التحضيرات فقط، كوني لا أزال في مقتبل العمر، وأمامي الكثير لأقدمه لبلدي الجزائر.
الكثير من رياضيي النخبة لا يجدون لقمة العيش
-هل من كلمة أخيرة ؟
رياضة الملاكمة منسية تماما في الجزائر ولا يوجد أي اهتمام بها، الأمر الذي يجعل كل من يلتحق بها يجد نفسه وحيدا وأمام الأمر الواقع حتى يتبدد حلمه ويقرر الانسحاب من رياضة كان يعتبرها هدفا له للتألق والسطوع، أنا أتمنى أن تتغير المعطيات، خاصة وأن الجزائر تزخر بعديد المواهب في الملاكمة، ويكفي العودة إلى الإشادة التي تلقاها منتخبنا الوطني من طرف مدرب المنتخب الفرنسي خلال أولمبياد «ريو».
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى