أعكف على كتابة المصحف الشريف بالخط المغربي
قال الفنان و الخطاط الطيّب العيدي بأن الفنان إذا لم ينطلق من جذوره، لا يمكن أن يجد له مكانا في الساحة، مؤكدا بأن الجزائر تزخر بموروث ثقافي ثري، استلهم منه الكثير من الأفكار الجميلة التي منحته فرصة التميّز في أعماله.
الفنان كشف في حواره مع النصر، بأنه بصدد كتابة مصحف بالخط المغربي، مشيدا ببراعة و تميّز الخطاطين الجزائريين في هذا المجال، غير أن نقص الإعلام حال دون بروز الكثير منهم و اعتبر الدكتور محمد بن سعيد شريفي من رواده ، كما تحدث عن  أسماء فرضت نفسها في كتابة القرآن الكريم، منهم الأستاذ الخطاط محمد صفرباتي و بزارية و بن سراي و غيرهم، كما تحدث أيضا عن أهم المعارض العربية التي شارك فيها و الجوائز التي تحصل عليها.
النصر: عكس الحروف الأبجدية الأجنبية، يبقى الحرف العربي أكثر تطويعا لتجسيد الإبداع ما رأيك في ذلك و أنت من كانت له رحلة متميّزة مع فن الخط العربي؟
- الطيب العيدي:  للحرف العربي جمال ومرونة قل نظيرهما في كل الخطوط الأخرى، فهو خط هندسي بالرغم من انحناءاته إذا استثنينا الخط الكوفي ..فمرونته تساعد و تتناغم مع الحركات التشكيلية المعاصرة و حتى في الصور البصرية الرقمية  في العصر الحديث و قد دخل  بقوة في الحركة التشكيلية، و رأينا إضافة جديدة ولمسة لا يستهان بها وخير دليل على ذلك الكم الهائل من التشكيليين الذي خاضوا هذه التجربة في عالمنا العربي، وحتى من قبل الفنانين الغربيين.
 تمزج بين الخط العربي و الفنون التشكيلية بمختلف تياراتها و مدارسها، فهل حققت بصمتك التشكيلية أم لا تزال تبحث عنها؟
- دخلت إلى هذا المعترك متأخرا، كان ذلك سنة2010 ،خصوصا بعد مشاركتي المتواضعة في المهرجان الدولي للخط العربي ومتابعة كبار الخطاطين، سواء الكلاسيكيين أو المعاصرين ومن بين الذين تأثرت بهم الفنان التونسي عمر الجمني و الأردني المهندس إبراهيم أبو طوق، وبما أن الجزائر زاخرة بالموروث الثقافي و الفني بدأت بالخط المغاربي والزخارف المحلية، لأنني أرى أن الفنان إذا لم ينطلق من جذوره لا يمكن أن يجد مكانا له في الساحة.
أرى أنني حققت قليلا من الانتشار، على الأقل في العالم الإسلامي بمشاركاتي الكثيرة والجوائز التي حققتها في الآونة الأخير،  لكن لا يزال هناك الكثير لأحققه لأنه لا سقف لطموحاتي.
ماذا عن جمعك بين الخط و الفن المعماري الذي يبدو واضحا في الكثير من أعمالك؟
- درست في الثانوية التقنية بالأغواط شعبة هندسة، وكان لذلك الأثر الكبير على مسيرتي، لأن الهندسة هي وليدة الفن والجمال والتناسق. و من حسن حظي آنذاك أن أساتذتي من الجزائريين و الأجانب على مستوى عال من الاحترافية والاطلاع.

 رغم بروز عدد من الخطاطين الجزائريين غير أن مساهماتهم في كتابة المصاحف لا تزال محتشمة لماذا في رأيك؟
- في ما يخص كتابة المصحف هناك الكثير من الخطاطين المتميزين، لكن للأسف الإعلام لم يتابع مسيرتهم، و إن كان أستاذنا الدكتور محمد بن سعيد شريفي رائدا في هذا المجال، فثمة العديد من الخطاطين الشباب الذين كان لهم حظ كتابة المصاحف ، منهم الأستاذ الخطاط محمد صفرباتي والخطاط بزارية و بن سراي و غيرهم كثيرين..و أنا أيضا بصدد كتابة المصحف بالخط المغربي إن شاء الله .
أعدت بعض رسومات عديد الرسامين العالميين في بداية مشوارك، فمن من التشكيليين كان له الأثر الأكبر على صقل موهبتك و توجهك الفني؟
- ككل الهواة و كطفل يعشق الرسم تأثرت بالكثيرين وعلى رأسهم الفنان العالمي الكبير نصر الدين دينيه وكنت مغرما بإعادة رسم لوحات لكبار التشكيليين، منهم ليوناردو و رافاييل و سالفادور دالي وغيرهم وكان لهذا أيضا الأثر الواضح في امتلاكي التقنية و توسيع خيالي.
 ثمة من التشكيليين من يكرسون ريشتهم لرسم بورتريهات الشخصيات الحاكمة، فما رأيك في هؤلاء؟
- في رأيي لا يمكن للفنان رفض عرض عمل وهذا ليس له علاقة بانتمائه السياسي ولا قناعاته الشخصية.
 شاركت في الكثير من المعارض العربية و العالمية، فهلا حدثتنا عن أهمها؟
- أقمت العديد من المعارض الفردية والجماعية، أهمها مشاركتي بدبي وحصولي على الجائزة الأولى بمعرض 2013  و معرض فردي بفرنسا 2015
و مشاركتي الأخيرة بأبو ظبي 2017، كما لا أنسى مشاركاتي المستمرة في المهرجان الدولي  للخط العربي بالجزائر كل سنة، ومشاركتي بالأسبوع الجزائري بتونس ، في إطار صفاقس عاصمة الثقافة العربية، وستكون لي مشاركة قادمة بالمدينة المنورة صيف2017.
كيف تحدد تقنيتك، هل تعتبر نفسك سرياليا أم انطباعيا ، أم تشكيليا بقلب سريالي و عقل انطباعي؟
- صراحة لا أصنف نفسي ضمن أي مدرسة، خصوصا أننا في عصر العولمة والعالم المفتوح و لم يعد هناك مكان للانتماء لمدارس بعينها، لأن الفن بات أكثر استعراضية..المهم المحافظة على الهوية الجزائرية بأبعادها الأمازيغية العربية الإسلامية.

ما مدى استغلالك للتكنولوجيا في تجسيد أعمالك الفنية؟
- للأسف لا أستعمل الحاسوب للتصميم، لأنني لست خبيرا في ذلك و أرى أن ذلك يحد من روحانية العمل الفني و أصالته.
عدد لوحاتك و ما هي الأقرب إلى قلبك؟
- لا يمكنني إحصاؤها لأنها تقدر بالآلاف وكلها قريبة مني، فأنا أرى بأنني صادق أثناء انجازها .
هل تختار عناوين لأعمالك؟
- لا أختار عناوين لأعمالي و أفضل ترك ذلك للمتذوق، لأن أعمالي الأخيرة تحتمل أكثر من تعريف ويمكن للمتلقي أن يفهمها بطرق متعددة.
حاورته مريم /ب

الرجوع إلى الأعلى