"واد كنيس" بريء من التهاب سوق السيارات

فارس بوشعالة اسم شاب يقف خلف رئاسة تحرير أكبر موقعين تجاريين إلكترونيين في الجزائر، وهما «واد كنيس» و فرعه الثاني «أوتو بيب»، المتخصص في عالم السيارات، تحدث في حوار خص به النصر عن واقع التجارة الإلكترونية في بلادنا وعن خبايا العملاق واد كنيس، و تطرق إلى قضية التحايل الإلكتروني، كما شرح علاقة الموقعين بأسعار سوق السيارات المستعملة و العقار و آفاق تطوير هذا النوع من التجارة الشبكية.
ـ النصر: تعرف بنفسك عادة بأنك مسير وسائط اجتماعية، حدثنا عن هذه التجربة، هل توجد فعلا مثل هذه الوظيفة و هل هي مطلوبة في سوق الشغل الجزائرية ؟
ـ فارس بوشعالة:  بالفعل توجد، هي ضمن الوظائف الجديدة نوعا ما في العالم ككل وليس فقط في الجزائر، عن نفسي استطعت أن أخطو خطوة كبيرة في هذا المجال، فرغم أنني خريج كلية العلوم الاقتصادية بجامعة فرحات عباس بسطيف، لكن تكويني في الانجليزية التقنية بالجامعة الليلية، فتح لي بابا على  عالم المعلوماتية، حيث بدأت تطوير مهاراتي في مجال الوسائط الإلكترونية تدريجيا و بجهد فردي، إلى أن استطعت التحكم فيها، ما وفر لي فرصة العمل في شركة متعددة الجنسيات متخصصة في مجال تكنولوجيات الاتصال الحديثة، ومن هناك أدركت أهمية التخصص في تسيير الوسائط الاجتماعية وانتقلت سنة 2010 للعمل في مؤسسة «أومبلواتيك» الخاصة بعروض العمل عبر الشبكة، فأدركت أن هذا المجال لم يعد جديدا في بلادنا، بل بالعكس أصبح من بين التخصصات المطلوبة في عالم الشغل، خصوصا إذ توفر في الفرد شرط التحكم في التكنولوجيا و الوسائط.
لدينا 65 ألف زائر يوميا

 عن نفسي كانت لي مساهمات في عدد من المواقع الإلكترونية المتخصصة في عالم السيارات في الجزائر، على غرار « أوتو إيتيليزاتير» و «موبيل ألجيري»، وهي تجربة مهدت أمامي الطريق لأتولى رئاسة تحرير أكبر موقع خاص بسوق  السيارات في بلادنا، وهو موقع « أوتو بيب» التابع لمجمع «واد كنيس».
ـ   كيف كانت بدايتك مع «أوتو بيب»، حدثنا عن هذا الموقع وكيف تحول في السنوات الأخيرة إلى أكبر سوق مرجعي للسيارات في الجزائر؟
ـ «أوتو بيب» موقع شامل يعنى بكل ما له علاقة بعالم السيارات، ويتضمن بالإضافة إلى عروض الأسعار الخاصة بالجديد و المستعمل، مقالات تحليلية لواقع السوق و تحدياتها تصب في قالب اقتصادي و تنموي هادف.في البداية، كما سبق وذكرت، تكويني المتواصل في مجال التحكم في الوسائط الاجتماعية ساعدني كثيرا على خوض مجال العمل الصحفي الإلكتروني، إذ كانت لي مساهمات مع عدد من المواقع، كان آخرها «أوتو بيب» الذي اتصل بي مالكوه سنة 2013 خلال معرض الجزائر للسيارات، بدأت بالعمل معهم كمراسل، قبل أن تقرر المجموعة المالكة توسيع الموقع ليتحول إلى أشبه بجريدة إلكترونية وقد صادف أن اخترت لرئاسة تحريره.
نسجل من 3 آلاف إلى 5آلاف إعلان بيع جديد يوميا
أما عن تحكمه في سوق السيارات، فأفضل أن لا أصف الأمر على هذا النحو، لأننا نقدم المعلومة بالاستناد إلى معطيات ميدانية ولا نفرض الأسعار، حسب رغباتنا، لكن تنوع خدماتنا و آنيتها و شموليتها، فضلا عن سهولة الحصول عليها من قبل المستخدم، ساعدت على انتشار استعمال الموقع، اليوم نحصي معدل  65 ألف زائر يوميا، أما صفحتنا على فايسبوك فيتابعها  785 ألف شخص.
ـ غالبية عمليات البيع و الشراء أصبحت تحتكم لأسعار هذا الموقع، على أي أساس تحددون الأسعار؟
ـ بالنسبة للجديد ، نحن في اتصال دائم و يومي مع مختلف وكلاء السيارات في الجزائر، أما بالنسبة لأسعار المستعمل، فنضبطها بالرجوع إلى برنامج قائم على خوارزمية تعمل على تجميع المعلومات الخاصة بالسيارات المستعملة، بالاعتماد على إعلانات البيع الموجودة على موقع واد كنيس الذي يحصي يوميا بين  3 و 5 آلاف إعلان بيع جديد.
المستهلك لا يفهم متغيرات السوق ويرجعها للأفراد
 الخوارزمية تجمع المعطيات و تحدد معدل السعر المطروح في السوق، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية السيارة، نوعها، سنة تشغيلها ، قوة المحرك، نوع الطاقة و عمر العداد.
وهنا أريد أن أشير إلى أن هذه الخوارزميات تعدها كفاءات جزائرية، هم  أعضاء ذات المجموعة المؤسسة لموقع واد كنيس.
ـ بالحديث عن واد كنيس، يتهم هذا العملاق بأنه السبب وراء التهاب سوق السيارات المستعملة و العقار، وأنه يشجع المضاربة الإلكترونية ما ردكم على ذلك؟
ـ لا الأمر أكبر من مجرد موقع، أزمة سوق السيارات أزمة عالمية لا تقتصر على الجزائر، أحيانا نتلقى رسائل من أشخاص يتحدثون عن فارق في سعر سيارة معينة بين الجزائر ودولة أخرى، دون إدراكهم للاختلافات الموجودة بين هذه الأسواق و مدى تأثير انهيار سعر الصرف و تراجع سعر البترول و قيمة العملة الوطنية ، فسوق السيارات تعد مؤشرا لوضعية الاقتصاد في كل دول العالم لأن لها علاقة بالدخل القومي و القدرة الشرائية.
 وهو واقع يصح إسقاطه على سوق العقار، الجزائريون لا يزالوا بعيدين عن آليات التحكم في الأزمات، لذلك لا يفهم المستهلك تغيرات السوق و يرجعها للأفراد ، مع أنها في الحقيقة نتاج أزمة عالمية، ففي مصر مثلا، هناك مطالب بمقاطعة سوق السيارات بسبب الأسعار وهو دليل على أن الأزمة عامة.

الموقع يخلي مسؤوليته من حالات التحايل لأنه مجرد وسيط
أما بالنسبة للأسعار التي تعلن عنها الجرائد أو المواقع الإلكترونية الأوروبية، فالغالبية يجهلون بأنها ليست واقعية، لأن الإعلانات لا تحتسب قيمة الضرائب المضافة عادة.
ـ بعيدا عن الأسعار، بعض مستخدمي الموقع  يتعرضون أحيانا للتحايل و النصب، كيف تتعاملون مع الوضع و ما هي حدود تدخلكم؟
ـ بالفعل هو واقع معاش، لكن أريد التوضيح بأن الموقع يخلي كل مسؤوليته، لأنه عبارة عن وسيط و مصدر للمعلومات فقط، لكن المعاملات بين الطرفين المشتري و البائع تتم بطريقة مباشرة دون تدخلنا.
ـ بلغة الأرقام كيف استطاع هذا الموقع أن يفرض نفسه على السوق الجزائرية، وما حجم مساهمته الاقتصادية؟
ـ في نوفمبر الماضي احتفل واد كنيس بمرور 10سنوات على إنشائه، هو موقع رائد في الجزائر بلا منازع، ولد من فكرة بسيطة، لكنه اليوم حقق نقلة نوعية في المجال التجاري في بلادنا وسمح لنا بالتكيف مع التطورات الحاصلة في العالم، كما سهل العديد من المعاملات و ساعد مؤسسات شبانية على المضي قدما، فهو يعد فضاء مفتوحا على 250 مليون صفحة مشاهدة ، كما يفتح أيضا على 6 ملايين و 700ألف صفحة في كل المجالات، يتم في إثرها تجسيد معدل شهري للمعاملات و المبادلات يناهز 2ملايين معاملة.
شهريا نصل إلى مليوني معاملة
خلال العشر سنوات الماضية، أحصى الموقع 12 مليون إعلان بيع في مختلف المجالات و مختلف السلع، أما اليوم فواد كنيس يسجل 500 ألف إعلان جديد كل شهر،660 ألف زائر يوميا و 20 مليون زائر في الشهر، بالإضافة إلى مليونين  و 200 ألف منخرط دائم، و 5آلاف حساب حرفي.
بالنسبة لحجم المساهمة الاقتصادية، لا نملك لغاية الآن دراسة في هذا المجال ولم نحدد أي رقم يمكن ذكره.
ـ تسيير موقع عنكبوتي متشعب كواد كنيس، هل هي عملية صعبة ؟ و كيف تتحكمون في ملايين الإعلانات اليومية؟
ـ بالفعل عمل متعب و دائم، خصوصا إذ ما أخذنا بعين الاعتبار مهمة معالجة الإعلانات اليومية التي تصل الموقع و المقدرة بعشرات الآلاف، فنحن مطالبون بمراقبة مضمون كل إعلان لتجنب أية انزلاقات قد تسببها صور أو منشورات غير ملائمة.
تأخر ضبط السوق الإلكترونية يعيق التعاملات
ـ تأخر ضبط إطار قانوني تنظيمي للسوق الإلكترونية في الجزائر كيف يؤثر ذلك على نشاطكم و تصنيفكم دوليا؟
ـ لا يؤثر بقدر ما يعرقل، نحن في مرحلة جد متقدمة من حيث الاستعانة بخدمات المواقع التجارية الإلكترونية في الجزائر، و تأخر ضبط وضعية هذا النشاط، يعيق توسيع و تطوير هذه التعاملات، وهنا أتحدث  تحديدا عن خدمة الدفع الإلكتروني، التي من شأنها أن تسهل عمليات البيع و الشراء و تختصر الوقت و المسافة، كما تعزز الثقة في النشاط و بين المتعاملين. وهنا تحديدا يكمن الفرق بيننا وبين كبرى المواقع العالمية ، مثل « إي بي» و «أمازون» و «علي بابا الصيني» ، لأنها مواقع توفر خدمة الدفع التي انفتحت عليها الجزائر مؤخرا، و حصرتها في مجال المعاملات الاقتصادية الخاصة بالمؤسسات و الشركات.
 حاورته: هدى طابي

 

 

 

الرجوع إلى الأعلى