حققت حلم العالمية بالعمل مع العراقي قاسم محمد و الأنجليزي تيم سابل
سيجسد دور الراوي في «ملحمة قسنطينة الكبرى»، و يستعد لأداء دور خياط مجاهد في فيلم «العربي بن مهيدي» للمخرج بشير درايس..و مشاريع أخرى يحضّر لها الممثل حليم زريبيع، صاحب التجربة المسرحية و السينمائية الثرية
داخل و خارج الوطن.
ابن ولاية تندوف الذي وقف على أشهر الخشبات العالمية بكندا و انجلترا و فرنسا و إسبانيا و تعامل مع كبار المخرجين المسرحيين مثل الأنجليزي تيم سابل و العراقي قاسم محمد و الفلسطيني خالد محمد إبراهيم الطريفي... و غيرهم، تحدث للنصر عن بعض تجاربه في المجالين المسرحي و السينمائي، و استعاد بعض أهم المحطات في مشواره الفني المفعم بالمغامرات و المواقف الطريفة. 

النصر: سمعنا صوتك القوي ضمن ملحمة قسنطينة الكبرى، هلا حدثتنا عن الدور الذي ستتقمصه في هذا العمل المنتظر لافتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية؟

- حليم زريبيع: فعلا تم اختياري لأداء شخصية الراوي في هذا العمل الضخم، و سوف أظهر بكل مراحل الملحمة التاريخية الملّخصة لتاريخ هذه المدينة العريقة.

*كأن دور الراوي التصق بك؟

-لا، هذه ثاني مرة، أجسد فيها هذا الدور، البداية كانت مع الكوريغراف المعروف كمال والي الذي اقترح علّي شخصية الراوي في افتتاح المهرجان الثقافي الإفريقي(باناف)، و أظنني أديت الدور بنجاح، أو هذا ما يبدو، لأن علي عيساوي منحني فرصة تقديم مثل هذه الأدوار مرة أخرى، في عمل ضخم كملحمة قسنطينة الكبرى.

*ماذا عن باقي مشاريعك الفنية؟

- بالإضافة إلى ملحمة قسنطينة التي تشغل معظم وقتي هذه الأيام ، أنا بصدد التحضير لتصوير دوري في فيلم «العربي بن مهيدي» رفقة المخرج بشير دارايس، حيث سأتقمص شخصية خياط مناضل رافق بن مهيدي بغرض ضمه إلى الحركة الوطنية..ثمة مشاريع أخرى لكن من طبعي، عدم الحديث، سوى عما تم توقيع عقد عمل بخصوصه، دون ذلك تبقى مجرّد وعود رغم كثرتها سواء داخل أو خارج الوطن، حيث من المتوّقع أن أشارك في عمل مع مخرج عربي معروف.

* و ماذا عن المسرح، فهل ثمة مشاريع في الأفق؟

 - آخر الأعمال المسرحية التي شاركت فيها كانت «سوناتا درويش و القمر»، للمؤلف و المخرج الفلسطيني «خالد محمد إبراهيم الطريفي»و التي أنتجها المسرح الوطني، و الحقيقة أن وقوفي على الخشبة قل بعد 2013، حيث فرضت الأدوار التلفزيونية و السينمائية نفسها، عكس العروض المسرحية التي تراجع عددها في هذه الفترة، فشاركت في فيلم «العقيد لطفي» و مسلسل «سويتشرز»، كما كانت لي مشاركات عديدة من قبل في مسلسلات تلفزيونية منها «قلوب في صراع»، «أشواك المدينة»..

*هل نفهم من هذا أن الشاشة خطفتك من الخشبة؟

- بالعكس أنا أكثر ظهورا على الخشبة منه على الشاشة، و فضل أب الفنون علّي كثيرة، و لولاه ما عرفني الجمهور و المخرجين الذين منحوني فرصة الظهور على الشاشة و الحصول على عروض سينمائية و درامية متنوعة...فأنا في الأساس ممثل مسرحي و عليه فهو يأخذ كل وقتي و اهتمامي، لكن الظروف تفرض علّي أحيانا اختيار المجال الذي أتلقى فيه أكثر العروض للعمل، لأن الفن مصدر رزقي الوحيد، فحيثما تكون فرصة تحصيل المزيد من الكسب، يكون زريبيع حاضرا دون تردد(يضحك).

*أتعني، أنك لا تنتقي أدوارك؟

- فالظروف لا تمنحنا فرصة الانتقاء دائما، كما أنني ممن يؤمنون بأن الفنان هو من يصنع الدور و يجعله ناجحا أو فاشلا مهما كان العمل. فالفنان الناجح هو من يؤدي كل الأدوار و لديه قابلية التكيّف مع أي مخرج يعمل معه، كما لا يمكننا الحكم على العمل منذ البداية بأنه ناجح أو فاشل، فالحياة مليئة بالمفاجآت.. أحيانا نتوّقع النجاح لعمل ما و نوّفر له كل الظروف لإنجاحه، لكن في النهاية يفشل كما قد يحدث العكس، و أحيانا أخرى يكون النص جيّد و الإخراج رديء و العكس صحيح.

*  شاركت في أعمال مسرحية أجنبية  مع مخرجين عالميين، هلا حدثتنا عن تجربتك؟

- صحيح، شاركت في عديد الأعمال الناجحة و تعاملت مع كبار المخرجين منهم الأنجليزي تيم سابل و العراقي الراحل قاسم محمد، و الفرنسي راموف و المخرج طلعت السماوي و التونسي منجي بن إبراهيم و دليلة مفتاحي، و ظهرت في عدة أعمال ركحية مهمة منها  «ألف ليلة و ليلة»و «الحكواتي الأخير»، «شخوص و أحداث»، «سوناتا درويش و القمر»،» ندى المطر»...

*كان الحظ حليفك من حيث كثـرة العروض الداخلية و الخارجية، فلماذا لم تطرق الشهرة بابك إذا؟

- الشهرة بالنسبة لي كذبة، و على الفنان الواثق من نفسه و قدراته أن يهتم بعمله و كيفية تقديمه بشكل جيّد، و ترك الأمور الجانبية..المهم بالنسبة لي، هو الوقوف بالمسارح العالمية، و الحمد لله، كنت محظوظا إلى حد كبير من حيث مشاركاتي العديدة  في الأعمال المسرحية العالمية و التظاهرات الدولية المهمة بكل من أنجلترا، كندا (الأوبرا الكندية) و مهرجان قصر الحمراء الثقافي  الدولي للمسرح المحترف..أظن أن الكثيرين يجهلون ذلك.. فعلا الحظ يلعب دوره، لكن التوفيق يبقى من رب العالمين، و يكفيني فخرا أن اسمي موجود في أعمال ناجحة، و أظنني أنني حققت حلم العالمية بعد عملي مع المخرجين القديرين قاسم محمد و تيم سابل.

*صراحة هل استفدت من تجربتك الفنية داخل الوطن أم خارجه؟

- كل الأعمال أثرت في بشكل أو بآخر، لكن تبقى تجاربي مع بعض المخرجين راسخة بذهني أكثر من غيرها، مثلما هو الأمر مع المسرحي العراقي الراحل قاسم محمد، فتجربتي معه كانت ثرية للغاية و كان ذلك بأرض الوطن، حيث جسدت شخصية أبو حيان التوحيدي في مسلسل»شخوص و أحداث» نفس الشيء بالنسبة لتجربتي مع المخرج الانجليزي الشهير تيم سابل التي منحتني فرصة صعود خشبات عالمية و المشاركة في أعمال أجنبية أخرى..لذا اعتبر كل التجارب مفيدة و مهمة في حياة الهاوي و المحترف على حد سواء.

*درست الفن بسوريا، أخبرنا عن هذه التجربة؟

- فعلا، درست الفن بسوريا، لكنني تخليت عن دراستي في بدايتها لأن والدتي رفضت فكرة عيشي بعيدا عنها، خاصة بعد وفاة والدي، و كان علّي تلبية طلبها، لكنني لم أتخل عن حلمي في احتراف المسرح و فن التمثيل عموما.

*تتحدث اللغة العربية بطلاقة، فهل الأمر نفسه مع الانجليزية؟

- لم أكن أتحدث الانجليزية من قبل، مما حملني على حفظ أدواري عن ظهر قلب، و لحسن الحظ، مر الأمر دون مشاكل أو صعوبات تذكر، خاصة و أنهم في الخارج كانوا يهيئون لنا كل الظروف المناسبة للعمل و حسن إتقان اللغة، و  الشيء نفسه مع اللغة الفرنسية التي استعملتها في إحدى الأعمال مع المخرج راموف.

*هل تحلم بأداء دور لم يحالفك الحظ بعد في تجسيده؟

- صراحة لا، فكل الأدوار تستهويني، و أحب كثيرا تحدي نفسي لتقديم الأفضل.
حاورته مريم بحشاشي
 

الرجوع إلى الأعلى