أغلبيــــــة العائـــــــلات تحبــــــذ الديكــــــــور العصـــــــري  ولها نظـــــــرة خاطئـــــة عن الديــــــكور التقليـــــــدي
أكشفت معدة و مقدمة برنامج « زين دارك» بالتلفزيون الجزائري ريم باغلي، أن تغيير  ديكور  منزل و طلائه و تأثيثه يكلف نحو 80 مليون سنتيم، مضيفة في حوار خصت به النصر، أن 70 بالمائة من العائلات التي زارها البرنامج تحبذ الديكور العصري و لها نظرة خاطئة حول الديكور التقليدي، مرجعة ذلك إلى غياب الترويج للموروث الثقافي لبلادنا.
 
  النصر: حصة « زين دارك» تعتبر الأولى من نوعها في التلفزيون الجزائري..كيف راودتك فكرة إعدادها؟
ـ ريم باغلي: لقد كنت أقدم ركنا في حصة « صباح الخير يا جزائر» عبر كنال ألجيري لمدة 3 سنوات، و أتيحت إلي هذه الفرصة بعد أن فتحت محلا للألبسة النسائية أمام مقر التلفزيون الجزائري بالعاصمة في سنة 2009، و صممت للمحل ديكورا مميزا، كانت جل زبوناتي إعلاميات و موظفات بالتلفزيون، غير أنني لم أكن أشرف على  معاملات البيع و الشراء بل كلفت بائعة بذلك و  كانت تطلعني على أسماء الزبونات اللائي كن يترددن على المحل و انبهارهن  بالديكور. و في أحد الأيام سألتها مقدمة برنامج «صباح الخير يا جزائر» آمال غرمي عن مصمم ديكور المحل و طلبت منها الاتصال بي، و بعد أن تحدثت إليها،  اقترحت علي تقديم ركن الديكور في هذا البرنامج كل يوم أحد، و وافقت و كنت أبرز من خلاله الهندسة الجزائرية.

محلي التجاري المجاور لمقر التلفزيون وراء دخولي إليه

. كيف انتقلت في ظرف وجيز من تقديم ركن في برنامج إلى الإشراف على تقديم برنامج «زين دارك»؟
ـ عندما كنت أقدم ركن الهندسة و الديكور في برنامج «صباح الخير يا جزائر» ، كنت أفكر في حصة «زين دارك»، و عملت على تطوير هذه الفكرة عندما تعرفت على مختصين، حيث أضافوا إلي الكثير من أجل صقلها و بلورتها في شكل تصور جديد لبرنامج تلفزيوني جزائري. لقد عملت مع سمير ساعد بوزيد و هو مدير إنتاج الحصة، و مع محترفين في مجال السمعي البصري. و عرضت مشروعي على إدارة التلفزيون فأعجب به المسؤولون و وافقوا عليه، و انطلق بث أول موسم من البرنامج سنة 2014.
. هل أنت مختصة في فن الديكور؟
ـ درست الهندسة في الجزائر العاصمة، و بعد إتمام دراستي سافرت إلى فرنسا لأن رغبتي كانت قوية في متابعة تكوين في تصميم الديكور و الألوان. درست هناك لمدة ثلاث سنوات فن تصميم الديكور، ثم عُدت إلى الجزائر و فتحت مكتبا في الهندسة و تصميم الديكور، رفقة زوجي المتخصص في ذات المجال، لكن حبي للتغيير و الخروج عن الروتين دفعني إلى فتح محل للألبسة النسائية .


. هل خضعت لتكوين في مجال التقديم التلفزيوني ؟
ـ لم أتلق تكوينا في مجال السمعي البصري، لكنني أعتبر تقديمي لركن الديكور على المباشر في برنامج «صباح الخير يا جزائر» ، بمثابة تربص لي ، ساعدني في تقديم حصة « زين دارك»، حيث قال لي آنذاك مدير التلفزيون حمراوي حبيب شوقي بأنني قادرة على الوقوف أمام الكاميرا.


البرنامج في مضمونه اجتماعي إنساني

. ما هي المعايير التي تعتمدون عليها في قبول طلبات العائلات؟
ـ « زين دارك» برنامج عائلي من إنتاج التلفزيون الجزائري، يهدف إلى رسم البسمة على وجوه العائلات البسيطة ذات الدخل المحدود التي تعيش ظروفا صعبة، فإدارة البرنامج تعتمد على قاعدة معينة في الانتقاء، فبعد القيام بعملية التسجيل عبر صفحة البرنامج على الفايسبوك، نقوم بعملية القرعة بواسطة نظام إلكتروني حسابي، و ننتقي 30 عائلة، بعد ذلك نزور هذه العائلات للإطلاع على وضعها و حالاتها الاجتماعية، لنقوم بانتقاء العائلات التي نجد أنها  بحاجة إلى مساعدة، و نمنح الأولوية  للأرامل و كذا العائلات التي لديها أبناء معاقون و تعيش ظروفا صعبة.
. هل سبق لك و أن تفاجأت لدى زيارتك لإحدى هذه العائلات بوضعها المزري و تأثرت كثيرا بذلك؟


ـ نعم ، أتذكر جيدا زيارتنا لأسرة مُعيلها عامل بسيط جدا في البلدية يتقاضى راتبا لا يتجاوز مليون و  800 سنتيم، حيث تفاجأنا بأن أفراد أسرته ينامون على الأرض.  قبل تصوير البرنامج أحضرنا لهم أفرشة ، حتى لا نحرجهم، فالبرنامج هدفه اجتماعي محض و هو مساعدة العائلات، لكننا لا نحبذ التركيز على نقل المعاناة، بقدر ما نبرز بأنه برنامج يهتم بفن الديكور .

نتكفل باقتناء أثاث جديد و أشغال الديكور بنسبة مئة بالمئة

. هل سبق و رفضت عائلة الديكور الذي اقترحتموه عليها ؟
ـ لا بالعكس، كل العائلات تبدي إعجابها بالديكور، حيث أنني أصمم لكل عائلة ديكورا يتماشى مع  رغبات أفرادها  و متطلباتهم و ما يتماشى و طبيعة شخصياتهم. فأنا قبل البدء في التصميم أتحدث إليهم مطولا، و أحاول أن أعرف ما يحبذون. إن 90 بالمئة من العائلات التي عملت معها تقول لي بأن الديكور مناسب جدا ، تماما كما كنا نريده.
. بما أن زوجك متخصص في الهندسة...هل يساعدك في مجال التصميم؟
ـ لا ... زوجي درس الهندسة المعمارية و هو تخصص بعيد عن كل ما هو ديكور ، غير أنه يُساندني كثيرا و يدعمني للمضي قدما نحو تحقيق كل ما أهدف إليه، و يتفهم عملي الذي يدوم ساعات طويلة إلى غاية الساعات الأخيرة من الليل.

أواجه صعوبات لأنني أم لطفلين

. ما هي الصعوبات التي تواجهينها؟
ـ لأنني أم أجد صعوبة كبيرة في التوفيق بين مختلف مسؤولياتي و واجباتي. في الكثير من الأحيان أعمل من الساعة 6 صباحا و إلى غاية 11 ليلا مع العائلات، و هذا صعب جدا بالنسبة لي كأم لابنين، و أعتبر هذه النقطة سوداء في عملي، غير أن مساعدتي للناس و مساهمتي في إدخال الفرحة إلى بيوتهم يجعلني أتجاوزها، كما أن ابنتي الكبرى التي تبلغ 8 سنوات من عمرها، أصبحت متفهمة جدا لعملي و تأخري في العودة إلى المنزل. من الناحية المهنية نجد صعوبة في إيجاد الأثاث المناسب، حيث أن كل ما هو موجود في السوق متشابه، ما يجعلنا نخضع لما هو موجود.
. كم يكلفكم تغيير ديكور بيت واحد و تأثيثه؟
ـ يكلف تغيير ديكور البيت الواحد و طلائه و تأثيثه حوالي 800 ألف دينار، و يتكفل التلفزيون الجزائري بالمصاريف إلى جانب الممولين. الموسم الثاني من «زين دارك»، خصصناه فقط للعائلات القاطنة بالعاصمة، نظرا للميزانية الممنوحة للبرنامج، حيث كان من الصعب التنقل إلى مختلف ولاية الوطن بفريق عمل يضم حولي 40 شخصا و التكفل بهم من حيث المبيت و الأكل، كما أن أسعار الأثاث و مواد البناء ارتفعت كثيرا، لكننا برمجنا تخصيص موسم للعائلات القاطنة بولايات الجنوب و بمختلف مناطق الوطن الأخرى.

أخصص ركنا لشرح طريقة صنع قطع ديكور بسيطة و غير مكلفة

. لماذا تركزين خلال تقديمك للبرنامج على تصميم قطع ديكور بنفسك و تشرحين طريقة استعمالها في البرنامج ؟
ـ نعم أنا أركز على تصميم قطع ديكور بنفسي و أحرص على إبرازها ضمن ركن في الحصة، لأنني أريد تلقين ذلك للمشاهد و خاصة النساء، فبعض القطع يمكن انجازها في المنزل بمستلزمات بسيطة جدا و غير مكلفة.
. ماذا تفضل العائلات الجزائرية...الديكور الجزائري التقليدي أم العصري؟
ـ  70 بالمئة من العائلات التي عملنا معها تحبذ الديكور العصري،  و لديها نظرة خاطئة عن الديكور التقليدي، و هذا راجع إلى نقص الترويج لثقافتنا، لهذا أحاول دائما تقديم شروحات حول مزايا الديكور التقليدي الجزائري و جمالياته، فقد أجريت حوله عديد الأبحاث من أجل إبرازه في تصميماتي، ما يجعل هذه العائلات تقتنع بإضفائي بعض اللمسات التقليدية فقط على ديكور بيوتها، رغم أنني أحب كثيرا الديكور التقليدي.
حاورتها أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى