تلقـيـت رســائــل تـشجـيـع مـن الخـــارج و أنـتظـــر الـتفـــاتــة مـن بـلــدي
عرض مركز الطاقات المتجددة بالعاصمة اختراعا جديدا لسيارة كهربائية من صنع جزائري  مئة بالمئة لصاحبها المهندس أسامة طوابة، ويعد هذا النموذج ثاني ابتكار مطور من حيث استخدام الطاقة المتجددة في تشغيل سيارة كهربائية مصنوعة من مواد خفيفة. هذا النموذج الذي يناسب المناطق الحضرية صُنع كلية بمادة الألمنيوم لكي يكون خفيف الحركة أثناء السير، ويمكن لهذه السيارة المزودة بمقعدين أن تسير بسرعة تبلغ 40 كم/سا، وأكد المبتكر المتحصل على براءة اختراع من المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية أن هذا الاختراع ما هو إلا خطوة أولى لمسار طويل يجب استكماله لتطوير هذا المجال ودمجه في طابعه التجاري، وأضاف ابن مدينة قسنطينة خلال الحوار الشيّق الذي خص به النصر بأنه يضرب موعدا للمستثمرين بالصالون الوطني لمنتجات البحث العلمي الشهر المقبل، معربا عن أمله في الحصول على المساندة اللازمة من أجل تجسيد أفكاره على أرض الواقع، خاصة وأنه لديه عدة مشاريع قيد الدراسة.
حاوره: مروان. ب
-صنعت الحدث باختراعك الجديد، والمتمثل في إنجاز سيارة كهربائية، هل لك أن تحدثنا عن هذا المشروع؟
هذه السيارة الكهربائية مائة بالمائة جزائرية، وهي مشروعي الخاص، بحكم طبيعة عملي كباحث بمركز تطوير الطاقات المتجددة بالعاصمة، حيث كانت عبارة عن فكرة تراودني منذ عدة سنوات قبل أن أحاول تجسيدها على أرض الواقع، والحمد لله نجحت في الوصول إلى مبتغاي، بعد أن قدمت هذا النموذج الأولي، في انتظار إدخال بعض التعديلات عليه، في حال نجحت في الحصول على الدعم المطلوب.
الجزائر بحاجة إلى باحثين حقيقيين لا أصحاب شهادات
-منذ متى وأنت تشتغل على هذه السيارة الكهربائية ؟
أمتلك عدة براءات اختراع، وهذه السيارة هي آخر مشروع بالنسبة لي، وسبقتها عدة إنجازات، على غرار الكرسي الكهربائي المتحرك لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي أنجزته سنة 2012  لما كنت طالبا بجامعة قسنطينة، قبل التحول إلى أدرار، لقد قدمت عدة مقترحات في تلك الفترة عن مشاريع مهمة، ولكني لم أجد الاهتمام من طرف المسؤولين، باستثناء الحصول على بعض التشجيعات من أساتذتي، الذين لم يكن بوسعهم تقديم شيء لي،... هذه السيارة الكهربائية هي ثمرة آخر مشاريعي، ولقد نجحت في الوصول إلى نتيجة بعد خمسة أشهر فقط من العمل.
-هذا نموذج متطوّر عن سيارة أعددتها من قبل، أليس كذلك؟
أجل اخترعت سيارة أخرى قبل هذا النموذج، وهي عبارة عن سيارة تتسع لشخص واحد، وهي شمسية فقط، ولا تشحن، وتستعمل أكثر في المناطق الجنوبية، بالنظر إلى توفر أشعة الشمس باستمرار، فضلا عن أنها تشتغل لمسافة50  كلم، ومن سلبياتها أن سرعتها ضعيفة، وتحتاج إلى الطاقة الشمسية بشكل دائم، على عكس النموذج الأخير الذي يعد أكثر تطورا، ويقترب بشكل كبير إلى السيارة العادية، ومن ميزاتها أنها تحتوي على مقعدين، ولا تحمل ألواحا شمسية، وإنما بطارية متطورة تشحن بالطاقة الشمسية، وبإمكانها أن تقطع مسافة 200 كم بعد شحن بطاريتها  لمرة واحدة، ويناسب هذا النوع المناطق الحضرية.
سيارتي يمكن أن تسوّق بنصف ثمن النماذج المصنعة في أوروبا
-ماهي مواصفات هذه السيارة وماهي أبرز ميزاتها ؟
هذه السيارة الكهربائية تشبه إلى حد بعيد السيارة العادية، وكما تعلمون توجد هذه الأنواع بكثرة عبر العالم، وهي قيد التطوير، سواء في «المرسيديس» أو «بيجو» أو «رونو» أو غيرها من العلامات التجارية الكبرى، وهي تعد سيارات مخصصة بالدرجة الأولى للمدن، كونها صغيرة الحجم، فعلى سبيل المثال سيارتي تبلغ من الطول 2.5 متر، وهي مصنوعة بشكل كلي من الألمنيوم، حتى تكون خفيفة الحركة أثناء السير، وتصل سرعتها ما بين 40 إلى 50 كم/سا، في حين أن وزنها لا يتجاوز قنطارين، وسعرها معقول للغاية، مقارنة ببعض النماذج المشابهة في الخارج، والتي يتراوح سعرها ما بين 140 إلى 180 مليون سنتيم، كما هو الحال عند شركة «رونو»، وفي هذا الصدد أعود بكم إلى التعليقات التي أتتني من طرف بعض الأشخاص عندما قلت بأن سعر سيارتي في حدود 70 مليونا، فهناك من تهكم علي، وأبدى استغرابه للأمر، مؤكدا بأن سعرها جد مرتفع، ولكنهم تناسوا إيجابياتها الكثيرة، مركزين أحاديثهم عن سرعتها الضعيفة، دون معرفة الحقيقة، والمتمثلة في أنني من قمت بتحديد سرعتها بـ40 كلم/سا، كونها لا تتعدى أن تكون مجرد نموذج تجريبي، وأنا قادر على إيصال سرعتي إلى 100 كلم/سا،... لقد اتخذت بعض الاحتياطات في البداية، ورفضت المغامرة بوضع أشياء أكثر تكلفة، خاصة وأنني أنفقت عليها من جيبي الخاص.
تلقيت رسائل تشجيع من الخارج وأنتظر التفاتة من بلدي
-لم تحدثنا عن إيجابياتها مقارنة بالسيارات العادية ؟
أبرز الإيجابيات هي أنها تجعل مستعمليها ينسون وجود محطات البنزين، كونها تعمل بالطاقة الشمسية، ولا تحتاج إلى أي مصاريف، كما أنها سهلة جدا للقيادة، وتسير بجهاز التحكم، باستثناء دواسة السرعة و المكابح، كما أن الصيانة بها منعدمة، باستثناء العجلات التي تكون بحاجة إلى التبديل كما هو الحال بالنسبة للسيارت العادية، دون نسيان أن هذا النموذج يناسب المناطق الحضرية، على اعتبار أن هذه السيارة هي صديقة للبيئة ولا تصدر أي انبعاثات ملوثة.
-كيف يتم استعمال هذه السيارة، وهل لك أن تشرح لنا كيفية شحنها ؟
 لديها طريقتين للشحن، كما هو الحال لكافة السيارات الكهربائية، الأولى باستعمال النظام العادي، والمتمثل في إيصالها بمولد كهربائي، ما يمكنك من شحن المحرك الذي يحوز على بطاريات خاصة، والثانية عن طريق الألواح الشمسية، التي يجب اقتنائها إلى جانب السيارة، حيث تكون مطالبا بشحنها باستمرار، وتكلفتها ليست كبيرة، ولا تتجاوز عشرة ملايين سنتيم.
-هل هناك من تبنى مشروعك أم ليس بعد ؟
لا يوجد أي اهتمام رسمي إلى حد الآن، في انتظار أن أقوم بعرض نموذج هذه السيارة   خلال الصالون الوطني لمنتجات البحث العلمي المزمع تنظيمه بتاريخ18  ماي القادم بالجزائر، وذلك بهدف تقديم السيارة للجمهور الجزائري، وأيضا للمستثمرين في مجال السيارات، لقد اكتفيت في الأيام الماضية بتقديمها لوسائل الإعلام من أجل أن تكون على إطلاع بآخر ابتكاراتي.
-هل تلقيت عروضا من طرف بعض الشركات ؟
أمتلك عدة براءات اختراع في نفس قيمة وأهمية السيارة الكهربائية، ولكني في كل مرة لا ألقى الدعم اللازم من أجل دمجها إلى طابع تجاري، أنا أتساءل لماذا كل هذا التجاهل والتهميش؟؟، إلى درجة أنني لا أحظى حتى بالتشجيع للمواصلة في هذا الدرب، ولم لا النجاح في تقديم منتوج جزائري مشرف، لقد تلقيت رسائل التهاني والتشجيع من الخارج، في وقت لم يكلف أي شخص من الجزائر نفسه للاستفسار حول هذا المشروع الذي هو في فائدة الجميع.
المركبة تشحن بمولد أو الألواح الشمسية ولا تتطلب الصيانة
-هل تفكر في نقل مشاريعك إلى الخارج ؟
لا أدري إن كنت سأستمر بالجزائر أم لا؟، ولكن الشيء الأكيد، هو أنني سأسعى جاهدا من أجل تشريف بلدي بمثل هذه المشاريع، التي هي بحاجة إلى الدعم من أجل تقديمها كمنتوج تجاري، يجب أن تعلموا بأن مثل هذه الاختراعات ما هي إلا خطوة أولى لمسار طويل يجب إكماله  لتطوير هذا المجال ودمجه في الطابع التجاري، الذي يبقى من مهام المستثمرين بالدرجة الأولى.
- ماهي العراقيل التي تواجهها في هذا المجال؟
أواجه بعض العراقيل في مجالي كغياب مصادر التمويل، حيث اضطر في الكثير من المرات للإنفاق على مشاريعي من جيبي الخاص، بحكم أن طالب الدكتوراه أو المهندس لا يحق له التقدم بطلب للوزارة الوصية من أجل الاستفادة من الدعم، الذي هو من حق البروفيسور فقط، أتمنى أن تفتح أمامنا الأبواب من أجل تفجير طاقاتنا، خاصة وأن لدينا العديد من الأدمغة بأرض الوطن التي هي بحاجة إلى المؤازرة من أجل تقديم أمور تشرف الجزائر.
- هل تملك اختراعات أخرى، وماهي مشاريعك المستقبلية ؟
أجل أنا بصدد التفكير في عدة ابتكارات، ولكني لا أريد الحديث عنها إلى غاية الانتهاء منها، وتجسيدها على أرض الواقع، أنا لا أريد تكرار الأخطاء الماضية، كوني سبق أن تحدثت عن السيارة الكهربائية في إحدى البرامج الإذاعية بقسنطينة قبل عدة سنوات، ما وضعني تحت الضغط، وجعلني لا أنجح في تقديم مشروعي حتى الآن، سأترك كل شيء للوقت، ولكني أتمنى أن أظل بالجزائر حتى أفيد بلدي الذي هو بحاجة إلى باحثين حقيقيين وليس أصحاب شهادات فقط.
سأعرض الاختراع  على المستثمرين بالصالون الوطني
- بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
للأمانة لقد تم إنجاز هذا المشروع المتميز تحت إشراف «البروفيسور» محمد صالح آيت الشيخ من المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالعاصمة، حيث كان الداعم العلمي والمادي والمعنوي الوحيد من أجل تقديم السيارة الكهربائية بهذا النموذج المتطور.
م/ب

الرجوع إلى الأعلى